أتعدني أيها العاصي؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-07-2020, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي أتعدني أيها العاصي؟

أتعدني أيها العاصي؟


أ. حنافي جواد





أتعدني أنك ستلتزمُ الطريقَ المستقيم، وتدع عنك ما أنت فيه من المخالفاتِ والمنكرات؟

إذا كنتَ فاعلاً فكن وقَّافًا عند وعدِك ولا تخلف، فالخلف ليس من شِيَمِ الرِّجال.

لا تغترنَّ بزينةِ الدنيا ومباهجها؛ فإنَّها زائلةٌ فانية قصيرة، العاقلُ الحقيقي الذكي الذي يلتزمُ الإسلامَ دين البشرية؛ عقيدةً وشريعةً ومنهجًا، ليس العاقل بالبعيدِ عن الحقِّ المنطلق مع قطعانِ البشر، جريًا وراء الدراهمِ والسلطة والوجاهة.

كن كما قلتَ ولا تكُ متكلِّمًا فقط، ولا تك قوالاً؛ فداء العصر الأقوال المفارقة للأفعال؛ أقوالنا في وادٍ وأفعالنا في الضفة الأخرى، وبين الضفتين المسافاتُ الشاسعات.

أعرف كثيرًا ولا أفعل إلا قليلاً، لهذا يأخذُ مني الأسف كلَّ مأخذ، وما بعد الأسف إلا تمادٍ فيما كنتُ فيه وعليه.

لست قبيحًا كما قد يتصوَّرُ القارئُ، ولست شريرًا كما قد يتخيل، عَلاقتي بغيري حسنةٌ وسلوكياتي متزنة، لكنَّ عَلاقتي بخالقي ليست على ما يُرام؛ إيماني ليس قويًّا، فأسأل الله أن يباركَ في إيماني وعلمي وعملي.

ما أجملَ الالتزام بطريقِ الرَّشاد، فمن لم يذقْ حلاوتَه لا يمكن أن يتخيلَ جمالَه وعذوبته وطلاوته، فأسعدُ النَّاس على الإطلاقِ ملتزمُ الإسلامِ كما أراده الله ورسوله.

الإسلامُ موجود بقوة عند معظم البشر، إنما المشكلة في تحويله من القوةِ إلى الفعل، جلُّ عوامل الخارج محبطة مثبطة، وعوامل الداخلِ كذلك مساهمة في إفشالِ عملية التحويل.

فالعاداتُ المتوارثة تحول دون الاستقامة، عندما يولد الطفلُ يجد نفسَه في ثقافةٍ مريضة فيمرض، قد يحاولُ الأب إخراجَ الطفلِ من المعضلةِ، فسرعان ما يفشل لقوةِ التيار الجرَّافِ.

جل الأطفالِ نسخٌ متشابهات خلا من شذَّ منهم، ممن كان له مدرب فنان في التدريبِ، فقيه في الميدان، ورغم ذلك فسلطة المحيطِ فاعلة فعلها مؤثِّرة، ونخشى عليهم من التيارِ؛ فإنه يغرقُ السفنَ والقوارب والفلك، حتى "التيتانيكية" منها.

أوحى إلي عقلي في هذه الأثناء، وأذني ملأى بأصواتٍ مزعجة، لعرسٍ على مقربةٍ من كوخنا، أُوحى إلي بما يلي:
"التناقضُ من مكوِّناتِ خلايا الإنسان؛ سمعتُ فلانَ بنَ فلان يقول: إنَّ جيراننا حرمونا النوم، لزواجٍ يحتفلون به الليلة، إنهم أساؤوا صنعًا"، وقد نسي، بل تناسى، هذا الرُّجيل أنه في السنةِ الماضية في مثل هذا اليوم فعل أشر مما فعله صاحبُه؛ طبَّلوا وزمَّروا ودندنوا وزغردوا وصفروا وغنوا إلى الفجر، فأذَّن المؤذن لصلاته فناموا مستقبلين القبلة، فأدركت على رؤوسهم الخراءة، وفي جنباتِهم بِركُ البول والشياطينُ فيها تسبح.

فتذكرتُ حقوق الإنسان التي نسمع بها ولا نراها:
قال: هل من حقي أن أحتفل؟
قلت: نعم من حقِّك، وليس من حقك أن تؤذي.

قال: مثلاً؟
قلت: ألا تؤذي إنسانًا، ولا حيوانًا، ولا مخلوقًا.

قال: فلماذا الحيوانات والمخلوقات؟
قلت: لأنَّ لها حقوقًا كما لنا حقوق، واختلال التوازن راجعٌ للجهل.

قال: هل آذيتُك يومًا؟
قلت: نعم يوم أمسيتم وأصبحتم تطبِّلون وتزمرون وتزغردون وتصيحون.

قال: لست المسؤول - وجثة الرُّجَيل كالجبلِ، ورأسه أضخمُ من رأسِ البغل، وصوته أنكر من صوتِ الحمار.
قلت: ومن المسؤول؟

قال: زوجتي وأمي وأبي وأخي وعمي وخالي، وسرد لائحةً طويلة الذَّنب.
قلت: وهكذا غرقت السفينة، لقد أُكِلنا يوم أُكل الثَّورُ الأبيض!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.70 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]