ماتت روزا قبل ما يخف الجورجيت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216080 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859610 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393954 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-07-2020, 02:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي ماتت روزا قبل ما يخف الجورجيت

ماتت روزا قبل ما يخف الجورجيت
ديمة طارق طهبوب



يروي أبي عن جدتي - رحمها الله - أن عمتها كانت لها ابنة غاية في الجمال، ماتت صغيرة في سن السادسة عشرة، فكانت كلما رأت التطورات على لباس النساء بالتلوين المبالغ فيه، والتضييق، والكشف؛ تسري عن نفسها فتقول: "الحمد لله اللي ماتت روزا قبل ما يخف الجورجيت"، والجورجيت كان القماش الذي يصنع منه غطاء الوجه، وكان أسود غامقاً، ثم بدأ يخف تدريجياً تعذراً بالرؤية والحرارة حتى نزع النقاب تماماً، وتبعه الحجاب في مدينة الخليل؛ حيث كانت النساء تلبس طاقة فوق طاقة وكأنهن دروع محصنة!

لو كانت العمة أم روزا تعيش الآن، ورأت التحولات على اللباس والأزياء، والأخلاق والفكر؛ لتمنت أن تموت هي بنفسها قبل أن تشهد يوماً تتعرى فيه النساء المسلمات قصداً وأمام محارمهن! وذلك البهلول من الرجال يبتسم لابنته، أو زوجته، أو أخته، بل وربما يلقي عليها عبارات الإعجاب والثناء! أو يلبسن ولكن لباسهن هو عري مقنع كما وصف المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((كاسيات عاريات)).
إن النظر إلى ثقافة اللباس والأزياء كأمور ثانوية هو تسطيح للقضية، وحصر أعوج لها في عالم القماش والألوان والموضات، بينما هي في الحقيقة أفكار وأخلاق وممارسات؛ تتجلى أخيراً في الاختيار، فعندما عصى آدم ربه وأذنب كان العري وظهور السوءات أول عقوبة ظاهرة، وكان أول التكفير بالمسارعة إلى الستر (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)، وفي ذلك رسالة واضحة أن المظهر مرتبط بالمخبر والجوهر، ومخبر عنه وعن التحولات التي تطرأ عليه.
وبعيداً عن الفرضية والواجب الديني الذي يضع إطاراً معيناً لملابس البشر، رجالاً ونساء؛ فلقد جاء علم الطاقة مثلاً الذي يستحوذ على اهتمام البشر حديثاً ليؤكد أهمية تغطية منطقة كالبطن؛ لأن كشفها يؤدي إلى فقد الطاقة، ونقص المناعة، وبالتالي الإصابة بالأمراض، ولو جئنا وطبقنا هذه الجزئية والمثال على عالم الأزياء لوجدنا انتشار الموضات المخصصة تماماً لإظهار هذه المنطقة، وقد انتشرت وتم توطينها في بلادنا بأسماء مثل: "بابا سمحلي" لا ندري أيقصد بها التندر، أو الطرفة، أو بيان الانتقاد وبؤس الحال، وديوثة الرجال!
إن المتابع لعالم صناعة الأزياء والتنافس المحموم فيه، وسيطرته على العقول سيوقن أن الأمر يتعدى مقصاً وقماشاً، وخيطاً وذوق مصمم، فحتى الأذواق وليدة الفكرة ووليدة التربية، ولولا أن الأزياء تحمل رسالة وفكرة لما رأيت بعض الشعوب تحرص على ارتداء زيها الشعبي كالباكستان مثلاً، ولا تستبدله بغيره مهما كانت الظروف والمغريات!
كنت سابقاً أتساءل عن معنى الآية القرآنية: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) كيف يمكن أن يصل الضلال والشيطنة بشخص إلى درجة أن يكون شيوع الفاحشة محبباً إلى قلبه، قريباً إلى نفسه، يعمل له بكلتا يديه؛ حتى سمعت بأن فرساتشي المصمم الإيطالي المشهور كان شاذاً علنياً، ومات على ذلك، وكانت تصاميمه وأزياؤه تعكس أفكاره!
في لحظة صدق أنثوية يجب أن نعترف أننا كنساء نحب الجمال، ونحب الثناء عليه ربما أكثر من الرجال، وليس ذلك بعيب ولا حرام بشرط أن يكون مصدر الثناء مقبولاً حلالاً، ولكن استحسانه من غريب لا يحق له أن يرى دقة الخصر، وجمال الشكل، وانسيابية الانثناءات؛ يدل على انحراف في النفس، وطلب لشهوة!
لا يمكن أن يفسر الوقوف أمام المرآة لساعات، وزيادة الهندمة بمجرد الرغبة في الترتيب؛ فذاك يمكن تحصيله بجهد أقل، وتكلف أقل، ولكن بذل الجهد والكشف أو الإخفاء من وراءه رسالة؛ تدعو الناظر للمزيد، أو تقول له: توقف ليس لك بعد الظاهر العام شيء! لقد اقترح الدكتور مصطفى محمود - رحمه الله - على شركات التجميل والمساحيق أن يكونوا صادقين في الترويج الإعلاني، والهدف منه، وطرح عليهم شعاراً لدعاية بعنوان: "الروج المناسب للرجل المناسب!" فالتي تضع الأحمر والأزرق وألوان الطيف تبعث رسالة للناظر، ولا يمكن أن يكون الأمر عشوائياً دون هدف!
