|
|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
طفل ينصر أمة
طفل ينصر أمة (1) آيات محمد بربري نُردد كثيرًا ونتمنى أن يرزُقنا الله طفلًا ينصُر دينه وتُنصر به الأمةُ، لكننا لم نبذل مجهودًا للتفكير في الخطوات التي يجب علينا الأخذ بها، أو ما الفائدة من تحميل الطفل مسؤولية حمل الدين؟ ولماذا لا نتركه يتمتع بحياته ويُحقق نجاحاته الشخصية وأحلامنا الخاصة به؟! مع أنه لا يخفى على عاقل أنْ لا سبيل لإعادة الأمجاد والتمكين لدين الله إلا بالأجيال القادمة، وإن من أكبر أبواب عملك لدين هو زيادة وعْيك بنفسك وبناء بيت مسلم صحيح، وتربية جيل متوازن وصالح، يُغير الله بهم حال الأمة، وإن سورة كاملة في القرآن محورها الرئيس هو أهمية توريث الدين للذرية كما نستفيد من سورة مريم: فزكريا عليه السلام لما طلب من الله الولد لم يكُن هدفه أن يتمتع به أو يُعينه في كبره وفقط، لكن ليحمل همَّ الدين أيضًا. وامرأة عمران عندما نذرت ما في بطنها محررًا لله، فجاءت مريم عليها السلام هبةً من الله لأمها، وكانت خادمةً لدين الله، فأخرج الله من بطنها نبيًّا مباركًا هو عيسى عليه السلام. وإبراهيم عليه السلام، وصد أبيه عن دعوته ورفضه لدين الحق ولدعوته إلى الله، فأخلف الله عليه وعوَّضه خيرًا، فجعل مِن نسْله أنبياءَ مكرمين: إسحاق ويعقوب عليهما السلام. والأنبياء جميعًا عليهم السلام، يورِّثون الدين والعلم والوصاية به لكل مَن حولهم في أشد لحظاتهم، لتصل الرسالة جيلًا بعد جيل، فوجودنا في الدنيا لغاية وهدف، وهو عبادة الله بحق وتوريث الدين لذريَّتنا وأطفالنا؛ ليُتموا الرسالة من بعدنا، وينصروا أمتهم من الضلال والضياع! فمن هذا المنطلق سنتناول بإذن الله في سلسلة "طفل ينصر أُمَّة" من بداية النية في الزواج إلى أن يصبح الطفل شابًّا يافعًا، يتسلم الرسالة من خلفنا، لعل الله يجعل هذه الكلمات سببًا في بناء جيل صالح. ١- تربية الأطفال تبدأ من قبل الزواج، أو لو شئت فقل: مِن نيَّتك في الزواج؛ فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى..."، فمن تزوَّج من أجل أن يُتم دورة حياته، أو ليسلم من المجتمع، سينال غرضه، لكن سيقف وقتما يشاء الله ويقف من بعده زرعه، ومن كان نيَّته من الزواج تأسيس بيت يُذكر فيه الله، وتكثير عدد المسلمين، وذرية صالحة تنفع دينهم وأُمتهم، فزرعه مُمتد ليوم الدين! ٢- بعد النية يأتي الجزء الأهم وهو الاختيار للرجل أو المرأة، فَلَو علِم كل منهم أن اختيارهم ليس لأنفسهم فقط بل لأبنائهم، وإن مِن برِّهم بهم هو حسن اختيارهم لشريكهم في رحلتهم؛ لأنه كلَّما اتفق الزوجان على هدف ورؤية واحدة، وكانوا خير قدوة لأولادهم بأفعالهم قبل أقوالهم، صلحت الذرية، وإن كان هناك خلل في أحدهم، كان الأمر أكثرَ صعوبة! ٣- التأهيل النفسي وزيادة الوعي والتغير للأفضل والتوازن، فالطفل يرى الحياة من خلالنا وتتولد قناعاته ومعتقداته ومبادئه على أيدينا، فإن كان الأهل يعانون من خلال ما، فسينتقل لأطفالهم لا محالة من خلال معاملتهم وتنشئتهم له! ٤- ذكر الله عند إتيان المرأة؛ فعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّب الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا)؛ رواه البخاري ومسلم. وعن فائدتها للمولود، فالشيطان لا يُسلط على الولد ببركة التسمية، أو أنه لا يضره في بدنه، وهي من أسباب عصمة المولود من الشيطان! ٥- التكلم مع الجنين أثناء الحمل، فقد أثبتت الدراسات أن حاسة السمع تتكون من أوائل الحواس للجنين، ويبدأ بالسماع من الشهر الرابع، ويُميزها ويُخزن الأكثر تكرارًا في الشهر السابع، وأُجريت أبحاث على سماع الجنين أصوات معينة، وتشغلها له بعد الولادة، ولاحظوا هدوء الأطفال ورضاعتهم من الأم بنسبة أكبر ونومهم، واللافت هو مهارتهم في تقليد الصوت وتعلُّمه، فمن أهم المراحل التي يبث فيه الأهل لجنينهم رسائلهم له وأهدافهم منه، وحبهم وربطه بكتاب الله، هي مرحلة حَمْله! ٦- تقوى الله في الأقوال والأفعال، وتحرِّي اكتساب المال الحلال. ٧- حسن اختيار اسمه؛ ليقتدي به ونذكره به إذا ضلَّ، والبعد عن الأسماء التي لا معنى لها، أو تسبِّب له حرجًا عند كبره! ٨- تحديد الهدف من الذرية، والاتفاق على منهجية مُوحدة بين الأب والأم لتربية الأبناء، وتقسيم المهام بينهم، فعملية التربية ليست قائمة على شخص واحد بعينه، وكلما اشترك الأهل فيها - من خلال دوره - جاء الطفل سويًّا متوازنًا. ٩- التعلم والتوعية، فلكل جيل عوامله المختلفة عن الجيل الأخر، فكلما كان الأهل مُلمين بوسائل التربية الحديثة، وأخذوا منها ما يوافق دينهم وهدفهم، ساعدوا أنفسهم وطفلهم على تربيته بشكل واقعي يُعينه على إصلاح مجتمعة الذي يحيا فيه. 10- وأخيرًا كثرة الدعاء قبلَ الزواج وأثناءه بصلاح النفس والذرية، وأن يرزُقك الله من ينصرون دينه في مشارق الأرض ومغاربها.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |