الآباء اليتامى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854815 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389698 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-11-2020, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الآباء اليتامى

الآباء اليتامى













محمد شلبي محمد











ربَّما ليس اليتم متعلقًا بالسنِّ، بقدر ما هو متعلِّق بالحالة.





وإذا تفهَّمنا هذا المنظورَ، فليس الصِّغار فقط هم من يقاسون اليتم، بل إنَّ كثيرًا من الآباء كذلك يصيرون يتامى.





فالمرءُ يُرَدُّ إلى أرذل العمر، فيعود أدراجَه إلى نفسيَّة الطفولة كرَّةً أخرى.





وفي هذه السن الطاعنة في الكبر يفقد الآباء مَن يدثِّرونهم بالحنان، ويزمِّلونهم بالرعاية، كالطفل الذي يفقد ذلك سواءً بسواء.





إنه واللهِ ليُتْمٌ، وأيُّ يتم!





بل إنَّ الآباء إذا طعنوا في السنِّ كان يُتْمهم أشدَّ.





فالطِّفل الصغير يجد حوله - ربما من الغرباء - مَنْ قد يعوِّضه فَقْد الأب أو الأم، أو مَنْ قد يعوِّضه فقْدَهما معًا.





أمَّا الآباء في هذه المرحلة، فقلَّما يجدون من يُعيرهم اهتمامًا، أو من يملأ عليهم دنياهم التي فرغتْ من الأحباب.





كانا أبوَين مكافحيْن، طموحين.





كانت حياتُهما فارغةً من الحركة، كانا يأمُلان أن يرزقَهما الله -تعالى- ولدًا طيبًا، فرزقهما من الولد ما ملأ عليهما حياتهما، كبِرَ الأولاد، تزوَّج الأولاد، استقلَّ الأولاد، أنجب الأولاد، انشغل الأولاد، لم يعد ثمة أولادٌ.





أصبح هناك آباءٌ جدد، يُمسكون بمِجداف الحياة ويسبَحون مع السابحين.





وبقِي الآباء القدامى يتامى!





عاد الأبوانِ فارغينِ من الحركة.





وحيدينِ كما كانا.





مكافحينِ كما كانا.





انغلق القوس الذي افتتح قديمًا.





ولكنَّه انغلق على ظلم عظيم.





هل يُعقل أن يوجد في مجتمع المسلِمين دُورٌ للمسنِّين.





هناك دليلٌ لدُور المسنين في مصرَ وحدها على هذا الموقع:


http://www.tasawak.com/Elderly-Guide.asp






يبلغ عدد المثبت فيه: 269 دارًا للمسنين، يسكنها آلاف وآلاف من الآباء اليتامى.





صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لتتَّبعنُّ سَنن من قبلكم، شِبرًا بشِبرٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، حتى لو سلكوا جُحر ضبٍّ لسلكتموه))، قلنا: يا رسولَ الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟))؛ [البخاري: 3456].





ولقد كان والله.





قد أخذْنا المسارح، وتركْنا المصانع، كما يقول الشيخ الغزالي.





وأخذْنا منهم نظامَ الملبَس والمسكن.


ونظمَ المعاملات الاقتصادية.


والطرق القتالية.


والإعلام والأفلام.





وأوشك بعض شبابنا أن يأخذ منهم الحلال والحرام.





أخذنا منهم عيد الحب، وعيد الطبيعة "شم النسيم"، وعيد الأم.





وعيد الأم!!


عيد الأم!!


هنيئًا للأمهات، بعد عمر من العطاء يأخذن يومًا من الهدايا والبسمات، ويُودَعْنَ ثم يُوَدَّعْنَ.





كالأطفال في الملاجئ، لا يعرفون أبًا، هؤلاء لا يعرفون ابنًا ولا بنتًا.





وربَّما كان التركيز على الأم أكثر؛ لأنَّها هي التي تبقى أكثرَ من الأبِ في عادة الأمر، فالأبُ مات من قديم من شدة ما قاسى وعانى وكافح وتحمل.





لماذا يوجد بين المسلمين أمثالُ هؤلاء البنين؟!


وكيف تحوَّلت نفوسهم الغضَّة الطريَّة، إلى تلك النفوسِ اليابسة الوحشية؟!





إنَّ الأخذ ألذُّ شيءٍ على النفوس.





لا يعادله في مقداره إلا مرارةُ العطاء عند هؤلاء.





ولكن الله -تعالى- يذكِّر عباده، ويحملهم على الصراط المستقيم بالمنطق السليم.





كم من المعاني العلياء في آيتي الإسراء!





إن الله -تعالى- قال: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].





من البداهة أنه لا ينبغي لأحدٍ أن ينهر والديه - صغيرين كانا أو كبيرين.





ولكنْ:


خص الله مرحلة الكِبَر؛ لأنها المرحلة التي يكون فيها الأبوان ضعيفين "يتيمين"، وهي المرحلة التي تتحول فيها نفوسُهما إلى نفوس أطفال صغار، يحتاجون من الصبر والسياسة ما يحتاجه الطفلُ الصغير.





وربما تتحوَّل أجسادُهما كذلك إلى مثل أجساد الأطفال، تنكمش وتنطوي، وتصبح ضعيفة عن التحكم أحيانًا.





