المفهوم الصحيح للصبر.. ومتى يكون نافعاً للداعية؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-03-2019, 12:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي المفهوم الصحيح للصبر.. ومتى يكون نافعاً للداعية؟

المفهوم الصحيح للصبر.. ومتى يكون نافعاً للداعية؟




عبد العزيز بن ناصر الجليل

إنَّ الابتلاء سنّة من سنن الله عزّ وجل في عباده، بل إنَّ الله تعالى لم يخلق العباد إلا ليبلوهم ويختبر إيمانهم.
قال تعالى: )الّذي خلقَ الموتَ والحياةَ ليبلوكُم أيُّكم أحسنُ عملاً وهُوَ العزيزُ الغفُور( [الملك:2].
ومن رحمة الله عزّ وجل بعباده أن خلق فيهم ما يدافعون به البلاء، وحثَّهم على التخلُّق به، ووفق من شاء من عباده إلى التحلِّي بهذا الخلق العظيم، ألا وهوَ الصبر، الذي لا يستطيع العبد أن يفعل ما أُمر به ويترك ما نُهي عنه ويصبر على أقدار الله المؤلمة إلاّ به.
ويتفاوت النَّاس تفاوتاً عظيماً في التحلي بهذا الخلق الكريم مابين الضعف والقوة، وبه يتباين إيمان النَّاس وثباتهم؛ لأنَّ النَّاس في الرخاء سواء، ولكنَّهم يتباينون في الشدّة حسب قوّة الصبر وضعفه في قلوبهم.
والصبر وإن كان لا غنى عنه لعبد كائناً من كان حتى يصحّ إسلامه لله عزّ وجل بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والصبر على أقداره المؤلمة، لكنّه في حقّ الدعاة والمجاهدين في سبيل الله عزّ وجل أشدّ حاجة وآكد في حقهم من غيرهم؛ وذلك لما يتعرَّضون له من بلاء ومحنة وصدّ عن سبيل الله عزّ وجل من قبل الظالمين وأعداء الدين، وعندما نتحدَّث عن الصبر الممدوح فإنّا نتحدَّث عن الصبر الاختياري الذي يمنع صاحبه من التسخط والجزع ويمنح صاحبه الرضا والاطمئنان، وهذا هو الصبر الذي يُثاب عليه العبد ويصدق عليه قول الله تعالى: )إنَّما يوفَّى الصّابِرُون أجرهم بغيرِ حساب( [الزمر:10].
ولا ينافي هذا مدافعة أقدار الله عزّ وجل بأقداره التي أذن بها لعباده.
والصبر كغيره من الأخلاق يكتنفه خلقان ذميمان، والممدوح منه وسط بينهما، فهو وسط بين طرفين: طرف التفريط المؤدِّي إلى الضعف والذلّة والمهانة والجزع والتسخُط، وطرف الإفراط المؤدِّي إلى القسوة والتهوُّر والعجلة في الأمور قبل أوانها، وفي الوسط بينهما يقع الصابر المستقيم الذي لم تدفعه المصائب والابتلاءات إلى الضعف والخور والجزع، وفي المقابل لم تدفعه بضغوطها وشدِّتها إلى العجلة والتهوُّر والقسوة المخالفة لقواعد الشريعة ومقاصدها.
وفي هذا يقول الإمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى: ".. وكلّ خلق محمود مكتنف بخلقين ذميمين وهو وسط بينهما. وطرفاه خلقان ذميمان.. فإنَّ النفس متى انحرفت عن خلق "الصبر المحمود" انحرفت إمَّا إلى جزع وهلع وجشع وتسخُّط، وإمَّا إلى غلظة كبد، وقسوة قلب وتحجّر طبع..".
وهنا سؤال مهم يتعلَّق بالصبر، ألا وهو: متى يكون الصبر نافعاً لصاحبه؟ ولماذا يضعف صبر أكثر النّاس ولا يثبت منهم إلاّ القليل؟
والجواب عن هذه المسألة المهمّة يمكن أن نفهمه من الكلام التالي للإمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى، حيث يقول: "وهو ـ أي الصبر ـ على ثلاثة أنواع: صبر بالله، وصبر لله، وصبر مع الله".
فالأوّل: الاستعانة به، ورؤيته أنّه هو المصَبِّر، وأنَّ صبر العبد بربِّه لا بنفسه، كما قال تعالى: )واصبر وما صبرُك إلا بالله( [النحل:127] يعني إن لم يصبّرك هو لم تصبر.
والثاني: الصبر لله. وهو أن يكون الباعث له على الصبر محبّة الله، وإرادة وجهه، والتقرُّب إليه، لا لإظهار قوَّة النفس، والاستحماد إلى الخلق، وغير ذلك من الأغراض.
والثالث: الصبر مع الله، وهو دوران العبد مع مراد الله الديني منه، ومع أحكامه الدينية، صابراً نفسه معها، سائراً بسيرها، مقيماً بإقامتها، يتوجَّه معها أين توجَّهت ركائبها، وينزل معها أين استقلَّت مضاربها.
فهذا معنى كونه صابراً مع الله، أي قد جعل نفسه وقفاً على أوامره ومحابه. وهو أشدُّ أنواع الصبر وأصعبها، وهو صبر الصديقين".
من هذا النقل النفيس يتبيَّن لنا أنَّه لكي يستقيم العبد في صبره ويثبت ولا يميل عن الصبر الممدوح ذات اليمين أو ذات الشمال، فلا بدَّ من شروط ثلاثة يجب أن تتوفَّر في الأمر المصبور عليه حتى يثبت العبد ويفوز بأجر الصابرين.
وما خذل عبد في أمر من الأمور وضعف ثباته وصبره فيه إلاّ بتخلُّف واحد أو أكثر من هذه الشروط، وملخصها ـ كما سبق ـ ما يلي:
· أن يكون الصبر بالله تعالى، وذلك بالتبرؤ من الحول والقوّة والاعتراف بالضعف والضياع فيما لو وُكل العبد إلى نفسه، وهذا يؤكِّد الاستعانة التامّة بالله عزّ وجل، وأنَّه سبحانه هو المصبِّر ولولاه لم يصبر الصابرون ويثبت الثابتون. وفي هذا إشارة إلى ضرورة الدعاء والتضرُّع لله عزّ وجل وسؤاله الصبر والثبات كما قال أصحاب موسى عليه السلام: )ربَّنا أفْرِغْ علينا صبراً وتوفَّنا مسلمين( [الأعراف:126].
· أن يكون الصبر لله عزّ وجل وابتغاء وجهه الكريم لا لغرض من أغراض الدنيا الفانية، ولكن لإرادة الآخرة وتوفية الأجر من الله سبحانه هنالك.
· أن يكون الأمر المصبور عليه مرضياً لله عزّ وجل، وذلك بموافقته لما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.90 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]