موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 91 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191073 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2651 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 933 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92801 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #901  
قديم 09-11-2013, 05:17 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الخوف والمطر


بقلم للشيخ عبد المجيد الزنداني
أول معركة خاضها محمد صلى الله عليه وسلم بين الكفر والإسلام في غزوة بدر الكبرى حيث خرج المسلمون وهم قلة يريدون قافلة الكفار وإذا الأمر تحدث فيه المفاجآت فهم أمام جيش قوي كبير أضعافهم عدد وتدور المعركة ويثق الكفار بأن النصر لهم قال تعالى : ( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً )
فوثق الكفار بالنصر , إن المسلمين قلة ثلاث مئة أو يزيدون عددا قليلا أما الكفار فكانوا ألفا فيهم مائتا فارس والفارس يحسب بعشرة من المقاتلين . لما نظر الكفار المسلمين وقد زاد عدد الكافرين وقد قل المسلمون في نظر الكافرين أيضا أيقنوا أن النصر لهم , فأرادوا أن يسجلوا نصرا في مجال العقيدة , إلى جانب النصر المضمون في مجال المعركة فخرجوا يستفتحون الله يقولون : اللهم من كان منا على حق فانصره .. لكن الله لا يضيع عبادة .. لايضيع رسوله صلى الله عليه وسلم لقد علم الرسول أنها موقعة فاصلة , فاستغاث بربه فأنزل الله قوله : ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ) الأنفال - 9 -10 فعندما يرى المسلمون جند الله بينهم تطمئن القلوب , وما النصر إلا من عند الله , لا من عند الملائكة ولا من عند البشر ثم ماذا ؟ هذا النعاس الذي جعله الله نعمة للناس , إذا ناموا استعادت أبدانهم قوتها بعد إجهاد وتعب يشاء الله أن يخرق السنة للمسلمين الخائفين ليلة المعركة , فنزل عليه نعاسا يغشاهم جميعا , في لحظة واحدة , فينام كل واحد منهم على حاله ومع هذا النعاس الذي غشيهم جميعا حيث النوم العميق والأمان القوي .. احتلم بعض المسلمين فأجنب فقاموا في الصباح, فجاء الشيطان واعظا لهم يقول : كيف تدخلون معركة وأنتم جنب ؟!! كيف تقتلون وتلقون الله وأنتم جنب ؟! فرد الله كيد الشيطان فأنزل مطرا من السماء ليطهر المسلمين به , ويذهب عنهم رجز الشيطان .
يقول الأطباءعند الخوف تفرز في الدماء مادة معينه ترتعش منها الأطراف فلا تثبت , ومن وسائل تثبيت الأطراف بتقليل هذه المادة أن يرش من هذه حالته بالماء , وقد كان نزول الماء أيضا من الأسباب المادية التي جعلها الله وسيلة لتثبيت الأقدام , بتقليل هذه المادة في الدماء إلى جانب تثبيت الأرض التي يسير عليها المجاهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون ثابتة تحت أقدامهم , لأن الرمال إذا بللت تماسكت وسار عليها السائر بعزم وثبات وتتقدم القدم فلا تغوص ونزل الماء على الكفار فعطلهم عن السير ترى عندما التقى الجيشان ماذا كانت النتيجة ؟ بعد المعركة وبعد أن التحم الصفان صفت الملائكة مع المؤمنين إذا بالمؤمنين يزدادون عددا في نظر الكافرون , ويرونهم مثليهم رأى العين بعد أن كانوا يرونهم قليلا ( قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْن )
  #902  
قديم 09-11-2013, 05:20 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

تكون الأمطار

بقلم هارون يحيى
قال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الروم:48)
ظلت كيفية تكون الأمطار لغزاً كبيراً طويلاً مع الزمن ، ولم يكن من الممكن اكتشاف مراحل تكون الأمطار إلا بعد اكتشاف الرادارات .
ووفقاً لهذه الاكتشافات يتكون المطر على ثلاثة مراحل : في المرحلة الأولى تصعد " المواد الأولية للمطر إلى الهواء مع الرياح ، وبعد ذلك تتشكل الغيوم و بعدها تبدأ قطرات المطر بالظهور .
ووصف القرآن لتكون المطر يذكر هذه العلمية بشكل دقيق ، إذ يقول الله تعالى في وصف تكون المطر بهذه الطريقة :
قال تعالى : ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء ..
و لنتفحص الآن المراحل الثلاثة التي تحددها الآية بطريقة علمية :
المرحلة الأولى : " الله الذي يرسل الرياح " .
إن فقاعات الهواء التي لا تحصى و التي ترغي في المحيطات قاذفة بجزئيات المياه نحو السماء . بعد ذلك تحمل الرياح هذه الجزيئات الغنية بالأملاح و ترفعها إلى الغلاف الجوي هذه الجزئيات التي تسمى الهباء الجوي تعمل كأفخاخ مائية و تكون قطرات الغيوم عبر تجميع نفسها حول بخار الماء الصاعد من البحار على شكل قطرات صغيرة .
المرحلة الثانية :
( فتثير سحاباً فيبسطة في السماء كيف يشاء و يجعله كسفاً ) .
تتكون الغيوم من بخار الماء الذي يتكثف حلو بلورات الملح او جزئيات الغبار في الهواء و لأن قطرات المياه في هذه الغيوم صغيرة جداً يبلغ قطر الواحدة منها ما بين 0.01 ـ 0.02 ملم ، فإن الغيوم تتعلق في الهواء و تنتشر في أرجاء السماء ، و بهذا تغطي السماء بالغيوم .
المرحلة الثالثة : ( فترى الودق يخرج من خلاله ) .
إن جزئيات المياه التي تحيط ببلورات الملح و جزيئات الغبار تتكاثف لتكون قطرات المطر و بهذا فإن المطر الذي يصبح أثقل من الهواء يترك الغيوم و يبدأ بالهطول على الأرض .
وكما نرى فإن كل مرحلة من مراحل تكون المطر مذكورة بالقرآن الكريم ، بل أكثر من ذلك ، فإن هذه المرحلة مشروحة بنفس السياق فكما هو الحال مع كثير من الظواهر الطبيعة الأخرى فقد أعطانا الله سبحانه و تعالى التفسير الصحيح حول هذه الظاهرة أيضاً ، و جعل الأمر معروفاً للناس في القرآن قبل قرون من اكتشافه .
و تذكر آية أخرى من القرآن الكريم المعلومات التالية عن تكون المطر :
( ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماًُ فترى الودق يخرج من خلاله و ينزل من السماء من جبال ..
إن العلماء الذين يدرسون الغيوم توصلوا إلى نتائج مفاجئة بالنسبة لتكون الغيوم الممطرة .
فالغيوم الممطرة تتكون و تتشكل وفق نظام و مراحل محددة . فمثلاً مراحل تكون الركام و هو أحد أنواع الغيوم الممطرة هي :
المرحلة الأولى : هي مرحلة الدفع حيث تحمل الغيوم أو تدفع بواسطة الرياح .
المرحلة الثانية : هي مرحلة التجمع حيث تتراكم السحب التي دفعتها الرياح مع بعضها البعض لتكون غيمة أكير .
المرحلة الثالثة : هي مرحلة التراكم حيث أن السحب الصغيرة عندما تتجمع مع بعضها فإن التيار الهوائي الصاعد في الغيمة الكبيرة يزداد ، فالتيار الهوائي قرب مركز الغيمة يكون أقوى من التيارات التي تكون على أطرافها ، و هذه التيارات تجعل جسم الغيمة ينمو عمودياً و لذلك فإن الغيمة أو السحابة تتراكم صعوداً . هذا النمو العمودي للغيمة يسبب تمددها إلى مناطق أكثر برودة من الغلاف الجوي حينما تتكون حبات المطر و البرد و تصبح أكبر ثم أكبر و عندما تصبح حبات المطر و البرد ثقيلة جداً على التيارات الهوائية بحيث يتعذر عليها حملها تبدأ بالهطول من السحب الممطرة على شكل مطر أو حبات برد و غيرها .10
و يجب أن نتذكر دائما أن علماء الأرصاد الجوية لم يعرفوا تفاصيل تكون الغيوم و بنيتها ووظيفتها إلا من خلال استخدام التقينات المتطورة مثل الطائرات و الأقمار الصناعية و الحواسيب و من الواضح إن الله سبحانه وتعالى أعطانا هذه المعلومات عن الغيوم قبل 1400 سنة في زمن لم تكن لتعرف فيه .
  #903  
قديم 09-11-2013, 05:22 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

نسبة الأمطار

إحدى المعلومات التي يعطينا إياها القرآن الكريم عن المطر هو أنه ينزل من السماء إلى الأرض بقدر و هذه الحقيقة مذكورة في سورة الزخرف كما يلي : قال تعالى : (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ {18}[ سورة المؤمنون : 18].
هذه الكمية المحسوب من المطر اكتشفت مرة أخرى من خلال الأبحاث الحديثة ، وتقدر هذه الأبحاث أنه في الثانية الواحدة يتبخر من الأرض تقريباً 16 مليون طن من الماء و هذا يعني أن الكمية التي تتبخر في السنة الواحدة تبلغ 513 تريليون طن من الماء . هذا الرقم مساو لكمية المطر التي تنزل على الأرض خلال سنة . وهذا يعني أن المياه تدور دورة متوازنة و محسوبة عليها تقوم الحياة على الأرض ، و حتى لو استعمل الناس كل وسائل التكنولوجيا المتوفرة في العالم فلن يستطيعوا أن يعيدوا إنتاج هذه الدورة بطريقة صناعية . و بمجرد حدوث خلل بسيط في هذه المعادلة سوف يؤدي ذلك إلى خلل بيني ينهي الحياة على الأرض . و لكن ذلك لا يحدث أبداً و في كل عام تنزل نفس الكمية من الأمطار تماماً كما يذكر القرآن الكريم .
المرجع : معجزة القرآن الكريم تأليف هارون يحيى .
  #904  
قديم 09-11-2013, 05:23 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الجبــــــــال في القرآن


بقلم أ/إبراهيم طرابية
ماجستير فى الجيوفيزياء
قال الله تعالى: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، ( النحل /15 )
*الجبــــــــــــل :
يعرف الجبل بأنه كتلة صخرية بارزة فوق اليابسة بشكل واضح‏ ولها وتد ممتد في الطبقات التحت سطحية ويكون طوله تسعة أضعاف القمة وثقله النوعيSpecific Gravityاقل من الثقل النوعي للطبقات التي يخترقها‏.‏ ويطلق مصطلح الجبل عادة علي الارتفاعات التي تزيد عن ستمائة متر فوق مستوي سطح البحر وإن كان هذا الارتفاع ليس محدداً لأنه أمر نسبي يعتمد على تضاريس الأرض المحيطة ففي منطقة سهلة التضاريس قد يكون نصف هذا الارتفاع مناسبا للوصف بالجبل‏ وتوجد الجبال عادة متصلة في سلاسل جبلية طويلة‏ ولكنها قد تكون أحيانا علي هيئة مرتفعات فردية معزولة‏.‏
* نصــــــب (تكوين) الجبال
يقول الحق ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏ "أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت ‏ وإلي الجبال كيف نصبت‏‏ وإلي الأرض كيف سطحت" [‏الغاشية‏:17‏ ـ‏20]‏
إن للحركات الأرضية لها دور رئيسي في تكوين الجبال كما لها أيضاً دور رئيسي في تكوين القارات والفرق بينهما أن حركات تكوين الجبال
Orogenic Movementsتكون قوية عنيفة قصيرة المدى ينتج عنها سلاسل جبلية بينما حركات تكوين القاراتEpeirogenic Movementsفتكون العكس بمعنى إنها تكون بطيئة وتستغرق أزمنة جيولوجية متعددة ويظهر نشاطها في تقدم أو انحسار البحر أي هي المسئولة عن رفع أجزاء كبيرة من قاع البحر لتجعل منه أرضاً يابسة أو التي تسبب هبوط مساحات واسعة من اليابسة ليغمرها البحر وينتج عنها تكوين المرتفعات أو المنخفضات مثل الجبال والهضاب أو الأحواض أو الوديان الفالقية مثل :
- بحيرة رودولف – الحبشة – خليج عدن - البحر الأحمر
– خليج العقبة -خليج السويس- البحر الميت – وادي الأردن.
أسباب الحركات البانية للجبال
ا- نظرية الانكماش Contraction Theory
تقول أن الأرض تنكمش كلما بردت وبالتالي تنضغط رواسب متقابلات الميل الأرضية Geosynclinesفتفقد بمحتوياتها من المواد الرسوبية المفتتة إلى الخارج مكونة أحزمة الانثناء الجبلية.
2- نظرية التيارات الناقلة Convection Currents Theory
نتيجة لارتفاع الضغط ودرجة الحرارة بالاتجاه نحو مركز الأرض فتتولد في منطقة الوشاح Mantleتيارات ناقلة وهى عبارة عن صهارة ترتفع لأعلى فتحدث تفتت أو تأكل في طبقة الليثوسفير Lithosphereفتحدث تقارب في الألواح الصخرية مما ينتج عنه انثناءات جبلية.
3- نظرية حركة القاراتThe Theory Of Continental Drift
إن كل القارات الموجودة الآن كانت متحدة فى كتلة أرضية واحدة تعرف بأرض بنجايا Pangaeaقسمها الشمالي أوراسيا وأمريكا الشمالية وقسمها الجنوبي استراليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وانتاركتيكا (القسم الجنوبي يعرف بأرض جوندوانا Gondwanaland) ويفصل القسمين بحر التثزTethysثم تكسرت هذه الكتلة في العصر الكربوني ثم انفصلت وتحركات أجزاؤها متباعدة فى بداية الميوزوزيك Mesozoicفي اتجاه الشمال فالتحمت الهند بقارة أسيا لتكون جبال الهميالايا كما ارتطمت ايطاليا بالقارة الأوروبية لتكون جبال الألب كما انجرفت الأمريكتين غرباً بسبب انفتاح المحيط الأطلسي مما نتج عن ذلك تكوين جبال الروكى والأنديز (بأمريكا).
4- نظرية الألواح التكتونية Theory Of Plate Tectonic
إن الكرة الأرضية مقسمة إلى عدة ألواح تكتونية وهذه الألواح تتحرك على طبقة لدنة منصهرة نعرف بطبقة الضعف الأرضي Asthenosphereويمكن لهذه الألواح أن تتصادم Convergent(Collision)فتتكون جزر بركانية على هيئة سلاسل جبلية أو تتباعد Divergentفيتكون حيد وسط المحيط Sea Floor Spreadingأو ينزلق بعضها تحت البعض فيتكون خندق Trench. وبالنظر فى خريطة العالم الطبيعية ، نجد وجود الجبال على حواف القارات (الألواح) فتلك الجبال تقوم بتثبيت تلك القارات وصدق الله العظيم إذ يقول (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ( النحل /15 ). ويجب أن نلاحظ الإعجاز العلمي الكامن في كلمة (ألقى) التي تشير بصورة مذهلة إلى عملية تكون الجبال كما كشفها علم الجيولوجيا مؤخراً. فإن الجبال البازلتية والجرانيتية تكونت بفعل الإلقاء أي بما يقذفه باطن الأرض الملتهب من الحمم والصهارة بفعل حركة الألواح الأرضية وتلك الحمم بردت وتراكمت على مر السنين ثم ارتفعت فوق سطح البحر وروي عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله :(لما خلق الله الأرض جعلت تميد - فأرساها بالجبال) وكلمة تميد - أي تضطرب وتميل. وقال تعالى {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 6-7].

صورة توضح منطقة الضعف الأرض في المحيط وكيفية تشكل الجبال
ومن أهم الحركات البانية للجبال :
- الحركة الكاليدونية في آخر العصر السيلورى-العصر الديفونى
- الحركة الهرسينية في العصر الكربوني-البرمى
- الحركة الألبيه في آخر الميزوزويكLate Mesozoic – الحقب الثالثTertiary
كما هو مبين بالشكل الآتى :
* وصــــــف الجبال
إن أدق وصف للجبال هو استخدام كلمة أوتاداً كما فى قوله تعالى {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} سورة سبأ7،6.فجبل يبلغ ثقله النوعيspecific gravity 2.7في المتوسط (كالجرانيت مثلاً) يستطيع أن يغوص داخل طبقة من الصخور السيماتية simatic rock(البالغ ثقلها النوعي 3.0 في المتوسط) حتى يبلغ طول الجزء القابع داخل الأرض 9/10 والجزء الظاهر فوق سطح الأرض 1/10 من الطول الإجمالي. وهكذا نرى كيف تصف كلمة واحدة - وهي كلمة الوتد - جزئي الجبل العلوي والسفلي ووظيفته من تثبيت للكرة الأرضية وألواح الليثوسفيرLithospheres وبالتالي فإن الكلمة التي يستخدمها القرآن الكريم لوصف الجبال أكثر دقة من الناحية العلمية واللغوية من كلمة "جذر" المستخدم حاليًا من قبل العلماء لوصف الجزء السفلي المختبئ داخل الأرض كما هو مبين بالشكل الآتي :
ا- مكونات الجبال
بفحص الصخور المكونة للجبال وجد إنها تتكون من صخور رسوبية ونارية ومتحولة (بركانية) ولقد صدق الله العظيم إذ يقول (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) فاطر27. فالجدد البيض هي الصخور الرسوبية وحمر مختلف ألوانها : الصخور النارية ، وغرابيب سود : الصخور البركانية.
ب- ألوان الجبال
ومن الآية السابقة( فاطر27) نجد من الجبال ما هو أبيض، ومنها ما هو أحمر، ومنها ما هو أسود، ومنها ما تختلط فيه الألوان الثلاثة أو غيرها وفى الشكل الآتي نرى صخور البازلت السوداء والجرانيت الوردي قاطعة للصخور الرسوبية.
ج- أطوال الجبال
إن سطح الأرض ليس تام الاستواء وذلك بسبب اختلاف كثافة الصخور المكونة لمختلف أجزاء الغلاف الصخري للأرض فهناك قمم عالية شامخات للسلاسل الجبلية وتنخفض تلك القمم السامقة إلي التلال ثم الهضاب ثم السهول‏ ثم المنخفضات الأرضية والبحرية‏ ‏وصدق الله إذ يقول (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا)( المرسلات: 27)
ويبلغ ارتفاع أعلي قمة علي سطح الأرض‏(‏ وهي قمة جبل إفرست‏)‏ في سلسلة جبال الهيمالايا‏8848‏ مترا تقريبا فوق مستوي سطح البحر بينما يقدر منسوب اخفض نقطة علي سطح اليابسة‏(‏ وهي حوض البحر الميت‏)‏ بحوالي‏395‏ مترا تحت مستوي سطح البحر كما بالشكلين الآتيين.

والمناطق الجبلية الرئيسية في العالم هي الهملايا في آسيا ، وجبال روكي في أمريكا ، والألب في أوروبا ، والأنديس في أمريكا الجنوبية .
ولقد استخدمت الجبال لدلالة على صفة الطول كأداة تشبيه كما في قوله تعالى (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً)الاسراء37
د- مناخ الجبال
وللجبل قدم ورأس ، أما عند قدم الجبل فالحر شديد في الصيف ، ولكن عند تسلقه فتجد البرد في أعاليه ورجال الجبال يعيشون في هواء أخف كثافة من هواء ساحل البحر ومن أجل هذا كان لساكني الجبال رئتين أوسع وقلب أكبر ودم كراته الحمراء أكثر.
ه- حركة الجبال
إن تعاقب الليل والنهار لدليل على دوران الأرض حول محورها وبالتالي دليل أيضاً على حركة الجبال حيث الجبال جزء منها لقوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل88
و- تسبيح الجبال
قال تعالى (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ)الانبياء79. وكان وقت تسبيح الجبال في العشاء وفي صلاة الضحى عندما تشرق الشمس ويتناهى ضوئها {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ} سورة ص الآية 18.
ل- سجود الجبال
فإذا تأملنا قوله تعالى في الآيتين التاليتين لعرفنا أن الجبال كسائر المخلوقات تعبد الله وتخشى عذابه. قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء)الحج18، وفي الآية التالية تصوير بليغ لما يصيب الجبال لفزعها من خشية الله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} سورة الحشر الآية 21
* فـوائد الجبـال
بناء المساكن
في الجبال من مواد البناء من حجر وإسمنت ورخام يقوم عليها عمران الأرض ، واستقرار الإنسان في بيوت مشيدة ، وقصور شامخة ، قال تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} سورة الشعراء الآية 149. وقال تعالى (وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) الاعراف74.
بيوتاً للنحل
قال تعالى(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) النحل68
أكنان الجبال
يقول الله تعالى(وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) النحل81. فالجبال بمثابة الحصون التي يحتمي بها فلقد اتخذ الإنسان من الجبال مواقع حصينة ضد الأعداء والمعتدين. وفي القرون الوسطى بنى الإقطاعيون حصونهم فوق الجبال ومنهم من اتخذ الذروة موقعاً لبناء قلعة حيث الجبل له حوائط قائمة لا تغري عدواً غازياً بتسلقها .
المعادن الاقتصادية
في الجبال منها كنوز نفيسة كالذهب والحديد والنحاس وأمثالها قال تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} سورة النازعات الآية 33,32.
الجبال والمياه العذبة
ولقد كانت الفكرة السائدة لدى علماء الجيولوجيا أن مصادر المياه العذبة والينابيع الجوفية من مياه البحر التي تتسرب إلى داخل طبقات الأرض حيث تتخلص من ملوحتها ثم تتفجر أنهاراً لتعود إلى البحر من جديد ولكن القرآن أشار إلى أن مصادر المياه العذبة هي من السماء وليس من البحر (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)( الحجر: 22.) كما أشار القرآن إلى دور الجبال العالية في تخزين المياه وتكوين الأنهار العذبة (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًاً)( المرسلات: 27.). وفي العصر الحديث، اكتشف العالمان سبايك وجرانت أن مياه النيل الأبيض تأتي من اصطدام بخار الماء المتصاعد من المحيط الهندي بجبال القمر العالية في كينيا حيث يتكاثف لدى اصطدامه بقمم الجبال الباردة فيتحول إلى شلالات هي مصدر مياه النيل الأبيض.
الشكل التالي يبين دورة الماء في الطبيعة ودور الجبال في إنتاج المياه العذبة
تثبيت الأرض
كما أوضحنا سابقا في كيفية تكوين الجبال ، أن الأرض مقسمة إلي عدة ألواح تكتونية وهذه الألواح سابحة على طبقة الضعف الأرضي فلذا تظهر وظيفة الجبال فى تثبيت هذه الألواح والإ تناثرت وتحطمت تلك الألواح وصدق الله العظيم إذ يقول {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} سورة سبأ7,6 ، وقال تعالى (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(سورة النحل).
  #905  
قديم 09-11-2013, 05:30 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

العروج في السماء


بقلم الدكتور زغلول النجار
قال تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (الحجر:14،15).
العلم التجريبي يؤكد على أن هناك طبقة من النور حول الأرض هي طبقة لا تتعدى 200 كم، و هي في النصف المواجه للشمس ، وإن باقي الكون ظلام دامس، وعندما يتخطى الإنسان هذه الطبقة فإنه يرى ظلام دامس .
و لما تخطى أحد رواد الفضاء الأمريكيون هذه الطبقة لأول مرة عبر عن شعوره في تلك اللحظة فقال:
" I have almost lost my eye sight or something magic has come over me.
" كأني فقدت بصري ، أو اعتراني شيء من السحر".
و هو تماماً تفسير لقوله تعالى : "لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون ".
أما قوله تعالى " و لو فتحنا عليهم باباً" و الباب لا يفتح في فراغ أبدا ، و القرآن يؤكد أن السماء بناء أي أن السماء بناء مؤلف من لبنات أي لا فراغ فيها .
يقول علماء الفلك : إنه لحظة الانفجار العظيم امتلأ الكون بالمادة و الطاقة، فخلقت المادة والطاقة كما خلق المكن و الزمان، أي لا يوجد زمان بغير مكان و مكان بغير زمان و لا يوجد زمان و مكان بغير مادة و طاقة ، فالطاقة تملأ هذا الكون .
" يعرجون "أي السير بشكل متعرج، و قدجاء العلم ليؤكد أنه لا يمكن الحركة في الكون في خط مستقيم أبداً، وإنما في خط متعرج .
  #906  
قديم 09-11-2013, 05:32 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

والسـماء ذات الرجـع

بقلم الدكتور زغلول النجار
هذه الآية الكريمة التي جاءت في منتصف سورة الطارق هي من آيات القسم في القرآن الكريم‏,‏ والقسم في كتاب الله يأتي من قبيل تنبيهنا إلي أهمية الأمر المقسوم به‏,‏ لأن الله‏(‏ تعالى‏)‏ غني عن القسم لعباده كما سبق وأن ذكرنا‏.‏
والقسم هنا بالسماء وبصفة خاصة من صفاتها وهي أنها ذات الرجع‏,‏ وفي ذلك قال قدامي المفسرين إن رجع السماء هو المطر‏,‏ وأنه سمي رجعا لأن بخار الماء يرتفع أصلا من الأرض إلي السماء حيث يتكثف ويعود إلى الأرض مطرا بإذن الله‏,‏ في عملية دائمة التكرار والإعادة‏,‏ ولفظة الرجع هنا مستمدة من الفعل رجع بمعني عاد وآب ولذا سمي المطر رجعا كما سمي أوبا‏.‏
ومع تسليمنا بصحة هذا الاستنتاج يبقي السؤال المنطقي‏:‏ إذا كان المقصود بالتعبير رجع السماء هو المطر فقط فلماذا فضل القرآن الكريم لفظة الرجع علي لفظة المطر؟ ولماذا لم يأت القسم القرآني بالتعبير والسماء ذات المطر بدلا من والسماء ذات الرجع؟
واضح الأمر ــ والله تعالى أعلم ــ أن لفظة الرجع في هذه الآية الكريمة لها من الدلالات مايفوق مجرد نزول المطر ــ علي أهميته القصوى لاستمرارية الحياة علي الأرض ــ مما جعل هذه الصفة من صفات السماء محلا لقسم الخالق‏(‏ سبحانه و تعالى‏)‏ ــ وهو الغني عن القسم ــ تعظيما لشأنها وتفخيما‏.‏ فما هو المقصود بالرجع في هذه الآية الكريمة؟

يبدو ــ والله تعالى أعلم ــ أن من معاني الرجع هنا الارتداد أي أن من الصفات البارزة في سمائنا أنها ذات رجع أي ذات ارتداد‏,‏ بمعني أن كثيرا مما يرتفع إليها من الأرض ترده إلي الأرض ثانية‏,‏ وأن كثيرا مما يهبط عليها من أجزائها العلا يرتد ثانية منها إلي المصدر الذي هبط عليها منه‏,‏ فالرجع صفة أساسية من صفات السماء‏,‏ أودعها فيها خالق الكون ومبدعه‏,‏ فلولاها ما استقامت علي الأرض حياة‏,‏ ومن هنا كان القسم القرآني بها تعظيما لشأنها‏,‏ وتنبيها لنا لحكمة الخالق‏(‏ سبحانه و تعالى‏)‏ من إيجادها وتحقيقها‏...!!!‏
الرجع في اللغة العربية

يقال‏(‏ رجع يرجع رجوعا‏)‏ بمعني عاد يعود عودا‏,‏ و‏(‏رجعه‏)‏ غيره أو‏(‏ أرجعه‏)‏ بمعني أعاده ورده‏,‏ و‏(‏الرجوع‏)‏ العودة إلي ما كان منه البدء‏,‏ ويقال‏(‏ رجعه‏,‏ يرجعه رجعا‏).‏
كما يقال‏(‏ رجع يرجع رجعا وترجيعا‏)‏ بمعني رد يرد ردا‏,‏ فالرجع لغة هو العود‏,‏ والارتداد‏,‏ والرد‏,‏ والانصراف والإفادة‏,‏ والإعادة‏,‏ ولذلك يقال للمطر رجعا لرد الهواء ما تناوله من ماء الأرض بطريقة مستمرة‏,‏ كما يقال للغدير رجعا بنسبته إلي المطر الذي ملأه‏,‏ أو لتراجع أمواجه وتردده في مكانه ويستند في ذلك إلي قول الحق‏(‏ تبارك و تعالى‏):‏ والسماء ذات الرجع أي ذات المطر وقيل فيها أيضا أي ذات النفع‏.‏
ويقال‏(‏ رجع يرجع ترجيعا‏)‏ أي ردد يردد ترديدا‏,(‏ فالترجيع‏)‏ ترديد الصوت في الحلق في القراءة وفي الغناء‏,‏ وتكرير القول مرتين فصاعدا‏,‏ ومنه‏(‏ الترجيع‏)‏ في الأذان‏,‏ وكل شئ يردد فهو‏(‏ رجع‏)‏ و‏(‏رجيع‏)‏ ومعناه‏(‏ مرجوع‏)‏ أي مردود‏,‏ و‏(‏الرجع‏)‏ أيضا صدي الصوت‏,‏ ويقال‏(‏ راجع‏)‏ أي عاود‏,‏ و‏(‏المراجعة‏)‏ المعاودة‏,‏ ويقال‏(‏ راجعه‏)‏ الكلام أي رد عليه‏.‏
و‏(‏الرجعة‏)‏ العودة من الطلاق‏,‏ والعودة إلي الدنيا بعد الممات‏.‏
يقال‏(‏ رجعت‏)‏ عن كذا‏(‏ رجعا‏)‏ و‏(‏رجوعا‏)‏ أي رفضته بعد قبوله‏,‏ و‏(‏رجعت‏)‏ الجواب أي رددت عليه‏,‏ و‏(‏المرجع‏)‏ و‏(‏الرجعي‏)‏ الرجوع والعود أو مكان العود وذلك من مثل قوله‏(‏ تعالى‏):‏ إلي الله مرجعكم جميعا‏..‏ وقوله‏(‏ سبحانه‏):‏ إن إلي ربك الرجعي وقوله‏(‏ سبحانه و تعالى‏):‏ لعلهم يرجعون أي يرجعون عن الذنب أو يعودون إلي الله‏(‏ تعالى‏)‏ وهدايته الربانية‏,‏ وقوله‏(‏ عز من قائل‏):..‏ فناظرة بم يرجع المرسلون من الرجوع أو من رجع الجواب‏,‏ وقوله‏(‏ تبارك اسمه‏):‏ يرجع بعضهم إلي بعض القول وقوله‏(‏ تعالى جده‏):‏ ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون
ويقال ليس لكلامه‏(‏ مرجوع‏)‏ أي مردود أو جواب‏,‏ ودابة لها‏(‏ مرجوع‏)‏ أي لها مردود بمعني أنه يمكن بيعها بعد استخدامها‏.‏
و‏(‏الراجع‏)‏ المرأة يموت عنها زوجها فترجع إلي أهلها‏(‏ أما المطلقة فيقال لها مردودة‏).‏
وفي قوله‏(‏ تعالى‏):‏ يرجع بعصهم إلي بعض القول أي يتلاومون‏.‏
و‏(‏الاسترجاع‏)‏ الاسترداد‏,‏ و‏(‏التراجع‏)‏ الارتداد إلي الخلف أو الرجوع عن الأمر‏,‏ يقال‏(‏ استرجع‏)‏ فلان منه الشئ أي أخذ منه ما كان قد دفعه إليه‏,‏ و‏(‏استرجع‏)‏ عند المصيبة أي قال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
و‏(‏الرجيع‏)‏ الاستفراغ أو الرفث ويستخدم كناية عن أذي البطن عند كل من الإنسان والحيوان‏,‏ وهو من‏(‏ الرجوع‏)‏ ويكون بمعني الفاعل‏,‏ أو من‏(‏ الرجع‏)‏ ويكون بمعني المفعول‏.‏ و‏(‏الرجيع‏)‏ من الكلام المردود إلي صاحبه أو المكرر‏.‏
المفسرون ورجع السماء

ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ أن رجع السماء هو المطر‏,‏ ذكره ابن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏),‏ وعنه أيضا أن‏(‏ الرجع‏)‏ هو السحاب فيه المطر‏,‏ وأشار ابن كثير أيضا إلي رأي قتادة‏(‏ يرحمه الله‏)‏ في‏(‏ السماء ذات الرجع‏)‏ أنها ترجع رزق العباد كل عام‏,‏ ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم‏,‏ وذكر الصابوني‏(‏ أمد الله في عمره‏)‏ نفس المعاني‏.‏ ويؤكد صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏)‏ علي هذا المعني بقوله الرجع المطر ترجع به السماء المرة بعد المرة‏.‏
وذكر مخلوف‏(‏ يرحمه الله‏)(‏ والسماء‏)‏ أي المظلة‏,(‏ذات الرجع‏)‏ أي المطر‏,‏ وسمي رجعا لأن السحاب يحمل الماء من بخار البحار والأنهار‏,‏ ثم يرجعه إلي الأرض مطرا‏,‏ أو لأنه يعود ويتكرر‏,‏ من رجع‏:‏ إذا عاد‏,‏ ولذا يسمي أوبا‏,‏ لرجوعه وتكرره‏,‏ وكذلك ذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم أن القسم هنا بالسماء ذات المطر الذي يعود ويتكرر‏.‏
الفعل رجع في القرآن الكريم

ورد الفعل‏(‏ رجع‏)‏ بمشتقاته في القرآن الكريم مائة وأربع مرات‏(104)‏ ا في الصيغ التالية‏:‏
‏[‏ رجع‏,‏ رجعتم‏,‏ رجعك‏,‏ رجعنا‏,‏ رجعناك‏,‏ رجعوا‏,‏ أرجع‏,‏ ترجعونها‏,‏ ترجعوهن‏,‏ يرجع‏,‏ يرجعون‏,‏ ارجع‏,‏ أرجعنا‏,‏ ارجعوا‏,‏ أرجعون‏,‏ ارجعي‏,‏ رجعت‏,‏ ترجع‏,‏ ترجعون‏,‏ يرجع‏,‏ يرجعون‏,‏ يتراجعا‏,‏ رجع‏,‏ الرجع‏,‏ رجعه‏,‏ الرجعي‏,‏ راجعون‏,‏ مرجعكم‏,‏ مرجعهم‏].‏

وجاءت لفظة رجع فيها ثلاث مرات علي النحو التالي‏:‏ أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد‏(‏ ق‏:3)‏ إنه علي رجعه لقادر‏(‏ الطارق‏:8)‏
والسماء ذات الرجع‏(‏ الطارق‏:11)‏
وكلها بمعني الرجوع‏,‏ والعودة‏,‏ والارتداد‏,‏ والرد‏,‏ والإعادة‏,‏ وهو ما يمكن أن يعيننا في فهم دلالة الرجع في قوله‏(‏ تعالى‏):‏ والسماء ذات الرجع‏,‏ وهو معني أوسع وأشمل من مجرد رجوع ماء الأرض المتبخر من سطحها ومن تنفس إنسها وحيواناتها ونتح نباتاتها‏,‏ وإلا لكان القسم بالسماء ذات المطر‏.‏
السماء في اللغة العربية:

