|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تنوع عبارات ابن حجر في الراوي ومرويه
تنوع عبارات ابن حجر في الراوي ومرويه د. محمد بن حميد العوفي الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد: فهذا مبحث لطيف في عبارات الحافظ ابن حجر (ت852هـ) في الراوي ومرويه (ترجمة عمير بن إسحاق، وروايته قصة إسلام عمرو بن العاص أنموذجاً). وقد جاء المبحث في أربعة مطالب وخاتمة. المطلب الأول: وقوع الإشكال في تنوع عباراته عند تلميذه في حياته. ردّ البوصيريّ (ت839هـ) حكم شيخه الحافظ ابن حجر على (عمير بن إسحاق) بكلام الحافظ في ترجمة الراوي؛ فتعقبه ابن حجر بقوله: "يا أخي هذا كلامي بنصه في (تهذيب التهذيب) تأخذه مني فتردُّ به عليّ"[1]. المطلب الثاني: تنوع عباراته في تراجم الراوي المفردة. قال ابن حجر: "عنه عبد الله بن عون. قال أبو حاتم والنسائي: لا نعلم روى عنه غيره. وقال ابن معين: لا يساوي شيئاً، ولكنه يكتب حديثه. وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: كيف حديثه؟ قال: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في (الثقات). قلت: ذكر الساجي أن مالكاً سئل؛ فقال: قد روى عنه رجل لا أقدر أن أقول فيه شيئاً. وذكره العقيلي في (الضعفاء) لأنه لم يرو عنه غير واحد. قال ابن عدي: لا أعلم روى عنه غير ابن عون، وله من الحديث شيء يسير ويكتب حديثه"[2]. وقال: "مقبول"[3]. ورقم ترجمته بحرف "هـ"؛ وهو للمختلف فيه والعمل على توثيقه[4]. المطلب الثالث: تنوع عباراته في سياق الحكم على رواية عمير قصة إسلام عمرو. وفيه مسألتان: الأولى: تحسينه إسناد القصة وقد تفرّد بها عمير بن إسحاق، ثم توقفه فيه لمخالفته المشهور. قال ابن حجر: "هذا إسناد حسن؛ إلا أنه مخالف للمشهور أن إسلام عمرو -رضي الله عنه- كان على يد النجاشي نفسه. تفرَّد به عمير بن إسحاق، ولم يرو عنه غير عبد الله بن عون، وقد قال ابن معين: لا يساوي شيئاً، ووثقه مَرَّة. وفي الجملة يُكتب حديثه"[5]. الثانية: تضعيفه الراوي. قال ابن حجر -مَرَّة عقب القصة-: "قلت: عمير بن إسحاق ضعيف، وقد ذكره ابن حبان في ثقاته، لكن هذا السياق مخالف لما رواه الثقات في هذه القصة مخالفة كثيرة؛ فهو شاذ أو منكر".[6] المطلب الرابع: جواب ابن حجر عن تنوع عباراته. قال في تعقبه رَدَّ البوصيري عليه: "أما تعرف أن الجرح مقدم على التعديل لا سيما إن بُيّن السبب، وأي سبب أبين من المخالفة، أما تعرف أن الحيثية مرعية، وأن المراد بإطلاق الضعف عليه -هنا- ما أتى به من الشذوذ، فإنا لله وإنا إليه راجعون"[7]. الخاتمة: وبعد؛ فهذه أبرز نتائج المبحث: ♦ تقدم وقوع الإشكال في تنوع عبارات ابن حجر في الراوي عند بعض تلاميذه في حياته. ♦ عباراته في تراجم الراوي، وكذا مجموع أقوال النقاد في "تهذيب التهذيب" تفيد أن الراوي في مراتب القبول ودون رتبة الثقة. ♦ تحسينه حديث الراوي؛ وقد قال فيه "مقبول" مالم يخالف الأَولى منه في القبول. ♦ بيّن الحافظ مراده، وأفصح عن ضابطه "وأن الحيثية مرعية". ♦ تلطفُ الحافظ في تعقبه تلميذَه البوصيري -مع تأثره الظاهر-؛ إذ استهله بقوله: "يا أخي". والحمد لله على مَنّه وبلوغ التمام. [1] إتحاف الخيرة المهرة: ح4262/3؛ نقله المحقق من حاشية الأصل. [2] تهذيب التهذيب: 8/143. [3] تقريب التهذيب: ص431. [4] لسان الميزان (تحقيق أبي غدة: 9/387). [5] المطالب العلية: ح4231. [6] مختصر زوائد مسند البزار: ح1337. [7] الإتحاف: ح4262/3؛ نقله المحقق من حاشية الأصل.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |