الأسلوب الإسلامي في التربية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3355 )           »          مكافحة الفحش.. أسباب وحلول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أي الفريقين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-01-2021, 04:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي الأسلوب الإسلامي في التربية

الأسلوب الإسلامي في التربية




علي القاضي




والإسلام - لأنه من الله سبحانه وتعالى - يتوخَّى في تشريعاته مواءمةَ الفطرة الإنسانية، وقد اتَّخذ لذلك أسلوبين يسيرانِ جنبًا إلى جنب؛ حتى يتحقَّق بذلك الأمن للفرد والمجتمع:
الأسلوب الأول: تكويني: وهو مهمَّة التربية الإسلامية، وهو عبارة عن بناء الفرد المسلم من جميع جوانبه الجسمية، والعقلية، والوجدانية، والخُلُقية، والاجتماعية، وربطه بالله سبحانه وتعالى، فيقوى بذلك ضميرُه على محاسبته نفسه، ومراقبته لله تعالى، ثم في رسم الطريق الذي ينهجه، وفي سلوكه الذي يسير عليه في هذه الحياة، وبذلك يستنفد طاقاته في مسالك سليمة لا يضلُّ مَن يلتزمها، وتعود بذلك الفائدةُ على الفرد وعلى المجتمع في وقت واحد.

ثم إن الإسلام يقومُ على أساسٍ متين من العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي الكامل بين أفراد المجتمع الإسلامي، على نحو يُتِيحُ لكل فردٍ أن ينال حقَّه كاملاً في الحياة الإنسانية التي تليق بالبشر، سواء أكان ذلك من الناحية الاقتصادية، أم من الناحية النفسية، أم من الناحية الاجتماعية.

والتكافل في الإسلام يفرضُ منذ البداية أن يقوم كلُّ إنسان بواجبِه أولاً، فإذا ما تمت هذه الخطوة، فليس هناك مَن يحتاج إلى المطالبة بحق؛ لأن في أداء الواجبات من الأفراد ومن المجتمع إتيانًا للحقوق - حقوق كل فرد - فلا يجد نفسه في حاجة لأن يطلبَ شيئًا، فإذا لم ينَلْ حقوقَه، أمكنه أن يُطالِب بها، وسيجد آذانًا مُصغِية، وأعذارًا واضحة تبيِّن له سبب عدم حصوله على حقوقه.

وإذا ما غابتِ العدالةُ الاجتماعيةُ أو التكافل الاجتماعي لسببٍ أو لآخر، فانحرف بعض الأفراد في هذه الظروف الطارئة، استتبعها إعادة النظر إلى المواقف في ضوءِ الوضع القائم.

والأسلوب الثاني: علاجي: ويظهرُ في مواجهة ما يبدو من شذوذٍ خارج عن الفطرة، أو انحراف طارئ على استقامتها، وذلك يظهر حين يكون هناك خللٌ في بناء الفرد، أو نتيجة لعوامل أتاح لها ضعف الإنسان تأثيرًا وقتيًّا لا يلبث أن ينتهيَ متى وُوجِهَ بما وضعه الله تعالى خالق الإنسان من طرق العلاج التي تبدو قاسيةً، وإن كانت في حقيقة الأمر هي الرحمة بعينها.

والحدود الإسلامية لا بد وأن تدخل مَيْدان التربيةِ الإسلامية؛ حتى تُصبِحَ جزءًا أساسيًّا في تكوين أفكار الناشئة وفي ضمائرهم، وتنفعل بها وجداناتهم، وهذا كله يُحقِّق معنى التقوى التي يطلبُها الإسلام من كل فردٍ من أفردِ المجتمع الإسلامي، والتقوى معناها أن يفعل المسلم كل ما يأمره الله به، وأن يجتنب كل ما نهاه عنه، ومعنى هذا أن يستجيب ضميرُ المسلم للخير والحق والعدل، وهذا أعظم ركيزةٍ في المجتمع الإسلامي؛ لأن المسلم يسيرُ على النَّهجِ السليم الذي يقرِّبُه من معاني القوة والفضيلة، ويبعد عن الانحراف واقتراف الآثام التي تُحدِث الخللَ في المجتمع.