‏(‏السماء‏)‏ لغة اسم مشتق من‏(‏ السمو‏)‏ بمعني الارتفاع والعلو‏,‏ تقول‏(‏ سما‏,‏ يسمو‏,‏ سموا‏),‏ فهو سام بمعني علا‏,‏ يعلو‏,‏ علوا‏,‏ فهو عال أو مرتفع‏,‏ لأن السين والميم والواو أصل يدل علي الارتفاع والعلو‏,‏ يقال‏(‏ سموت وسميت‏)‏ بمعني علوت وعليت للتنويه بالرفعة والعلو‏,‏ وعلي ذلك فإن سماء كل شيء أعلاه ومن هنا قيل‏:‏ كل ما علاك فأظلك فهو سماء‏.‏
ولفظة‏(‏ السماء‏)‏ في العربية تذكر وتؤنث‏(‏ وإن كان تذكيرها يعتبر شاذا‏),‏ وجمعها‏(‏ سماوات‏)‏ كما جاء في القرآن الكريم وهناك صيغ أخري لجمعها ولكنها غريبة‏.‏
وانطلاقا من هذا التعريف اللغوي قيل لسقف البيت‏(‏ سماء‏)‏ لارتفاعه‏,‏ وقيل للسحاب‏(‏ سماء‏)‏ لعلوه‏,‏ واستعير اللفظ للمطر بسبب نزوله من السحاب‏,‏ وللعشب لارتباط نبته بنزول ماء السماء‏.‏
والسماء دينا هي كل ما يقابل الأرض من الكون‏,‏ والمراد بها ذلك العالم العلوي من حولنا والذي يضم الإجرام المختلفة من الكواكب والكويكبات‏,‏ والأقمار والمذنبات‏,‏ والنجوم والبروج‏,‏ وغيرها من مختلف صور المادة والطاقة التي تملأ الكون بصورة واضحة جلية أو مستترة خفية‏.‏
وقد خلق الله‏(‏ تعالى‏)‏ السماء ـ وهو سبحانه خالق كل شيء ـ ورفعها بغير عمد نراها‏,‏ وجعل لها عمارا من الملائكة ومما لا نعلم من الخلق‏,‏ وحرسها من كل شيطان مارد من الجن والإنس‏,‏ فهي محفوظة بحفظه‏(‏ تعالى‏)‏ إلي أن يرث الكون بما فيه ومن فيه‏.‏
السماء في القرآن الكريم

تكرر ورود لفظة‏(‏ السماء‏)‏ في القرآن الكريم ثلاثمائة وعشر مرات‏,‏ منها مائة وعشرون بالإفراد‏(‏ السماء‏),‏ ومائة وتسعون بالجمع‏(‏ السماوات‏),‏ والجمع في غالبيته إشارة إلي كل ما حول الأرض من خلق أي إلي الكون في جملته‏,‏ والإشارات المفردة منها ثمان وثلاثون‏(38)‏ يفهم من مدلولها الغلاف الغازي للأرض بسحبه ورياحه وكسفه‏,‏ واثنتان وثمانون‏(82)‏ يفهم منها السماء الدنيا غالبا والكون أحيانا‏.‏
وقد جاءت الإشارة القرآنية إلي السماوات والأرض وما بينهما في عشرين موضعا من كتاب الله‏,‏ وأغلب الرأي أن المقصود بما بين السماوات والأرض هو الغلاف الغازي للأرض بصفة عامة‏,‏ والجزء الأسفل منه‏(‏ نطاق المناخ‏)‏ بصفة خاصة‏,‏ وذلك لقول الحق‏(‏ تبارك و تعالى‏):‏
والسحاب المسخر بين السماء والأرض‏..(‏ البقرة‏:164)‏ والسحاب يتحرك في نطاق المناخ الذي لا يتعدي سمكه‏16‏ كيلو مترا فوق مستوي سطح البحر عند خط الاستواء‏,‏ والذي يحوي أغلب مادة الغلاف الغازي للأرض‏(75%‏ بالكتلة‏)‏ والقرآن الكريم يشير إلي إنزال الماء من السماء في أكثر من آية‏,‏ وواضح الأمر أن المقصود بالسماء هنا هو السحاب أو النطاق المحتوي علي السحاب والمعروف علميا بنطاق المناخ‏.‏
العلوم الكونية ورجع السماء
إذا كان المقصود بالسماء ذات الرجع في سورة الطارق هو الغلاف الغازي للأرض بنطاق من نطاقاته‏(‏ نطاق الطقس‏)‏ أو بكل نطقه‏,‏ فإن دراسة ذلك الغلاف الغازي قد أكدت لنا أن كثيرا مما يرتفع من الأرض إليه من مختلف صور المادة والطاقة‏(‏ من مثل هباءات الغبار المتناهية الدقة في الصغر‏,‏ بخار الماء‏,‏ كثير من غازات أول وثاني أكسيد الكربون‏,‏ أكاسيد النيتروجين‏,‏ النوشادر‏,‏ الميثان وغيرها‏,‏ الموجات الحرارية كالأشعة تحت الحمراء‏,‏ والراديوية كموجات البث الاذاعي‏,‏ والصوتية‏,‏ والضوئية والمغناطيسية وغيرها‏)‏ كل ذلك يرتد ثانية إلي الأرض راجعا إليها‏.‏
كذلك فإن كثيرا مما يسقط علي الغلاف الغازي للأرض من مختلف صور المادة والطاقة يرتد راجعا عنها بواسطة عدد من نطق الحماية المختلفة التي أعدها ربنا‏(‏ تبارك و تعالى‏)‏ لحمايتنا وحماية مختلف صور الحياة الأرضية من حولنا‏.‏
وإذا كان المقصود ـ السماء ذات الرجع في هذه السورة المباركة هو كل السماء الدنيا التي زينها‏(‏ تبارك و تعالى‏)‏ بالنجوم والكواكب فإن علوم الفلك قد أكدت لنا أن كل أجرام السماء قد خلقها الله‏(‏ تعالى‏)‏ من الدخان الكوني‏(‏ دخان السماء‏)‏ الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم التي يسميها القرآن الكريم عملية الفتق أو فتق الرتق‏,‏ وأن كل أجرام السماء الدنيا تمر في دورة حياة تنتهي بالعودة إلي دخان السماء عن طريق الانفجار أو الانتثار‏,‏ لتتخلق من هذا الدخان السماوي أجرام جديدة لتعيد الكرة في دورات مستمرة من تبادل المادة والطاقة بين أجرام السماء ودخانها‏(‏ المادة المنتشرة بين النجوم في المجرة الواحدة‏,‏ المجرات وتجمعاتها المختلفة‏,‏ وفي السدم وفي فسحة السماء الدنيا‏,‏ وربما في كل الكون الذي لانعلم منه إلا جزءا يسيرا من السماء الدنيا‏).‏
وهذه صورة مبهرة من صور الرجع التي لم يدركها العلماء إلا بعد اكتشاف دورة حياة النجوم في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏.‏ وسواء كان المقصود بالسماء ذات الرجع إحدى الصورتين السابقتين أو كليهما معا فهو سبق قرآني مبهر بحقيقة كونية لم يدركها العلماء إلا منذ عشرات قليلة من السنين وذلك مما يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام الله الخالق‏,‏ ويشهد لخاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بأنه كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏
نطق الغلاف الغازي للأرض
تحاط الأرض بغلاف غازي يقدر سمكه بعدة آلاف من الكيلو مترات‏,‏ ويتناقص فيه الضغط مع الارتفاع من واحد كيلو جرام علي السنتيمتر المكعب تقريبا‏(1.0336‏ كج‏/‏ سم‏3)‏ عند مستوي سطح البحر إلي قرابة الصفر عند ارتفاع ستين كيلو مترا تقريبا فوق مستوي سطح البحر‏.‏
ويقسم هذا الغلاف الغازي للأرض علي أساس من درجة حرارته إلي عدة نطق من أسفل إلي أعلي علي النحو التالي‏:‏
(1)‏ نطاق التغيرات الجوية‏(‏ نطاق الطقس أو نطاق الرجع‏)
TheTroposphere
ويمتد من سطح البحر إلي ارتفاع‏16‏ كيلو مترا فوق خط الاستواء‏,‏ ويتناقص سمكه إلي نحو عشرة كيلو مترات فوق القطبين وإلي أقل من ذلك فوق خطوط العرض الوسطي‏(7‏ ــ‏8‏ كيلو مترات‏)‏ وعندما يتحرك الهواء من خط الاستواء في اتجاه القطبين يهبط فوق هذا المنحني الوسطي فتزداد سرعته‏,‏ وتجبر حركة الأرض في دورانها حول محورها من الغرب إلي الشرق كتل الهواء في التحرك تجاه الشرق بسرعة فائقة تعرف باسم التيار النفاث
The Jet Stream
وتنخفض درجة الحرارة في هذا النطاق باستمرار مع الارتفاع حتى تصل إلي ستين درجة مئوية تحت الصفر في قمته‏,‏ وذلك نظرا للابتعاد عن سطح الأرض الذي يمتص‏47%‏ من أشعة الشمس فترتفع درجة حرارته ويعيد إشعاع الحرارة علي هيئة أشعة تحت حمراء إلي الغلاف الغازي للأرض‏,‏ خاصة إلي بخار الماء وجزيئات ثاني أكسيد الكربون الجويين‏,‏ ومن هنا تنخفض درجة حرارة نطاق التغيرات الجوية مع الارتفاع للبعد عن مصدر الدفء وهو سطح الأرض‏.‏
وعندما يتجمع هواء بارد فوق هواء ساخن يجعل كتل الهواء غير مستقرة فيهبط الهواء البارد إلي أسفل‏,‏ بينما يصعد الهواء الساخن إلي أعلي محدثا تيارات حمل مستمرة في هذا النطاق أعطته اسم
Troposphere
أو نطاق الرجع كما يعبر عنه الأصل اليوناني للكلمة‏.‏
ولولا الانخفاض المطرد لدرجات الحرارة في هذا النطاق السفلي من نطق الغلاف الغازي للأرض لفقدت الأرض مياهها بمجرد اندفاع أبخرة تلك المياه من فوهات البراكين ولا ستحالت الحياة علي الأرض‏.‏
(2)‏ نطاق التطبق
TheStratosphere
ويمتد من فوق نطاق التغيرات الجوية إلي ارتفاع حوالي خمسين كيلومترا فوق مستوي سطح البحر‏,‏ وترتفع فيه درجة الحرارة من ستين درجة مئوية تحت الصفر في قاعدته إلي الصفر المئوي في قمته‏,‏ ويعود السبب في ارتفاع درجة الحرارة إلي امتصاص وتحويل الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس بواسطة جزيئات الأوزون التي تتركز في قاعدة هذا النطاق‏(‏ حول ارتفاع يتراوح بين‏18‏ كم و‏30‏كم‏)‏ مكونة طبقة خاصة تعرف بطبقة‏,‏ أو نطاق الأوزون
Ozonosphere
(3)‏ النطاق المتوسط‏
TheMesosphere
ويمتد من فوق نطاق التطبق إلي ارتفاع‏80‏ ـ‏90‏ كيلو مترا فوق مستوي سطح البحر‏,‏ وتنخفض فيه درجة الحرارة لتصل إلي مائة وعشرين درجة مئوية تحت الصفر‏.‏
(4)‏ النطاق الحراري
The Thermosphere
ويمتد من فوق النطاق المتوسط إلي عدة مئات من الكيلومترات فوق مستوي سطح البحر‏,‏ وترتفع فيه درجة الحرارة باستمرار إلي خمسمائة درجة مئوية عند ارتفاع مائة وعشرين كيلو مترا فوق مستوي سطح البحر‏,‏ وتبقي درجة الحرارة ثابتة عند هذا الحد إلي أكثر من ألف كيلو متر فوق مستوي سطح البحر‏,‏ ولكنها تقفز إلي‏1500‏ درجة مئوية في فترات نشاط البقع الشمسية‏.‏
وفي جزء من هذا النطاق‏(‏ من ارتفاع مائة كيلو متر إلي أربعمائة كيلو متر فوق مستوي سطح البحر‏)‏ تتأين جزيئات الغاز‏(‏ أي تشحن بالكهرباء‏)‏ بفعل الأشعة فوق البنفسجية والسينية القادمة من الشمس‏,‏ ولذا يسمي باسم النطاق المتأين
The Ionosphere
وفوق نطاق التأين يعرف الجزء الخارجي من النطاق الحراري باسم النطاق الخارجي
The Exosphere
ويقل فيه الضغط حتي يتداخل في دخان السماء أو ما يعرف بالفضاء الخارجي‏.‏
(5)‏ أحزمة الإشعاع
The Radiation Belts
وهي عبارة عن زوجين من الأحزمة الهلالية الشكل التي تزداد في السمك حول خط الاستواء‏,‏ وترق رقة شديدة عند القطبين‏,‏ وتحتوي علي أعداد كبيرة من البروتونات والإليكترونات التي اصطادها المجال المغناطيسي للأرض‏.‏ ويتركز الزوج الداخلي من هذه الأحزمة حول ارتفاع‏3200‏ كيلو متر فوق مستوي سطح البحر‏,‏ بينما يتركز الزوج الخارجي من هذه الأحزمة حول ارتفاع‏25000‏ كيلو متر فوق مستوي سطح البحر‏.‏
من صور رجع السماء
باعتبار المقصود من السماء في الآية الكريمة والسماء ذات الرجع هو الغلاف الغازي للأرض نجد الصور التالية من رجع السماء‏.‏
(1)‏ الرجع الاهتزازي للهواء‏(‏ الأصوات وصداها‏):‏
تحتوي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض‏(‏ نطاق التغيرات الجوية‏)‏ علي‏75%‏ من كتلة ذلك الغلاف ويتكون أساسا من غاز النيتروجين‏(78%‏ حجما‏),‏ والأوكسجين‏(21.95%‏ حجما‏)‏ وآثار خفيفة من بخار الماء‏,‏ وثاني أكسيد الكربون‏,‏ والأوزون‏,‏ وبعض هباءات الغبار‏,‏ وآثار أقل تركيزا من الإيدروجين‏,‏ الأرجون‏,‏ الهيليوم‏,‏ وبعض مركبات الكبريت‏.‏
وكل من التركيب الكيميائي والصفات الفيزيائية لهذا النطاق أساسي لوجود الحياة الأرضية‏,‏ ومهم للاهتزازات المحدثة للأصوات وصداها‏,‏ فعندما تهتز أحبالنا الصوتية تحدث اهتزازاتها ضغوطا في الهواء تنتشر علي هيئة أمواج تتحرك في الهواء في كل الاتجاهات من حولنا‏,‏ فتتلقي طبلة الأذن لأفراد آخرين تلك الاهتزازات فيسمعونها بوضوح‏,‏ ولولا التركيب الكيميائي والصفات الفيزيائية المحددة لذلك النطاق ما سمع بعضنا بعضا و لاستحالت الحياة‏.‏
فالصوت لا ينتقل في الفراغ‏,‏ وذلك لعدم وجود جزيئات الهواء القادرة علي نقل الموجات الصوتية وتتحرك الموجات الصوتية في الهواء بسرعة‏1200‏ كيلو متر في الساعة عند مستوي سطح البحر‏,‏ وتزداد سرعة الصوت كلما زادت كثافة الوسط الذي يتحرك فيه‏,‏ وتقل بقلة كثافته‏,‏ ففي الماء تتضاعف سرعة الصوت أربع مرات تقريبا عنها في الهواء‏,‏ وفي النطق العليا من الغلاف الغازي للأرض تتناقص حتى لا تكاد تسمع‏,‏ ولذلك يتخاطب رواد الفضاء مع بعضهم بعضا بواسطة الموجات الراديوية التي يمكنها التحرك في الفراغ وعندما تصطدم الموجات الصوتية بأجسام أعلي كثافة من الهواء‏,‏ فإنها ترتد علي هيئة صدي للصوت الذي له العديد من التطبيقات العملية‏.‏
والرجع الاهتزازي للهواء علي هيئة الأصوات وصداها هو أول صورة من صور رجع السماء‏,‏ ولولاه ما سمع بعضنا بعضا وما استقامت الحياة علي الأرض‏.‏
(2)‏ الرجع المائي‏:‏ يغطي الماء أكثر قليلا من‏71%‏ من المساحة الكلية للكرة الأرضية‏:‏ وتبلغ كميته‏1.36‏ مليار كيلو متر مكعب‏(‏ منها‏97.2%‏ في المحيطات والبحار‏,2.15%‏ علي هيئة جليد حول القطبين وفي قمم الجبال‏,0.65%‏ في المجاري المائية المختلفة من الأنهار والجداول وغيرها‏,‏ وفي كل من البحيرات العذبة وخزانات المياه تحت سطح الأرض‏.‏
وهذا الماء اندفع كله أصلا من جوف الأرض عبر ثورات البراكين‏,‏ وتكثف في الأجزاء العليا من نطاق التغيرات الجوية والتي تتميز ببرودتها الشديدة‏,‏ فعاد إلي الأرض ليجري أنهارا علي سطحها‏,‏ ويفيض إلي منخفضاتها‏,‏ ثم بدأ في حركة دائبة بين الأرض والطبقات الدنيا من الغلاف الغازي حفظته من التعفن ومن الضياع إلي طبقات الجو العليا‏.‏
وماء الأرض يتبخر منه سنويا‏380000‏ كيلو متر مكعب أغلبها‏(320000‏ كم‏3)‏ يتبخر من أسطح المحيطات والبحار والباقي‏(60000‏ كم‏3)‏ من سطح اليابسة‏,‏ وهذا البخار تدفعه الرياح وتحمله السحب إلي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض‏,‏ حيث يتكثف ويعود إلي الأرض مطرا أو ثلجا أو بردا‏,‏ وبدرجة أقل علي هيئة ندي أو ضباب‏.‏
وحينما ترجع أبخرة المياه من الجو إلي الأرض بعد تكثفها يجري قسم منها في مختلف أنواع المجاري المائية علي اليابسة‏,‏ وتصب هذه بدورها في البحار والمحيطات‏,‏ كما يترشح جزء منها خلال طبقات الأرض ذات النفاذية ليكون المياه تحت السطحية‏,‏ وهناك جزء يعاود تبخره إلي الجو مرة أخري‏.‏
والمياه تحت السطحية ذاتها في حركة دائبة حيث تشارك في تغذية بعض الأنهار والبحيرات والمستنقعات‏,‏ وقد تخرج إلي سطح الأرض علي هيئة ينابيع‏,‏ أو ينتهي بها المطاف إلي البحار والمحيطات‏.‏
وماء المطر يسقط علي المحيطات والبحار بمعدل‏284000‏ كيلو متر مكعب في السنة‏,‏ وعلي اليابسة بمعدل‏96000‏ كيلو متر مكعب في السنة وذلك في دورة معجزة في كمالها ودقتها‏,‏ ومن صور ذلك أن ما يتبخر من أسطح المحيطات والبحار في السنة يفوق مايسقط فوقها وأن ما يسقط من مطر علي اليابسة سنويا يفوق مايتبخر منها والفارق في الحالتين متساو تماما فيفيض إلي البحار والمحيطات ليحفظ منسوب المياه فيها عند مستوي ثابت في الفترة الزمنية الواحدة‏.‏
هذه الدورة المعجزة للمياه حول الأرض هي الصورة الثانية من صور رجع السماء‏,‏ ولولاها لفسد كل ماء الأرض‏,‏ ولتعرض كوكبنا لحرارة قاتلة بالنهار‏,‏ ولبرودة شديدة بالليل
(3)‏ الرجع الحراري إلي الأرض وعنها إلي الفضاء بواسطة السحب‏.

