24-09-2020, 03:21 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة :
|
|
رحمة
رحمة
رحمة حسام عوض
لوحة بكل أنواع الحنان والأمان والفطرة السليمة، بل إنها "الرحمة"، نعم، رحمةُ الله التي أودَعها في خلقه، دون تحزُّب وسياسة، أو كُرْه طبقي، وتفرقة عنصرية!
إنها الرَّحمة الخالصة من كل شوائبِ الحياة الباهتة، حين رأيتُها تحملها في فمها، وتلعقها سعيدة بكل جزء فيها، لم تكُنِ ابنتَها، بل وجدتْها أمام الباب، ولكن سيأبى العقلُ حين يرى هذا إلا أن يصدِّقَ أن هذه القطة إنما هي أمٌّ للأخرى!
زاد عجبي، فما عاد التسبيح يتوقَّف على لساني، حين عرفتُ أنَّ الأم كانت قد أنجبت منذ أيام وتُرضِع الآن، والمفاجأة أن أطفالها سُرقوا منذ يومين، وكأن اللهَ عوَّض الأمَّ عن أولادها، والطفلة رزَقها أمًّا تُرضع، فتكون حانية تحمل بين جنبيها الخيرَ والدِّفء والطعام والأمان!
يا ألله! كل هذا في مشهدٍ والله عجزت معه ألسنتُنا عن النطق، وما هي إلا جزء من رحمة الله بنا، وما نحن من هذه القطة بشيء ونحن نقبَل أن نكرَهَ ونُبغِض وتضيقَ نفوسنا ممن حولنا، مُعدمين "الرحمة".
بل وحتى أقل القليل، معدمين "الإنسانية".
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|