هل يجب قول الحقيقة للمصاب بمرض مستعص؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 626 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 30 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 15838 )           »          القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 55 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 31 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي > الطب الباطني

الطب الباطني قسم يشرف عليه الدكتور احمد محمد باذيب , ليجيب على اسئلتكم واستفساراتكم حول ما يختص بالطب الباطني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-04-2019, 01:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,360
الدولة : Egypt
افتراضي هل يجب قول الحقيقة للمصاب بمرض مستعص؟

هل يجب قول الحقيقة للمصاب بمرض مستعص؟


د. محمود الحاج قاسم محمد













أولاً: رأي الشرع في ذلك:

تؤكِّد التعاليم الإسلامية على التلطُّف بالمريض، والرِّفق به في التعريف بمرضه؛ مراعاةً لحالته النفسية والثقافية، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((أمرنا أن نكلِّم الناس على قدْر عقولهم)) رواه الديلمي عن ابن عباس.



ويُستحب إظهار التفاؤل أمام المريض، ومحاولة تطمينه ورفْع معنوياته، وعدم التصريح بخطورة مرَضه، وإعلام ذلك إلى ذويه الأقربين، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخلتُم على المريض، فنَفِّسوا له في الأجل؛ فإنه لا يَرُد شيئًا، وهو يطيب نفسَ المريض))؛ رواه ابن ماجه والترمذي، كما أن في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لم يُنزِل داء إلا أنزل له الدواء، فإذا أصاب الداء الدواء بَرِئ بإذن الله)) تشجيعًا للمريض بأن لا ييئس من الشفاء؛ فربما يتوصَّل العِلم غدًا إلى علاج شافٍ لمرضه.



وأخيرًا لما كانت فكرة الموت حقيقة واقعية وحتميَّة بالنسبة للإنسان؛ كما جاء في قوله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]؛ لذا فالمريض المؤمن يُدرِك أن الموت سيُدرِكه في موعده المحدد، سواءً أصيب بالمرض أم لم يَمرض، وهذه الفكرة لا شكَّ ستُساعده على التمتُّع بالصحة النفسيَّة التي تؤهِّله لتقبُّل قسوة الصراحة الطبية في الحالات الاستثنائية، التي لا يجد فيها الطبيب مناصًا من ذكْر الحقيقة.



ثانيًا: رأي الأطباء العرب والمسلمين في ذلك:

لقد تنَبَّه الأطباء العرب والمسلمون منذ أمد بعيد إلى العلاقة التفاعلية الوثيقة بين الجسد والمؤثِّرات النفسية، ونورِد هذين القولين على سبيل المثال.



ففيهما جواب عن السؤال المطروح:

يقول الرازي: "ينبغي على الطبيب أن يُوهِم المريض أبدًا الصحةَ ويُرجِّيه بها، وإن كان غير واثِق بذلك؛ فإن مِزاج الجسم تابِعٌ لأخلاق النفس"[1].



ويقول إسحاق بن عمران: "وواسِ المتألِّم وشجِّعه وعلِّله بالشفاء، حتى ولو كنتَ متأكِّدًا من عدم حدوثه؛ فلربما ساعدت بتقوية رُوحه المعنوية على بُرئه".



ثالثًا: رأي القانون الطبي في ذلك:

جاء في قانون نقابة الأطباء في العراق رقم 114 لسنة 1966 المعدَّل ما يلي:

حق المريض في معرفة حقيقة مرضه "للمريض الحق في معرفة مرضه، وهو الأساس في إحلال التعاون بين الطبيب ومريضه، يُستثنى من ذلك المرض المميت الذي يتجنَّب فيه الطبيب إخبار مريضه به، فيلجأ إلى إخبار أقرب الأقربين إليه والمسؤولين عنه، إلا إذا لم يتوفَّر هؤلاء وكان المريض في حالة نفسيَّة وعقلية سليمة، فيحتم الواجب إخباره، مع الاحتياطات المناسبة التي يقتضيها الموقف والظروف؛ إذ لا بد للمريض من معرفة الحقيقة لكي يتسنَّى له تصفية شؤونه وعلاقاته الحياتية.



يجب الحذر في أمثال هذه المواقف من الوقوع في خطأ تشخيصي، ووضْع إنذار لا يتحقَّق، وإن أقل ما يَنشأ من ذلك هي مسؤولية أدبية".



رابعًا: رأي الأطباء اليوم في ذلك:

نعم، نحن نقول: للمريض الحق أن يعرف مرضَه ومستقبله الصحي، ويجب أن يُخبَر بشكل كامل وصريح في الحالات التي يكون فيها الأمل بالشفاء أكيدًا، والتمويه فيما عدا ذلك.



يقول الدكتور جان همبورجة - أحد أساتذة كلية طب باريس سابقًا - في كتابه "الطبيب والحياة":

"وكذلك يجب عدم قول الحقيقة عندما لا يكون المريض في حالة تؤهِّله لتَقبُّلها، وعندما تضرُّه هذه الحقيقة، ليس من حق الطبيب أن يَبذُر اليأس، السبب واحد هو أن اليأس يسبِّب التدهور سريعًا في الحالة الجسمية، رأيت رجالاً يقولون لطبيبهم: (تستطيع أن تقول كل شيء)، رأيتُ هؤلاء الرجال الأقوياء يَنهارون بين ليلة وضُحاها عندما يعلمون أنهم مُصابون بمرض عُضال، ورأيتهم يُعانون ألف ميتة ويموتون قبل الموعد المتوقَّع بكثير من جُرْح نفسي أكثر من إماتة بالسرطان بالتأكيد"[2].



وهذا يعني: "أن يتعامَل الطبيب مع كل حالة على حِدة، واضعًا نُصْب عينيه مبدأ واحدًا، هو إلحاق أقل قدرٍ ممكِن من التعاسة بمن يَعنيهم الأمر، ومنحهم أملاً مُتلائمًا مع الحياة"[3].



وعلى الطبيب أيضًا عند اتِّخاذه أي قرار أن يأخذ بعينالاعتبار حالةَ المريض النفسية، وقوةَ إيمانه بقضاء الله وقَدَره، وَسَعةَ مداركه، ووضْعَه العائلي (المتطلبات الزوجية، وعناية ذوي المريض به) وإنذار حالته وصِلتها بخُطَّة معالجتِه.



وفي جميع الحالات على الطبيب أن يتوخَّى الصدق بقدْر ما تسمَح به طاقته البشرية، وعندما يعتقِد أن الحكمة تقتضي كشْف الحقيقة، فينبغي أن يُميط الحقيقة المُرة بإطار من الأمل؛ نظرًا إلى احتمال الخطأ في أي نوع من المعرفة، وأن يكون عرْضه للحقيقة بدرجة من الإقناع لا يترتَّب عليها قط ظهورُ تأثيرات مريرة.



وجوابًا على سؤال: هل نَجهر بالقول أم نَكتُمه إذا كان المريض مصابًا بالسرطان؟

يقول بياردونو - أحد أساتذة كلية طب باريس سابقًا -: "كان يختلِف موقفنا من هؤلاء باختلاف نوع السرطان، فإذا كان السرطان جِلديًّا سليم العاقِبة وسهل المُعالجة، وفَّرنا على المريض تَخديش أذنيه بكلمة (السرطان)، واكتفينا بالقول: إنها عِلة جلديَّة، نِسبة الشفاء فيها عالية جدًّا تصِل إلى 90 %"[4].



وإذا كان البعض يعتقِد أن قول الحقيقة يرتبِط بحكمة الطبيب وحسْن درايته، فإن البعض الآخر يعتقد أن الأمر مرتبِط بنوعية المريض أيضًا، فثَمَّة أشخاص يريدون معرفة الحقيقة كاملة من دون خَشية ومن دون أن يَنهاروا، ومن بين هؤلاء أصحابُ الإيمان القوي.



وحتى بالنسبة للمصابين بالسرطان والمهدَّدين بالموت والذين لا يُطالِبون بمعرفة الحقيقة، فإن الطبيب غير مُلتزِم بأن يتبرَّع بشرح الحقائق دون رَويَّة وتعقُّل؛ لأن المريض عندما يسكُت عن السؤال، فإنه ربما غيرُ راغِب في معرفة الكثير عن حقيقة مرضه، وما رأيت أو سمعت مصابًا به رغبة حقًّا في الإفصاح عنه، حتى المصاب شِبه الواثق من إصابته، إذا سأل الطبيب فإنه لا يُريد إثبات إصابته بالمرض، بل ليَنْفيه له؛ احتفاظًا ببقيَّة الأمل.



ولكن كما يقول دانا أو تشيلي: "إن الإصرار الناضِج من جانب المريض على معرفة الحقيقة نادرُ الحدوث، ولكنه أمْر لا يمكن إنكاره، وغالبًا ما يقوم هذا الإصرار في الواقع على أساسٍ من البحث اللاشعوري المتلهِّف وراء الطمأنينة، وهذه المجموعة الأخيرة من المَرضَى هي التي تضع أصعب مسؤولية على عاتِق الطبيب، الذي قد يُشرِك زملاءه أو أقارب المريض في هذه المسؤولية"[5].



ونحن مع تشيلي في مِثل هذه الحالات نوصي باتِّخاذ موقف الحذر في إفهام المريض بحالته، ونفضِّل اللجوء والاستعانة بأفراد عائلته المسؤولين عنه كالأب أو الزوج أو الأخ الأكبر؛ لتولِّي تلك المهمة.



ويتساءل جان روبر دوبري - عضو مؤسسة السرطان في باريس سابقًا - عن الخطة الواجب اتِّباعُها إذا كان المريض طبيبًا، فيقول: "إن الأطباء المرضى حتى أولئك الذين يَميلون للصراحة - لا يَرضَون عنها في حالة مرَضهم، وينتظرون تلطيف إصابتهم وزرْع الأمل في نفوسهم".



"ويرى جان كليفش أن الطبيب المصاب بالسرطان السيئ الإنذار، يَرغَب في قرارة نفسه أن يُموَّه عليه؛ لذلك يرجِّح أكثر الأطباء كِتمان الحقيقة عن زميلهم؛ لأن ذلك لا يُقدِّم في الإنذار ولا يؤخِّر، بل إن الصراحة في هذا الشأن تُطفئ شعلة الأمل الباهتة التي يعيش المريض حالمًا بها، وربما كان يكرِّر الكذِب على نفسه حالِمًا بشفائه"[6].



فعلى سبيل المثال يروي عالم النفس سيغموند فرويد في هذا المجال حادثة جرَت معه بالذات، مَفادُها أن طبيبه اكتشَف ذات يوم سرطانًا في أحد فَكَّيه، فتردَّد في بادئ الأمر في إطلاعه على الحقيقة المُرة، ولكنه بعد التفكير مليًّا اعتبَر الأمر يتعلَّق بشخص على مستوى فرويد لا يمكن إخفاء الحقيقة عنه، فأعلَمه بالأمر، فإذا به يُفاجأ بردَّة فِعل فرويد قائلاً: "ومَن سَمَح لك بأن تَبوح لي بذلك؟!".



وثَمَّة مرضى على درجة كبيرة من العِلم والنضج، يتعذَّر إخفاء الحقيقة عنهم، وبإمكانهم أن يطَّلِعوا على الحقيقة من خلال الفحوصات والتحاليل التي أُجريت لهم، من دون الحاجة إلى اعتِراف الطبيب المشرِف على المعالَجة.



خامسًا: الأحكام العامة التي تتعلَّق بالتداوي في الأمراض التي لا يُرجى بُرْؤها:

يقول الدكتور أحمد محمد كنعان: "وبناء عليه؛ نُثبِت هنا جملة من الأحكام العامة التي تتعلَّق بالتداوي في الأمراض التي لا يُرجى برؤها:

1- مما تقتضيه عقيدة المسلم أن المرض والشفاء بيد الله - عزَّ وجلَّ - وأن التداوي والعلاج ما هو إلا أخْذ بالأسباب التي أودَعها الله تعالى في الكون، وهو أمْر مشروع، لا يتعارَض مع قضاء الله وقَدَره؛ كما ورَد في حديث أبي خزيمة عن أبيه، قال: سألتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ :يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ رُقًى نَسْتَرقيها، ودواءً نَتَداوى به، وتُقاةً نَتَّقيها، هل تَرُدُّ مِنْ قَدَر اللهِ شيئًا؟ قالَ: ((هي من قَدَر اللهِ)).




2- إن ما يُعتبر حالة ميئوسًا من علاجها هو بحسب تقدير الأطباء، وإمكانات الطب المتاحة في كل زمان ومكان، وتَبَعًا لظروف المرضى.



3- لا يجوز اليأس من رَوح الله، ولا القنوط من رحمته؛ بل ينبغي بقاء الأمل في الشفاء بإذن الله، وعلى الأطباء وذوي المرضى تقويةُ معنويات المريض، والدَّأب في رعايته، وتخفيف آلامه النفسيَّة والبدنيَّة، بصرف النظر عن توقُّع الشفاء أو عدَمه.



