الهجرة الدائبة إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الآداب الإسلامية في الحياة الاجتماعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          خواطر سريعة في العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          القول فيمن مات وقد لزمه الحج والعمرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          خطة إيمانية شاملة أعمال اليوم والليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          قصة زواج موفق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          القوامة وأثرها في استقرار الأسرة والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ماذا أفعل مع طفلي العنيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          لأن عقلك يستوعب أكثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أذكياء ولكن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2021, 04:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,028
الدولة : Egypt
افتراضي الهجرة الدائبة إلى الله

الهجرة الدائبة إلى الله











✍ د.خالد برادة – باحث في الدراسات الإسلامية:

جدير بالمسلم أن يهرع إلى الله تعالى ويعيش في كنفه، ويأنس به جل وعز، حتى يرتقي إلى مقام الإحسان، فيكون من الذين وجلت قلوبهم، وعيونهم من خشية الله تذرف، ولا مندوحة للمسلم عن تزكية نفسه ما دامت بين جوانحه تطرف، ويهاجر إليه هجرة زلفى.

وليس بخاف أن الهجرة في معناها العام لم تنقطع بفتح مكة، فهي ما زالت مستمرة؛ حيث إنها هي الهجرة الباقية التي لا ينضب معينها، ولا يخبو أوارها، وأنى لها أن تطويها الأيام، ونبضها يهتف في قلوب المؤمنين الذين يتطلعون إلى غدٍ باسم، يعيد لهم عزتهم المنشودة، وحضارتهم المجيدة التي لن تقوم شامخة الإباء إلا في رحاب الإسلام، الذي تستنشق فيه عبير إرساء نواتها، على النحو الكامن في النموذج النبوي، ابتداء بالهجرة، ومرورا بالمؤاخاة، وانتهاء بالنصرة لهذا الدين، وهذا النموذج الفذ الفريد هو الذي ينبغي أن تسعى الأجيال المسلمة إلى تنزيله في واقعها المعاصر، حتى تنفض عن كاهلها وطأة أيام الظلم، وأحداث الزمان المتجهم في وجهها.
إن حقيقة المهاجر إلى الله تعالى بعد فتح مكة، هو سلكه طريق الاستقامة، وأساسها الذي تنبني عليه هو «تحقيق ما جاءت به الرسالة المحمدية، من معاملة المسلم لله على رق العبودية، والخروج عن عوجة دعوى الحرية»، ونبراسه الخضوع للأوامر الإلهية، مثل قول الحق سبحانه: { وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } (هود:112)، فيهجر العبد مجالس اللهو والآثام، ويتحلى بفضائل الأخلاق، ويهاجر إلى مجالس الأنس بالرحمن، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» (رواه البخاري: 6119)، وهذه أول خطوة إلى الهجرة الباقية على الدوام، إلى أن يلقى العبدُ الملكَ العلام، وفي ذلك يقول النبي ﷺ: «الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، ثم أنت مهاجر» (رواه أحمد: 6798)، ويقول أيضا ﷺ: «المهاجر من هاجر السوء فاجتنبه» (رواه ابن حبان:510).٫٫٫
وهكذا يتبين لنا أن الهجرة في الإسلام لم تكن مجرد حدث تاريخي فحسب، توارى خلف الحجب، ودخل في طي النسيان، بل إنه لا يزال ساريا في الأمة الإسلامية، وما لم نهاجر إلى الله تعالى، فسنبقى في الأطراف، راضين بالنأي، مبتعدين عن حمل الرسالة الربانية.
إن أمتنا أحوج إلى الهجرة اليوم، حتى تعود لها عزتها، التي تستمدها من الصدع بتوجيهات دينها، فتحقق الفتح المنشود، ويومها تبني صرح وحدتها القوية في مجتمع متماسك، يعيش أهله في بلهنية من العيش، مقتدين برسول الله ﷺ، وبهذا نرى ثمرات الهجرة الدائبة، فنكون قد اقتفينا خطوات الصحابة الجلة الكرام الذين نصروا الله ورسوله ﷺ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.47 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]