بين (التحصيل) و(التوصيل).. التغيير بالتدريب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74465 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2019, 08:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي بين (التحصيل) و(التوصيل).. التغيير بالتدريب

بين (التحصيل) و(التوصيل).. التغيير بالتدريب
نانسي خلف


"المُمارِس غلبَ الفارس": هكذا كان يُردِّد المُدرِّب خلالَ حصص تدريبنا، ولم أكن في يومها أتجاوزُ العشر السنوات من العمر، إلا أن كلامَه تجاوز هذه السنوات بعدَّة تساؤلات.

فكم من فارس بعلمِه وعملِه، سَبَقه ممارسٌ لعلمِه بعمله!

وكانت البداية هناك، تخرجت في الجامعة، وأدركت أنَّ العلوم النظريَّة وحدَها لا تكفي، وهذا شعور الكثير من المتخرِّجين، وبين (المعلومات النظرية) و(التطبيقات العمليَّة) مسافةٌ عليك اجتيازُها؛ لتصل بعدها إلى منصة الإنجازات، وتطلَّ على شاشة التغييرات.

بدأت من هناك، حين انتقلتُ من الكتب الجامعيَّة إلى مجلدات الحياة، ولاحظتُ هذه الفُروقاتِ على مختلف المستويات: التربويَّة، العمليَّة، الدعويَّة، وحتى على مستوى العَلاقات.

وتجلَّت أمامي الأسبابُ بهذه الكلمات: إنه المضمون الذي نَمتلك، والعرضُ الذي نُقدِّم؛ فالمضمون (بضاعة رائجة)، والعَرض (دعاية كاسدة)، وازدادت رغبتي في معرفة السبب عندما دخلت العملَ الإعلامي حيث فنُّ العرض والإلقاء، وفنُّ الكتابة للإذاعة، وما تَحمِلُ من عناصرِ التشويقِ والجَذْب وغيرهما، ولكن هل المشكلة في معرفتنا لهذه الأساليب؟ أم في تطبيقنا لها كمهارات؟ وبما أنَّ الإذاعة بذاتها هي مصنعُ التدريبات، فهي تُحوِّل المعلومات إلى مهارات عن طريق الممارسة والتطبيق، فأيقنتُ أن بدايةَ التغيير بالتدريب.

وقِسْ على الإذاعة مسائلَ عدَّة في حياتنا؛ فالتدريب يبدأ في مراكز بيوتنا، ومع أصغر المتدربين في العالم؛ أطفالنا، وبين (معلوماتي التربوية والتربية الحقيقيَّة) مسافة تساوي المسافة بين (علمي وعملي)، مسافة عليَّ أن أجتازها؛ لأنجح كأمٍّ مربية، وفي رحلة جديدة للبحث عن التطابق بين معرفتي كأمٍّ بقواعد التربية السليمة، وبين سلوكي كأمٍّ في تربية ابني: "لماذا تركتَ ألعابك؟ لماذا لم تُكْملْ طعامَك؟ لماذا لم تَغسلْ يديك؟..."، حتى ضاق صدرُ طفلي من وابل الأسئلة التي تَنهالُ عليه، والتي اعتاد عليها، فلم تعُدْ تُجدي نفعًا، ولا تترك أثرًا، ولا تُغيِّر تصرُّفًا، إلى أن راقبتُ نفسي، وعمدتُ إلى التغيير، وكانت الخطوة الأولى التخلُّص من كلمة (لماذا)، وبدأتُ عملية التغيير بالتدريب.

وفي طريق التغيير إشاراتُ سيرٍ مهمَّة؛ لاجتياز المسافات بين العلم والعمل، وهذه الإشارات تحملُ معها أسئلةً للتنقيب عن أهمية التدريب، إليكم بعضها إن أردتم البَدْء والمسير:
إلى كلِّ طالب علم منَّا: هل ترجمتَ هذا المضمون الكمِّيَّ من المعلومات بتصرُّفٍ نوعي؟ هل نقلتَ هذه المعلومات من حلقة التفكير إلى حلقة التنفيذ؟

إلى الدعاة: هل غيَّرت بمعلوماتك الوفيرة وجهةَ أفكارنا؛ لتساعدَنا بها على تعديل سلوكنا؟ ولعلَّك تقول في نفسك أيها القارئ: (تغيير السلوك يحتاج إلى وقت)، نعم صحيح، ولكن هل استطاع الداعيةُ بكلامه أن يهزَّ مركز القرارات عندنا، ويبعث فيها شرارة التغيير في أنفسنا؟ هل تأثَّرنا بخطابه وتعابيرِ وجهه وحركة جسده؟

وإن كنتَ عزيزي القارئ ممَّن يتسابقون لحضور المحاضرات، وإن كنت عزيزتي القارئة ممَّن يَرصدون أهمَّ ما جاءت به هذه اللقاءات - هل غيَّرتك هذه المعلومات التي أُلقِيت للمرة العاشرة على أسماعك وأسماعِنا، حتى دخل فيها المحاضرُ موسوعةَ غينيس للتَّكْرارِ؟!

وفي المسرحيَّات، هل خطفَنا هذا الممثلُ إلى المشهد الذي يريد، بالصوت والصورة والأحاسيس، وبعَرض فريدٍ إلى حيث الفكرةُ تريد؟

وفي كل يوم يلحُّ علينا السؤالُ: لِمَ لا أطبِّقُ ما قرأتُ؟ لِم، وقد اقتنعتُ بأهميَّة ما قرأتُ، وضرورة ما حصَّلتُ؟ ومع علمي اليقيني بأهميَّة هذه المعلومة التي غيَّرت تفكيري، لِمَ لم يتغيَّر سلوكي؟

فأفكاري هنا، وسلوكياتي هناك! فتزداد الحيرةُ، ويلحُّ السؤال، خاصة عندما أشعرُ بقوة الطاقة في داخلي، ولكن أين الفعل؟ أين الحركةُ؟ كلُّها أسيرة صندوق الفكر.

نعم، إنه المضمونُ الذي نمتلكُ في داخلنا، والعَرضُ الذي نخرجُه لغيرنا، وهذه هي النتيجة وليست هي السبب، فالسببُ موجودٌ بين (المضمون) و(العرض)؛ وهو الفراغ الملحوظ، الذي كثيرًا ما يشبه الفراغَ الذي يشغل مجالسَنا، ويسري على ألسنتنا؛ فراغٌ بين (التنظير) و(التطبيق).

يقول جيم رون صاحب كتاب (السعادة الدائمة): "التَّكْرار أساس المهارات".

والتَّكرار هو الرجوع إلى الشيء بهدف التمكُّن منه، فالطالبُ يُكرِّر الدرسَ؛ ليتمكَّن من المعلومات، ويُتِمَّ حِفظها، وكذلك المحاسِب يُكرِّر مراجعةَ الحسابات؛ ليُدقِّق في صحتها، ويتأكَّد من مصداقيَّتها، وهكذا.

ولكن هل سَبَق لك وأن كرَّرت تصرُّفًا ما بقصد تقويمِ سلوكك؟ وهل فكَّرت أن تغيِّر عادةً مذمومةً بتدريب نفسك على نقيضِها من العادات المحمودة؟

أيُّها القُرَّاء الأكارم، إننا نُكرِّر أفعالًا وتصرُّفاتٍ كثيرةً، ولكن لِمَ نكرِّرُها؟ ما الهدفُ منها؟ أم أنه (تَكْرار عادة) لا (تَكْرار عبادة)؟ وما بين العادةِ والعبادة أجورٌ باهظة الثمن يُخشَى ضياعُها!

واسمحوا لي أن أستخدِمَ مصطلحًا يُعبِّر أكثرَ عن الفكرة، باستبدال (التَّكْرار) بكلمة (التدريب).
وبتعبيرٍ أدقَّ أقولُ: (التدريب أساسُ المهارات).
وإن كان القولُ الشائع: ( التَّكْرارُ يُعلِّم الشُّطَّار)، فالتدريب يعلم الشُّطَّار وغيرَ الشُّطَّارِ.

ومن ذلك كلِّه يظهر لنا السببُ في انتشارِ المواد التدريبيَّة ووَفْرة المراكز التدريبيَّة التي شهدناها في الآونة الأخيرة، واستقراءً لهذا الواقع فإن التوجُّهَ العامَّ في المؤسسات المختلفة، والمِهن المتنوِّعة سيكون نحو التدريب، وإذا تحدَّثْتُ على صعيد الإعلام فإن أغلب الإعلاميِّين بدؤوا بالتوجُّه نحو التدريب؛ لما له من تأثيرٍ قويٍّ وانعكاسٍ حقيقي على واقعنا.

وإن كان الإعلامُ هو سيدَ الموادِّ التدريبية؛ لما تتطلَّبه المهنةُ من حضورٍ ذهني، وتركيزٍ عالي الجودةِ، ومهارات دائمةِ النموِّ والتطوير، فذلك لا ينفي ضرورةَ التدريب في باقي القطاعات والمهن لرفع الكفاءة، وشَحْذ الأدوات الذاتيَّة، والطاقات الداخليَّة، وهي كشَحْذِ المنشار وأدوات النجَّار كما يصوِّرها ستيفن كوفي، فنحافظُ على تجدِّدنا في زمن السرعة، ونثبِّت آثارَنا في عصر الابتكار، ونملأُ الفراغَ في تربيتِنا وأعمالنا وأقوالنا ومسؤولياتنا.

وأختتم الكلامَ بتصويب فكري لملء الفراغ، تحدَّث عنه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله مستخدمًا هذا التشبيه فقال: "إنَّ المعلومات النظريَّة التي لم يَنقلْها العملُ من دائرة الذهن إلى واقع الحياة - تُشبِهُ الطعامَ الذي لم يحوِّلْه الهضمُ الكامل إلى حركةٍ وحرارة وشعور".

وكم من معلومةٍ ذهبت طيَّ النسيان ولم نَستفِدْ منها، والسببُ أنَّها لم تَدخُلْ ملفَ التطبيقات، وبَقِيتْ أفكارًا وحوارات ذاتيَّة.

أحبَّتي، باختصار لكلِّ ما ذكرناه مسبقًا: التدريب يملأ الفراغ.
الفراغ بين (التحصيل) العلمي و(التوصيل) العملي، الفراغ بين (التنظير) الكلامي و(التطبيق) الفعلي.
بل إنه الفراغُ بينَ (الاكتفاء المعرفي) و(الانكفاء السلوكي)، وكُلُّ واحد منَّا مُتدرِّب في دورة الحياة.

أمَّا افتتاحيَّة الدورة التدريبيَّة، فستكون في تربيتِنا ومن بيوتنا، لنبدأَ منها (مدرِّبًا معتمدًا)، ونتدرَّج إلى (مدرب أوَّلَ معتمد) فـ(مدرِّب مدربين)، وهكذا نترفَّع في الدرجات التدريبيَّة؛ لنرتقيَ في سُلَّم القدرات بقوَّة حقيقيَّة.

فنقرِّب المسافات بين ما كان وما سيكون، وبين ما نحن عليه وما نرغبُ أن نكون عليه، وما بينهما فراغٌ لا يملؤه إلا "ممارسٌ غلبَ فارسًا" وبالتدريب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.66 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]