التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2020, 05:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي

التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي
نايف عبوش

يتطلب النص بما عمل إبداعي، مبدعاً يمتلك موهبة فطرية متوقدة، وخيالاً خصباً، ولغةً سلسة، تمكنه من استيلاد النص، شعراً كان أم نثراً، في لحظة انقداح ومضته في وجدانه، حيث يقوم المبدع عندئذ، بنقل أحاسيسه المرهفة التي عاشها في تلك اللحظة عبر نصه المنثال عنها، إلى وسطه من المتلقين، لكي يعيشوا تلك المشاعر التي عبّر عنها المبدع، بتفاعل وجداني، وحس عاطفي، باعتبار أن الشاعر بحاجة إلى من يشاركه تجربته الوجدانية، ولأنه لا يكتب لنفسه فقط، بل وللآخرين في نفس الوقت.
لذلك فالنص الإبداعي بخصائصه المعنوية، والفنية، ما هو إلا خاطرة منسابة من مبدعها إلى المتلقي، بغض النظر عن مستواه الثقافي، وحسه الذوقي، وقدرته الذاتية على الفهم، والاستيعاب، وتوليد مرادات مضافة، لما يرسله إليه المبدع في نصه.
ولاشك أن العمل الإبداعي بجودة نظمه، يظل فيضاً متواصلاً يخترق عوالم المتلقي، حيث يداعب دواخله بسلاسة، لينال إعجابه بتلقائية، من غير أن يهبط المبدع إلى ابتذال نصي، يطيح بذائقة المتلقي تكسباً لشهرة زائفة.
ولاشك أن المتلقي بغض النظر عن إمكاناته الذوقية، والثقافية، سيتفاعل بسهولة وتلقائية، مع ذلك النص الإبداعي الذي يلامس همومه بصدق، ويعبر عن معاناته بشفافية، ويمنحه أعلى قدر من المتعة، والغذاء الروحي في نفس الوقت.
ولذلك قد نجد المتلقي مع الوقت، يحرص على أن يرتقي بإمكانات ذوقه فنياً، وبجهد ذاتي أحياناً، ليكون على مستوى النص مهما كانت طبيعة بنيته، فالنص كأي معطى أبداعي، هو حلقة الوصل بين المبدع، ومتلقيه، ما دام يتصف بالتلقائية التعبيرية عن الهموم، والقدرة على الإيحاء، والتأثير.
وعلى ذلك فإن فهم المتلقي لمدلولات النص، وتفاعله الحسي معه، يظل أحد مقاييس تحديد جمالية النص بالحد الأدنى ابتداء، لاسيما وأن النص الذي يبقى مستوطناً في الذاكرة الجمعية، إنما هو في الغالب ذلك الذي يكون وليد لحظات هموم المتلقي، التي نجح المبدع في التقاطها، فصاغها نصاً إبداعياً دون تكلف، بحيث يجد فيه جمهور المتلقين هواجسهم، وأحلامهم كما لو عبروا عنها بأنفسهم، فالنص وإن كان معبراً عن هواجس ذات القائل، لكنه لا يقتصر على مخاطبة الذات وحسب، بل ويتوجه في نفس الوقت إلى الآخرين، فيكون بهذه الخاصية نوعاً من الاتصال التعبيري عن الهواجس مع الجمهور.
فالشاعر بما هو إنسان في بيئة اجتماعية معينة في اللحظة التي ينبض إحساسه فيها شعراً، فإنه يظل فرداً في مجتمع، هو نتاجه، في العادات، والسلوك، والاندماج الوجداني معه، وبالتالي فإن انجذابه إلى ثقافة وتقاليد مجتمعه، تظل من دون شك عاملاً مؤثراً، في تكوين نمط أسلوبه الشعري، باعتبارها خميرة تلك النشأة الماثلة في مخيلته، والمستوطنة في وجدانه، حيث تنعكس بإبداعه النص انثيالات تخاطرية بحس مرهف، وفي جو من رومانسية متجانسة مع إرهاصات تلك البيئة، حيث يرغب المبدع في توصيل حقيقة حسه للآخرين تعايشاً، أو تمرداً على ذلك الواقع.
ولذلك يلاحظ ان لكل عمل إبداعي بعدان، أولهما اجتماعي، ينطلق من فضاء الواقع المعيش، وثانيهما فردي، ينطلق من خيال المبدع، حيث يحرص على مخاطبة جمهوره بنصه الذي محصلة تفاعل البعدين معاً، وكلما كانت صلة الشاعر بعناصر الحياة عميقة، كلما كان نصه قريباً من حركة عناصرها، بما يجعله نتاجاً مؤثراً في وجدان الناس، فالنص ينبغي أن يعكس صورة أمينة للواقع، ومن ثم فلا بد له من أن يحمل في ثناياه خميرة من إرهاصات ذلك الواقع، لكي يكون عندئذ مزيجاً حياً مع ما يوحيه الخيال المتطلع للمبدع، بما هو مزاج وموهبة ابتداءً، لذلك لا بد لمبدع النص من أن يطلق عنان خياله في التطلُّع، من دون أن يتعمد اختلاق مرموزات نصه، بحيث يقترب فيما يسرده انثيالاً من حقيقة واقعه، رغم أنه يعتمد في سرده للأحداث في بنية نصه على خياله، في استيلاد صور عناصر واقعه الحي، ومن ثم صبها في سياق معين من بنية النص.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.00 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]