في هذه السنِّ قليل من الأبناء من يصمد أمام هذا "الثِّقَل".





وإذا كان هذا، فإن كلمة التضجر "أُفّ" تقع موقعًا عظيمًا على الآباء، إذا كانت تؤذيهم من أطفالهم حين كانوا في منتصف العمر، أفلا تؤذيهم وهم في آخره؟!





وإذا كانت كلمة "أُفّ" تؤذيهم حتى نهى الله عنها، فما بالنا بزجرهم ونهرهم؟ ولا يقبل بعض الأطفال هذا من آبائهم، أفيقبله الآباء من أبنائهم؟!





إن الواجب تجاه مشكلات التعامل مع الآباء في هذه السن أن يقول الابن لوالديه: ﴿ قَوْلًا كَرِيمًا ﴾.





لم يقلْ: قولاً لينًا، والقول الكريم يشمل من معاني التلطُّف والإقبال والوعد والتبشير، ما لا يشمله القولُ اللَّين.





إنَّ الواجب على الأبناء أمام هذه المشكلات أن يخفِضوا وينخفضوا، أن يعطِفوا وينعطفوا.





﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [الإسراء: 24]، إنها "استعارة في الشَّفقة والرحمة بهما والتذلل لهما تذلُّلَ الرعية للأمير، والعبيد للسادة" على حدِّ قول القرطبي في تفسير الآية.





والإيمان إذا سكن قلبًا ذكَّر صاحبه.





ذكَّر صاحبه بالمعروف الذي سِيق إليه بسبب الذين حوله، وأول الناس معروفًا أولاهم بالشكر، ومن هؤلاء إلا الآباء؟!





لذلك قال -تعالى-: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].





ويجري في العادات المحمودة، والأفعال القويمة - أنْ يرُدَّ الإنسان من المعروف مثلَ ما أخذ، فيجب على كلِّ ابن ردُّ الجميل الذي سيق إليه من أبويه ضعيفًا إليهما وهم ضعاف كذلك.






لكن هذه نظرة قاصرة.


لا يقارن أصلاً معروف الآباء بمعروف الأبناء، أبدًا أبدًا.





هم سبب وجودك في الحياة، ولَداك على الفطرة لتكون سعيدًا، ومن ولد ليكون غير ذلك فلا يلومنَّ أبويه، وإنما يجب ألاَّ يلومَ إلا نفسه؛ فهو المقصِّر في الأخذ بأسباب السعادة، فقيرًا كان أو غنيًّا.





وهم أدَّوْا إليك المعروفَ في حين لم تكن قادرًا مطلقًا، وكنت محتاجًا إليهما بعد الله احتياجًا مطلقًا.





جسدُك - هذا - الكبير، إن هو إلا بعض طعام وشراب، وكان أول ذلك أن أكلتَ من جسد أمك.





تنقصها لتزيد.


وتُضعفها لتقوى.


وتُوهنها لتشتدَّ.





واللهِ ما هي عادلةٌ مقارنةُ معروفِهما بمعروفك.





وأنت حين تقدِّم لهم المعروف لم تتحمل الألَم، إنما بمالِك فعلتَ.





وقدَّمت لهما المعروف قويًّا، وقدماه لك ضعيفينِ تَعِبَيْنِ، قد كافحا كفاحًا.





حدَّثني أحد الأطباء: ذكر لي أنَّ الأم عند الولادة يتهيأ الرَّحِم لإخراج الجنين.





فيقع ضغط على جدار الرحم وقبضٌ وبسط.





حين يصل هذا الضغط على جدار الرحم إلى مستوى 10.





تبدأ الأم في الصُّراخ والعضِّ بنواجذها من الألم.





قال: أمَّا في لحظة خروج الرأس في الولادة الطبيعية، فيصل هذا الضغط إلى 300 مستوى.





إنها صعقة حقيقية.


صعقةٌ أن نعرف هذه الحقيقة، تقتضي الذَّهاب حالاً لتقبيل القدم التي حملت الأم إلى هذا الموقف العظيم.





إنها معجزة من الله أن تعيش كلُّ أمٍّ تلد.





حينها تذكرتُ قول عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - للشابِّ الذي كان يحمل أمَّه على ظهره ويطوف بها البيت ويؤدِّي بها المناسك، ثم سأله: تُراني قد وفيتُ أمي حقها؟





قال: "ولا بطلقةٍ واحدة" وصدق.





عبدالله بن عمر - رضي الله عنه.





إنَّ المرء ليعجب والله.





شخصان أمَر الله - تعالى - بحسن صُحبتهما كافرينِ مؤذيينِ، أفلا يستحقَّان ذلك مؤمنينِ محسنينِ؟!





حسبنا الله ونعم الوكيل!





إنَّ الحديث عن الآباء اليتامى حديثٌ ذو شجون.





ولكنَّ العصر الذي غُزِينا فيه بالأفكار السيئة بما هو أبشعُ من غزو السيوف، وشُغلنا فيه بكثرة الأحداث والحوادث عن واجباتنا وحقوقنا، حتى يفرض على العاقل أن يعيد النَّظر إلى نفسه وسلوكه؛ ليرى أين يسيرُ، وليخلُصَ من هذه الغابة الكبرى إلى الغاية الكبرى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.06 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]