رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 8 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 22-04-2021, 06:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان الصبر والمصابرة


وصال تقة






﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].


الصبر والمصابرة والمرابطة، وتقوى الله، متلازمة لا تنفع واحدة دون الأخرى..



حبس النفس عن المعصية، وإدامة مخالفتها في ذلك؛ فهي تدعو وهو ينزع، والعزم والعقد على ذلك..



والمصابرة مفاعلة: فلأكن صابرًا في وجه الصابر مثلي، وكلما كان صبرُ من أمامي شديدًا، خشيت التزعزع والتزلزل، واحتجتُ إلى مقاومة أشد..



ونتيجة الصبر لأطول الصابرين صبرًا..


ومن التقوى ترك الهمز واللَّمز والفُحش.. والبراءة من حولنا إلى حَوْل الله وقوته، ومن عدتي وعددي وخبرتي، إلى كلأِ وكنَفِ ربنا المنان.. المعزِّ المذل، الرافع الخافض، الولي النصير..


من التزموا حقًّا بذلك، فأولئك هم المفلحون.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #72  
قديم 22-04-2021, 06:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان في البرازيل



الشيخ خالد رزق تقي الدين






يبلغ عددُ المسلمين في البرازيل مليون ونصف نسمة، وهُم خليط من أعراق مختلفة "أفارقة وعرب وبرازيليون" ويمثِّلون نسبة تقل عن 1% من مجموع عدد سكان دولة البرازيل البالغ 180 مليون نسمة، ويتوزعون في كلِّ الولايات البرازيلية، ويوجد حوالى 100 مسجد ومصلى موزعة على كل مناطق البرازيل، إضافةً لحوالي 47 شيخا وداعية حسب إحصاء المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل.

رمضانُ في البرازيل يحمل الكثيرَ من الشوق والحنين لبلاد الإسلام، فكلُّ من هاجر إلى هذا البلد حمل بين جنباته ذكريات وصور رمضان في بلاده الأصلية، لذلك نجد أن رمضان يتلوَّن بكافة الثقافات والتي توضح التمازج بين شعوب مختلفة استقرت في البرازيل وحافظت على ثقافتها خلال سنين مرت عليها في هذه البلاد البعيدة عن بلاد المسلمين .

توضح الروايات التاريخية أن أول صلاة جماعية للتراويح أقامها الشيخ عبد الرحمن البغدادي في البرازيل كانت عام 1867 م في مدينة سلفادور بولاية باهيا حينما زارها؛ وأخبر في مخطوطته "مسلية الغريب بكل أمر عجيب" أنه أقامها عشر رعكات تخفيفا على المسلمين في ذلك الوقت.

وبعد وصول الهجرات المتتالية من العالم الإسلامي، بدأ المسلمون يشيدون المساجد ويستقبلون الأئمة والمشايخ احتفاءا بهذا الشهر الكريم، حيث يعتبر رمضان موسم خاص لكثير من المسلمين وفرصة للتزود من الإيمانيات والعودة إلى الله وشحن النفوس بالكثير من الهمم التي تؤدي إلى متابعة السير إلى الله خلال عام بأكمله، ورمضان في البرازيل له عبق خاص ورائحة مميزة تتمثل في المظاهر الإسلامية المختلفة والتي نستطيع أن نرصد الكثير منها.

أولا - الإفطارات الجماعية:
تحرص الكثير من المؤسسات والمساجد على إقامة موائد الإفطار يوميا خلال شهر رمضان المبارك، ويكتفي بعضها بإقامتها مرة واحدة نهاية كل أسبوع وهذه الإفطارات تجمع كل أبناء الجالية غنيهم وفقيرهم وهي فرصة لكي يتبرع الميسورون من مالهم الخاص لإدخال الفرحة على نفوس المسلمين، والافطار لقاء اجتماعي يضم كافة طبقات الجالية المسلمة وفرصة للتعارف وأداء الصلوات داخل المسجد، وقد التفتت بعض المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لأهمية هذه الإفطارات فبادرت بالمشاركة فيها عن طريق إرسال الدعم المالي لهذه المؤسسات.

ثانيا - العناية بالقرآن الكريم:
يعد هذا الشهر فرصة لاجتماع الناس في المساجد لصلاة التراويح وتحرص بعض المساجد على ختم القرآن الكريم كاملا، وبعضها يختمه خلال العشر الأواخر من رمضان وقد من الله تعالى على المسلمين بأن وزارة الأوقاف المصرية تتعهد سنويا بإرسال عدد كبير من قراء القرآن الكريم لتغطية هذه المساجد وتزيينها بالأصوات الندية وإقامة صلاة التراويح وقيام الليل.

ثالثا - إحياء ليلة القدر:
تتنافس المساجد في البرازيل لوضع برنامج لهذه الليلة المباركة وتكتظ المساجد بأبناء المسلمين حيث تحرص الكثير من العائلات على قضاء الليلة بكاملها داخل المسجد ويصطحبون النساء والأطفال الشيوخ والشباب للمشاركة في هذا الأجر، حيث يكون قيام الليل وقراءة القرآن والدعاء والسحور الذي يضم جميع أبناء الجالية ويمتد هذا النشاط إلى صلاة الفجر ويكون فرصة للكثيرين للتوبة والعودة إلى الله.

رابعا - الأنشطة الاجتماعية:
انتبهت المؤسسات الإسلامية في البرازيل لأهمية التواصل الاجتماعي مع المجتمع البرازيلي، وأهمية تعريف شعب البرازيل على أخلاق الإسلام وصفاته النبيلة، فقررت منذ عامين عمل أنشطة اجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ويقوم على هذا النشاط الاتحاد الوطني الإسلامي والذي يضم أغلب المؤسسات الإسلامية في مدينة ساو باولو، ويقام النشاط في الأحياء الفقيرة ولمدة يوم كامل نهاية كل أسبوع خلال شهر رمضان، حيث تقدم الرعاية الصحية والتي تشمل الفحوصات المجانية للنظر والدم والضغط والأسنان وكذلك أنشطة ترفيهية للأطفال وتقدم مصلحة الأحوال المدنية خدمات لأبناء هذه المناطق كاستخراج شهادات الميلاد والهوية، ويلبي هذا النشاط الآلاف من أبناء المنطقة الواحدة، إضافة للأنشطة التعريفية بالإسلام من خلال توزيع الكتب والمطويات والرد على الاستفسارات المختلفة حول الدين الإسلامي، ويعتبر هذا المشروع من أفضل الطرق للدعوة إلى سماحة الإسلام، وقد قامت بعض المؤسسات الإسلامية بتطويره واستمراريته خلال العام بأكمله مثل الجمعية الإسلامية البرازيلية في غواروليوس التي تبنت مشروع "أصدقاء الإسلام" وهو فكرة للدكتور علي مظلوم أحد أبناء مدينة غواروليوس تقوم على دوام التواصل مع المجتمع البرازيلي من خلال برنامج تأهيلي داخل المركز الإسلامي للبرازيليين يتعلمون خلاله اللغات المختلفة إضافة لتعلم المشغولات اليدوية، والتي من خلالها يستطيعون اكتساب حرفة تساعدهم على العيش الشريف.

خامسا - المسابقات الثقافية:
تحرص الكثير من المؤسسات على إقامة المسابقات الثقافية والدينية بين أبناء الجالية وترصد لها جوائز قيمة مثل العمرة أو تذاكر سفر للبلاد الإسلامية وهي فرصة للتنافس وزيادة المعرفة بين أبناء الجالية المسلمة.

سادسا - تكريم العلماء:
تقوم بعض المؤسسات بتكريم المشايخ والعلماء خلال هذا الشهر الكريم وخصوصا القراء الذين يفدون من البلدان الإسلامية، ويقوم المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بالتعاون مع اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل والاتحاد الوطني الإسلامي وكذلك مسؤول بعثة وزارة الأوقاف المصرية في البرازيل بترتيب هذه الاحتفالات حيث تكون فرصة طيبة للتواصل وتبادل الخبرات بين الدعاة والمشايخ وكذلك زيادة التآلف والمحبة فيما بينهم.

سابعا - الأطعمة:
تتلون الموائد بالأطباق المختلفة والتي تجمع بين الشرقي والغربي وتعطى دليلا على تمازج الثقافات فتوجد الأكلات الشامية نظرا لأن أكبر عدد ممن هاجروا كانوا من هذه البلاد، والأكلات البرازيلية حاضرة أيضا على موائد الطعام وهي الأكلات المفضلة لمن ولد من أبناء المسلمين في هذه البلاد، ويعد طبق الفول المصري مكونا أساسيا في بعض الموائد، ويحرص الكثير من المسلمين أن يفطروا على التمر تحقيقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنتشر الحلوى الشامية بكافة أشكالها وألوانها، والحرص على هذه التقاليد والعادات من الأمور الأساسية التي تربط المسلم بذكرياته وحنينه لبلاد المسلمين.

المسلمون في البرازيل خلال هذا العام يتطلعون إلى المشرق العربي بالعز والافتخار لنجاح ثورة شعوبه على الظلم وحصول بعض البلدان على حريتها، وهم يدعون في صلوات التراويح أن يرحم الله شهداء المسلمين وأن يرفع الله الظلم الواقع على بعض البلدان، وكذلك لاينسون إخوانهم في فلسطين والصومال بأن ييسر الله أمورهم وأن يعيد المسجد الأقصى المبارك إلى أحضان أمة الإسلام.

والمسلمون هنا أيضا يسألون إخوانهم في العالم الإسلامي الدعاء المستمر لهم أن يثبتهم الله على دينه وسنة نبيه، فهنا بلاد تنتشر فيها الإباحية وثكثر الوسائل المادية التي تستهوي قلوب شبابنا فيقعون في المعاصي والمخالفات الشرعية لذلك فنحن بحاجة لكل دعاء وكل دعم لكي نبقى محافظين على هذا الدين رافعين لواءه حتى يتوفانا الله وهو عنا راض، تقبل الله من ومنكم الصيام والقيام وكل عام وأنتم بخير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #73  
قديم 22-04-2021, 06:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر [18]



أ. محمود توفيق حسين











عندما تكون صاحب سوقٍ غذائي كبير في الحي يؤمُّهُ الناس
وتستغل حلول الشهر الكريم في رفع أسعار المعروضات والتموينات
وتكسب مكاسب طائلةً من زحامهم على صناديق المحاسبة عندك؛
لا تفكر بأنه موسمُ رفع الأسعار
بل فكِّر في أنه موسم رفع الدرجات
لا تفكِّر بأنه يأتي برزقه على الناس، وها هم يهجمون على أرفُفك كأنهم يدَّخرون للحصار
بل فكِّر بأنه لم يأتِ لتستغلَّ فيه الناس،
وفي امرأةٍ واحدة فقيرة، ردَّها عن الشراء سعر الطماطم الذي لم تقدر عليه وعادت لبيتها محزونة؛
لا تفكِّر بأنك تحب أن تكون مع أصحاب الأصفار الستة والسبعة من أساطين البيع
وأن الإسلام لم يحدد نسبةً معينة للربح
بل فكِّر في معيةٍ خيرٍ من تلك المعية:
فكِّر في أن (التاجِر الصَّدُوق الأمِين معَ النَّبِيِّين والصدِّيقين والشُّهداء) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.


مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه قَنوعاً




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #74  
قديم 23-04-2021, 03:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان مشروع متطور طويل الأمد



وصال تقة





يُبذَر غرسه في رمضان، ولا تقطف الثمار إلا على أبواب الريَّان.

ومن بين ما يجب أن يركز عليه هذا المشروع:
الخروج بالعبادة من العادة والروتين و"هذا ما وجدنا عليه آباءنا" إلى ((إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثَّوبُ، فاسْألُوا اللهَ تعالى أن يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ))؛ صححه الألباني.

نفخ روح وأنفاس جديدة في العبادة.

تطوير العلاقة مع الله وإعادة صياغتها بالاهتمام بالجانب الرُّوحي والأعمال القلبية، وتطهير النفس من أمراض القلوب التي تجهض تطوُّر المشروع: (الحسد، الكِبْر، الرياء، الغرور، العُجب...)، وتأسيس علاقة جديدة مع كتاب الله فهمًا واستيعابًا وتدبُّرًا، والتعرف على أسماء الله وصفاته وأفعاله بمطالعة بعض الكتب المفسِّرة لأسماء الله الحسنى.

الحرص في ذلك على نفس واعية شفَّافة تقيِّم المرحلة، وتبحث عن الرُّوح أينها خلال كل مراحل المشروع.

محاسبة النفس بشكل مستمر.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #75  
قديم 23-04-2021, 03:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

درجات الصيام











الأمين الحاج محمد أحمد








قسَّم بعضُ السلفِ الصيام إلى أربع درجات، هي:


1- صيام عوام العوام، وهو الصوم عن الأكل والشرب والجماع، مع الانغماس فيما سوى ذلك من المحرمات من الأقوال والأفعال.





2- صيام خواص العوام، وهو كالأول مع اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال.





3- صيام الخواص، وهو الصوم عن غير ذكر الله وعبادته.





4- صيام خواص الخواص، وهو الصوم عن غير اللهِ، فلا فطر لهم إلاَّ بعد يوم القيامة.





ما على من أكل، أو شربَ، أو جامع ناسياً في نهار رمضان؟






ذهب أهل العلم في ذلك أربعة مذاهب، هي:


1- لا قضاء عليه ولا كفارة، وهذا مذهب الحسن البصري، ومجاهد، وأبي حنيفة، والشافعي، وداود، وأبي ثور، وإسحاق، وابن المنذر، وغيرهم.





استدلَّ هذا الفريق بالأحاديث الآتية:


"مَن أكل أو شرب ناسياً فلا يفطر، فإنما هو رزق رزقه الله"[1].





"إذا نسي فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه"[2].





"مَن أكل ناسياً وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه"[3].





"مَن أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة"[4].





2- على مَن جامع ناسياً في نهار رمضان القضاء، دون الأكل والشرب، وهذا مذهب عطاء، والأوزاعي، والليث.





3- عليه القضاء في الأكلِ والشربِ، وهذا مذهب مالك وشيخه ربيعة.





4- عليه القضاء والكفارة في الجماع ناسياً، وهذا مذهب مالك.





الذي يترجح لديَّ من الأقوال السابقة أنه لا قضاء على من أكل أو شرب ناسياً في نهار رمضان، وعليه أن يتمَّ صومَه؛ أما مَن جامع ناسياً فعليه القضاء؛ لأنَّ الجماع يمكن الاحترازُ منهُ؛ لأنَّه بين الرجل وزوجه، واللهُ أعلم.






[1] رواه الترمذي، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.




[2] البخاري.




[3] البخاري.




[4] رواه الدارقطني بإسنادٍ صحيح أو حسن.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #76  
قديم 23-04-2021, 03:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضانيات
سلطان بن معجب آل فلاح




أقبل وجه السعد..

يا مرحباً، وحيا هلا به..

أَهْلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصَّوْمِ مُذْ بَزَغَتْ *** شَمْسُ النَّهَارِ وَوَلَّتْ هَـالَةُ الْبَدْرِ

شَهْـرُ الصِّيَامِ هَلاَ فَالْكُلُّ مُنْتَظِـرٌ *** قُدُوْمَكَ الْفَذَّ فَاهْنَأْ يَا أَخَا الْبِشْـرِ

جاء الخير وفتح بابه، فأين طُلابه.

كم وكم انتظرناك يا رمضان ونحمد الرب أن أمد في الأعمار حتى نرحب بك..

وَأَهْلُكَ فِي انْتِظَـارِكَ مُذْ أَتَاهُمْ *** شَذَى عِطْـرٍ عَلَى كَفِّ الْبَشِيرِ

حُق لنا أن نفخر وأن نعتز بقدومك يا شهر البركة.

فقِيَامُـكَ لَيْسَ يُشْبِهُـهُ قِيَـامٌ *** وَلَيْسَ لأَجْـرِ صَوْمِكَ مِنْ نَظِيرِ

يا لخسارة ويا لشقاوة من لم يفرح بقدوم رمضان لأنه قد يدخل رمضان ويخرج ولم يُغفر له.

وقد قال قرة العيون صلى الله عليه وسلم: ((.. وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ..)).

وَكَمْ للهِ مِنْ نَفَحَـاتِ فَضْـلٍ *** عَلَى مَنْ تَـابَ مِنْ ذَنْبٍ خَطِـيرِ

إِلَهِي جُـدْ بِعَفْـوٍ وَارْضَ عَنَّا *** فَإِنَّـكَ غَافِـرُ الذَّنْبِ الْكَبِيـرِ

* إلى نفسي المقصرة، وإلى من أراد لذة الطاعة والعبادة أقول:

- كن من أصحاب النية الطيبة الصالحة في الصيام والقيام، والعبادة والتلاوة، فلو انقضى أجلُك كُتِبَ لك أجر نيتك.

- إن كنت ممن بلغ هذا الشهر العظيم فأكثر من حمد الله - تعالى - على نعمته، فكم من طالبٍ بلوغه لم يبلغه.

- احرص على كل لحظةٍ في هذا الشهر الكريم، فقد يكون آخر شهر في حياتك.

- عليك بكثرة المناجاة والخضوع، والانكسار بين يدي مولاك.

- جدد حياتك في رمضان، وأقبل على ربك في هذا الشهر العظيم.

رَبَّـاهُ جِئْتُ إِلَى عَلْيَـاكَ مُعْتَرِفًـا *** بِمَـا جَنَتْـهُ يَـدِيْ أَوْ زَلَّـةُ الْقَدَمِ

فَجُدْ بِعَفْـوٍ إِلَهِـيْ أَنْتَ ذُو كَـرَمٍ *** فَكَـمْ مَنَنْتَ عَلَى الْعَاصِيْنَ بِالنِّعَمِ

وَاخْتِمْ لِعَبْدِكَ بِالْحُسْنَـى فَلَيْسَ لَهُ *** سِـوَاكَ يُنْقِـذُهُ مِنْ مَـوْقِفِ النَّدَمِ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #77  
قديم 23-04-2021, 03:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر [19]



أ. محمود توفيق حسين








عندما يمرُّ عليك صاحبُ المعاملة الكبيرة
الذي مهدت لهُ الأمور وسوَّيتها على نارٍ هادئة
كي يقدم لك رشوةً لتنجز له مصلحته
ويجلس في مكتبك في النهار..
يكلِّمُك بصوتٍ متودد وهو مبتسم
ويطلب منك أن تأمر، و"الدنيا أخذ وعطاء
و"لا يُخدَم بخيل"، و"معرفة الرجال كنوز"..
ويرجو منك أن تعينه وتقف معه
فتقول له إنك تجلس رائقاً خالي البال، بعيداً عن مَللِ المكاتب
في المقهى الفلاني ليلاً، ويسعدك أن يأخذ قهوتهُ معك
وقد اخترتَ هذا الموعد حتى يمكنك أن تأخذ الرشوة في غير وقتِ صيامك؛
لا تفكِّر بأنك تحفظ صيامك
بل فكِّر في أن نيتك صريحةٌ في وقت الصيام على قبول الرشوة
لا تفكِّر بأن العبرة بالوقت الذي سيقع فيه زبونك في الشبكة، وهو بعد المغرب
بل فكِّر في أن الله مسخَ أصحاب السبت قرَدةً على ما كانوا يجمعونه يوم الأحد؛
وذلك بالحيلة التي احتالوها يوم السبت.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #78  
قديم 24-04-2021, 02:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

شرح حديث












وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم










الشيخ محمد بن إبراهيم السبر








الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:



متن الحديث:



عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة».








الشرح:



هذا الحديث في الصحيحين.



والنبي صلى الله عليه وسلم خرج بأصحابه في رمضان في أيام شديدة الحر، ومن شدة حر هذه الأيام، لم يصم من هؤلاء الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه، فالجميع أفطروا، والنبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة صاماً، مما يدل على جواز الصيام في السفر، وإن كان هناك مشقة لكنها لا تصل إلا حد التهلكة.







فيؤخذ من هذا الحديث الشريف: جواز فطر المسافر في رمضان.







وأيضاً: جواز الصيام في السفر لمن لا يشق عليه ذلك، ولا توجد معه مضرة، أما يسير المشقة فهو موجود مع الصيام، في السفر خاصة مع وجود الحر.







