" الإنحسار الثقافي لدى الطالب الجامعي في الوطن العربي ! " - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92681 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190855 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56888 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26179 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 726 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 59 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2007, 07:03 PM
الصورة الرمزية زهرة الياسمينا
زهرة الياسمينا زهرة الياسمينا غير متصل
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: alex
الجنس :
المشاركات: 4,147
الدولة : Egypt
59 59 " الإنحسار الثقافي لدى الطالب الجامعي في الوطن العربي ! "



/
إِنَّ تَدنِّي المُستوَى الثَّقافي _ الملحوظ_ لدى الطلبةِ الجَامعِيْين يَبْعثُ عَلى الرَّهبةِ، وَالخَجل..!
والمزري أنَّ المستوى الثقافِي بلغَ أدنـاه فِي هذهِ الفترةِ بين الْأَغْلبيَّة _ إلا مَـا رحم ربي _ .
قبـل مَـا يُقاربُ الأسبوعين حضرتُ ندوةً بـ عنوانِ " الإنحسارِ الثقافي لدى الطلبةِ الجامعيين فِي الوطنِ العربي " ، كـ أحدِ أهمِ الندوات التي نُظمت إحتفاءًا بـ مسقط عاصمةً للثقافةِ العربيَّة.
مـا لفت نـظري أن موضوع الندوةِ تناغم مع عددِ الحضـور، فعكس صورةً سوداويَّة ضحلة..!
رغم أهميَّة الموضوع وملامسته للواقعِ الذي نعيش؛ إلا أن عدد الحضـور أنحسـر إلى مَـا دُوْن 20 طالب وطالبة، مع الكادرِ الإداري للكلية وبعض الضيوف, ليصبح حاصل الحضور 40 شخصًا على أكبرِ تقديْرٍ !!
وقتهـا تبادر إلى ذهنـي سؤال؛ تمنيتُ أن يمر الوقت حتى أوجه سؤالًا قبل أن تبدأ محاضرتي .. لكن مضمون الندوة سرق الوقت فـ اضطررتُ للخروج " للأسفِ الشديد " ..!
لِذا سيكون سؤالِي منقوشـًا هُنـا .. لنرى نقاشًا جادًا يُثمرُ " أُكلا طيبًا " ..
السـؤال:
مَنْ السبب الرئيسي في هذا الإنحسارِ الثقافي ..
أهو الطالبُ نفسـه
إذا كان كذلكـ .. إذًا أين دور الدول العربيَّة لتساهم فعلَاً في الرُّقي بالمستوى الثقافِي للطالبِ الجامعي ..
أين المكتبات التي نقرأ عنـها زمن الازدهار الثقافي الإسلامي ..
وإن كانت الدول لا تملك الماديات لبناءِ مكتباتٍ عامة .. أين هي تلك المكتبات التجارية التي توفرُ كُتبًا تُشبعُ رغبات الطالب ..!
أوليس الكبت الذي يعانيِه الطالب الجامعي في الوطنِ العربي سببًا رئيسًا لهذا الانحسار ..!
أغلبُ المواد الثقافيَّـة التي يتشوقُ لهـا الطالب .. ممنوعة ..
مثلَاً :
الطالب الجامعي يود أن يُشبع عقله بـ أجوبةِ تساؤلاته مثلًا فنقل " السياسية " ..
يبحثُ عن كتبٍ فلا يجدهـا ..
يبحثُ على الشبكة الدولية " الأنترنت " فيجدُ المواقع تلك محظورة ..!!!!
معك بأن الثقافة ليست سياسة فقط .. لكن ألا تعتبره كبتًا على مطالبِ الطالبِ الجامعي ..!
لن أطيل أكثـر ، لأُبقي مساحة حرة للنقاش ..
أرجو أن أجد حوارًا بناءًا يخدمُ هذا الموضوع
.
.
ودامتِ الأقلامُ بـ الثقافةِ ناطقة..!
__________________








رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-10-2007, 09:45 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع ممتاز وجميل وقيم
جزاك الله خير وبارك الله فيك لهذا التفاعل وهذه المواضيع الرائعه التى تطرحينها وان شاءالله دووم تكونى متالقه فى سماء الشفاء
وارجو قبول تعليقى
.................................
الشباب والثقافة والإنتماء الفكري مما يميز إنسانية الإنسان أنه كائن عاقل مفكر يُنمّي فكره ومعارفه عن طريق التفكير والتجارب والتعلم من الآخرين، وإن من الغرائز الأساسية التي يشترك فيها الإنسان والحيوان هي غيرة التجمع، أو غريزة القطيع.
فالحيوان والطير والأسماك تتجمع في شكل جماعات ومجموعات في المراعي والسير والاستراحة والهجرة والبحث عن الطعام والشراب وقد عبر المثل العربي عن ذلك بقوله: (الطيور على أشكالها تقع) فنجد قطيع الغزلان، وتجمعات العصافير والحمام والغربان والأسماك المتماثلة، كما يتجمع الناس في المجالس والنوادي ومواقع الاجتماعات المتعددة.
ومن الواضح أن الطفل ينشأ في بيئة محددة الثقافة، والحضارة، والإنتماء الفكري والثقافي، فتساهم تلك البيئة النفسية والثقافية في تكوين شخصيته، ونمط حياته، فمنها يكتسب، وبها يتأثر.
والقرآن الكريم يرفض طريقة التبعية غير الواعية، ويهاجمها بشدة ويطالب بالوعي والتأمل، وتوظف العقل في محاكمات القضايا وتمحيصها، واختيار الطريق الأسلم، وتحديد الانتماء الفكري والسياسي على وعي وبصيرة. قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصير أنا ومَن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف/ 108.
ولقد استنكر القرآن طريقة الإنتماء البيئي غير الواعي أو تقليد الآباء والأجداد من غير فهم ولا تمحيص ولا تمييز بين الخطأ والصواب في العديد من آياته، منها قوله تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أوَلو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون) المائدة/ 104.
ويحدثنا القرآن الكريم عن معاناة الأنبياء والرسل من تبعية الإنتماء البيئي والتحجر الفكري، والوقوف على الموروث الثقافي المتردي لدى شعوبهم وأممهم، لذلك وجدناهُ يشخص تلك الظاهرة المعيقة في طريقة التفكير والإنتماء الفكري والسياسي، ويحذر منها، كما في قوله تعالى:
(وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا
آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون) الزخرف/ 23.
وحذر الرسول (ص) من تبعية الإمّعة الذي لا يحدد موقفه وانتماءه عن فهم ووعي وقناعة علمية سليمة، بل يعيش مقلداً تابعاً للآخرين، أو لظروف البيئة التي ولد فيها. فلا يكلف نفسه بمناقشة أو تمحيص ما وجد نفسه جزءاً منه، من فكر وعقيدة وسلوك وأعراف، ليتمسك بالصواب، ويرفض ما أخطأ السابقون بحمله، لتتم الغربلة والتنقيح عبر مسيرة الأجيال، وليتم التخلص من تراكمات الرواسب والأخطاء والممارسات غير السوية.
إنا نجد تحذير الرسول (ص) دقيقاً من خلال قوله (ص): ((لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)).
إن من القضايا المتأصلة في أعماق الإنسان هي طبيعته الاجتماعية ـ كما أوضحنا ـ وانتماؤه الشعوري واللاشعوري إلى الجماعة، كالإنتماء إلى عنوان الأسرة والعشيرة، وإلى المدينة والإقليم والقومية والوطنية، وإلى الأمة والجماعة على أساس الدين والمذهب، وإلى الجمعية والمنظمة والحزب والطبقة المهنية والاجتماعية والنادي، بل والفريق الرياضي وغيرها من أُطر الانتماء أو التجمع والانحياز، وربما التعصب إليها.
وحالات الانتماء الجماعي، والتكتل ضمن إطار تجمع معين، كلها تنطلق من غريزة حب الاجتماع، أو ما يسميها علماء النفس بغريزة (القطيع) وشعور الفرد بجزئيته من تلك الجماعة والحاجة إليها، فيرى في الجماعة تعبيراً عن (الأنا) الجماعية عن الآخرين.
وتقوم اللغة بدور المعبر عن الحالة تلك. كما يشعر بالقوة والتخلص من الشعور بالضعف والوحدة من خلال الانتماء إلى الجماعة.
ومن الطبيعي أن الجيل الجديد يشهد تحولات اجتماعية، وأوضاعاً فكرية وسياسية جديدة، فالحياة حركة وتحول متواصل، ويختلف حجم وعمق تلك التحولات حسب ظروف المجتمع وأوضاعه، فجيل الشباب الذي عاصر الدعوة الإسلامية ومرحلة النبوة، مثلاً، كان قد واجه تحولاً فكرياً وحضارياً عظيماً في السعة والعمق والشمول.
فكان هو جيل الرسالة، وكان أنصار الإسلام هم من جيل الشباب
والناشئين، في حين وقف الجيل القديم متعجرفاً عصياً على التفاعلات والتحولات الفكرية والاجتماعية الجديدة التي حملتها الرسالة الإسلامية.
وهكذا تشهد الإحصاءات أن جيل الشباب في عصرنا الحاضر هم حملة الإسلام، لا سيما في الجامعات والمعاهد والمدارس، ذكوراً وإناثاً.
فالشباب في البلدان الإسلامية مثلاً يمثلون طليعة التغيير والطموح، ويشغل اهتمامهم أوضاع المستقبل، ويتركز لديهم النزوع للتغيير، والثورة على الواقع غير المرضي، فهم في هذه المرحلة أكثر شعوراً بالتحديات، وإحساساً بالقوة التي تدفعهم لرد التحدي الدكتاتوري والظلم الاجتماعي.
للجمعيات والمنظمات والنوادي أثر بالغ في تربية الشباب، وتوجيه التفكير وتكوين نمط الشخصية في هذه المرحلة، لا سيما تلك التي تملك برامج ونظريات وثقافة مخصوصة تتبناها لتثقيف عناصرها.
وجيل الشباب المسلم، كما هو مهيأ لتقبل الفكر الإسلامي، والانتماء إليه بقوة وحيوية وإخلاص متناه، فإنه عرضة للانتماء إلى التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة، وقد استحوذ الفكر الماركسي والغربي الرأسمالي على مساحة واسعة من جيل الشباب.
وتشهد المرحلة الحاضرة تحولات هائلة في عالمنا الإسلامي، تحولات الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي في وقت يشهد فيه العالم تحولاً تقنياً وعلمياً هائلاً.
فالحضارة الماركسية انهار ودرست معالمها بعد أن استطاع في مرحلة بريقها بعد الحرب العالمية الثانية أن تجتذب تياراً واسعاً من جيل الشباب استهلك في الصراع، كما استهلك الذي تلاه حتى توارت الماركسية في متاحف التأريخ.
وكانت الحضارة الغربية قد غزت العالم الإسلامي بشكل تيار كاسح بعد الحرب العالمية الأولى، فوجدت فراغاً فكرياً هائلاً لدى جيل الشباب، فانبهر بها ذلك الجيل للفراغ، ولما صاحبها من تقدم علمي وتقني، وإعداد عسكري هائل، ولما يعيش فيه المسلمون من قلق ثقافي واقتصادي وعلمي على كل المستويات.
وكانت المشكلة الكبرى في هذا الإنتماء غير الواعي أنه كان منطلقاً من
فهم خاطئ، منطلقاً من أن الإسلام هو سبب تأخر المسلمين، وأن التقدم العلمي والتقني والتطور يتطلب استبدال الإسلام كمنهج ونظام حياة بالحضارة الغربية.
وهكذا نجحت موجة الغزو الفكري لجيل الشباب المسلم، وكسبت مساحات واسعة من أبناء المسلمين، فانضموا إلى تلك التيارات، وآمنوا بها، ظناً منهم أنها الطريق إلى حل مشاكل التخلف العلمي والاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق الحرية، والقضاء على الأنظمة الإرهابية التي كانت تحكم العالم الإسلامي، بتوظيف من قادة الحضارة الأوربية التي أوهم دعاتها المسلمين بأنها طريق الخلاص.
وكانت المدارس والجامعات والأحزاب السياسية العلمانية والأجهزة الإعلامية من سينما وتلفزيون وصحافة وكتب القصص والمسرحيات والشعر والأدب، وغيرها من وسائل النشر، هي الوسائل والأدوات لاحتواء جيل الشباب، واجتذابه إلى الحضارة الغربية المادية التي استخدمت الجنس والإثارة الجنسية، والتستر بالدعوة إلى الحرية، وحقوق المرأة تارة، والتقدم العلمي والتطور الثقافي تارة أخرى، مستغلين الظروف السيئة التي يعاني منها المسلمون، وفي طليعتهم جيل الشباب.
لم يع جيل الشباب ما انطوى عليه الموقف من خطط سرية، وأهداف عدوانية للقضاء على الإسلام، والإبقاء على تخلفا لمسلمين وغزوهم فكرياً وحضارياً، غير أن عوامل الوعي، ونشاط العاملين للإسلام، وانكشاف زيف الحضارة الغربية لأجيال المسلمين، أوجد حالة واسعة وعميقة من مراجعة الذات، والتأمل في الاندفاع نحو الفكر الغربي.
فقد اكتشفت جيل الشباب أن سبب مأساة الإنسانية، هو الحضارة المادية، والنظام الرأسمالي الإمبريالي، وأن الإنسان ضحية هذه الحضارة. فهي التي تمارس الإرهاب وقتل الشعوب ونهب خيراتها، واسناد الدكتاتورية.
إن كل ذلك أوجد تياراً واسعاً وعميقاً في جيل الشباب، عمق وصحح مفهوم الإنتماء إلى الإسلام، وخلق روح التحدي والمواجهة والثورة على الفكر الغربي.

وتمثل الوعي في تشخيص أسباب التخلف والإنتماء الفكري والسياسي الكامل للإسلام.
وتشكل الثقافة ركناً أساسياً من أركان شخصية الإنسان، وهي إحدى معالم هويته الشخصية، والعناصر المميزة له عن غيره. فنوع الثقافة وحجمها يطبع الشخصية بطابع معين. والثقافة هي غير العلوم المادية التجريبية والمهارات التي يكتسبها الفرد، وإن كانت تنمي ثقافته، وبشكل تقريبي، نستطيع القول أن العلوم الإنسانية والأفكار والنظريات والآراء التي تتعلق ببناء شخصيته، من حيث نظرة الإنسان إلى الوجود والحياة وخطر تفكيره وسلوكه، هي التي نطلق عليها الثقافة، كالثقافة السياسية والأدبية والتأريخية والعيدية والفلسفية والاجتماعية وأمثالها. ويتأثر بناء المجتمع والدولة والحضارة بلون الثقافة والفكر السائد في المجتمع. فرؤية الفرد وفهمه للحرية ولحقوق الإنسان، وللإيمان بالله، ولمسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه ولفهمه للحياة السياسية وأمثالها، هي إحدى المفردات الفكرية والثقافية التي ينبغي أن تكوّن حولها أفكار وآراء ثقافية وحضارية.
والمصادر الأساسية للثقافة الإنسانية هي الرسالة الإلهية، والفلاسفة والكتاب والمفكرون والأدباء والفنانون والمؤسسات الثقافية والإعلامية.
وفي المجتمع الواحد تتصارع عدة أفكار ونظريات وثقافات، يصل التناقض بينها أحياناً إلى حد الإلغاء. وكثيراً ما تجري التحولات الفكرية والثقافية في المجتمع بشكل حادّ ومتسارع، في حياة جيل أو جيلين، وفي كل الأحوال يكون جيل الشباب، هو الجيل الذي يعيش في دائرة الصراع، ويواجه الأزمات الفكرية، ويشهد التحولات الثقافية والحضارية.
ولابد للشاب من أن تكون لديه شخصية ثقافية وهوية حضارية واضحة المعالم. وهوية الشاب المسلم الثقافية هي الهوية الإسلامية، ولا يعني ذلك أن كل حصيلته الثقافية هي مجموعة من المعلومات الدينية التي تتعلق بالعقيدة أو السيرة أو الأحكام الفقهية، وإن كان الاهتمام بتلك المعارف مسألة أساسية في ثقافة الشاب المسلم. إنما نعني بالثقافة الإسلامية، هي وعي الحياة والمعرفة والسلوك والكون والطبيعة من خلال المنهج الإسلامي.

فالمثقف المسلم يتعامل مع مفهوم الحرية ومع السياسة والدولة، والجنس، والعلاقة مع الله والرسالة والمال والثروة والذات والفكر .. الخ من خلال الفهم والمنهج الإسلامي. وذلك يقتضي تكوين قاعدة فكرية، ورؤية إسلامية ينطلق منها، ويؤسس عليها.
فالشاب المسلم إذن بحاجة إلى فهم العقيدة الإسلامية وأصول الأحكام الشرعية، والسيرة النبوية، والتفقه في الدين، ومعرفة القرآن والسنة المطهرة، وأن يبدأ بتكوين ثقافته من خلال الكتّاب والمفكرين الإسلاميين، الذين يتمتعون بالأصالة والعمق في الفكر، والمنهج العصري في البحث والأسلوب، ليمتلك الأسس والقواعد الإسلامية في فهم القضايا، ويكون قادراً على التمييز بين ما هو إسلامي، وما هو غير إسلامي.
وكم كان الشاب ضحية الأزمات والصراعات الفكرية التي يعج بها المجتمع البشري، لا سيما في عصرنا الحاضر، عصر نقل المعلومات بواسطة الانترنيت، والتلفزيون العالمي، والإذاعة، والصحافة، والسينما، والكتاب، فلم يعد هناك حاجز يحجز بين الثقافات، لذا فإن التفاعل بين الثقافات مسألة يفرضها الأمر الواقع، وينبغي أن نميز بين الاستفادة من ثقافات الأمم، وفق المنهج الإسلامي الملتزم، وبين الذوبان وفقدان الهوية الثقافية، فيلجأ الفرد المسلم إلى التقليد الأعمى، والانبهار بما يطرح عليه من الثقافات الأجنبية، لا سيما الثقافة الغربية.
وثمة مسألة حيوية، وهي مسؤولية الكُتّاب والمفكرين الإسلاميين في عرض الثقافة الإسلامية عرضاً حياً متطوراً ضمن منهج الالتزام الفكري. فإن التحجر، وفرض صيغ متخلفة على الفكر الإسلامي تسيء إلى الإسلام، وتبعد جيل الشباب عن الفكر الإسلامي.
إن ما ينبغي العمل عليه، هو تناول مشكلات الإنسان الفكرية المعاصرة، كمشكلة الحرية والسلطة وحقوق الإنسان والجنس والسلوك والإيمان وعلاقة العلم بالحياة، وغيرها من المفردات وبحثها بحثاً علمياً، كما أراد المنهج القرآني ذلك، وبروح العصر ولغته.
كما ينبغي تقديم رؤية نقدية للأفكار والنظريات المعادية للإسلام، وحل الإشكالات التي يثيرها خصوم الفكر الإسلامي بروح علمية، ليتسلح
الشباب المسلم بالوعي الثقافي، فيمتلكوا الأسس والقواعد الثقافية الإسلامية، ويكونوا على درجة كافية من فهم نقاط الضعف في الفكر الآخر، كما يكونون قادرين على رد الإشكالات والطعون الموجهة للفكر الإسلامي.
وفي كل الأحوال فإن تكوين الثقافة الذاتية، هي من مسؤولية الشاب المسلم، وعليه أن يخصص وقتاً من يومه، لتحصيل الثقافة والفكر الإسلاميين، ويتابع البرامج الثقافية الإسلامية التي تنشر في الصحف والمجلات والكتب والإذاعات وتتحمل المؤسسات الإسلامية المسؤولية الكبرى في تثقيف الشباب، فهي المعنية بإعداد الدورات والمحاضرات والمؤتمرات الثقافية الإسلامية وإصدار النشرات والدوريات وسلاسل الكتب المتخصصة بالفكر الإسلامي، ومتابعة التطورات الفكرية والأزمات الثقافية.

.. لكِ كل احتـــــــــرامى وتقديرى ..
__________________
[CENTER]
كبرنا
وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ
يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا !

واستراح الشوق منى
وانزوى قلبى وحيداً
خلف جدران التمني
واستكان الحب فى الاعماق
نبضاً غاب عني


ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال

كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-10-2007, 12:13 AM
الصورة الرمزية راجية الشهادة
راجية الشهادة راجية الشهادة غير متصل
مراقبة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 3,018
افتراضي

السلام عليكم:جزاك الله خيرا اختى الكريمة زهرة الياسمينا على هذا الموضوع الهام والقيم واسمحى لى ان اقول لك ان السبب الرئيسى ليس عدم توافر الكتب ولكن السبب يرجع الى احجام الشباب عن القراءة
فنجد معظم شباب الجيل يميل الى الثقافات السريعة(التيك اوى)من انترنت او مسلسلات وافلام ويبعد كل البعد عن الكتاب
واعتقد ان السبب الرئيسى فى هذا هو تنشئة الشباب من الصغر فنحن فى صغرنا كنا نستمع الى حكايات الجدة وكانت الام تحضر الكتب وتقرا لاطفالها فنشوؤا على حب الكتاب والقراءة
اما الام الحالية فضغوط الحياة وتسارع الزمن جعلها تترك الابناء اما فى الحضانات التى تتركهم يلعبوا بالمراجيح او المكعبات واما تتركهم مع الخادمات اللاتى يكتفين بوضع الطفل امام التلفاز
فنشا جيل لاتربطه اى صلة بالكتب وانما يشاهدها على ارفف المكتبات تعلوها الاتربة ومجرد تراث يزين به المكتبات فى البيوت ولان للاسف ايضا المدرسة اصبحت مكان للحصول على الشهادات وليس لتعليم العلوم واعطاء المعلومات فنجد الطفل والشاب يذاكر حتى ينجح فى الامتحان واول ما تظهر نتيجة الامتحانات يرمى بالكتب وينسى المعلومات التى حشرت فى دماغه فالتعليم اصبح تلقين وليس تعليم او توسيع مدارك فلا نجد الحوارات ومناقشة الدروس فى الفصول وهذا ايضا يرجع الى تكدس الفصول باعداد الطلبة فيكون المدرس فى عجلة من امره لينهى الشرح ويترك الفصل للمدرس التالى
ومن المؤكد هناك اسباب كثيرة لا استطيع حصرها الان فاكتفى بالاسباب المذكورة
ودمتى بكل خير وحفظك الله
__________________
والله لو يمحو الزمان فضائلا


"
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-10-2007, 03:45 PM
الصورة الرمزية أبــو أحمد
أبــو أحمد أبــو أحمد متصل الآن
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 25,476
الدولة : Yemen
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الكريمة
زهرة الياسمينا

مشكوورة اختي على هذا الموضوع القيم والمفيد
الثقافة قلت ووجدت في نفس الوقت كيف ؟؟
نجد اناس لا يحب الثقافة ولا يطلع عليهااا ولا يرد ان يكون مثقف او هو يريد بس يتكاسل عن التثقف
وتجد اناس مثقفين كثيرا وعندهم المواهب الكبيرة والجيدة بل الممتازة ولكن لا يجدون الاهتمام الكامل لهم لا من وزارة ولا من حكومة ولا من دولة لا من افراد
وهذا يوجد الكثير من الذين يتكاسلووون عن الثقافة والتثقف

وفي خضم هذا الموضوع الهام لي عودة ان شاء الله
وجزاك الله خير اختي على جهودك
والله يعطيك العافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
__________________
أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-10-2007, 04:07 PM
الصورة الرمزية الريحــانة
الريحــانة الريحــانة غير متصل
طالبة طب ومشرفة كرسي التعارف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
مكان الإقامة: ّّّ~إلــــى حيث أنتمــي~ّّ
الجنس :
المشاركات: 1,945
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم..


الأخت الفاضلة (زهرة الياسمينا)..
لفت إنتباهي عنوان موضوعك ..أجدت التعبير حين أسميته
(إنحسار ثقافي)، للأسف وكما ذكرتي نجد بالمحاضرات الثقافية
10 أو 20 من الشباب بينما إن قارنا الوضع بسينما سنجد المئات يحضرون وهذا بالطبع يعود للتوجيه الخاطئ للشباب
لميولهم ورغباتهم فيشبعونها بأمور تافهه تكون بالنسبة إليهم
جدا مهمة كالأغاني اليومية ومتابعة أجدد الألبومات للمغني الفلاني ، والأفلام والمسلسلات والمباريات والتقليد..


أيضــا نجد أن الجانب الثقافي في الدول العربية بشكل عام
شبه منقرض وبالأخص في جانب الدراسة فكما ذكرت أختي (راجية الشهاده) بأن التأسيس للطفل من البداية من المنزل فلم تعد الجدات ولا الأمهات الآن تحكي ما يسمى قصة(قبل النوم)
ومن ثم إن إنتقلنا لفترة المدرسة فليس هناك ما يسمى بالتفكير والإبداع في مجال الدراسة المهم أن تحفظ سطور الكتاب
وتكتب ماحفظت في ورقة الإمتحان دون التفكير ماذا نكنتب..؟؟
أو لماذا نكتب ..!!

الجامعات الآن تخرج آلاف الطلبة والطالبات شبه جاهلين
كأن ال16 سنة التي قضيناها في مراحل التعليم ما هي إلا مرحلة عابرة أو ذكرى ومرت..ولن نلقي اللوم على جهة معينة
فللأسرة دور ومن ثم دور الدول والإعلام..
الموضوع جدا متفرع وفعلا مميز...جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك وزادك من فضله.


في آمان الله
*ودمتم شموعا تنيرملتقانا*
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-10-2007, 04:51 PM
الصورة الرمزية زهرة الياسمينا
زهرة الياسمينا زهرة الياسمينا غير متصل
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: alex
الجنس :
المشاركات: 4,147
الدولة : Egypt
افتراضي

عن جد ارائكم مفيده ورائعة واكيد استفدت منكم كتير بارك الله فيكم جميعا وشكرا لمروركم العطر......
__________________








رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 99.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 95.67 كيلو بايت... تم توفير 4.21 كيلو بايت...بمعدل (4.22%)]