مصر والحضارة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854905 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389782 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2023, 07:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي مصر والحضارة الإسلامية

مصر والحضارة الإسلامية
محمد بن زكريا آل عبداللطيف



مصر: والمِصْرُ يُطلَق على البلد من البلدان، ومنه قوله تعالى: ﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ﴾ [البقرة: 61] ﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا ﴾؛ يعني: انزلوا بلدًا من البلدان، والجمع: أمصار، ومنه ما جاء في سُنَن الترمذي، من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن الدَّجَّال: ((وإنَّه يدخل الأمصار كلها إلا طيبة، وطيبة المدينة))، يدخل الأمصار كلها؛ أي: البلدان كلها.
ومِصْرُنا هذه صارت علمًا بالغلبة على جميع الأمصار بحيث إذا قلنا: مصر، لا يخطر على بالِكَ سِوى هذا البلد الأمين؛ كالكتاب صار علمًا بالغلبة على "القرآن الكريم"؛ كما في قوله تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ﴾ [البقرة: 1، 2] ، وقوله تعالى: ﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ [يوسف: 1] وقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، وقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1].
فمع أن التوراة كتاب والإنجيل كتاب؛ إلا أنه إذا قلنا: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ﴾؛ يعني: لا شَكَّ فيه، انصرفت الأذهان إلى القرآن الكريم.
والكتاب إنما صار علمًا بالغلبة على القرآن الكريم؛ ذلك لأنه حوى بين دفَّتَيْه جميع أوصاف الكتاب السليمة، ولأنه هكذا أودع الله فيه ما جعله مهيمنًا مسيطرًا على جميع الكُتُب المُنزَّلة قبله، قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [المائدة: 48].
ولعلَّ مِصْرنا هذه صارت عَلَمًا بالغلبة عن الأمصار؛ لأنَّ الله تبارك وتعالى أوْدَع فيها من الخيرات والطيِّبات ما أهَّلَها لذلك، قال سعيد بن منصور: سمعتُ مالك بن أنس يقول: "مِصْر خزانة الأرض" أما سمِعْتَ قوله تعالى: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ﴾ [يوسف: 55] حتى إن كان المقصود من خزائن الأرض: خزائن أرض مصر فقط، فإنه لا خزانة إلا إن كان هناك مخزون وفائض وزائد عن الحاجة كثيرًا، وإلَّا فلا حاجة للخزانة.
الحضارة: هي اسم لما أحدثه وأعدَّه أهلُ الحضر من الكماليات والتحسينيات مثل الإبداع في العمران، والتأنُّق في الملابس، والمبالغة في مواكبة الواقع، والتعامل مع المادة، والجمع حضارات، والمصدر حضارة.
وفي مقابل الحضارة: البداوة؛ وهم سكان البادية من أهل البَدْوِ، وهم أصل الحضارة، والحضارة إنما هي فرع نشأ عنها؛ لأن الحياة البدويَّة تهتمُّ بالضروريَّات، والضروريَّات تنشأ عنها التحسينيَّات والكماليَّات، فأهل الحضر إنما اهتمُّوا بالأمور التحسينيَّة والكماليَّة؛ لأنهم حقَّقُوا الضروريَّات أولًا.
كلمة الإنسانية: وهي خلاف البهيمية، وهي: مجموع أفراد النوع الإنساني.
ثانيًا- مقارنة مبسطة بين الحضارة الشرقية الإسلامية والحضارة الغربية العلمانية:
أولًا- من حيث الحياة الاجتماعية: فإن الحضارة الإسلامية لا تفاضل بين أتباعها من حيث اللغة، ولا اللون، ولا العِرْق، ولا النوع، ولا القبليَّة، ولا السِّن؛ إنما الميزان فيها بالتقوى، فالكريم في الحضارة الإسلامية من كان لله عز وجل تقيًّا، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].
فإنَّ الحضارة الإسلامية جمعت تحت رايتها: بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وأبا ذرٍّ الغفاري، وأبا بكر العربي القرشي، كُلُّهم اجتمعوا تحت راية واحدة؛ راية الإسلام.
