زواج المسلمة بغير المسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2020, 07:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي زواج المسلمة بغير المسلم

زواج المسلمة بغير المسلم
د. ياسر عبدالحسيب رضوان



ارتضت شريعة الله تبارك وتعالى منذ بدء الخليقة أن يكون ثمة اقتران بين الرجل والمرأة، وهو اقترانٌ شرعيٌّ - الزواج - يتم به التناسل الذي به تستمر البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها؛ ولذلك حرصت الشرائع السماوية التي أنزلها الله تعالى على تشريع الزواج وتقنينه للبعد من العلاقات المحرمة وما يترتب عليها من الآثار.

ولقد كفلت الشريعة الإسلامية الحقوق الزوجية: ما يتعلق منها بالرجل وما يتعلق بالمرأة، وما يتعلق بالنسل، وكذلك ما يتعلق بأحكام الطلاق، وقد راعت الشريعة الإسلامية في كفالتها تلك خصوصية الرجل وخصوصية المرأة وحقوق كل منهما دون تفرقة بينهما في تلك الحقوق.

أما فيما يتعلق بطرفيْ الزواج، فالملاحظ أن الشريعة الإسلامية قد أباحت للمسلم أن يتزوج من غير المسلمة، وذلك قول الله عزّ وجلّ: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُخْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[ المائدة 5].

وقد اتخذ البعض من هذه الآية الكريمة مطعنًا على القرآن الكريم الذي أباح للمسلم أن يتزوج من غير المسلمين، بينما لم يبح للمرأة المسلمة أن تتزوج من رجل غير مسلم، ويرون أن في ذلك تمييزًا وعنصرية مع الأديان الأخرى، وامتهانًا للمرأة بسلب حقها في الزواج ممن على غير دينها، وهذا في الواقع منافٍ لحقيقة الأمر والحِكَم المستنبطة من وراء النص على إباحة زواج المسلم بغير المسلمة، دون النص على إباحة زواج المسلمة بغير المسلم؛ لأن ما عمدت إليه الشريعة الإسلامية، إنما هو صيانة المرأة ورعاية كرامتها وحرية إرادتها، بل إن عدم إباحة زواج المسلمة بالكتابي - غير المسلم - إنما هو صورة من صور المعاملة بالمثل، حيث يكون الموقف من القرآن الكريم هو عينه الموقف من التوراة أو الإنجيل بمعنى أن موضوعية الحكم تستدعي سواسية المحكومين، فإذا ما طولب الإسلام - مثلاً - بعدم التفرقة بين البشر في الخطاب، فمن المفترض أن يكون ذلك في التوراة والإنجيل كذلك.

إن اليهود يحرمون زواج اليهودي من غير اليهود؛ حيث يعدون غيرهم وثنيين أو كفارًا، وفي سفر عزرا نجد عددًا من " التدابير التي اتُّخِذَتْ لتحريم الزواجات بالوثنيين " [1] وهن النساء الغريبات اللاتي أمر عزرا أتباعه اليهود بتسريحهن حيث قال لهم: " إنكم قد خالفتم واتخذتم نساءً غريبات لتزيدوا في إثم إسرائيل، فاحمدوا الآن الربَّ إلهَ آبائكم واعملوا بما يرضيه وانفصِلوا عن شعوب الأرض والنساء الغريبات " [2] ولعل هذا الإثم والانفصال من الزوجات الغريبات عن دينهم؛ إنما مرده إلى تلك النظرة الدونية التي ينظرونها إلى مَنْ يخالفونهم في دينهم؛ إذ يعدونهم غرباء أو أممين أو وثنيين أو غير شرعيين، ومن ثمة نصت المادة [ 44 ] من الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية للإسرائيليين على أنه " يحرم التزوج بغير الشرعيين ذكورًا وإناثًا من محرمات النوع الأول، فإذا حصل التزوج مع ذلك أُكره الزوجان على الطلاق " [3] وقد يطلق على الغريبات لفظ الأجنبيات اللاتي يكون تزوج اليهودي بهن معصية يجب أن يكفر عنها؛ ولذا كان النهي عن مصاهرتهن وعقد الزواج بهن غير نافذ، أما إذا تهوَّدت الأجنبية، فهي حل للتزوج بها حيث تكون كالإسرائيلية [4].

ولا شك أن مثل هذا الأمر، إنما هو من التفرقة العنصرية التي يتهمون الإسلام بها وهو منها براء، فإن هذه التفرقة التوراتية العنصرية " تجعل اليهود الشعبَ المختار الذي اصطفاه الله وفضله على العالمين، وتنظر إلى ما عداه من الشعوب نظرتها إلى شعوبٍ وضيعة في سلم الإنسانية " [5] وقد جاء في سفر التثنية " لأنكَ شعبٌ مقدَّسٌ للربِّ إلهكَ، وإيَّاكَ اختار الربُّ لتكونَ له شعبَ خاصته من جميع الشعوب التي على وجه الأرض " [6] وادعاؤهم أنهم أبناء الله وأحباؤه، وذلك ما ذكره سفر التثنية أيضًا، إذ جاء فيه: " أنتم أبناءٌ للربِّ إلهكم، فلا تصنعوا شقوقًا في أبدانكم، ولا تحلقوا ما بين عيونكم من أجل مَيْتٍ؛ لأنك شعبٌ مقدسٌ للربِّ إلهك، وقد اختارك الربُّ لتكون له شعبًا خاصًّا من بين جميع الشعوب التي على وجه الأرض "[7].

ومثل هذه النظرة القائمة على التمييز العنصري نجدها عند المسيحية خاصة في علاقتها بالوثنيين، وقد ورد في إنجيل متى من قصة قائد المائة الوثني الذي طلب من يسوع أن يشفي خادمه المقعَد في بيته، وكان رد يسوع عليه أن قال له: " أأذهبُ أنا لأشفيه " فأجاب قائد المائة: يا رب لستُ أهلاً لأن تدخل تحت سقفي، ولكن يكفي أن تقول كلمة، فيبرأ خادمي " [8] ففي إجابة يسوع - كما تقول الرواية الإنجيلية - ما يدل على الاستعلاء الواضح منه نحو هذا الذي لا ينتمي إلى ديانته، وهو ما أكدته إجابة قائد المائة بعدما سمع الاستفهام الاستنكاري التعجبي من يسوع.

ومن وصايا يسوع لتلاميذه الاثني عشر بعدما أعطاهم سلطانًا لطرد الأرواح الشريرة وشفاء الناس من كل الأمراض، قوله لهم: " لا تسلكوا طريقًا إلى الوثنيين، ولا تدخلوا مدينة للسامريين، بل اذهبوا إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل " [9] وهناك قصة المرأة الكنعانية - وكانت وثنية - التي طلبت من المسيح شفاء ابنتها، ولما لم يجبها على ذلك واشتد صياحها، توسل إليه تلاميذه لكي يصرفها، فأجابهم بقوله: " لم أُرسَل إلا إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل " [10] وفي ذلك إشارة واضحة إلى خصوصية رسالته، وما تستدعيه تلك الخصوصية من استعلاء وعنصرية وتمييز في خصلة بشرية لا تستدعي التمييز والعنصرية على الإطلاق وهي الشفاء أو العلاج.

ولقد " تميزت علاقة يسوع باليهود بالعدائية والكراهية المتبادلة منذ بداية رسالته، فهو لم يترك نقيصة إلا ونسبها إليهم، وهم لم يوفروا مناسبة لم يحاولوا فيها إهلاكه والتخلص منه " [11] ولذلك ما يفتأ يذمهم ويقبحهم، من ذلك قوله عنهم: " إنهم عميان يقودون عميانًا، وإذا كان الأعمى يقود الأعمى سقط كلاهما في حفرة " [12] إلى غير ذلك من المواضع التي يسفِّه فيها الفريسيين وغيرهم ممن ليسوا على دينه من اليهود والوثنيين.

ونجد مثل هذه النظرة إلى غير المسيحيين عند القديس بولس المبشر الأعظم للمسيحية في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس إذ يقول لهم: " عاملونا بمثل ما نعاملكم 0 إني أكلمكم كلامي لأبنائي فافتحوا قلوبكم أنتم أيضًا، لا تكونوا مقرونين بغير المؤمنين في نير واحد. أيُّ صلة بين البر والإثم ؟ وأيّ اتحاد بين النور والظلمة ؟ وأيّ ائتلاف بين المسيح وبليعار - الوثن أو الشيطان - وأيّ شركة بين المؤمن وغير المؤمن ؟! " [13] وقد جاء في تفسير الرسالة أن بولس الرسول يتكلم هنا بصفة خاصة عن الزواج، ولكن هذه الآيات تفهم أيضًا على أنها عن أي شركة عميقة مع الوثنيين، كالتناول من على موائد الوثنيين أو الاشتراك في عاداتهم غير الأخلاقية أو الزواج من أولادهم. لا تكونوا تحت نير =النير هو ما يربط حيوانين، ولا يمكن ربط ثور قوى مع حمار ضعيف (هذا ممنوع بحكم الشريعة.. ولاحظ أن الثور هو من الحيوانات الطاهرة إشارة للمؤمن، والحمار هو من الحيوانات غير الطاهرة إشارة للوثني. بليعال =الكلمة الأصلية تشير لمن هو بلا فائدة أي بطال وأصبحت اسم شهرة للشيطان. إذًا عليكم أن لا تقيموا علاقات وثيقة مع غير المؤمنين كالزواج مثلًا. لأنه في هذه الحالة يقع المؤمن تحت نير العلاقة الزوجية مع غير المؤمن، فلا يستطيع أن يباشر العبادة الروحية بالصورة التامة. فإمّا نفتح قلوبنا للمسيح، وإمّا أن نفتحها لإبليس، ولا شركة بين المسيح وإبليس، فلكل منهما خططه التي لا يمكن التوفيق بينها. فكيف نخدم كليهما في نفس الوقت.


وربما كانت هذه النظرة إلى الآخر من غير الديانة سببًا في التشريع المسيحي الذي يجعل من الأسباب المانعة للزواج " المخالفة في الدين المسيحي " [14] بل إن الأمر ليتجاوز المخالفة في الدين المسيحي إلى تحريم الزواج بين المسيحيين المختلفين في المذهب، فمن بين قوانين الكنيسة الكاثوليكية أنه يتم الانفصال أو الطلاق المؤقت بين الزوجين المسيحيين " إذا انضم أحد الزوجين إلى شيعة غير كاثوليكية، أو ربى أولاده تربية غير كاثوليكية " [15] وعند البروتستانتيين نجد أن الطائفة الأسقفية الإنجيلية العربية تجيز فسخ الخطبة باعتبارها مقدمة الزواج، ومن ثمة إلغاء الزواج إذا ترك أحد الخطيبين المذهب الإنجيلي، وانتمى إلى طائفة مسيحية أخرى [16].

وإذا كان الأمر على هذا النحو عند اليهود والمسيحيين حيث لا يحلون الزواج بالأجنبيات عن ديانتهم أو عن مذهبهم - في حالة المسيحيين - فلماذا يعيب العائبون على الدين الإسلامي إباحته للمسلم الزواج بغير المسلمة، وعدم إباحة زواج المسلمة بغير المسلم ؟! ويعتبرون ذلك من باب التمييز والتفرقة العنصرية، أليس من الموضوعية في الحكم أن تكون النظرة إلى محل الخصومة واحدة ؟ فإذا كان أهل الكتاب لا يجيزون زواج من ينتمون إليهم بأهل الديانات الأخرى، فإنه من باب المساواة والإنصاف أن يمنع الإسلام زواج المسلمة بغير المسلم.

ويبدو أن الذين ينظرون مثل هذه النظرات المدنية إلى القرآن الكريم لن يمتنعوا عن تتبع آياته وأحكامه، وتكلف البحث عن العيب والمنقصة، ولن يستطيعوا ذلك ما وسعتهم الحيلة وجمح بهم الفكر المادي جموحه؛ لأن القرآن الكريم هو كلام الله تبارك وتعالى الذي تكفل بحفظه عن التحريف والتبديل، وعن النقص أو العيب الذي يدعيه المدعون، هؤلاء الذين قد يتحربون كالحرباء عندما يدعون أنهم إنما يهاجمون آراء الفقهاء والمفسرين للقرآن الكريم، ومن بينها تعليل إباحة زواج المسلم بغير المسلمة بأن المسلم لا يكره زوجته على اعتناق دينه؛ لإيمانه بقول الله تعالى: ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّين ﴾[البقرة 256] وأن المسلم يؤمن بالأنبياء السابقين، أما غير المسلم، فإنه لما كان لا يعترف بالإسلام ولا يؤمن بنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه لن يحافظ على دين المسلمة إذا تزوجها.

ومفسرو القرآن الكريم في هذا التعليل ليسوا بدعًا في تعليلهم؛ إذ قد سبقهم الكتاب المقدس إلى ذلك، فقد جاء في سفر التثنية - تثنية الاشتراع - أن الرب قد ذكر لإسرائيل سبعة أمم يطردها من الأرض الموروثة - فلسطين - وهي: الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، ثم أمره الرب قائلاً: " فحرمهم تحريمًا، لا تقطع معهم عهدًا، ولا ترأف بهم، ولا تصاهرهم، ولا تُعطِ ابنتك لابنه، ولا تأخذ ابنته لابنك؛ لأنه يُبعد ابنك عن السير ورائي، فيعبد آلهة أخرى، فيغضب الرب عليكم ويبيدك سريعًا " [17] وذاك نص صريح في علة النهي عن مصاهرة غير اليهودي، وهي علة التحول عن الدين اليهودي وعبادة آلهة أخرى.