وأيضاً: الأخذ بالأسباب، والحذر من أسباب الضرر، وأنه لا ينافي كمال التوكل على الله تبارك وتعالى، ولذلك الإنسان يأخذ بالأسباب، وهي من تمام التوكل على الله تبارك وتعالى ولا تنافي التوكل.







ومن الفوائد: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من اجتهاد في العبادة والطاعة، رغم أنه صلى الله عليه وسلم غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فمن صام في السفر أجزأه، ولا يلزمه الإفطار إلا أن يشق عليه.







ومن الفوائد: منقبة وفضيلة عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه، وعبد الله بن رواحة من السابقين الأولين من الأنصار، وأحد النقباء ليلة العقبة، وهو ممن شهد بدراً وما بعدها رضي الله عنه، وكان شاعراً مجيداً مدافعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.







ومن الفوائد التي ذكرها أهل العلم: أنه لا يضر الصائم أن يعلم الناس بصومه، من غير إظهار منه لذلك، إلا عند الحاجة إلى ذلك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم».







نسأل الله للجميع العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #79  
قديم 24-04-2021, 07:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

احذر الفتور في رمضان

والزم التذكر واليقظة


وصال تقة


احذر الفتور:
فرحٌ بقدوم الشهر الكريم، همَّة ونشاط وكد ومجاهدة ووعود بأن نُريَ اللهَ منا ما يحب، ثم يمر اليوم واليومان، فإذا بتلك الرُّوح التي كانت بالأمس تتوقد همة وحيوية، أصبحت راكنة إلى الكسل والخمول والفتور والشعور بالضعف والثقل أثناء أداء الطاعات.

وصار الانشغال بالسفاسف عن فعل الخيرات، والفوضى والهروب من العمل الجدي المنظم، وتلك النفس التي كانت معك بالأمس القريب شفافة وفيَّة، قد أصبح ديدنها مخادعتك وإيهامك بأنك تعملُ ولكنك في الحقيقة بطَّال فارغ.. وإذا بالعزيمة تصبح تسويفًا وتأجيلاً وأمانيَّ خدَّاعة.

هي جبلَّة في النفس البشرية الخنوع، الراكنة إلى الراحة والبطالة، لكن ليكن الحذرُ مِن تفلت كل زمامها منك، ولتكن فترتك إلى سُنَّة جديدة، وعلى تسديد ومقاربة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل عمل شرَّة، ولكل شرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سُنَّتي فقد أفلح، ومن كانت على غير ذلك فقد هلك))؛ صححه أحمد شاكر.

قال ابن القيم رحمه الله: "تخلُّل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تُخرِجْه من فرض، ولم تدخله في محرَّم، رُجِي له أن يعود خيرًا مما كان".

فلتكن الفزعة إلى التنويع في العبادات، فذلك يمنع الفتور ويجدِّد النشاط، ولنتذكر باستمرار عِظَم الهدف، وقلة الزاد وطول الرحلة، فتعلو الهمة من جديد، وتنبعث الرُّوح النشيطة والنفس التواقة للمعالي من جديد، ويتأجَّج الشوق إلى الجنة وإلى لقاء الجَوَاد الكريم العفوِّ الرحيم سبحانه.

الزم التذكر واليقظة:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201].

نزغ الشيطان سنَّة ماضية لا يسلم منها وليٌّ ولا مقرب، والنجاة والسلامة من الانسياق معه إنما تكون بالتذكر - حين طوافه بنا محاولاً الاستقرار بقلوبنا وتحريض الجوارح - بأنه لا يألو جهدًا في الإطاحة بنا في شباكه، وبتذكُّر ما شرع الله لنا تحرزًا منه، وبالتيقظ لمكره وكيده، والفزع إلى الله، والهروب إليه، استعاذة به سبحانه من كيدِه وشَرَكه..

والتذكر يحتاج يقظة وبصيرة وعزمًا وقوة، وقبل ذلك صدقًا مع النفس، وقربًا منها، واطلاعًا مستمرًّا على خفاياها، وشفافية في التعامل مع تقلباتها..