نعود إذن للحلقة الأولى؛ فاللباس مظهر من مظاهر الإيمان أن الجمال رزق، والقبول رزق، والمحبة رزق، والزواج رزق وقدر؛ لا يزيد أو ينقص، أو يقدم أو يؤخر فيه تقصير، أو تعرية، أو تلوين، بل إن المنادين بحرية المرأة لو أنصفوا لوجدوا في الحجاب شكلاً من أشكال الإجلال والحرية للمرأة؛ في أن جسدها لها، ولا يحق لأحد انتهاكه ولو بنظرة، وإن مقوماتها الشخصية ومؤهلاتها النفسية والعلمية والعملية هي ما يقدمها لا مقاس خصرها ولون عينيها!
إن اللباس أيضاً دليل حضارة؛ فالمجتمعات المستهلكة من أمثال المجتمعات العربية تابعة تتلقف ما ترمي لنا به الحضارة الأوروبية كل موسم بموضة جديدة؛ دون أن نعي بأننا نتبع ميتاً؛ فأوروبا وصلت الآن كما يصف مالك بن نبي إلى طور الحضارة الذي يستثمر في الغريزة، وهذا التطور يؤدي إلى إفلاس المخزون الروحي، وبالتالي انهيار الحضارة مهما كانت قوتها المادية.
إن الخطورة الأكبر التي يعانيها مجتمعنا هي حالة الرضوخ والاستسلام لثقافة السوق؛ فنجد الفتيات من أسر عربية محافظة ينجرفن مع التيار، ويلبسن الموضات الغريبة؛ التي تظهر العورات، وتشعل الغرائز حتى في الدوائر الضيقة والمغلقة، ثم تأتي أم جاهلة مفرطة، وتتذرع أنها لم تقدر على إقناع ابنتها، أو توجيه خيارها! والأحرى بهكذا أمهات أن يجلسن على جنب، ويعتزلن التربية إذا لم يستطعن مجرد توجيه قرارات وخيارات بناتهن، وتربيتهن منذ الصغر على ممارسات معينة مفهومة لهن، وليست مفروضة فقط من الستر والعفة، ومفاهيم الفضيلة وتوجيه الاختيار والذوق، فهذه تربية تراكمية وليست صدفة تظهر في السوق بقبول أو رفض المعروض!
ولا يظن الرجال أنهم معفيون من الواجب؛ فلولا وجود عيون زائغة تبحث عن حرام لا يحل لها، وشهوة لا يستحقونها، وغريزة تنحي عقولهم؛ لما وجدت نساء تحاول إرضاء رغبات ومتطلبات وأهواء نفوس مريضة تبحث عن قضاء رخيص سريع للحاجات!
إن الداهية الكبرى أن تتكشف نفوس وعقول أصحاب الستر؛ فيصبح الإغراء بالحجاب لا يختلف عن الإغراء بالبنطال، وذلك إذا خالف الحجاب مواصفاته الشرعية، وبالتالي الغرض المطلوب من ارتدائه، فأن نلبس الحجاب ويكون الغرض الأول من ذلك أن نبدو جميلات؛ لا يختلف عن التبرج في شيء، وليس معنى ذلك أن المطلوب أن تلبسي الحجاب لتظهري كأمنا الغولة، ولكنه ذلك الخيط الرفيع في النفس، والفرق في النية الذي نعلمه كإناث أنا وأنت، الذي يجعل هذه الخرقة تتحول من قطعة قماش نلبسها عادة إلى عبادة ترضي رب الأرض والسماء، وتجملنا بنور الطاعة، وتسيرنا بخطوات الثقة أن بعد نظر الله ورضاه، لا طلب لناظرين، ولا جمهور، ولا ثناء!
النقطة الأخيرة أن المبالغة في التستر مع عدم مراعاة ظروف الزمن لها انعكاساتها السلبية؛ ففي بعض بلادنا العربية تحولت المرأة إلى لغز، وكأنها كائن فضائي يراد معرفة أسراره، وزادت الأمراض النفسية والأخلاقية لما اقترنت المبالغة في اللباس بغياب للفهم والأخلاق، فصارت النساء يحتلن على العباءة وغطاء الوجه وما تحتهما وما يظهر منهما، ولم تعد المرأة المحجبة في نفوس الكثيرين من الرجال خطا أحمر ممنوع الاقتراب منه!
إن حجاب الفطرة السليمة لن يمنع النساء من الفاعلية في المجتمع، كما لم يمنعهن في عهد النبوة الأولى، ولكن يجب أن يقابله رجال تحجبت نفوسهم عن الخنى والخيانة.
كانت صديقتي تلبس ابنتها الصغيرة دائماً سروالاً تحت الفساتين، وتشدد عليها في طريقة جلستها، وكنت أجدها "حنبلية" زيادة عن اللزوم! اليوم وأنا أرى ما وصل إليه لباس الفتيات، والأخلاق المصاحبة له؛ أشكر صديقتي أن علمتني تلك العادة، وأترحم على عمتي أم روزا، وروزا، وكل من لا يزال يؤمن أن الستر هو فطرة وإيمان وأناقة، وإحساس وذوق؛ لا يعرفها من يعرضون بضاعة الأجساد في سوق النخاسة العام!!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.63 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]