|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الإنترنت والأقنعة المزيفة
الإنترنت والأقنعة المزيفة نظمي خليل أبو العطا موسى تقدمت البشرية من حولنا تقدماً تقنياً مهولاً، ونحن مازلنا في مكاننا جالسون نجتر القديم ونفخر بما كان، وهذه سُنّة الله في الخلق، فمن يترك العلم أنه يُهزم في شتى المجالات الحياتية. ومن التقنيات التي هطلت علينا هطول السيارة والطيارة والتلفاز والنقال، شبكة الاتصالات العالمية "الإنترنت".. تلك الشبكة العالمية التي غيرت مجرى الوصل والاتصال في العالم. وكعادتنا هرعنا إلى هذه الشبكة نستنسخ منها المعلومات وننقل المفاهيم والمصطلحات ونتيه في المجالس بذلك وكأننا علماء أفذاذ. وجلس أبناؤنا ساعات طوالاً أمام هذا العمل العلمي المذهل، ومن يرى أو يسمع ذلك يظن أننا وضعنا أرجلنا على سلالم العلم الحقيقة!. في الحقيقة.. لقد زاد عدد أنصاف المتعلمين بيننا، وانتشرت المصطلحات العلمية على ألسنة العوام، فتسمع مصطلحات: الهندسة الوراثية، والخريطة الجينية، والجزيئات النووية، فتظن أن العلم انتشر، ولكن عندما تتعمق مع هؤلاء الناس تعلم أنهم يقولون ما لا يعلمون، ويكتبون عن أشياء لا يفهمونها. وانتشرت ثقافة أنصاف المتعلمين لدرجة تعذر على المختصين تصحيح المسار. والطامة الكبرى تلك المقالات "المسماة بالبحوث" التي يستنسخها أبناؤنا الطلاب من شبكة الإنترنت ويضعون عليها أسماءهم، وعندما تناقشهم في الموضوع تتأكد أنهم يجهلون الموضوع!. من هنا أرى أن شبكة الإنترنت بطريقة الاستخدام الخاطئة والسطحية زادت من أعداد الحاملين لما لا يعلمون، ووضعت أقنعة مزيفة على وجوه هؤلاء يجلسون بها في المجالس والمحافل ويتيهون ويفخرون، فضلّوا وأضلّوا. ولقد حذرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من انتشار العلم في غياب العلماء العالمين العاملين فقال: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوه))[رواه البخاري ومسلم والترمذي]. إن العصر القادم هو عصر القراء المتميزين الذين يستطيعون قراءة المعلومات والخروج منها بشيء متميز وجديد ومبدع، ومن هنا وجب أن نعلّم أجيالنا الإبداع والتميز والبعد عن الزيف ولبس الأقنعة المزيفة، حتى يقل الجهل ويسود العلم، فلا نضل ولا نشقى بإذن الله. وهذا يتطلب مراكز للإبداع ومناهج للإبداع، وطرائق تعلم وتعليم مبدعة، وتقويماً مبدعاً، وتدريساً مبدعاً، وإعلاماً مبدعاً، ومدارس تهتم بالفائقين والمبدعين.. فهل نحن فاعلون؟
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |