|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا
وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا أبو الهيثم محمد درويش {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } [ الأحزاب 62 – 68] التصنيفات: التفسير - {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} : أبعد الله عز و جل عن رحمته و رضوانه كل من ابتعد و استكبر عن رسالته و شريعته فعاداها و عادى أهلها وأبغضهم و صد عن سبيل الله. كل من كفر و أنكر آيات الله ونقض عرى الإيمان لعنه الله في الدنيا و إن أعطاه مال قارون و لعنه في الآخرة وأعد له سعيراً , فلا تغتر بعطاء الله لكافر أو طاغية فقد أعطى قارون من الكنوز شيئاً عجيباً رغم كفره و طغيانه و عدائه لموسى عليه السلام. سيرون بأم أعينهم مصيرهم الأسود المحتوم يوم تقلب وجوههم في النار, ساعتها ستحل الحسرات محل الكبر و الخيلاء و لكن هيهات أن ينفع ندم ساعتئذ ولات حين مندم. عند معاينة العذاب الذي لا يطاق سيتمنى الجميع لو أطاعوا الرسل و استمعوا للكلمات و آمنوا بها و عملوا بما فيها و دعوا إليها غيرهم ولكن فات وقت العمل و حل وقت الحساب و آن أوان العقاب. ساعتها سيطلب كل من أطاع الكبراء في ضلالهم أن يضاعف الله العذاب لمن أضلوهم, و كان والله الأجدر بهم أن يفيقوا قبل وقت الندامة. {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } [ الأحزاب 62 – 68] قال السعدي في تفسيره: { {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ} } أي الذين صار الكفر دأبهم وطريقتهم الكفر باللّه وبرسله، وبما جاءوا به من عند اللّه، فأبعدهم في الدنيا والآخرة من رحمته، وكفى بذلك عقابًا، { {وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} } أي: نارًا موقدة، تسعر في أجسامهم، ويبلغ العذاب إلى أفئدتهم، ويخلدون في ذلك العذاب الشديد، فلا يخرجون منه، ولا يُفَتَّر عنهم ساعة. ولَا يَجِدُونَ وَلِيًّا فيعطيهم ما طلبوه { {وَلَا نَصِيرًا } } يدفع عنهم العذاب، بل قد تخلى عنهم الولي النصير، وأحاط بهم عذاب السعير، وبلغ منهم مبلغًا عظيمًا، ولهذا قال: { { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} } فيذوقون حرها، ويشتد عليهم أمرها، ويتحسرون على ما أسلفوا. { {يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ } } فسلمنا من هذا العذاب، واستحققنا، كالمطيعين، جزيل الثواب. ولكن أمنية فات وقتها، فلم تفدهم إلا حسرة وندمًا، وهمًا، وغمًا، وألمًا. { {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} } وقلدناهم على ضلالهم، { {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ } } كقوله تعالى { {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بعد إذ جاءني} } الآية. ولما علموا أنهم هم وكبراءهم مستحقون للعقاب، أرادوا أن يشتفوا ممن أضلوهم، فقالوا: { {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } } فيقول اللّه لكل ضعف، فكلكم اشتركتم في الكفر والمعاصي، فتشتركون في العقاب، وإن تفاوت عذاب بعضكم على بعض بحسب تفاوت الجرم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |