إنما أنت في دار المداراة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2020, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي إنما أنت في دار المداراة

إنما أنت في دار المداراة


فهد بن عبدالله الملا





لَمَّا كانت مُخالَطة النَّاس من لَوازِم الحياة، ولَمَّا كانت مُعاشَرتهم من طَبائع النُّفوس؛ إذ النَّفس - غالبًا - مجبولةٌ على الاستِئناس بغيرها، مفطورةٌ على المعايشة والمخالطة.

والمرء محتاجٌ لغيره؛ إمَّا لقَضاء حوائجه، أو سفره وتجارته، أو عَمَلِه وعِلْمِه، أو طَلبِ رأيٍ ومشورة.

ولَمَّا كانت النُّفوس غير متشاكلة، والطَّبائع غير مُتَماثلة، أضحَى لِزامًا على المرء أنْ يُعاشِرَ الناس بالحسنى؛ ليَسلمَ جانبُه، وتُقضَى أمورُه، وتتمَّ مصالحه، وإلا تَكدَّر مشربه، وضاقَتْ معيشتُه، وجاوَرَه الهمُّ، ورافَقَه النَّصَبُ، وقد قِيل: مَن هجر المداراة قارَنَه المكروه.

فليس أصلح للمرء في مُعاشَرة الناس من مداراتهم، والتودُّد إليهم، والتقرُّب منهم، من غير ذُلٍّ ولا مُداهَنة، فبذا تَطِيبُ الحياة وتَصفُو، ويلذُّ العيش ويحلو، فمَن غرس المدارة اجتَنى السلامة.

وبالمداراة تُساسُ الأمور، ويُولَجُ إلى الصُّدور، ومَن لم يُدرِكْ حاجته بالغلبة والاستِعلاء فليطلُبها بالترفُّق وحُسن المداراة، وقد قيل: ثُلثَا التعايش مُداراة الناس.

ويُروَى عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قوله: ((مُداراة الناسِ صدقةٌ)).

وأيُّ امرئٍ يَقوَى على ترْك المداراة، ويَصبِر على غُصَصِ المناوأة والمعاداة، وقد قيل: ترْك المداراة طرفٌ من الجنون.

ويُروَى أنَّ رجلاً جاءَ إلى وهب بن مُنبِّه فقال: إنَّ الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه، وقد حدَّثت نفسي ألاَّ أخالطهم، فقال له وهبٌ: لا تفعل؛ فإنه لا بُدَّ للناس منك ولا بدَّ لك منهم؛ لهم إليك حوائج، ولك إليهم حوائج، ولكن كُنْ فيهم أصمَّ سميعًا، وأعمى بصيرًا، وسَكوتًا نَطوقًا.

قال الشاعر:
مَا دُمْتَ حَيًّا فَدَارِ النَّاسَ كُلَّهُمُ
فَإِنَّمَا أَنْتَ في دَارِ الْمُدَارَاةِ

مَن يَدْرِ دَارَى وَمَنْ لَمْ يَدْرِ سَوْفَ يُرَى
عَمَّا قَلِيلٍ نَدِيمًا لِلنَّدَامَاتِ



وقال الآخَر:
بِالْمُدَارَاةِ مَا تُسَاسُ الأُمُورُ
مَا لِحُبِّ البُثُورِ تُطْلَى البُثُورُ



ومن حِكَمِ الفرس: "مَن لَمْ يَلِنْ للأمور عند التِوائها تعرَّض لمكروه بَلائِها".

فالمداراةُ - كما قيل - سياسةٌ رفيعة تجْلبُ المنفعة، وتدفَع المضرَّة، ولا يستَغنِي عنها مَلِكٌ ولا سُوقَةٌ، ولا يدَع أحدٌ منها حظَّه إلا غمرَتْه صُروف المكاره.

على أنَّه ينبغي التوسُّط في المداراة؛ إذ لا تحسُن إلا بقدَرٍ وفي مَواضعها، ومع مَن لا يُستغنَى عن مُعاشَرته، وقد قيل: بعضُ المقاربة حزمٌ، وكلُّ المقاربة عجزٌ.

وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ
بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا



واعلَمْ أنَّه إذا سقمت المداراة صارت مُداهَنة، فالمداراة أنْ تُدارِي الناس على وجْه يسلم لك دينك.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.43 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]