والحدود وحدَها لا تنشئ مجتمعًا آمنًا سليمًا، ولا تبعث في النفوس الهدوءَ والاطمئنان؛ وإنما دورها الإسهام في المحافظة على أمنِه واستقراره اللَّذينِ قاما أصلاً نتيجةً لبنائه على أصول الإسلام ومبادئه.

وليس من المعقول أن يُؤتى بالحدود الإسلامية لإقامتها في مجتمعٍ لا يسير على نظام الإسلام، ولا يُعنَى فيه بالتربية الإسلامية، ولا يحقق في النفوس التقوى، ولا يقوِّي الضمير، ولا يربطُه بالله تعالى، إنه إذًا الخلل بعينه، الخلل الذي يُظهِر الحدود الإسلامية بمظهرِ القسوة على المنحرفين؛ لأن الانحرافَ بكل ألوانه منتشرٌ في المجتمع، ومن هنا تزدادُ المخاوف وتظهر آثار ما يقولون، ولكن الحدود الإسلامية في ظل المجتمع الإسلامي الذي يقوم على أسس التربية الإسلامية، والذي يُطبِّق تعاليم الإسلام - مفيدةٌ إفادة هائلة في إيقافِ الانحراف، وفي ضمان الأمن للفرد والمجتمع.

والحدود الإسلامية هدفُها حماية مُقوِّمات الوجود الإنساني، وهي الدين، والنفس، والعقل، والعِرْض، والمال، والشرائع السماوية تلتقي حول تقديسِ هذه المُقوِّمات؛ ذلك لأن الدِّين هو غايةُ هذه الحياة، وهو الذي يجعل الإنسان يُحقِّق خلافةَ الله في الأرض، فيعمرُها وينشر العدالة والأمن فيها.

كما أن النفس بها قوام الوجود، وبغيرها لا يكون هناك حياة، وبالتالي لا يستطيع الإنسان أن يُحقِّق رسالته في هذا الكون.

والعقل؛ لأن به قوام إنسانية الإنسان الكامل، وبغيره يُصبِح الإنسان كالحيوانات والذين لا يستطيعون أن يُحقِّقوا لأنفسِهم ولا لمجتمعهم شيئًا يقوم على التفكير والفهم والبناء.

والعِرْض؛ لأنه جِماع ما يُمدَح به الإنسان أو يُذَم، وهو مناط الكرامة والاحترام بين الناس.

والمال؛ لأنه قوامُ الحياة في بُعْدِها المادي القائم على إشباع حاجات الجسد، ثم إنه أداة لتطهيرِ الروح وتزكية النفس، وإذا أمِن الفرد في المجتمع على هذه الأشياء كلها، فقد استراح قلبه، وهدأت نفسه، واطمأنَّت روحُه، وبالتالي أصبح المجتمع كله مجتمعَ أمنٍ وسلام واطمئنان.

ولهذا كله أتتِ الحدودُ الإسلامية حقًّا للهِ عز وجل، لا يجوز للحاكم أن يتنازل عنها، حتى ولو تنازل المجني عليه عن حقه، ومن هنا فإن المجرم يعرفُ أن أحدًا لن ينفعَه في منعِ توقيع الحدِّ عليه ولا يساومه على ذلك، وبذلك يحدُثُ توازنٌ نفسي بين الدوافع للجريمة، والموانع التي تقف أمامها، وسيبقى بعد ذلك الشريرُ الشاذُّ الذي لا يبالي بالمجتمع ولا يُفكِّر في عاقبة عمله، وهذا الصنف هو الذي يتعامل الإسلام معه بالحدود.


بحث: العقوبات في الإسلام.. هدفها حماية مقومات الوجود الإنساني



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.22 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]