يصل إلي الأرض من الشمس في كل لحظة شروق كميات هائلة من طاقة الشمس‏,‏ ويعمل الغلاف الغازي للأرض كدرع واقية لنا من حرارة الشمس أثناء النهار‏,‏ كما يعمل لنا كغطاء بالليل يمسك بحرارة الأرض من التشتت‏.‏
فذرات وجزيئات الغلاف الغازي للأرض تمتص وتشتت وتعيد إشعاع أطوال موجات محددة من الأشعة الشمسية في كل الاتجاهات‏.‏
ومن الأشعة الشمسية القادمة إلي الأرض يمتص ويشتت ويعاد إشعاع‏53%‏ منها بواسطة الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وتمتص صخور وتربة الأرض‏47%‏ منها‏,‏ ولولا هذا الرجع الحراري إلي الخارج لأحرقت أشعة الشمس كل صور الحياة علي الأرض‏,‏ ولبخرت الماء وخلخلت الهواء‏.‏
وعلي النقيض من ذلك فإن السحب التي ترد عنا ويلات حرارة الشمس في نهار الصيف هي التي ترد إلينا أشعة الدفء بمجرد غروب الشمس‏(98%)‏ فصخور الأرض تدفأ أثناء النهار بحرارة الشمس بامتصاص‏47%‏ من أشعتها فتصل درجة حرارتها الي‏15‏ درجة مئوية في المتوسط وبمجرد غياب الشمس تبدأ صخور الأرض في إعادة إشعاع حرارتها علي هيئة موجات من الأشعة تحت الحمراء التي تمتصها جزيئات كل من بخار الماء وثاني أكسيد الكربون فتدفيء الغلاف الغازي للأرض‏,‏ كما تعمل السحب علي إرجاع غالبية الموجات الطويلة‏(98%)‏ إلي سطح الأرض وبذلك تحفظها من التجمد بعد غياب الشمس‏.‏
ولو لم يكن للأرض غلاف غازي لتشتتت هذه الحرارة إلي فسحة الكون وتجمدت الأرض وما عليها من صور الحياة في نصف الكرة المظلم بمجرد غياب الشمس‏.‏
وهذا الرجع الحراري بصورتيه إلي الخارج وإلي الداخل مما يحقق صفة الرجع لسماء الأرض‏.‏
(4)‏ رجع الغازات والأبخرة والغبار المرتفع من سطح الأرض‏:‏ عندما تثور البراكين تدفع: بملايين الأطنان من الغازات والأبخرة والأتربة إلي جو الأرض الذي سرعان مايرجع ذلك إلي الأرض‏,‏ كذلك يؤدي تكون المنخفضات والمرتفعات الجوية إلي دفع الهواء في حركة أفقية تنشأ عنها الرياح التي يتحكم في هبوبها‏(‏ بعد إرادة الله تعالى‏)‏ عدة عوامل منها مقدار الفرق بين الضغط الجوي في منطقتين متجاورتين‏,‏ ومنها دوران الأرض حول محورها من الغرب إلي الشرق‏,‏ ومنها تنوع تضاريس الأرض والموقع الجغرافي للمنطقة‏.‏
والغالبية العظمي من المنخفضات الجوية تتحرك مع حركة الأرض‏(‏ أي من الغرب إلي الشرق‏)‏ بسرعات تتراوح بين‏20‏ و‏30‏ كيلو مترا في الساعة وعندما تمر المنخفضات الجوية فوق اليابسة تحتك بها فتبطؤ حركتها قليلا وتحمل بشيء من الغبار الذي تأخذه من سطح الأرض‏,‏ وإذا صادف المنخفض الجوي في طريقه سلاسل جبلية معترضة فإنه يصطدم بها مما يزيد علي إبطاء سرعتها ويقوي من حركة صعود الهواء إلي أعلي‏,‏ ولما كان ضغط الهواء يتناقص بالارتفاع إلي واحد من ألف من الضغط الجوي العادي عند سطح البحر إذا وصلنا إلي ارتفاع‏48‏ كيلو مترا فوق ذلك السطح‏,‏ وإلي واحد من مائة الف من الضغط الجوي إذا وصلنا إلي ارتفاع ألف كيلو متر فوق سطح البحر فإن قدرة الهواء علي الاحتفاظ بالغبار المحمول من سطح الأرض تضعف باستمرار مما يؤدي إلي رجوعه إلي الأرض وإعادة توزيعه علي سطحها بحكمة بالغة‏,‏ وتعين علي ذلك الجاذبية الأرضية‏.‏
(5)‏ رجع الأشعة فوق البنفسجية بواسطة طبقة الأوزون‏:‏
تقوم طبقة الأوزون في قاعدة نطاق التطبق بامتصاص وتحويل الأشعة فوق البنفسجية القادمة مع أشعة الشمس بواسطة جزيئات الأوزون‏(‏ أ‏3)‏ وترد نسبا كبيرة منها إلي خارج ذلك النطاق‏.‏


(6)‏ رجع الإشارات الراديوية بواسطة النطاق المتأين‏:‏
في النطاق المتأين‏(‏ بين‏100‏ و‏400‏ كم فوق مستوي سطح البحر‏)‏ تمتص الغوتونات النشيطة القادمة مع أشعة الشمس من مثل الأشعة السينية فتؤدي إلي رفع درجة الحرارة وزيادة التأين‏,‏ ونظرا لانتشار الإليكترونات الطليقة في هذا النطاق فإنها تعكس الإشارات الراديوية‏(‏ ذات الأمواج الطويلة‏)‏ وتردها إلي الأرض فتيسر عمليات البث الإذاعي والاتصالات الراديوية وكلها تمثل صورا من الرجع إلي الأرض‏.‏

(7)‏ رجع الأشعة الكونية بواسطة كل من أحزمة الإشعاع والنطاق المغناطيسي للأرض‏:‏
يمطر الغلاف الغازي للأرض بوابل من الأشعة الكونية الأولية التي تملأ فسحة الكون فتردها‏,‏ إلي الخارج كل من أحزمة الإشعاع والنطاق المغناطيسي للأرض فلا يصل الي سطح الأرض منها شيء ولكنها تؤدي إلي تكون أشعة ثانوية قد يصل بعضها إلي سطح الأرض فتؤدي إلي عدد من ظواهر التوهج والإضاءة في ظلمة الليل من مثل ظاهرة الفجر القطبي‏.‏
والأشعة الكونية بأنواعها المختلفة تتحرك بمحاذاة خطوط المجال المغناطيسي للأرض والتي تنحني لتصب في قطبي الأرض المغناطيسيين‏,‏ وذلك لعجزها عن عبور مجال الأرض المغناطيسي‏,‏ ويؤدي ذلك إلي رد المزيد من الأشعة الكونية القادمة إلي خارج نطاق الغلاف الغازي للأرض وهي صورة من صور الرجع‏.‏
هذه الصور المتعددة لرجع الغلاف الغازي للأرض لم تعرف إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ ووصف السماء بأنها ذات رجع في القرآن الكريم من قبل ألف وأربعمائة من السنين هو شهادة صدق بأن القرآن الكريم كلام الله الخالق وأن سيدنا محمدا‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الذي تلقي هذا الوحي الحق هو خاتم أنبياء الله ورسله‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏)‏ وانه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏
  #907  
قديم 09-11-2013, 05:33 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

ورفعنا لك ذكرك

بقلم الدكتور محمد جميل الحبال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
مما لا يخفى على المسلم أن القرآن الكريم جمع علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها إلا المتكلم به سبحانه وتعالى، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم خلا ما استأثر به الله سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة ومثل ابن مسعود وابن عباس حتى قال : (لو ضاع لي عقالُ بعير لوجدته في كتاب الله) .
ثم ورث عنهم التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم، وتضاءل أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وفنونه . ولو تأملنا كتاب الله لوجدناه مشحوناً بآيات العلم، ولوجدنا أن أول آيات أنزلها الله على قلب نبيه : (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلقَ الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم) (العلق/1-5) ، ولوجدنا أنَّ الله تعالى حثَّ نبيه على الازدياد من سؤاله زيادة العلم بمثل قوله تعالى : (وقُل ربّ زدني علماً) (طه/114) حتى غدا النبي صلى الله عليه وسلم يُشّرّع للأمة قولاً وفعلاً وإقراراً وحتى لا يعتري شك تجاه تشريعاته المتماشية مع شريعة القرآن العظيم زكاه الله بقوله : (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) (النجم/3-4) ، حتى قال صلى الله عليه وسلم : (ألا إني قد أوتيت القرآن ومثله معه) رواه أبو داؤود يعني السنة .
فضل الله
ثم حباه الله تعالى بعد الكتاب والحكمة والعلم بالفضل والرحمة وحماه من أهل الزيغ والضلال فكان كلامه حجة على العباد إلى يوم الدين ، وأصبح صلى الله عليه وسلم نبراساً يهتدى به إلى يوم الدين فخاطبه بقوله تعالى : (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113)) (النساء/113) . وخاطبه بمثل قوله : (وإنَّك لعلى خُلق عظيم) (القلم/4) وبمثل قوله : (وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين) (الأنبياء/107) . ثم خاطب أمته بمثل قوله تعالى : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) (التوبة/128) ثم أمرهم تعالى بالفرح به صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : (يا أيُّها الناس قد جاءتكم موعظة من ربِّكم وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون) (يونس/57-58).
ومن مِنن الله تعالى عليه أن أكرمه فخاطبه بـ(يا أيُّها النبي،ويا أيَّها الرسول)، وخاطب غيره من الأنبياء باسمه فقال تعالى : (يا آدم، يا نوح، يا موسى، يا عيسى أبن مريم) الخ وأخذ الله العهد من الأنبياء كلٌّ في زمانه على الإيمان به ونصرته إن ظهر في زمانهم فقال تعالى : (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمننَّ به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم اصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) (آل عمران/81) فلا زال الأمر بين الأنبياء متناقلاً حتى بشَّر به عيسى بن مريم عليه السلام كما قال عز وجل : (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) (الصف/6) .
المعجزة الكبرى للرسول ودوام ذكره ( ورفعنا لك ذكرك )
وأيد الله تعالى رسوله الكريم كمن سبقه من الأنبياء بالمعجزة التي جعلها سبباً لهداية البشر لأنَّها خرقٌ لقوانين الكون.. فالنار مثلاً من خصائصها الإحراق جعلها الله معجزة لإبراهيم عليه السلام عندما كسر أصنام قومه فألقوة في نار عظيمة صنعوها له فقال الله تعالى (قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) (الأنبياء/69) فكانت كذلك، وأيَّد الله موسى عليه السلام بالعصا فكانت تتقلب بيده كما يريد بإذن الله فمرة يراها الناس أفعى عظيمة، ومرة يتفجر الحجر بفعل ضربها عيون ماء، ومرة يضرب بها البحر فيتشقق طرقاً يعبر فيها قومه.
وأيَّد الله عيسى عليه السلام بشفاء المرضى وإحياء الموتى بإذنه وغيرها من المعجزات المذكورة في القرآن وأعطى الله سيدنا محمدا ً صلى الله عليه وسلم معجزات مادية منها تفجّرُ الماء من بين أصابعه الشريفة ومنها انقياد الشجر له ومنها تكليم الحجر له وسلامه عليه ومما لا يحصيه إلا الله تعالى .. وكل هذه المعجزات له ولغيره من الرسل والأنبياء انتهت في زمانها لكن الله تعالى ترك له معجزة مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (كتاب الله) الذي حارت بفهم علومه العقول في كل زمان ومكان إذ جعل الله فيه من العلوم ما يتعلق اليوم بعلم الدين والدنيا (العلوم الشرعية والكونية) ومن هذه المعجزات قوله تعالى لنبيه (ورفعنا لك ذكرك) ، فلا يؤذن المؤذن إلا ويقول (أشهد أن لا إله إلاّ الله) (مرتين) (أشهد أن محمداً رسول الله) (مرتين).
ذكر الرسول في كل مكان ووقت
وبمعنى آخر أن الله تعالى لا يذكر إلا ويذكر معه رسوله فالآذان إلى اليوم يطوف بالأرض ويدور مع دوران الفلك من غير انقطاع وفق خطوط الطول والعرض فلو أذن مؤذن للعصر في بغداد فإنه سيؤذن بعد دقائق للعصر في الفلوجة ثم في الرمادي وبعد نصف ساعة يؤذن للعصر في عمان ودمشق وبيروت ثم بعد ساعة في القاهرة ثم بعد 3 ساعات في لندن، وقد يؤذن للمغرب في بغداد في الوقت الذي يؤذن فيه للعصر في لندن، وفي الوقت نفسه يؤذن للعشاء والظهر والفجر في أماكن أخرى من العالم وهكذا يشع ذكر الله وذكر رسوله على فجاج الأرض شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وفق خطوط الطول والعرض يذكره فيها 400 مليون مسلم على الأقل من أصل مليار ومائتي مليون مسلم يؤدون الصلاة في (1440 دقيقة) التي تساوي (24 ساعة) اللاتي تحتضن الليل والنهار في اليوم الواحد .. وبلغة واحدة هي لغة القرآن العظيم وبإيقاع صوتي متناسق وبديع.
وهذا المنهج الرباني أخذ بالازدياد إلى أبعد الحدود ما اهتدى الناس إلى ربّهم وأطاعوا رسولهم فهل هناك من اتباع أعظم من هذا يدخل الله به عباده الجنة قال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) (آل عمران/31) . هذا في الأذان، وأما ذكره صلى الله عليه وسلم في الصلاة فلا يصلي مسلم إلا ويقرأ الصلاة الإبراهيمية (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد) اتباعاً لأمر الله واقتداءً به وبملائكته كما قال تعالى : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيُّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (الأحزاب/56) فالمسلمون يصلون عليه في صلواتهم وعند ذكره وفي سائر الأوقات.
السراج المنير
ومن نعم الله على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم أن جعله سراجاً منيراً للناس بهديه كما تنير الشمس ضياءً للناس ، ويشع القمر نوراً فقال تعالى بحقه :(يا أيُّها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً) (الأحزاب/25).وقال تعالى بحق الشمس والقمر (هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً) (يونس/5) ، وقال تعالى (وجعلنا سراجاً وهاجاً) (النبأ/13) ، وقال تعالى (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً، وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً) (نوح/16). فثبت من الناحية العلمية أنَّ الضياء يصدر من الشمس أو النجم المتوقد ، وثبت أنَّ النور انعكاس لذلك الضوء على الكوكب غير المتوقد كالقمر أو الأرض. فالشمس السراج الوهاج كما سماها الله تعالى، يتفاعل الوقود النووي داخلها لإنارة السماء واحتواء الظلام حالها كحال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فإن الدعوة إلى الله تفاعلت في نفسه كتفاعل الوقود النووي داخل الشمس فأطلقت الهدي الرباني الإيماني ضياءً لإنارة ظلام النفوس البشرية وأما كونه (منيراً).
فالضوء المنعكس من المصدر الوهاج (الشمس) ينير الأجرام المظلمة في السماء كما هو نور المصطفى المستمد من نور الله تعالى، وانعكاساته بواسطة الوحي قال تعالى :(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله مَن اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) (المائدة/15-16) .في كل هذا نرى أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم جمع في شخصيته بين (الضياء والنور) فهو (ضياء) في ذاته كالشمس وصفها الله بالسراج المنبعث ضياء ووصفه الله (بالسراج المنير) إذ جعله (نوراً) كالقمر في ذاته المنعكس، فهو صلى الله عليه وسلم يستقبل نوره من نور الله تعالى ويعكسه على عباد الله ويتفاعل داخل نفسه (كالشمس ضياءً) ، وينشر دعوته للناس خارجها (كالقمر نورا).
والله مـا ذرأ الإله ومــــا برا بشراً ولا ملكاً كأحمد في الورى

