علمنة الشر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-07-2020, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي علمنة الشر

علمنة الشر


أ. حنافي جواد








لا أستطيع القول: إنَّ الإنسان شريرٌ بطبعه جبلةً، وأقول بملءِ فَمِي، واثقًا الثِّقة كلها: إنَّه ميَّال مع المنحدرات المملاة عليه مِن هواه وشهواته وبنات فِكره وأخوات شعوره، فلو تركت إنسانًا بعيدًا عن عَوامل التأثير وعناصره لمالَ به طبعُه وجبلَّتُه إلى الجهة المنحدرة، أمَّا إذا اختلط مع محيط مليءٍ بالمؤثِّرات القادِحة، فإنَّ سرعة انحداره ستَزيد وتتقوَّى، وذا مِن أبْدَهِ البدهيات وأوضح الواضِحات.













عَلْمَنة الشر وما تُمليه طبيعةُ المنحدرات مسألةٌ لا تحتاج لبُرهان؛ لأنَّ ذلك يتوافق والطبيعةَ الجغرافيَّة البشرية الميَّالة إلى المنخفَضات، تندفِع إليها النفس اندفاعًا، وتبذل فيها الغالي والنَّفيس مِن أجْل إحساس تستشعره وهي بصدَد الفِعل، فينشرح الصَّدْر ويتمدَّد.







يجب أن نحمِّل أنفسنا مسؤوليةَ ما جرى ويجري لنا مِن ضياع وانحلال وتشرذُم؛ لأنَّ ذلك نابع مِن ذواتنا، أوقنأنَّ للأطراف الأخرى أيدي في الأمر، لكن الضعْف منك انطلق، ومنك انبثق، وأنتَ سببُه فلا تلقِ باللائمة على الغرب والشَّرق، والزمان والمكان، والفساد والناس والأب، أنتَ مسؤول محاسَب على أفعالك، صحيحِها وسقيمِها، سمينِها وغثِّها، عُجرها وبُجرها، قضِّها وقضيضها، دقِّها وجلِّها أصلِها وشطئِها، إنَّك محاسَب على انسياقاتك وسباقاتك؛ ذلك أنَّ منبه الخير والصلاح والجادَّة كامنٌ في أعماقك، يظهر بيْن الفَينة والأخرى، لكنَّك تضمره وتسكنه لتنطلقَ مع المنحدِرين في المنحدَرات، تتزحلَق وتتيه، تتعثَّر وتقوم.







يُمكن للإنسان أن يستقلَّ عن الشرِّ المعولَم إذا استقام جهازٌ تحكُمه على الطريقة التي لا تخفَى على ذوي الألْباب، وإذا أيقَن أنَّه في الطريق السويِّ المستقيم وتفاعَل مع اليقين ليجدَ له حلاوةً وطلاوة في قلْبه، ينعكس ضَوءُها في عينيه وبصيرته، ليس أمْر ذلك سهلاً كما تتخيَّل، وليس مستحيلاً، كما تزعُم، إنَّه يحتاج لرياضة وتدريبات، ونفْس توَّاقة إلى الحرية تحتَ ظِلال العبودية، تقول: نعَمْ لرب البشَر، ولا لكلِّ مهيمن مسيطِر بغير حقٍّ مِن الناس.







المحيط الفاسِد يصنع الفسادَ ويغذيه ويُنعشه، فيجعل مِن البذور أشجارًا للشر، العِظام تتوالد فيها الحيَّات والعقارب والذِّئاب، ويختلط الأمر فيها على الباحثين عن الحقيقة، فيحجب عنهم النور بظُلمات الفساد، ومِن شدَّة وطْئه على الأعين والبصائر تعمى المُقَل وتضيع البصائر.







خُذ مثلاً الشرَّ الذي جاءتْ به الشَّبكة العنكبوتيَّة مثلاً للانسياق والشر، والعَلمنة والعَولمة، فمكَّنت الجهَّال من تبادُل جرائمهم وثقافات انحدارهم، وزادتْ إلى الفساد القديم فسادًا جديدًا فتقوَّى الفساد واشتدَّ عُوده.لقدْ جاءتْ كذلك بالصالِح والصلاح، لكنَّه هَزيل إذا قارناه بالشرِّ المستطير في جنَباتها وأرْجائها.







إنَّ الشَّبكة العنكبوتيَّة شرٌّ لا بدَّ مِن بعضه، ولا أتخيَّل أنَّ خيرها مستقل عن شرِّها، فلاتَ حين مناص من أخذ بعض شرِّها مع قليل خيرِها، فدرجات الانحراف ومغبَّات الاستعمال ثابتة يقينًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.12 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]