نحو مجتمع إنساني متراحم: جبر القلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2021, 08:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي نحو مجتمع إنساني متراحم: جبر القلوب

نحو مجتمع إنساني متراحم: جبر القلوب

علياء ناصف

وسط زحام الحياة.. وفي غمرة المشاغل والمسؤوليات ننسى ونحتاج أن نتذكر معا ما نسيناه أو تناسيناه بفعل أنفسنا التي تعجز أحيانا أن تجلس برهة مع أنفسها لتراجع وتدقق وتعيد النظر وتتذكر.

من منا يتذكر ما نسيه الكثير وربما لم يعد يتذكره إلا القليل، ألا وهي عبادة «جبر القلوب».

جبر القلوب هو ما يسأله البعض من مولاه في دعائه قائلا ما كان يقوله رسول الله " صلى الله عليه وسلم" بين السجدتين: «اللهم اغفر لي وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وارزقني» (رواه الترمذي).

وينساه البعض الآخر في تعامله مع عباد الله فنجد من يؤلم قلوبهم ويعتصرها حزنا ولا يبالي بكسرها إما بكلمة أو فعل، ويمضي بلا حساب للنفس، بلا وقفة مع الذات، إما تجبرا عليهم أو لنقص وربما لانعدام الخبرة الحياتية في مدرسة العلاقات الإنسانية الإسلامية.

ولكن قراءة متعمقة لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ما يغني الطالب للعلم في تلك المدرسة عن قراءة عشرات ومئات الكتب والمؤلفات، ليعرف كيف يتعامل ويتقن فن العلاقات بين الأفراد على أقوى الأسس وأمتنها.

صورة من صور الرحمة

إن من أسماء الله الحسنى «الجبار»، و له ثلاثة معان: الأول بمعنى «القوة»، والثاني بمعنى «الرحمة»، والثالث بمعنى «العلو».

وإذا كان الله سبحانه وتعالى يتفرد بالعلو والقوة وليس لبشر أن ينازع الله في علوه و كبريائه وجبروته وقوته، وفي هذا المعنى قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله رداءه، فإن رداءه الكبرياء وإزاره العزة، ورجل شك في أمر الله، والقنوط من رحمة الله» (رواه الإمام أحمد).

أما الرحمة فقد أمرنا نحن العباد بها، بأن تكون من صفاتنا وجوهرا لحياتنا، وهاهو قول خير البرية رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» (رواه أبوداود والترمذي).

وعندما نكون مأمورين بالرحمة، فمن ثم فحن مأمورون ومطالبون بجبر القلوب، فجبر القلوب صورة من صور الرحمة، أي إن جبر القلوب عبادة، فالعبادة طاعة وإذعان لأوامر الله، والحديث عن الرحمة بين العباد فيما بينهم يتسع للكثير والمزيد من الأقوال والأفعال التي تضمن أن نعيش معا في مجتمع إنساني له خاصية التراحم بين أفراده وجماعاته، فلا يطغى أحد على أحد، ولا تقهر جماعة جماعة أخرى ظلما وبهتانا.

«جبر القلوب» في القرآن الكريم والسيرة النبوية

دعونا نتأمل قوله تعالى في سورة الضحى: {فَأَمَّا اليتيم فلا تقهز (9) وَأَمَّا السّائلَ فَلا تَنهَز } (الضحى:9-10)، إن الله تعالى يأمر نبيه ألا يقهر اليتيم، أي لا يكسر بخاطره، أي يحسن معاملته ويترفق به ويجبر قلبه بالقول والفعل، كما أمر المولى عز وجل رسوله الكريم بألا ينهر السائل.

أمـــــا الـــحـــديث عـــــن خـــــــلــق رســــــولنا الكريم " صلى الله عليه وسلم" في جبر وتطييب القلوب فلن تسعه الصفحات، ولنتذكر في هذا المعرض كيف كان حبه لزيد بن حارثة ولأسامة بن زيد ورحمته بهما، فزيد بن حارثة هو ذلك الغلام الذي اشتراه حكيم بن حزام ابن أخ السيدة خديجة لها، والتي وهبته بدورها إلى رسول الله، فأعتقه " صلى الله عليه وسلم" وتبناه، وكان يلقب من فرط ما كان يحظى به من محبة رسول الله " صلى الله عليه وسلم" بزيد بن محمد حتى نزلت الآية الكريمة {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الأحزاب:5)

أبناؤنا وجبر القلوب

إذا كانت الأسرة هي وحدة بناء المجتمع.. وإذا كنا بصدد الحديث عن مجتمع تسوده الرحمة بين أفراده ويظلله التراحم بين جماعاته.. فمن ثم على الآباء والأمهات تعليم الأبناء جيدا منذ سنوات عمرهم الأولى كيف تكون الرحمة بين الناس من خلال أن يكونوا هم أنفسهم النموذج والقدوة في ذلك، فأحيانا ما نجد آباء وأمهات لا يعاملون اليتامى بالمودة والحب بل بالتعنيف والجفوة والغلظة ويردون السائل بطريقة قاهرة عنيفة قاسية، وأحيانا ما نجدهم يمتهنون الخدم ويعاملونهم تعاملا فوقيا بعجرفة وتكبر، وربما تمتد أيديهم عليهم لتلحق بهم الأذى البدني إضافة إلى الضرر النفسي والمعنوي.

إنما علينا أن نحسن معاملة من أمرنا الله ورسوله أن نحسن إليهم ونرحمهم ونجبر قلوبهم، فهم يحتاجون منا إلى الدعم النفسي والمادي لا الضرر الأدبي والبدني.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.57 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]