فعليـه صلى الله مـا قـلمٌ جـرى وجـلا الدياجـي نورهُ المتبسـم

فبحقـه صلـوا عليـه وسلمـوا

(وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً)(النساء/113)
الدكتور محمد جميل الحبال
طبيب استشاري
وباحث في الإعجاز العلمي والطبي في القرآن والسنة
  #908  
قديم 09-11-2013, 06:01 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

دحي الأرض

بقلم الدكتور زغلول النجار
يقول الله تعالى في كتابه العزيز : (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {27} رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا {28} وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا {29} وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا {31} وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {32} مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {33})[سورة النازعات ].
جاءت هذه الآية الكريمة في مطلع الربع الأخير من سورة النازعات‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ تعني كغيرها من سور القرآن المكي بقضية العقيدة‏,‏ ومن أسسها الإيمان بالله‏,‏ وملائكته‏,‏ وكتبه ورسله‏,‏ واليوم الآخر‏,‏ وغالبية الناس منشغلين عن الآخرة وأحوالها‏,‏ والساعة وأهوالها‏,‏ وعن قضايا البعث‏,‏ والحساب‏,‏ والجنة‏,‏ والنار وهي محور هذه السورة‏.‏
وتبدأ السورة الكريمة بقسم من الله‏(‏ تعالي‏)‏ بعدد من طوائف ملائكته الكرام‏,‏ وبالمهام الجسام المكلفين بها‏,‏ أو بعدد من آياته الكونية المبهرة‏,‏ علي أن الآخرة حق واقع‏,‏ وأن البعث والحساب أمر جازم‏,‏ وربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏,‏ ولكن الآيات القرآنية تأتي في صيغة القسم لتنبيه الناس إلي خطورة الأمر المقسم به‏,‏ وأهميته أو حتميته‏.‏
ثم تعرض الآيات لشيء من أهوال الآخرة مثل‏(‏ الراجفة والرادفة‏)‏ وهما الأرض والسماء وكل منهما يدمر في الآخرة‏,‏ أو النفختان الأولي التي تميت كل حي‏,‏ والثانية التي تحيي كل ميت بإذن الله‏,‏ وتنتقل الآيات إلي وصف حال الكفار‏,‏ والمشركين‏,‏ والملاحدة‏,‏ المتشككين‏,‏ العاصين لأوامر رب العالمين في ذلك اليوم الرهيب‏,‏ وقلوبهم خائفة وجلة‏,‏ وأبصارهم خاشعة ذليلة‏,‏ بعد أن كانوا ينكرون البعث في الدنيا‏,‏ ويتساءلون عنه استبعادا له‏,‏ واستهزاء به‏:‏ هل في الامكان ان نبعث من جديد بعد أن تبلي الأجساد‏,‏ وتنخر العظام؟ وترد الآيات عليهم حاسمة قاطعة بقرار الله الخالق أن الأمر بالبعث صيحة واحدة فإذا بكافة الخلائق قيام يبعثون من قبورهم ليواجهوا الحساب‏,‏ أو كأنهم حين يبعثون يظنون أنهم عائدون للدنيا مرة ثانية فيفاجأون بالآخرة‏...‏
وبعد ذلك تلمح الآيات إلي قصة موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ مع فرعون وملئه‏,‏ من قبيل مواساة رسولنا‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في الشدائد التي كان يلقاها من الكفار‏,‏ وتحذيرهم مما حل بفرعون وبالمكذبين من قومه من عذاب‏,‏ وجعل ذلك عبرة لكل عاقل يخشى الله‏(‏ تعالى‏)‏ ويخاف حسابه‏.‏
ثم تتوجه الآيات بالخطاب إلي منكري البعث من كفار قريش وإلي الناس عامة بسؤال تقريعي توبيخي‏:‏ هل خلق الناس ـ علي ضآلة أحجامهم‏,‏ ومحدودية قدراتهم‏,‏ وأعمارهم‏,‏ وأماكنهم من الكون ـ أشد من خلق السماء وبنائها‏,‏ ورفعها بلا عمد مرئية إلي هذا العلو الشاهق ـ مع ضخامة أبعادها‏,‏ وتعدد أجرامها‏,‏ ودقة المسافات بينها‏,‏ وإحكام حركاتها‏,‏ وتعاظم القوي الممسكة بها؟ ـ وإظلام ليلها‏,‏ وإنارة نهارها؟ وأشد من دحو الأرض‏,‏ وإخراج مائها ومرعاها منها بعد ذلك‏,‏ وإرساء الجبال عليها‏,‏ وإرساء الأرض بها‏,‏ تحقيقا لسلامتهم وأمنهم علي سطح الأرض‏,‏ ولسلامة أنعامهم ومواشيهم‏.‏
وبعد الإشارة إلي بديع صنع الله في خلق السماوات والأرض كدليل قاطع علي إمكانية البعث عاودت الآيات الحديث عن القيامة وسمتها‏(‏ بالطامة الكبرى‏)‏ لأنها داهية عظمي تعم بأهوالها كل شيء‏,‏ وتغطي علي كل مصيبة مهما عظمت‏,‏ وفي ذلك اليوم يتذكر الإنسان أعماله من الخير والشر‏,‏ ويراه مدونا في صحيفة أعماله‏,‏ وبرزت جهنم للناظرين‏,‏ فرآها كل إنسان عيانا بيانا‏,‏ وحينئذ ينقسم الناس إلي شقي وسعيد‏,‏ فالشقي هو الذي جاوز الحد في الكفر والعصيان‏,‏ وفضل الدنيا علي الآخرة‏,‏ وهذا مأواه جهنم وبئس المصير‏,‏ والسعيد هو الذي نهي نفسه عن اتباع هواها انطلاقا من مخافة مقامه بين يدي ربه يوم الحساب‏,‏ وهذا مأواه ومصيره إلي جنات النعيم بإذن الله‏.‏
وتختتم السورة بخطاب إلي رسول الله‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ متعلق بسؤال كفار قريش له عن الساعة متي قيامها؟‏,‏ وترد الآيات بأن علمها عند الله الذي استأثر به‏,‏ دون كافة خلقه‏,‏ فمردها ومرجعها إلي الله وحده‏,‏ وأما دورك أيها النبي الخاتم والرسول الخاتم فهو إنذار من يخشاها‏,‏ وهؤلاء الكفار والمشركون يوم يشاهدون قيامها فإن هول المفاجأة سوف يمحو من الذاكرة معيشتهم علي الأرض‏,‏ فيرونها كأنها كانت ساعة من ليل أو نهار‏,‏ بمقدار عشية أو ضحاها‏,‏ احتقارا للحياة الدنيا‏,‏ واستهانة بشأنها أمام الآخرة‏,‏ ويأتي ختام السورة متوافقا مع مطلعها الذي أقسم فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ علي حقيقة البعث وحتميته‏,‏ وأهواله وخطورته‏,‏ لزيادة التأكيد علي أنه أخطر حقائق الكون وأهم أحداثه‏,‏ لكي يتم تناسق البدء مع الختام‏,‏ وهذا من صفات العديد من سور القرآن الكريم‏.‏
وهنا يبرز التساؤل عن معني دحو الأرض‏,‏ وعلاقته بإخراج مائها ومرعاها‏,‏ ووضعه في مقابلة مع بناء السماء ورفعها ـ علي عظم هذا البناء وذلك الرفع كصورة واقعة لطلاقة القدرة المبدعة في الخلق‏,‏ وقبل التعرض لذلك لابد من استعراض الدلالة اللغوية للفظة الدحو الواردة في الآية الكريمة‏:‏
الدلالة اللغوية لدحو الأرض
‏(‏الدحو‏)‏في اللغة العربية هو المد والبسط والإلقاء‏,‏ يقال‏)‏ دحا‏)‏ الشيء‏(‏ يدحوه‏)(‏ دحوا‏)‏ أي بسطه ومده‏,‏ أو ألقاه ودحرجه‏,‏ ويقال‏)(‏ دحا‏)‏ المطر الحصى عن وجه الأرض أي دحرجه وجرفه‏,‏ ويقال‏:‏ مر الفرس‏(‏ يدحو‏)(‏ دحوا‏)‏ إذا جر يده علي وجه الأرض فيدحو ترابها و‏(‏مدحي‏)‏ النعامة هو موضع بيضها‏,‏ و‏(‏أدحيها‏)‏ موضعها الذي تفرخ فيه‏.‏
شروح المفسرين للآية الكريمة‏:‏
في شرح الآية الكريمة‏(‏والأرض بعد ذلك دحاها‏)‏ ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ مانصه‏:‏ فسره بقوله تعالي‏(‏ أخرج منها ماءها ومرعاها‏),‏ وقد تقدم في سورة فصلت أن الأرض خلقت قبل خلق السماء‏,‏ ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء بمعني أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلي الفعل‏,‏ عن ابن عباس‏(‏ دحاها‏)‏ ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعي‏,‏ وشقق فيها الأنهار‏,‏ وجعل فيها الجبال والرمال‏,‏ والسبل والآكام‏,‏ فذلك قوله‏(‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏)....‏
وذكر صاحبا تفسير الجلالين‏(‏ رحمهما الله‏)(‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏)‏ أي بسطها ومهدها لتكون صالحة للحياة‏,‏ وكانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو‏.(‏ أخرج‏)‏ حال بإضمار قد أي‏:‏ دحاها مخرجا‏(‏ منها ماءها ومرعاها‏)‏ بتفجير عيونها‏,‏ و‏(‏مرعاها‏)‏ ما ترعاه النعم من الشجر والعشب‏,‏ وما يأكله الناس من الأقوات والثمار‏,‏ وإطلاق المرعي عليه استعارة‏.‏
وذكر صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏):‏ ودحو الأرض تمهيدها وبسط قشرتها‏,‏ بحيث تصبح صالحة للسير عليها‏,‏ وتكوين تربة تصلح للإنبات‏,...,‏ والله أخرج من الأرض ماءها سواء ما يتفجر من الينابيع‏,‏ أو ماينزل من السماء فهو أصلا من مائها الذي تبخر ثم نزل في صورة مطر‏;‏ وأخرج من الأرض مرعاها‏,‏ وهو النبات الذي يأكله الناس والأنعام‏,‏ وتعيش عليه الأحياء مباشرة أو بالواسطة‏..‏
وجاء في‏(‏ صفوة البيان لمعاني القرآن‏):'‏ ودحا الأرض ـ بمعني بسطها ـ وأوسعها‏,‏ بعد ذكر ذلك الذي ذكره من بناء السماء‏,‏ ورفع سمكها‏,‏ وتسويتها‏,‏ وإغطاش ليلها‏,‏ وإظهار نهارها‏,‏ وقد بين الله الدحو بقوله‏(‏ أخرج منها ماءها‏)‏ بتفجير العيون‏,‏ وإجراء الأنهار والبحار العظام‏.(‏ ومرعاها‏)‏ أي جميع ما يقتات به الناس والدواب بقرينة قوله بعد‏(‏ متاعا لكم ولأنعامكم‏)........‏ وأخبرنا بعد ذلك بأنه هو الذي بسط الأرض‏,‏ ومهدها لسكني أهلها ومعيشتهم فيها‏:‏ وقدم الخبر الأول لأنه أدل علي القدرة الباهرة لعظم السماء‏,‏ وانطوائها علي الأعاجيب التي تحار فيها العقول‏.‏ فبعدية الدحو إنما هي في الذكر لا في الإيجاد‏,‏ وبجعل المشار إليه هو ذكر المذكورات من البناء وما عطف عليها لا أنفسها‏,‏ لايكون في الآية دليل علي تأخر الدحو عن خلق السماوات وما فيها‏.....'.‏
وجاء في‏(‏ صفوة التفاسير‏)(‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏)‏ أي والأرض بعد خلق السماء بسطها ومهدها لسكني أهلها‏(‏ أخرج منها ماءها ومرعاها‏)‏ أي أخرج من الأرض عيون الماء المتفجرة‏,‏ وأجري فيها الأنهار‏,‏ وأنبت فيها الكلأ والمرعي مما يأكله الناس والأنعام‏'.‏
وجاء في‏(‏ المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏):'‏ والأرض بعد ذلك بسطها ومهدها لسكني أهلها‏,‏ وأخرج منها ماءها بتفجير عيونها‏,‏ وإجراء أنهارها‏,‏ وإنبات نباتها ليقتات به الناس والدواب‏..‏
وهذا الاستعراض يدل علي أن المفسرين السابقين يجمعون علي أن من معاني دحو الأرض هو إخراج الماء والمرعي من داخلها‏,‏ علي هيئة العيون وإنبات النبات‏.‏
دحو الأرض في العلوم الكونية
أولا‏ً:‏ إخراج كل ماء الأرض من جوفها‏:‏
كوكب الأرض هو أغني كواكب مجموعتنا الشمسية في المياه‏,‏ ولذلك يطلق عليه اسم‏(‏الكوكب المائي‏)‏ أو‏(‏ الكوكب الأزرق‏)‏ وتغطي المياه نحو‏71%‏ من مساحة الأرض‏,‏ بينما تشغل اليابسة نحو‏29%‏ فقط من مساحة سطحها‏,‏ وتقدر كمية المياه علي سطح الأرض بنحو‏1360‏ مليون كيلومتر مكعب‏(1.36*910);‏ وقد حار العلماء منذ القدم في تفسير كيفية تجمع هذا الكم الهائل من المياه علي سطح الأرض‏,‏ من أين أتي؟ وكيف نشأ؟
وقد وضعت نظريات عديدة لتفسير نشأة الغلاف المائي للأرض‏,‏ تقترح إحداها نشأة ماء الأرض في المراحل الأولي من خلق الأرض‏,‏ وذلك بتفاعل كل من غازي الأيدروجين والأوكسجين في حالتهما الذرية في الغلاف الغازي المحيط بالأرض‏,‏ وتقترح ثانية أن ماء الأرض أصله من جليد المذنبات‏,‏ وتري ثالثة أن كل ماء الأرض قد أخرج أصلا من داخل الأرض‏.‏والشواهد العديدة التي تجمعت لدي العلماء تؤكد أن كل ماء الأرض قد أخرج أصلا من جوفها‏,‏ ولا يزال خروجه مستمرا من داخل الأرض عبر الثورات البركانية‏.‏
ثانيا‏:‏ إخراج الغلاف الغازي للأرض من جوفها‏:‏
بتحليل الأبخرة المتصاعدة من فوهات البراكين في أماكن مختلفة من الأرض اتضح أن بخار الماء تصل نسبته إلي أكثر من‏70%‏ من مجموع تلك الغازات والأبخرة البركانية‏,‏ بينما يتكون الباقي من اخلاط مختلفة من الغازات التي ترتب حسب نسبة كل منها علي النحو التالي‏:‏ ثاني أكسيد الكربون‏,‏ الإيدروجين‏,‏ أبخرة حمض الأيدروكلوريك‏(‏ حمض الكلور‏),‏ النيتروجين‏,‏ فلوريد الإيدروجين‏,‏ ثاني أكسيد الكبريت‏,‏ كبريتيد الإيدروجين‏,‏ غازات الميثان والأمونيا وغيرها‏.‏
ويصعب تقدير كمية المياه المندفعة علي هيئة بخار الماء إلي الغلاف الغازي للأرض من فوهات البراكين الثائرة‏,‏ علما بأن هناك نحو عشرين ثورة بركانية عارمة في المتوسط تحدث في خلال حياة كل فرد منا‏,‏ ولكن مع التسليم بأن الثورات البركانية في بدء خلق الأرض كانت أشد تكرارا وعنفا من معدلاتها الراهنة‏,‏ فإن الحسابات التي أجريت بضرب متوسط ماتنتجه الثورة البركانية الواحدة من بخار الماء من فوهة واحدة‏,‏ في متوسط مرات ثورانها في عمر البركان‏,‏ في عدد الفوهات والشقوق البركانية النشيطة والخامدة الموجودة اليوم علي سطح الأرض أعطت رقما قريبا جدا من الرقم المحسوب بكمية المياه علي سطح الأرض‏.‏
ثالثا‏:‏ الصهارة الصخرية في نطاق الضعف الأرضي هي مصدر مياه وغازات الأرض‏:‏
ثبت أخيرا أن المياه تحت سطح الأرض توجد علي أعماق تفوق كثيرا جميع التقديرات السابقة‏,‏ كما ثبت أن بعض مياه البحار والمحيطات تتحرك مع رسوبيات قيعانها الزاحفة إلي داخل الغلاف الصخري للأرض بتحرك تلك القيعان تحت كتل القارات‏,‏ ويتسرب الماء إلي داخل الغلاف الصخري للأرض‏.‏ عبر شبكة هائلة من الصدوع والشقوق التي تمزق ذلك الغلاف في مختلف الاتجاهات‏,‏ وتحيط بالأرض إحاطة كاملة بعمق يتراوح بين‏150,65‏ كيلومترا‏.‏
ويبدو أن الصهارة الصخرية في نطاق الضعف الأرضي هي مصدر رئيسي للمياه الأرضية‏,‏ وتلعب دورا مهما في حركة المياه من داخل الأرض إلي السطح وبالعكس‏,‏ وذلك لأنه لولا امتصاصها للمياه ما انخفضت درجة حرارة انصهار الصخور‏,‏ وهي إذا لم تنصهر لتوقفت ديناميكية الأرض‏,‏ بما في ذلك الثورات البركانية‏,‏ وقد ثبت أنها المصدر الرئيسي للغلاف المائي والغازي للأرض‏.‏
وعلي ذلك فقد أصبح من المقبول عند علماء الأرض أن النشاط البركاني الذي صاحب تكوين الغلاف الصخري للأرض في بدء خلقها هو المسئول عن تكون كل من غلافيها المائي والغازي‏,‏ ولاتزال ثورات البراكين تلعب دورا مهما في إثراء الأرض بالمياه‏,‏ وفي تغيير التركيب الكيميائي لغلافها الغازي وهو المقصود بدحو الأرض‏.‏
وذلك نابع من حقيقة أن الماء هو السائل الغالب في الصهارات الصخرية علي الرغم من أن نسبته المئوية إلي كتلة الصهارة قليلة بصفة عامة‏,‏ ولكن نسبة عدد جزيئات الماء إلي عدد جزيئات مادة الصهارة تصل إلي نحو‏15%,‏ وعندما تتبرد الصهارة الصخرية تبدأ مركباتها في التبلور بالتدريج‏,‏ وتتضاغط الغازات الموجودة فيها إلي حجم أقل‏,‏ وتتزايد ضغوطها حتى تفجر الغلاف الصخري للأرض بقوة تصل إلي مائة مليون طن‏,‏ فتشق ذلك الغلاف وتبدأ الغازات في التمدد‏,‏ والانفلات من الذوبان في الصهارة الصخرية‏,‏ ويندفع كل من بخار الماء والغازات المصاحبة له والصهارة الصخرية إلي خارج فوهة البركان أو الشقوق المتصاعدة منها‏,‏ مرتفعة إلي عدة كيلومترات لتصل إلي كل أجزاء نطاق التغيرات المناخية‏(8‏ ـ‏18‏ كيلومترا فوق مستوي سطح البحر‏),‏ وقد تصل هذه النواتج البركانية في بعض الثورات البركانية العنيفة إلي نطاق التطبق‏(30‏ ـ‏80‏ كيلومترا فوق مستوي سطح البحر وغالبية مادة السحاب الحار الذي تتراوح درجة حرارته بين‏500,250‏ درجة مئوية يعاود الهبوط إلي الأرض بسرعات تصل إلي‏200‏ كيلومتر في الساعة لأن كثافته أعلي من كثافة الغلاف الغازي للأرض‏.‏
والماء المتكثف من هذا السحاب البركاني الحار الذي يقطر مطرا من بين ذرات الرماد التي تبقي عالقة بالغلاف الغازي للأرض لفترات طويلة يجرف معه كميات هائلة من الرماد والحصي البركاني مكونا تدفقا للطين البركاني الحار علي سطح الأرض في صورة من صور الدحو‏.‏
ومنذ أيام ثار بركان في احدي جزر الفلبين فغمرت المياه المتكونة أثناء ثورته قرية مجاورة آهلة بالسكان بالكامل‏.‏
وقد يصاحب الثورات البركانية خروج عدد من الينابيع‏,‏ والنافورات الحارة وهي ثورات دورية للمياه والأبخرة شديدة الحرارة تندفع إلي خارج الأرض بفعل الطاقة الحرارية العالية المخزونة في أعماق القشرة الأرضية‏.‏
ويعتقد علماء الأرض أن وشاح كوكبنا كان في بدء خلقه منصهرا انصهارا كاملا أو جزئيا‏,‏ وكانت هذه الصهارة هي المصدر الرئيسي لبخار الماء وعدد من الغازات التي اندفعت من داخل الأرض‏,‏ وقد لعبت هذه الأبخرة والغازات التي تصاعدت عبر كل من فوهات البراكين وشقوق الأرض ـ ولا تزال تلعب ـ دورا مهما في تكوين وإثراء كل من الغلافين المائي والغازي للأرض وهو المقصود بالدحو‏.‏
رابعاً‏:‏ دورة الماء حول الأرض‏:‏
شاءت إرادة الخالق العظيم أن يسكن في الأرض هذا القدر الهائل من الماء‏,‏ الذي يكفي جميع متطلبات الحياة علي هذا الكوكب‏,‏ ويحفظ التوازن الحراري علي سطحه‏,‏ كما يقلل من فروق درجة الحرارة بين كل من الصيف والشتاء صونا للحياة بمختلف أشكالها ومستوياتها‏.‏
وهذا القدر الذي يكون الغلاف المائي للأرض موزونا بدقة بالغة‏,‏ فلو زاد قليلا لغطي كل سطحها‏,‏ ولو قل قليلا لقصر دون الوفاء بمتطلبات الحياة عليها‏.‏
ولكي يحفظ ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ هذا الماء من التعفن والفساد‏,‏ حركه في دورة معجزة تعرف باسم دورة المياه الأرضية تحمل في كل سنة‏380,000‏ كيلو متر مكعب من الماء بين الأرض وغلافها الغازي‏,‏ ولما كانت نسبة بخار الماء في الغلاف الغازي للأرض ثابتة‏,‏ فإن معدل سقوط الأمطار سنويا علي الأرض يبقي مساويا لمعدل البخر من علي سطحها‏,‏ وإن تباينت أماكن وكميات السقوط في كل منطقة حسب الإرادة الإلهية‏,‏ ويبلغ متوسط سقوط الأمطار علي الأرض اليوم‏85,7‏ سنتيمتر مكعب في السنة‏,‏ ويتراوح بين‏11,45‏ متر مكعب في جزر هاواي وصفر في كثير من صحاري الأرض‏.‏ وصدق رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ إذ قال‏:‏ ما من عام بأمطر من عام‏ وإذ قال‏:...‏ من قال أمطرنا بنوء كذا أو نوء كذا فقد كفر‏;‏ ومن قال أمطرنا برحمة من الله وفضل فقد آمن‏.‏
وتبخر أشعة الشمس من أسطح البحار والمحيطات‏320,000‏ كيلو متر مكعب من الماء في كل عام وأغلب هذا التبخر من المناطق الاستوائية حيث تصل درجة الحرارة في المتوسط إلي‏25‏ درجة مئوية‏,‏ بينما تسقط علي البحار والمحيطات سنويا من مياه المطر‏284,000‏ كيلو مترا مكعبا‏,‏ ولما كان منسوب المياه في البحار والمحيطات يبقي ثابتا في زماننا فإن الفرق بين كمية البخر من أسطح البحار والمحيطات وكمية ما يسقط عليها من مطر لابد وأن يفيض إليها من القارات‏.‏
وبالفعل فإن البخر من أسطح القارات يقدر بستين ألف كيلو متر مكعب بينما يسقط عليها سنويا ستة وتسعون ألفا من الكيلو مترات المكعبة من ماء المطر والفارق بين الرقمين بالإيجاب هو نفس الفارق بين كمية البخر وكمية المطر في البحار والمحيطات‏(36,000‏ كيلو متر مكعب‏)‏ فسبحان الذي ضبط دورة المياه حول الأرض بهذه الدقة الفائقة‏.‏
ويتم البخر علي اليابسة من أسطح البحيرات والمستنقعات‏,‏ والبرك‏,‏ والأنهار‏,‏ وغيرها من المجاري المائية‏,‏ ومن أسطح تجمعات الجليد‏,‏ وبطريقة غير مباشرة من أسطح المياه تحت سطح الأرض‏,‏ ومن عمليات تنفس وعرق الحيوانات‏,‏ ونتح النباتات‏,‏ ومن فوهات البراكين‏.‏
ولما كان متوسط ارتفاع اليابسة هو‏823‏ مترا فوق مستوي سطح البحر‏,‏ ومتوسط عمق المحيطات‏3800‏ مترا تحت مستوي سطح البحر‏,‏ فإن ماء المطر الذي يفيض سنويا من اليابسة إلي البحار والمحيطات‏(‏ ويقدر بستة وثلاثين ألفا من الكيلومترات المكعبة‏)‏ ينحدر مولدا طاقة ميكانيكية هائلة تفتت صخور الأرض وتتكون منها الرسوبيات والصخور الرسوبية بما يتركز فيها من ثروات أرضية‏,‏ ومكونة التربة الزراعية اللازمة لإنبات الأرض‏,‏ ولو أنفقت البشرية كل ما تملك من ثروات مادية ما استطاعت أن تدفع قيمة هذه الطاقة التي سخرها لنا ربنا من أجل تهيئة الأرض لكي تكون صالحة للعمران‏...!!!.‏
خامسا‏ً:‏ توزيع الماء علي سطح الأرض‏:‏
تقدر كمية المياه علي سطح الأرض بنحو‏1360‏ مليون كيلو متر مكعب‏,‏ أغلبها علي هيئة ماء مالح في البحار والمحيطات‏(97,20%),‏ بينما يتجمع الباقي‏(2,8%)‏ علي هيئة الماء العذب بأشكاله الثلاثة الصلبة‏,‏ والسائلة‏,‏ والغازية‏;‏ منها‏(2,15%‏ من مجموع مياه الأرض‏)‏ علي هيئة سمك هائل من الجليد يغطي المنطقتين القطبيتين الجنوبية والشمالية بسمك يقترب من الأربعة كيلو مترات‏,‏ كما يغطي جميع القمم الجبلية العالية‏,‏ والباقي يقدر بنحو‏0.65%‏ فقط من مجموع مياه الأرض يختزن أغلبه في صخور القشرة الأرضية علي هيئة مياه تحت سطح الأرض‏,‏ تليه في الكثرة النسبية مياه البحيرات العذبة‏,‏ ثم رطوبة التربة الأرضية‏,‏ ثم رطوبة الغلاف الغازي للأرض‏,‏ ثم المياه الجارية في الأنهار وتفرعاتها‏.‏
وحينما يرتفع بخار الماء من الأرض إلى غلافها الغازي فإن أغلبه يتكثف في نطاق الرجع‏(‏نطاق الطقس أو نطاق التغيرات المناخية‏)‏ الذي يمتد من سطح البحر الي ارتفاع يتراوح بين‏16‏ و‏17‏ كيلو مترا فوق خط الاستواء‏,‏ وبين‏6‏ و‏8‏ كيلو مترات فوق القطبين‏,‏ ويختلف سمكه فوق خطوط العرض الوسطي باختلاف ظروفها الجوية‏,‏ فينكمش الي ما هو دون السبعة كيلو مترات في مناطق الضغط المنخفض ويمتد الي نحو الثلاثة عشر كيلو مترا في مناطق الضغط المرتفع‏,‏ وعندما تتحرك كتل الهواء الحار في نطاق الرجع من المناطق الاستوائية في اتجاه القطبين فإنها تضطرب فوق خطوط العرض الوسطي فتزداد سرعة الهواء في اتجاه الشرق متأثرا باتجاه دوران الأرض حول محورها من الغرب الي الشرق‏.‏
ويضم هذا النطاق‏66%‏ من كتلة الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وتتناقص درجة الحرارة والضغط فيه باستمرار مع الارتفاع حتي تصل الي نحو‏60‏ درجة مئوية تحت الصفر والي عشر الضغط الجوي العادي عند سطح البحر في قمته المعروفة باسم مستوي الركود الجوي وذلك لتناقص الضغط بشكل ملحوظ عنده‏.‏
ونظرا لهذا الانخفاض الملحوظ في كل من درجة الحرارة والضغط الجوي‏,‏ والي الوفرة النسبية لنوي التكثف في هذا النطاق فإن بخار الماء الصاعد من الأرض يتمدد تمددا ملحوظا مما يزيد في فقدانه لطاقته‏,‏ وتبرده تبردا شديدا ويساعد علي تكثفه وعودته الي الأرض مطرا أو بردا أو ثلجا‏,‏ وبدرجة أقل علي هيئة ضباب وندي في المناطق القريبة من الأرض‏.‏
سادسا‏:‏ دحو الأرض معناه إخراج غلافيها المائي والغازي من جوفها‏:‏
ثبت أن كل ماء الأرض قد أخرجه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ من داخل الأرض عن طريق الأنشطة البركانية المختلفة المصاحبة لتحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض‏.‏ كذلك فإن ثاني أكثر الغازات اندفاعا من فوهات البراكين هو ثاني أكسيد الكربون‏,‏ وهو لازمة من لوازم عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بتنفيذها النباتات الخضراء مستخدمة هذا الغاز مع الماء وعددا من عناصر الأرض لبناء خلايا النبات وأنسجته‏,‏ وزهوره‏,‏ وثماره‏,‏ ومن هنا عبر القرآن الكريم عن إخراج هذا الغاز المهم وغيره من الغازات اللازمة لإنبات الأرض من باطن الأرض تعبيرا مجازيا بإخراج المرعي‏,‏ لأنه لولا ثاني أكسيد الكربون ما أنبتت الأرض‏,‏ ولا كستها الخضرة‏.‏
سابعا‏:‏ من معجزات القرآن الإشارة إلي تلك الحقائق العلمية بلغة سهلة جزلة‏:‏
علي عادة القرآن الكريم فإنه عبر عن تلك الحقائق الكونية المتضمنة إخراج كل من الغلافين المائي والغازي للأرض من داخل الأرض بأسلوب لا يفزغ العقلية البدوية في صحراء الجزيرة العربية وقت تنزله‏,‏ فقال‏(‏ عز من قائل‏):‏
والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والعرب في قلب الجزيرة العربية كانوا يرون الأرض تتفجر منها عيون الماء‏,‏ ويرون الأرض تكسي بالعشب الأخضر بمجرد سقوط المطر‏,‏ ففهموا هذا المعني الصحيح الجميل من هاتين الآيتين الكريمتين‏,‏ ثم نأتي نحن اليوم فنري في نفس الآيتين رؤية جديدة مفادها أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ يمن علي الأرض وأهلها وعلي جميع من يحيا علي سطحها أنه‏(‏ سبحانه‏)‏ قد هيأها لهذا العمران بإخراج كل من أغلفتها الصخرية والمائية والغازية من جوفها حيث تصل درجات الحرارة الي آلاف الدرجات المئوية مما يشهد لله الخالق بطلاقة القدرة‏,‏ وببديع الصنعة‏,‏ وبكمال العلم‏,‏ وتمام الحكمة‏,‏ كما يشهد للنبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقي هذا الوحي الخاتم بأنه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السموات والأرض‏,‏ فلم يكن لأحد من الخلق وقت تنزل القرآن الكريم ولا لقرون متطاولة من بعده إلمام بحقيقة ان كل ماء الأرض‏,‏ وكل هواء الأرض قد أخرجه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ من داخل الأرض‏,‏ وهي حقيقة لم يدركها الإنسان الا في العقود المتأخرة من القرن العشرين فسبحان منزل القرآن من قبل أربعة عشر قرنا ووصفه بقوله الكريم‏:‏قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما‏(‏ الفرقان‏:6)‏.
وصلي الله وسلم وبارك علي رسولنا الأمين الذي تلقي هذا الوحي الرباني فبلغ الرسالة‏,‏ وأدي الأمانة‏,‏ ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتي أتاه اليقين‏,‏ والذي وصفه ربنا‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بقوله الكريم‏:‏(لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفي بالله شهيدا‏)(‏ النساء‏:166)‏
  #909  
قديم 09-11-2013, 06:07 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

والنهار إذا جلاهــــــا



‏بقلم الدكتور زغلول النجار
قال تعالى : (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {27} رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا {28} وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا {29} وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا {31} وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {32} مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {33}) [سورة النازعات].
هذه الآية الكريمة تمثل القسم الثالث بأقرب النجوم إلينا ألا وهي الشمس التي أنزل الله‏(‏تعالى‏)‏ سورة باسمها في محكم كتابه‏,‏ واستهلها بالقسم أربع مرات بهذا النجم الذي جعله‏(‏ تعالى‏)‏ مصدرا للدفء والنور علي الأرض ولغير ذلك من مصادر الطاقة العديدة‏,‏ التي بدونها لم يكن ممكنا لأي شكل من أشكال الحياة الأرضية أن يوجد‏.
من هنا يتضح لنا جانب من جوانب الهدف من هذا القسم المغلظ بالشمس‏,‏ والذي يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏
والشمس وضحاها‏*‏ والقمر إذا تلاها‏*‏ والنهار إذا جلاها‏*‏ والليل إذا يغشاها‏*‏
‏(‏الشمس‏:1‏ ــ‏4)‏
ويتلخص هذا الهدف في تنبيه الغافلين من بني البشر إلي أهمية أقرب النجوم إلينا‏,‏ وإلي روعة الإبداع الإلهي في خلقه‏,‏ ودلالة ذلك علي شيء من صفات هذا الخالق العظيم‏,‏ وعلي أنه‏(‏تعالى‏)‏ هو رب هذا الكون ومليكه‏,‏ وإلهه الأوحد وموجده‏,‏ والمتفرد بالسلطان فيه‏,‏ بغير شريك ولاشبيه ولامنازع‏,‏ وعلي أن الخضوع لجلاله بالعبادة‏,‏ والنزول علي أوامره بالاستسلام والطاعة هما من أوجب واجبات الوجود في هذه الحياة‏,‏ لأنهما يمثلان طوق النجاة للعباد في الدنيا والآخرة‏,‏ وإلا فإن الله‏(‏ تعالى‏)‏ غني عن القسم لعباده‏.‏
وصفات الشمس التي أقسم بها ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏)‏ ضمن سلسلة طويلة من القسم بتسع من آياته في الأنفس والآفاق يأتي جواب القسم بها كلها في قول الحق‏(‏سبحانه‏):‏
(قد أفلح من زكاها‏*‏ وقد خاب من دساها‏) ‏(‏ الشمس‏:10,9).‏
بمعني أن فلاح الإنسان قائم علي تزكية نفسه بتقوى الله تعالى‏,‏ والعمل بكتابه الخاتم وبسنة رسوله الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وبالاستعداد ليوم الرحيل من هذه الدنيا‏,‏ وما يستتبعه من حساب وجزاء‏,‏ وخلود في حياة قادمة‏,‏ إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا كما علمنا كل أنبياء الله ورسله وعلي رأسهم خاتمهم أجمعين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم وعلي من تبعه وتبعهم بإحسان إلي يوم الدين‏).‏
وعلي النقيض من ذلك تكون خيبة الإنسان في الدنيا وخسارته في الآخرة إذا لم يحرص علي الإيمان الصادق‏,‏ والعمل الصالح‏,‏ وداوم علي تزكية النفس ومحاسبتها‏,‏ وذلك لأن الإنسان ـ إنطلاقا من غروره وكبره‏,‏ أو من غبائه وجهله ـ عرضة لغواية الشيطان له علي الكفر بالله‏,‏ أو الإشراك في عبادته‏,‏ أو الخوض في معاصي الله‏,‏ ثم يدركه الأجل قبل توبة نصوح يبرأ بها إلي الله فيكون في ذلك خيبته الكبري‏,‏ وخسرانه المبين‏.‏
وهذا هو المحور الرئيسي لسورة الشمس الذي يدور حول طبيعة النفس الإنسانية‏,‏ واستعداداتها الفطرية لقبول أي من الخير والشر‏,‏ لأن الإنسان مخلوق ذو إرادة حرة تمكنه من الاختيار بين هذين السبيلين‏,‏ وعلي أساس من اختياره بإرادته الحرة يكون جزاؤه في الدنيا والآخرة‏.‏
وتختتم سورة الشمس بنموذج من نماذج الأمم التي عصت أوامر ربها‏,‏ وكذبت رسله فكان عقابها ما أنزل الله‏(‏ تعالى‏)‏ بها من عذاب ونكال تستحقه‏,‏ وأمر الله نافذ لامحالة‏,‏ وهو‏(‏ سبحانه‏)‏ لايخشي أحدا فيما يتخذ من قرار لأنه رب هذا الكون ومليكه الذي لايسأل عما يفعل‏.‏وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏كذبت ثمود بطغواها‏*‏ إذ انبعث أشقاها‏*‏ فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها‏*‏ فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها‏*‏ ولايخاف عقباها‏*‏‏(‏ الشمس‏:11‏ ــ‏15)‏
وفي مقالين سابقين قمنا باستعراض القسم بالآيتين الأولي والثانية من سورة الشمس‏,‏ وفي هذا المقال نستعرض دلالة القسم بالآية الثالثة التي يقول فيها ربنا‏(‏عز من قائل‏):‏ والنهار إذا جلاها‏*(‏ الشمس‏:3)‏ وقبل الدخول إلي ذلك لابد من استعراض لدلالة اللفظين‏(‏ النهار‏)‏ و‏(‏جلاها‏)‏ من الناحية اللغوية‏,‏ ومن تلخيص لآراء عدد من المفسرين السابقين في شرح دلالة هذه الآية الكريمة‏.‏
الدلالة اللغوية لألفاظ الآية الكريمة
من أجل فهم الدلالة اللفظية للآية الكريمة التي نحن بصددها‏.‏
لابد من شرح المعني اللغوي‏,‏ للاسم‏(‏ النهار‏)‏ وللفعل‏(‏ جلاها‏).‏
و‏(‏النهار‏)‏ لغة هو ضد الليل‏,‏ وهو نصف اليوم الذي تشرق فيه الشمس‏,‏ وينتشر النور‏,‏ ويعرف بالفترة الزمنية بين طلوع الشمس وغروبها‏,‏ وإن كان في الشريعة الإسلامية هو الفترة الزمنية من طلوع الفجر الصادق إلي غروب الشمس‏.‏
ولفظة‏(‏ النهار‏)‏ لا تجمع كما لا يجمع كثير من الكلمات العربية من مثل السراب والعذاب‏,‏ وإن كان البعض يحاول جمعه علي‏(‏ أنهر‏)‏ للقليل‏,‏ وعلي‏(‏ نهر‏)‏ للكثير‏,‏ وهو نادر الاستعمال‏.‏
ويقال‏(‏ أنهر‏)‏ أي‏:‏ دخل في النهار‏,‏ و‏(‏أنهر‏)‏ الماء جري وسال‏,‏ و‏(‏النهر‏)‏ ــ بسكون الهاء وفتحها ــ واحد‏(‏ الأنهار‏)‏ وهو مجري الماء الفائض المتدفق‏,‏ و‏(‏النهر‏)‏ أيضا هو السعة تشبيها بنهر الماء‏.‏
وقوله‏(‏ تعالى‏):‏ (إن المتقين في جنات ونهر‏)‏(‏القمر‏:54)‏
فسر أهل العلم‏(‏ نهر‏)‏ هنا بالأنهار أو بالضياء‏(‏ والصواب هو‏:‏ بالنور‏)‏ والسعة‏,‏ والمعني الأول أولي لمواءمته لسياق الآية الكريمة‏.‏
ويقال‏(‏ نهر‏)‏ الماء أي‏:‏ جري في الأرض حافرا مجراه جاعلا منه نهرا‏,‏ ويقال‏(‏نهر نهر‏)‏ أي كثير الماء‏,‏ وكل كثير جري فقد‏(‏ نهر‏)‏ و‏(‏استنهر‏),‏ ويقال‏(‏ أنهر‏)‏ الدم أي أساله وأرسله‏,‏ ويستخدم الفعل‏(‏نهر‏)(‏ نهرا‏),‏ و‏(‏انتهر‏)(‏ انتهارا‏)‏ بمعني زجر زجرا بغلظة وشدة‏.‏
ويقال في العربية‏(‏ جلا‏)(‏ يجلو‏)(‏ جلاء‏)‏ بمعني أوضح وكشف‏,‏ لأن أصل‏(‏ الجلو‏)‏ هو الكشف الظاهر‏,‏ و‏(‏الجلي‏)‏ هو كل ماهو ضد الخفي‏.‏
يقال‏(‏جلا‏)‏ لي الخبر‏(‏ يجلوه‏)(‏ جلاء‏)‏ أي وضحه‏,‏ و‏(‏الجلية‏)‏ هي الأخبار اليقينية‏,‏ و‏(‏تجلي‏)‏ بمعني تكشف‏,.‏ و‏(‏انجلي‏)‏ عنه الهم بمعني انكشف‏,‏ و‏(‏جلاه‏)‏ عنه أي أذهبه‏,‏ ولذلك يقال‏,(‏ جلي‏)‏ السيف‏(‏ جلاه‏)(‏ تجلية‏)‏ أي كشفه ويقال‏(‏ جلا‏)‏ السيف‏(‏ يجلوه‏)(‏ جلاء‏(‏ أي صقله‏,,‏ ويقال‏(‏ جلا‏)‏ بصره بالكحل‏(‏جلاء‏)‏‏,‏ ولذلك يقال للكحل‏(‏ الجلاء‏).‏
و‏(‏التجلي‏)‏ قد يكون بالذات كما في قوله‏(‏ تعالى‏):‏ والنهار إذا تجلي‏*‏‏(‏ الليل‏:2)‏
وقد يكون بالأمر والفعل من مثل قوله تعالى‏:‏ (فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا‏)‏(‏ الأعراف‏:143).‏
ويقال‏(‏ جلا‏)‏ العروس‏(‏ يجلوها‏)(‏ جلاء‏)‏ و‏(‏جلوة‏),‏ و‏(‏اجتلاها‏)‏ بمعني نظر إليها‏(‏ مجلوة‏),‏ ويقال‏:‏ فلان ابن‏(‏ جلا‏)‏ أي مشهور‏.‏
و‏(‏الجلاء‏)‏ هو الأمر‏(‏الجلي‏)‏ أي الواضح البين‏,‏ و‏(‏الجلاء‏)‏ أيضا هو الخروج من البلد والإخراج منه‏,‏ يقال‏:‏ لقد‏(‏ جلوا‏)‏ عن أوطانهم ولقد‏(‏ جلاهم‏)‏ أو‏(‏ أجلاهم‏)‏ غيرهم‏(‏ فأجلوا‏)‏ عنها‏,‏ ويقال كذلك‏(‏ أجلوا‏)‏ عن الشيء إذا انفرجوا عنه‏.‏
من أقوال المفسرين
في تفسير قوله‏(‏ تعالى‏):‏والنهار إذا جلاها‏*‏
ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ مانصه‏:...‏ قال مجاهد‏(‏ والصواب هو أنارها‏),‏ وقال قتادة‏:‏ إذا غشيها النهار‏,‏ وتأول بعضهم ذلك بمعني‏:‏ والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة الكلام عليها‏.(‏ قلت‏):‏ ولو أن القائل تأول ذلك بمعني‏(‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ أي البسيطة لكان أولي‏,‏ ولصح تأويله في قوله‏(‏ تعالى‏)(‏ والليل إذا يغشاها‏)‏ فكان أجود وأقوي‏,‏ والله أعلم‏.‏ ولهذا قال مجاهد‏(‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ إنه كقوله تعالى‏(‏ والنهار إذا تجلي‏),‏ وأما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله علي الشمس لجريان ذكرها‏,...‏
‏*‏ وجاء في الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه‏)‏ ما نصه‏(‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ بارتفاعه‏(‏ أي‏:‏ ظهرت فيه‏).‏
‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ مانصه‏:‏
ويقسم بالنهار إذا جلاها‏..‏ مما يوحي بأن المقصود بالضحى هو الفترة الخاصة لا كل النهار‏..‏ والضمير في‏(‏ جلاها‏)..‏ الظاهر أنه يعود إلي الشمس المذكورة في السياق‏..‏ ولكن الإيحاء القرآني يشي بأنه ضمير هذه البسيطة‏.‏ وللأسلوب القرآني إيحاءات جانبية كهذه مضمرة في السياق لأنها معهودة في الحس البشري يستدعيها التعبير استدعاء خفيا‏.‏ فالنهار يجلي البسيطة ويكشفها‏.‏ وللنهار في حياة الإنسان آثاره التي يعلمها‏.‏ وقد ينسي الإنسان بطول التكرار جمال النهار وأثره‏.‏ فهذه اللمسة السريعة في مثل هذا السياق توقظه وتبعثه للتأمل في هذه الظاهرة الكبرى‏.‏
‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحم الله كاتبه برحمته الواسعة‏)‏ ما نصه‏(‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ أي جلي الشمس وأظهرها‏,‏ فإنها تتجلي إذا انبسط النهار ومضت منه مدة‏,‏ وهو وقت الضحى والضحاء‏.‏ وقيل‏:‏ جلي الدنيا‏,‏ أي وجه الأرض وما عليه‏.‏
‏*‏ وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏وبالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة‏.‏
‏*‏ وجاء في صفوة التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبه خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏
‏(‏والنهار إذا جلاها‏)‏ أي وأقسم بالنهار إذا جلا ظلمة الأرض بضيائه وكشفها بنوره‏,‏ وقال ابن كثير‏:‏ إذا جلا البسيطة وأضاء الكون بنوره‏.‏
النهار في القرآن الكريم
ورد ذكر النهار في مقابلة الليل في القرآن الكريم سبعا وخمسين‏(57)‏ مرة‏,‏ منها أربع وخمسون‏(54)‏ مرة بلفظ النهار‏,‏ وثلاث‏(3)‏ مرات بلفظ نهارا‏,‏ كذلك وردت ألفاظ الصبح والإصباح‏,‏ وبكرة‏,‏ والفلق والضحى ومشتقاتها بمدلول النهار أو بمدلول أجزاء منه في آيات أخري كثيرة‏,‏ كما وردت كلمة اليوم أحيانا بمعني النهار‏.‏
وذلك من مثل قوله‏(‏ تعالى‏):‏
ــ قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحي‏*‏‏(‏ طه‏:59)‏
ــ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون‏*‏‏(‏ الجمعة‏:9)‏
ــ أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر‏..*‏‏(‏ البقرة‏:184)‏
ــ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم‏....*‏‏(‏ البقرة‏:196).‏
ــ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام‏...*‏‏(‏ المائدة‏:89).‏
ــ سخرها عليهم سبع ليالي وثمانية أيام حسوما‏...*‏‏(‏ الحاقة‏:7).‏
ــ‏...‏ وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين‏*‏‏(‏ سبأ‏:18)‏
والنهار في القرآن الكريم يمتد من الفجر الصادق إلي الغروب وذلك لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏
وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل‏...*‏‏(‏ هود‏:114)‏
الدلالة العلمية للآية الكريمة
في الآيات الأربع الأولي من سورة الشمس يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏
والشمس وضحاها‏*‏ والقمر إذا تلاها‏*‏ والنهار إذا جلاها‏*‏ والليل إذا يغشاها‏*‏
وضمير الغائب في هذه الآيات يعود علي الشمس كما هو واضح من سياق السورة الكريمة‏,‏ ومن قواعد اللغة العربية‏,‏ ومن شروح المفسرين الذين لم تختلف شروحهم إلا في تفسير قول الله‏(‏ تعالى‏):‏ والنهار إذا جلاها فأعادوا ضمير الغائب هنا مرة إلي الشمس‏,‏ ومرة إلي الظلمة‏,‏ وثالثة إلي البسيطة أي الأرض‏,‏ وذلك لأن الناس قد درجوا عبر التاريخ علي فهم أن طلوع الشمس هو الذي يجلي ظلمة الليل وينير وضح النهار‏.‏
فكيف يمكن أن يكون النهار هو الذي يجلي الشمس؟
ولكن في مطلع الستينيات من القرن العشرين بدأ نشاط ريادة الفضاء‏,‏ وفوجيء هؤلاء الرواد بحقيقة مذهلة مؤداها أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه‏,‏ وأن طبقة النهار المنيرة عبارة عن حزام رقيق جدا لايتعدي سمكه مائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر‏,‏ يغلف نصف الأرض المواجه للشمس ويتحرك علي سطحها بمعدل دورانها حول محورها أمام الشمس‏,‏ وأنه بمجرد تجاوز تلك الطبقة الرقيقة من نور النهار تبدو الشمس قرصا أزرق باهتا في صفحة سوداء حالكة السواد‏,‏ وكذلك تتضح مواقع النجوم بنقاط زرقاء باهتة لا تكاد تري‏.‏