وفي العهد الجديد يقول بولس: " إذا كان لأخٍ امرأة غير مؤمنة ارتضت أن تساكنه، فلا يتخل عنها، وإذا كان لامرأة زوج غير مؤمن ارتضى أن يساكنها، فلا تتخل عن زوجها؛ لأن الزوج غير المؤمن يتقدس بامرأته، والمرأة غير المؤمنة تتقدس بالزوج المؤمن " [18] والتقدس هنا - كما ورد في الهامش - يراد به الانتماء إلى الديانة المسيحية، ومن ثمة فإن الزوجة غير المسيحية إذا تزوجت مسيحيًّا، فإنه سوف يدخلها في مسيحيته، والرجل غير المسيحي إذا تزوج مسيحية، فإنها سوف تؤثر عليه، فتدخله في المسيحية.

ونقول بعدما عرضنا لتعليل التوراة والإنجيل منع الزواج بغير المؤمنين بكلٍّ منهما: إنه إذا كان هذا كلام الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، أفلا يجدر بالمسلمين المفسرين للقرآن الكريم أن يبحثوا عن علة وراء إباحة زواج المسلم بغير المسلمة، والنهي عن زواج المسلمة بغير المسلم ؟ أحسب أنه من باب الموضوعية في الأحكام والإنصاف فيها ألا يكيل الحاكم في القضية بمكيالين !!!

وأخيرًا لابد من القول بأننا نحن المسلمين نؤمن بما جاء في القرآن الكريم، ونلتزم به، لا يضرنا كيد الكائدين ولا افتراءاتهم التي هي من الهشاشة بحيث تذروها الرياح ولا تبقي لها أية أثر، ونقول أيضًا: إن إثارة أمثال هذه القضية ليس الغرض منها سوى النيل من وحدة هذا المجتمع بإثارة الفتن بين المسلمين وغير المسلمين، وهذا ليس بجديد وأحسب أنه لن ينتهي ولن يتوقف أربابه عن إثارته بين الحين والآخر، ولكن الله تبارك وتعالى حافظ لدينه.


[1] الكتاب المقدس - ص 837 - ط3 /1994م - دار المشرق - بيروت - التوراة - سفر عزرا- المدخل.

[2] السابق سفر عزرا 10 /10- 11 ص 852 .

[3] مسعود حاي بن شمعون: الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية للإسرائيليين 1 /14 - مطبعة كوهين وروزنتال - مصر 1912م.

[4] إلياهو بشياصي: شعار الخضر في الأحكام الشرعية الإسرائيلية للقرائين - تعريب وشرح مراد فرج ص89- مطبعة الرغائب مصر1917م

[5] د/ علي عبد الواحد وافي: الأسفار المقدسة في الأمم السابقة للإسلام - ص 31 - ط1/1964م - مكتبة نهضة مصر.

[6] الكتاب المقدس - سفر التثنية 7 ص 370

[7] السابق - سفر التثنية 14 ص 380

[8] السابق - العهد الجديد - إنجيل متى 8/ 7 - 8 - ص 57.

[9] السابق - إنجيل متى 10/6 - ص 64.

[10] السابق - العهد الجديد - إنجيل متى 15/ 24 ص 80.

[11] فراس السواح: الوجه الآخر للمسيح ص 130 - ط1 /2004م - دار علاء الدين - دمشق.

[12] الكتاب المقدس - العهد الجديد - إنجيل متى 15/ 14 - ص 80.

[13] السابق - رسالة بولس الثانية إلى قورنتس 6/ 13- 15 - ص 554- 555.

[14] الايغو مانوس فيلوثاوس: الخلاصة القانونية في الأحوال الشخصية ص 13 - مطبعة التوفيق - مصر 1896م، وانظر: د- القس إكرام لمعي، عزة سليمان: الطلاق في المسيحية ص 11 - ط1/2006م - مركز قضايا المرأة المصرية

[15] د/ ألفريد ديات المحامي: الوجيز في أحكام الزواج والأسرة للطوائف المسيحية في المملكة الأردنية الهاشمية ص 114 - ط1 /2004م - دار الثقافة للنشر والتوزيع - عَمّان - الأردن.

[16] السابق ص 220.

[17] الكتاب المقدس - العهد القديم - سفر تثنية الاشتراع - 7/1-4 ص 370

[18] السابق - العهد الجديد - رسالة بولس الأولى إلى قورنتس 7 /13- 14 - ص 520.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.69 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]