وإن موسم الحج الأكبر دليل واقعي على ذلك، فإنك ترى مع اختلاف ألوانهم وتفرُّق بلدانهم وتعدُّد لهجاتهم ولغاتهم إلا أن لباسهم واحد، وهتافهم واحد، يطوفون نحو كعبة واحدة لرَبٍّ واحدٍ، جمعهم على دين واحد، فهذه هي حضارتُنا عباد الله، وهذا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي نضرة العبدي، قال: حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق، فقال: ((يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإنَّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلَّا بالتقوى، أبلغت))، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أمَّا في الحضارة الغربية العلمانية المُتخلِّفة، فإنها تُمايز بين الناس بلون بشرتهم، فإلى سنة 70 من القرن الماضي كان السُّود مضطهدين في أمريكا؛ بل في 25 من مايو في هذا القرن حدثت حادثة في أمريكا أنَّ رجلًا أبيض قَتَلَ رجلًا أسود.
ويحضرني عندما طلب المقوقس من عمرو بن العاص رضي الله عنه رُسُلًا للتفاوض، وكان المسلمون قد دخلوا مصر فاتحين، فأرسل إليه عمرو بن العاص رضي الله عنه عبادة بن الصامت في بعض نَفَرٍ من أصحابه، وكان عبادة أسود شديد السواد رضي الله عنه، فلمَّا دخل على المقوقس فزع وقال: نحُّوا الأسْوَدَ عني، قالوا: هذا سيِّدُنا وخيرُنا والمُقدَّم علينا، قال: كيف تُقدِّمون عليكم عَبْدًا أسود؟! قالوا: إننا لا نقيس الناس فينا بألوانهم، فهو أفضلُنا.
ثانيًا- إذًا فالحضارة الإسلامية تساوي بين من يدينون لها، فلا تفاضل بينهم بحسب نوعهم أو لونهم أو بلدهم أو لغتهم أو عرقهم, فالكُلُّ في الحضارة الإسلامية ينقاد لشريعتها وقوانينها ولو كان ابن مَنْ.
فهذا سيِّدُنا النبي صلى الله عليه وسلم، فيما رواه البخاري من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنهما: "أن امرأةً سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه، فلما كلَّم أسامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، غضب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((تُكلِّمني في حَدٍّ من حدود الله؟!))، ثم خطب في الناس فقال: ((أما بعد، فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرَقَ فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحَدَّ، والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقَتْ لقطعْتُ يدها)).
ففي الحضارة الإسلامية لا طبقية لا عنصرية لا محسوبية؛ إنما الكل فيها يدين لله بالعبودية.
ولم تعرف مصر الحضارة إلا عندما دخلها الإسلام، وإذا نظرنا إلى مصر قبل الإسلام فتخلُّف وعُنْصريَّة وطبقيَّة ورجعيَّة؛ ففي عهد فرعون ومجتمعه كان الناس ينقسمون في هذا الوقت إلى طبقات:
١- الطبقة الأولى: فرعون وبيته، وهم طبقة الآلهة، يدين كل الشعب لهم، يَسألون ولا يُسألون، يُعبدون ولا يَعبدون، قال تعالى: ﴿ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الزخرف: 51]، وقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38].
قال تعالى: ﴿ فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾ [النازعات: 23 - 26].
٢- الطبقة الثانية: وهم المصريُّون أهل البلاد الأصلية، لهم الصدارة والريادة، وهم الجنس المفضل على غيرهم.
٣- الطبقة الثالثة وهم غير المصريين من العبرانيين وغيرهم، وهذه طبقة مسخرة مستباحة، ليس لها حقوق ولا واجبات، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 4].
وبقي عليك الآن أن تعتزَّ بدينك، وأن تعتز بحضارتك الإسلامية؛ لأن هذا الدين نسبه الله تعالى لنفسه، قال تعالى: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [آل عمران: 83]، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19].
وأخرج البخاري في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه "أنَّ رجلًا سأله: أفَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ قال: فأمَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفِرَّ، وإنه لعلى بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أنا النبيُّ لا كَذِب، أنا ابنُ عبد المطلب))، فلا بُدَّ عليك أن تفرح بالإسلام، وأن تفرح بالقرآن والسُّنَّة وبحضارة الأمة، وبتاريخ أجدادِك الذين استخلفهم الله منكم على الناس كافة حتى حكموا العالم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.52 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]