وبدراسة هذه الظاهرة المبهرة والتي سبق للقرآن الكريم أن أشار إليها من قبل ألف وأربعمائة سنة بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏ ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون‏*‏ لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون‏(‏ الحجر‏:15,14).‏
ــ وبقوله‏(‏ سبحانه‏):‏ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون‏*‏‏(‏ يس‏:37).‏
ــ وبقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها‏*‏ رفع سمكها فسواها‏*‏ وأغطش ليلها وأخرج ضحاها‏*‏‏(‏ النازعات‏:27‏ ــ‏29)‏
وفي محاولة لتفسير السبب في ظلمة الكون ونور طبقة النهار المحدودة بحدود نصف الأرض المواجه للشمس وبسمك لايتعدي المائتي كيلو متر أتضح أن الغالبية العظمي من أشعة الشمس هي أشعة غير مرئية‏,‏ وأن الجزء المرئي منها لا يري إلا بعد انعكاسه وتشتته لمرات عديدة علي عدد من الأجسام من مثل جزيئات العناصر والمركبات المكونة للطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وما بها من هباءات الغبار‏,‏ وقطيرات الماء‏,‏ وبخاره‏.‏
ولما كان الغلاف الغازي للأرض تتضاءل كثافته بالارتفاع حتى لا تكاد أن تدرك‏,‏ كما يتضاءل محتواه من هباءات الغبار والرطوبة بصفة عامة‏,‏ توقفت عمليات تشتيت ضوء الشمس وعكسه علي المائتي كيلو متر السفلي من هذا الغلاف الغازي فقط والتي يري فيها نور النهار‏,‏ وبقي الكون في ظلام دامس‏,‏ وبقي موقع الشمس علي هيئة قرص أزرق وسط هذا الظلام‏,‏ كما بقيت مواقع النجوم نقاطاً زرقاء باهتة في بحر غامر من ظلمة الكون الشاملةويؤكد ذلك تناقص ضغط الغلاف الغازي للأرض من نحو الكيلو جرام على السنتيمتر المربع عند مستوى سطح البحر إلى أقل من واحد من المليون من هذا الضغط في الأجزاء العليا من غلاف الأرض الغازي‏,‏وتحت مثل هذه الضغوط التي لا تكاد أن تدرك تبدأ مكونات الجزئيات في هذا الغلاف الغازي في التفكك إلى ذراتها وأيوناتها بفعل الأشعة الكونية القادمة من الشمس ومن غيرها من نجوم السماء‏,‏ ويساعد على قلة الضغط سيادة الغازات الخفيفة من مثل الإيدروجين والهيليوم على حساب الغازات الأثقل نسبياً من مثل الأوكسجين والنيتروجين‏,‏ ويعين علي تخلخل الهواء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تصل إلي أكثر من ألفي درجة مئوية في الجزء المسمي بالنطاق الحراري‏,‏ وفي النطاق الخارجي من الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وعلي ذلك فإن الجزء المرئي من موجات الإشعاع الشمسي لا تكاد تجد ما تنعكس أو تتشتت عليه فلا تري إلا في المائتي كيلو متر السفلي من الغلاف الغازي للأرض حيث تتوفر جسيمات الانعكاس والتشتت فيتضح هذا النور الأبيض الجميل الذي يميز فترة النهار على الأرض والذي يعطي بتقدير من الله الخالق لكل شيء لونه من مثل السماء‏,‏ والشمس‏,‏ والسحاب‏,‏ وماء البحر وغيره وذلك بسبب تحلل هذا النور الأبيض إلي أطيافه السبعة وامتصاص بعضها‏,‏ وعكس البعض الآخر‏,‏ ومعني ذلك أن النهار وهو الذي يجلي لنا الشمس‏,‏ أي يجعلها واضحة جلية لأحاسيس المشاهدين من أهل الأرض‏,‏ وليس العكس كما ظل الناس يعتقدون عبر التاريخ‏,‏ فلولا طبقة النهار‏(‏ وهي المائتي كيلو متر السفلي من الغلاف الغازي الملاصق لنصف الأرض المواجه للشمس‏)‏ ومابه من كثافة غازية‏,‏ ورطوبة‏,‏ وهباءات غبارية ما تجلت لنا الشمس أبدا‏,.‏ وهذه حقيقة علمية لم يدركها الإنسان إلا بعد ريادة الفضاء‏.‏
ولذلك يصف القرآن الكريم النهار بأنه مبصر في أكثر من آية وذلك من مثل قوله‏(‏ تعالى‏):‏
(ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون‏)(‏النمل‏:86).‏
ويصف الصبح بأنه هو الذي يسفر أي ينير وينكشف فيقول‏(‏ سبحانه‏):‏
(والليل إذ أدبر‏*‏ والصبح إذا أسفر)‏‏(‏ المدثر‏:33).‏
ويصف النهار بأنه هو الذي يتجلي فيقول
‏(‏ عز من قائل‏):‏والليل إذا يغشي‏*‏ والنهار إذا تجلي‏*‏‏(‏ الليل‏:2,1)‏
أشعة الشمس
تنتج الطاقة في الشمس من عملية الاندماج النووي لنوي كل أربع ذرات من غاز الإيدروجين لتنتج نواة واحدة من نوي ذرات الهيليوم‏,‏ ولما كانت كتلة ذرة الإيدروجين تساوي‏1,0078‏ وحدة ذرية فإن كتلة أربع ذرات منها تساوي
‏1,0078*4=4,0312‏ وحدة ذرية‏.‏
ولما كانت كتلة ذرة الهيليوم‏=4,003‏ وحدة ذرية‏.‏ فإن الفرق بين كتلة ذرات الإيدروجين الأربع المندمجة مع بعضها البعض‏,‏ وكتلة ذرة الهيليوم الناتجة عن هذا الاندماج وهو عبارة عن‏00,0282‏ وحدة ذرية ينطلق علي هيئة طاقة مما يشير إلي تساوي كل من المادة والطاقة‏.‏
وتبعث هذه الطاقة في كميات متتابعة تسمي الفوتونات‏(‏ جمع فوتون‏)‏ في موجات كهرومغناطيسية لا تختلف عن بعضها البعض إلا في طول موجة كل منها ومعدل ترددها‏,‏ تعرف باسم أطياف الموجات الكهرومغناطيسية‏.‏
فالطيف الكهرومغناطيسي عبارة عن سلسلة متصلة من مجموعات تلك الأمواج المكونة من الفوتونات والتي لا تختلف فيما بينها إلا في سرعة تردداتها‏,‏ وأطوال موجاتها‏.‏
وتتفاوت موجات الطيف الكهرومغناطيسي في أطوالها بين جزء من مليون مليون جزء من المتر بالنسبة لأقصرها وهي أشعة جاما‏,‏ وبين عدة كيلو مترات بالنسبة لأطولها وهي موجات الراديو‏(‏ أو الموجاات اللاسلكية‏),‏ ويأتي بين هذين الحدين عدد من الموجات التي تترتب حسب تزايد طول الموجة من القصير إلي الطويل علي النحو التالي‏:‏ الأشعة السينية‏,‏ والأشعة فوق البنفسجية‏,‏ والأشعة المرئية‏,‏ والأشعة تحت الحمراء‏.‏
أما الإشعاعات المرئية فيتراوح طولها الموجي بين‏(0,4‏ و‏0,7)‏ ميكرون‏(‏ والميكرون‏=‏ جزء من مليون جزء من المتر‏)‏ وتميز عين الإنسان من أطياف الضوء المرئي‏:‏ الأحمر‏,‏ والبرتقالي‏,‏ والأصفر‏,‏ والأخضر‏,‏ والأزرق‏,‏ والنيلي‏,‏ والبنفسجي‏.‏
والطيف الضوئي في الحقيقة عبارة عن عدد لا نهائي من الألوان المتدرجة في التغير‏,‏ وإن كانت عين الإنسان لا تستطيع أن تميز منها إلا هذه الألوان السبعة فقط‏.‏
والطيف الأحمر هو أطول موجات الضوء المرئي وأقلها تردداً‏,‏ بينما الطيف البنفسجي هو أقصرها وأعلاها تردداً‏.‏
والمسافة بين قمتين متجاورتين للموجة يعرف باسم طول الموجة‏,‏ وعدد مرات ارتفاع وانخفاض الموجة في الثانية الواحدة يعرف باسم تردد الموجة‏,‏ وحاصل ضرب الرقمين ثابت ويساوي سرعة الضوء‏(‏ حوالي‏300,000‏ كيلو متر في الثانية‏).‏
وكل موجات الطيف الكهرومغناطيسي لها صفات الضوء المرئي إلا أنها لا ترى فهي قابلة للانعكاس‏,‏ وقادرة علي الانكسار وعلى التحرك في الفراغ‏,‏ على عكس الموجات الصوتية التي لا تتحرك في الفراغ‏.‏
والأشعة الصادرة من الشمس تمثل كل موجات الطيف الكهرومغناطيسي من أقصرها وهي أشعة جاما إلي أطولها وهي موجات الراديو‏,‏ وأغلبها أشعة غير مرئية لعين الإنسان‏,‏ وهي متداخلة تداخلا شديدا مع بعضها البعض ولذلك لا يري الضوء الأبيض إلا بعد العديد من عمليات الانعكاس والتشتت لأشعة الشمس علي ملايين الجسيمات الصلبة والسائلة والغازية الموجودة في الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض من مثل هباءات الغبار‏,‏ وبخار الماء وقطراته‏,‏ وجزيئات الغازات المختلفة من مثل النيتروجين والأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون‏,‏ فالضوء المنظور لابد من انعكاسه وتشتته حتى يمكن لعين الإنسان أن تراه‏.‏
وهنا يتضح لنا جانب من الجوانب العلمية في هذا القسم القرآني‏:‏ والنهار إذا جلاهالأن الذي يجلي الشمس لعين الإنسان هو كثرة انعكاس الضوء الصادر منها إلي الأرض وتشتته على الجسيمات الصلبة والسائلة والغازية الموجودة بتركيز معين في نطاق الجزء الأسفل من الغلاف الغازي للأرض‏(‏ إلي ارتفاع مائتي كيلو متر تقريبا فوق مستوي سطح البحر‏)‏ وباقي المسافة بيننا وبين الشمس‏(‏ والمقدرة بحوالي‏150‏ مليون كيلو متر في المتوسط‏)‏ بل باقي الجزء المدرك لنا من الكون يغرق في ظلام دامس بالنسبة لعين الإنسان التي تري الشمس خارج نطاق طبقة نور النهار قرصا أزرقا في صفحة سوداء‏.‏ وهذه الطبقة الرقيقة من نور النهار تدور مع دوران الأرض حول محورها أمام الشمس وعندما يدخل ضوء الشمس إلي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض فإنه يتعرض للعديد من عمليات الانعكاس والتشتت‏,‏ فيعطي لكل من السحاب والشمس والسماء والبحر لونه الخاص به‏,‏ وهذا معناه ان النهار هو الذي يجلي لنا الشمس أي يجعلها واضحة جلية لأحاسيس المشاهدين لها من أهل الأرض‏,‏ وليست الشمس هي التي تجلي لنا النهار كما كان يعتقد كل الناس عبر التاريخ حتي بدء رحلات الفضاء في منتصف الستينيات من القرن العشرين‏.‏
وعلي ذلك فإن هذه الآية وحدها تكفي لإقامة الحجة علي أهل عصرنا ـ عصر التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه ـ بأن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه‏,‏ علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بحفظه وإرادته وقدرته‏,‏ بنفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي أربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها‏,‏ محتفظا بروعة أسلوبه وجمال آياته‏,‏ وضبط حروفه وكلماته وسمو دعوته ووضوح اشراقاته بجلال الربوبية المتلألئة بين كلماته‏,‏ وبصدق حديث الخالق عن خلقه‏,‏ وبكمال ما جاء به من دين‏,‏ ودقة ما رواه من سير الأولين‏,‏ وتحقق نبوءاته التي جاءت كعين اليقين‏,‏ وروعة وقعه علي أسماع وعقول وقلوب المستمعين‏,‏ وجميل خطابه إلي كل ذي عقل سليم‏..!!‏
وقد جاء كل ذلك في زمن لم يكن للإنسان فيه نصيب من العلم الكوني‏,‏ وفي بيئة لم يتوافر فيها شيء من ذلك‏,‏ وظل العالم لقرون لا يعرف حقيقة ان النهار هو الذي يجلي لنا الشمس حتي بدأت رحلات الفضاء وفهم عدد محدود من العلماء طبيعة المادة ومساواتها بالطاقة‏,‏ وبناء المركبات من جزيئات المادة‏,‏ وبناء الجزيئات من الذرات‏,‏ وبناء الذرة من نواة في الوسط تحمل أغلب كتلة الذرة وفيها الجسيمات الموجبة‏(‏ البروتونات‏)‏ والمتعادلة‏(‏ النيوترونات‏)‏ ويدور حولها عدد مكافيء من الجسيمات السالبة‏(‏ الاليكترونات‏),‏ ويتكون كل جسيم من هذه الجسيمات من لبنات بناء أقل عرفت باسم اللبنات الأولية للمادة التي بدأ اكتشافها يتوالى حتى تم اكتشاف جسيمات كسرية الشحنة يعرف أحدها باسم الكوارك‏,‏ وتم اكتشاف تلك الكواركات‏
(Quarks)‏ في منتصف الستينيات من القرن العشرين‏,‏ ثم في سنة‏1984‏م تم اقتراح نظرية الأوتار الفائقة‏(The Superstrings Throry)‏والتي تفترض أن اللبنات الأولية للمادة تتكون من أوتار متناهية الضآلة‏,‏ فائقة الدقة‏,‏ سريعة الاهتزاز وذلك في محاولة لتوحيد القوي الثلاث في الذرة وهي القوة الكهرومغناطيسية‏,‏ والقوة النووية الشديدة والضعيفة‏,‏ وهناك آمال عريضة لدي علماء العصر في ضم قوي الجاذبية إلي هذه القوي الثلاث في قوة واحدة تعبر عن وحدة الخالق الأعظم‏.‏
ونظرية الأوتار فائقة الدقة التي تصور اللبنات الأولية للمادة علي أنها مكونة من أوتار متناهية الضآلة في الحجم‏,‏ فائقة الدقة في الحركة والاهتزاز‏,‏ تصور تلك الجسيمات علي هيئة حلقات من أوتار رنينية دقيقة جدا بدلا من أن تكون علي هيئة نقاط مادية‏,‏ وأن الاهتزازات الرنينية المختلفة لتلك الأوتار هي التي تحدد ملامح الجسيم الأولي للمادة من حيث الكتلة والشحنة‏,‏ وهي بذلك تؤكد التساوي بين المادة والطاقة وتعتبرهما وجهان لعملة واحدة تؤكد وحدانية الخالق العظيم‏.‏ كما تدعم تحول المادة في قلب الشمس إلي طاقة‏,‏ وانبثاق تلك الطاقة علي هيئة أطياف من الموجات الكهرومغناطيسية المتداخلة والتي تتحلل في النطاق السفلي من الغلاف الغازي للأرض فيعطينا هذا الضوء الأبيض المرئي الذي ينير نهار الأرض ويجلي لنا الشمس‏.‏
فسبحان الذي أنزل هذه الآية القرآنية المعجزة والنهار إذا جلاها
التي تؤكد أن فترة النهار التي تعتري نصف الأرض المواجه للشمس بسمك لا يتعدي المائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر بما فيها من هباءات الغبار‏,‏ والرطوبة‏,‏ وكثافة الغازات‏,‏ هي التي تعكس موجات الضوء المنظور من أشعة الشمس وتشتته فيظهر لنا بهذا النور الأبيض المبهج ويجلي لنا الشمس‏.‏
وهي حقيقة استغرقت جهود الآلاف من العلماء والعشرات من القرون حتي أمكن لعدد قليل من العلماء أن يتعرفوا عليها‏,‏ وورودها في كتاب الله الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة بهذا الوضوح القطعي لمما يجزم بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وأن النبي الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين‏.‏
  #910  
قديم 09-11-2013, 06:08 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