4- لا يجوز ترْك العلاج إذا كان ذلك يأسًا وقنوطًا من رحمة الله تعالى، أو تبرُّمًا وتذمُّرًا من قضائه وقَدَره؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، أما ترْك التداوي صبرًا أو احتِسابًا، فهو جائز، ولكن بشرط ألا يكون مُفضيًا لهلاك محقَّق، مع غَلَبة الظن بتحقُّق الشفاء بالتداوي؛ لأن في هذا شُبْهةَ قتْل النفس بتعريضها للتهلُكة.




5- سواء كان المرض مرضًا قابلاً للشفاء أم مرضًا لا يُرجى برؤه، يجب استِشارة المريض أو وليِّه، وأخْذ إذنه في الإجراء العلاجي الذي سوف يَخضع له، ولا يصِح للطبيب أن يستقلَّ بأخذ القرار، إلا في الحالات الخطيرة التي تُهدِّد حياة المريض بالخطر، ولا تحتمل التأجيل، فيجوز للطبيب أن يتدخَّل دون انتظار الإذن؛ حِفاظًا على حياة المريض.




6- بالرغم من أن التداوي في المرض الذي لا يُرجى بُرؤه ليس بواجب على المريض؛ لأنه لا يَمنَع تفاقُم المرض، إلا أنه يُستحَب للطبيب أن يستمرَّ بمداواة مريضه إذا لم يُمانِع، ولو كان ذلك ببعض المعالجات الملطِّفة؛ لأنه يُطيِّب نفْس المريض، ويُشعِره بالرعاية والاهتمام.




7- من واجب الطبيب ألا يترك وسيلة يعتقِد فيها الفائدة للمريض إلا أخَذ بها، حتى وإن كانت فرصة الشفاء ضعيفة؛ لعموم الأدلة الشرعية التي تحضُّ على التداوي، ورجاء أن يكتُب الله له الشفاء، مع الاعتقاد الجازم بأن الشفاء أولاً وأخيرًا مرهون بقدر الله - عز وجل.




8- يُستحَب للمريض مرضًا لا يُرجى برؤه، أن يُكثِر من ذكْر الموت بقلبه ولسانه، وأن يَستعِد له بالتوبة إلى الله تعالى، وأن يُبرئ ذمته من حقوق الآخرين، ويُسَن له الصبر، ويُكْره منه كثرة الشكوى، بل عليه الرضا بقضاء الله تعالى وقَدَره، وأن يسأله حُسْن الخاتمة.




9- إن بعض التداخُلات الطبية قد يكون ضرَرها أكبرَ من نفْعها في بعض الحالات التي وصلت إلى مراحلها النهائية؛ كالسرطان، والفشل الكُلوي، ونحوه، وكذلك بعض العمليات الجراحية التي تشكِّل خطرًا كبيرًا على حياة المريض، وتكون نسبة الشفاء فيها ضعيفة أو نادرة، ويكون خطر التدخل الجراحي كبيرًا، وكذلك التغذية بالطرق غير المعتادة، مِثل التغذية عن طريق الأنبوب، التي قد يترتَّب عليها مضاعفات هضميَّة غير محمودة، أو إعطاء المحاليل الوريدية التي قد تَزيد العبء على القلب والرئتين وتَزيد من تفاقُم العِلة؛ ولهذا قد يكون التوقُّف عن التدخل الطبي في مِثل هذه الحالات هو الأصحَّ والأفضل، وفيها يَحِق للمريض أن يرفُض التدخل الطبي، ولا يكون آثمًا برفضه هذا، والله تعالى أعلم"[7].






[1] الرازي، أبو بكر محمد بن زكريا: الحاوي في الطب، الجزء الثاني، ص 29.




[2] همبورجة، د. جان: الطبيب والحياة، ترجمة د. خليل إبراهيم شهاب، دار الشؤون الثقافية، بغداد، الطبعة الأولى 1988، ص 66.



[3] تشيلي دانا: الطبيب معالجًا وعالمًا، ترجمة زكريا فهمي، دار الفكر للطباعة والنشر، القاهرة، 1964، ص 134.



[4] الشطي، د. أحمد شوكت: أخلاقيات الطب في التراث الإسلامي وواقِعه اليوم، بحث قدِّم للمؤتمر السنوي للجمعية السورية لتاريخ العلوم، حلب 1977، ص 264.



[5] تشيلي: الطبيب معالِجًا، مصدر سابق ص 134.



[6] الشطي، البحث السابق، ص 264- 265.



[7] كنعان، أحمد محمد: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد 88.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.59 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]