كروية الأرض


قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54) سورة الأعراف (53) .
لقد تحدث القرآن الكريم عن كروية الأرض في زمان ساد فيه الجهل والخرافة ففي الآيات يذكر الله سبحانه وتعالى أنه النهار يطلب الليل حثيثاً، ويطلبه حثيثاً تعني يلاحقه سريعاً، دون توقف .
لنتصور هذا ....النهار كائن من ضياء منبعث من الشمس يملأ الفضاء والجو في كل الجهات والليل كائن آخر لا ضوء فيه إلا بصيص الشهب يلاحق النهار بسرعة والنهار يلاحقه . هذا يجري وذاك يطلبه دون توقف .
لكن إلى أين ؟ و كيف .؟
هل يجريان في طريق مستقيمة طرفها اللانهاية ؟
لوكان ذلك لما مر على الأرض إلا نهار واحد لحقه ليل و ينتهي الأمر .
لكننا نراهما متعاقبين ، فالنهار يطلع كل يوم من نفس الجهة التي طلع منها في اليوم السابق و تسير شمسه لتغيب في نفس الجهة التي غربت فيها بالأمس .
و هكذا العتمة من الشرق و تغور في الغرب . ثم يتكرر المشهد و يتكرر إلى ما شاء الله .
لنتصور الحركة في قوله تعالى ( يطلبه حثيثاً ) من خلال هذا الواقع فنرى أن الطريق دائرية لا لبس فيها.
لندرك هذا بسهولة يجب علينا أن نتفهم جيداً الأسلوب التصويري في القرآن .
حينئذ، سيظهر لنا بوضوح ، من خلال الآية ن صورة طريق دائرية حول الأرض ، يجري عليها الليل و النهار ، ذاك يغشى هذا و هذا يغشى ذاك .
قال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5) .
الآية واضحة كل الوضوح . يكور الليل على النهار فيخفيه و يكور الليل .
ويكور النهار على الليل فيخفيه و يكور النهار .
وبين تكورهما على بعضهما نرى جرماً كروياً يتدحرج بينهما فيجمعهما يكوران على بعضهما . هذا الجرم هو الأرض .
لنتصور أننا في منطقة النهار . وبعد ساعات سيغشى الليل هذه المنطقة ، لكنه لا يغشاها بشكل عادي بل يكور تكويراً، أي ينحني بشكل كروي ، ومن البديهي أن المنطقة يجب أن تكون كروية ليمكن فهم الكلام .
كانت الإنسانية تجهل هذا إلا بعض الخرافات التي كانت سائدة . فكيف عرفه محمد صلى الله عليه و سلم و أقره ؟!.
و قال جل و علا :
" و هو الذي مدَّ الأرض و جعل فيها رواسي ...". الرعد (3)
" و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي .." سورة الحجر (19).
كيف تكون الأرض ممدودة ؟ و ما معنى ذلك ؟ .
" معنى ذلك أننا مهدنا السير فيها فستبقى ممدودة أمامنا ، لن تنتهي فيها إلى حاجز يحول دون ما وراءه ، أو هوة أبدية نقف عندها عاجزين .
فلنسر في أي اتجاه نريد، و لتسر الليالي والشهور و السنين و العمر كله ، وسنبقى نسير وستبقى ممدودة ، ولا يوجد شكل من الأشكال الهندسية تتحقق فيه هذه الحالة إلا الشكل الكروي ، فيحثما سرت عليه يبقى ممدداً أمامك، و أي شكل آخر لا يمكن أن يحقق معنى هذه الآية ".
و لقد أشار كثير من المفسرين و الفقهاء المسلمين إلى كروية الأرض مم فهموه من كتاب الله عز و جل من ذلك :
وقد أشار أئمة الإسلام منذ القديم إلى هذه الحقيقة فقد أشار الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه التبيان في أقسام القرآن إلى كروية الأرض.
وأشار كذلك الإمام الفخر الرازي في تفسيرهمفاتيح الغيب إلى كروية الأرض فقال :
"إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه ، و قد جعل الله حجم الأرض عظيماً لا يقع البصر على منتهاه ، و الكرة إذا كانت في غاية الكبير كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد ".
وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه" الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " قال : علم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كروية الشكل و ليست تحت وجه الأرض إلا وسطها ونهاية التحت المركز و هو الذي يسمى محيط الأثقال ".
ولم تظهر كروية الأرض للناس وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق الروس القمر الصناعي الأول " سبوتنيك " في مداره حول الأرض في أكتوبر 1957م واستطاع العلماء الحصول على صور واضحة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير التي كانت مثبتة في القمر الصناعي وفي عام 1966 م هبط القمر الصناعي " لونيك 9" بأجهزته المتطورة على سطح القمر ،و أرسل لمحطات الاستقبال على الأرض صوراً عن كوكب الأرض .
فكيف عرف محمد صلى الله عليه و سلم ذلك ؟!
إنه الوحي الإلهي، الذي يدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الأكوان، وهو بكل شيءٍ عليم.
بقلم فراس نور الحق
المراجع :
الإسلام و الحقائق العلمية تأليف : محمود القاسم
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أ. د حسن أبو العينين .
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 217.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 211.81 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]