عزموا في ثبات، وتذكروا أوامر الله ووصاياه والدواء لهذا الداء، فأنجاهم الله من خواطرهم الشيطانية فهاجَرَتهم، وظهر لهم الحق أبلج ناصعًا، فعملوا بما تذكروا، فكان جزاؤهم من جنس العمل، وولَّد الثباتُ على الحق ثباتًا آخر على الهدى والتقوى..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #80  
قديم 24-04-2021, 07:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

خواطر عن رمضان



مصطفى برهام








وقفتُ طويلاً بين يدَي آيات فرْض الصوم مِن سورة البَقرة، واستعدتُ في ذِهني كل ما سمعتُ وما قرأتُ عن الصوم، ووجدتُ في نفسي شوقًا ونهمًا إلى أنْ أسمع مزيدًا عن الصوم، ولا شكَّ في أنَّ هذا أحد الأدلة التي لا تُحصى على إعجاز القرآن، وعلى أنَّه سيظلُّ دائمًا وأبدًا غضًّا نديًّا إلى أن تقومَ الساعة، ولستُ أريد أن أعْرِض هنا لما جاءتْ به الآيات مِن بيان حِكمة الصَّوْم، وإيضاح ما يقود إليه مِن تقوى الله، والتدريب على الصَّبْر، والإحساس بالمراقبة، والحض على البِر، ولكنِّي أُريد أن أعرِض لبعض الخواطر التي تسْنَح لي بحلولِ رمضان، لنذكر مِن خلالها الفضلَ العظيم، والمنَّة الكُبرى، والرحمة الحانية التي تَفضَّل الله بها على عبادِه خلالَ هذا الشهر الكريم.









ذكرى نزول القرآن:


يقول الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185].





فأخبر الله - سبحانه وتعالى - أنَّ شهر رمضان هو تلك الفترة الزمنيَّة التي بدأ فيها نزولُ القرآن لهداية البشريَّة، وذكر أنَّ مَن يشهد هذا الشهر مِن المؤمنين يجِب عليه صومُه، وبهذا يرتبط هذا الشهرُ في حياة المسلمين بذِكرى نزول القرآن، وإنَّ لكل أمَّة ذِكرياتٍ تعتزُّ بها، وتحتفل بها كلَّ عام، والله - جلَّ ذِكرُه - يجعل على رأس ذِكريات الأمَّة الإسلاميَّة ذِكرى نزول القرآن؛ ولذلك فهو يشرع لها صوم الشهر الذي بدأ نزول القرآن في ليلةٍ مِن لياليه؛ ليكون الاحتفال بهذه الذِّكْرى العظيمة احتفالاً عمليًّا يليق بجلالِ الذِّكْرى، يتعبَّد اللهُ فيه المؤمنين بعبادةٍ مِن أجلِّ العبادات تسْمو بأرواحهم، وتطهِّر نفوسَهم، وتجعلهم أهلاً لأن يفقهوا دِين الله، وأن يحتفِلوا بالقرآن الحفاوةَ التي تليق بمقامِه، وأنَّ هذه الحفاوة ليستْ لليلةٍ واحدة، وإنَّما تمتدُّ على مدار شهر كامِل يصوم فيه المسلِم نهارَه، ويقوم ليلَه إيمانًا واحتسابًا لله ربِّ العالمين؛ امتثالاً لأمره، وعبوديةً خالصة له، وإعلانًا عن حمْده وشُكره بأنْ مَنَّ على العالمين بالهداية في هذا الشهر بإنزال القرآن في ليلةٍ مِن لياليه، واختيار محمَّد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليكون مبلغًا لوحيه، وخاتمًا لأنبيائه ورُسله.





وذِكرى نُزول الوحْي بالقُرآن يجب ألا تمرَّ في حياة المسلمين مرورًا عابرًا، يقفون عندَها بعض الوقت، ويتلون فيها قصَّةَ الوحي، وما كان مِن شأن نزول الآيات القرآنيَّة على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشأن لِقاء جبريل - عليه السلام - به، وإنَّما هي ذِكرى يجب أن تُعيد إلى قلوبِ المسلمين الصورةَ القويَّة الواضِحة للإيمان بالله الواحِد الأحد، تلك الصُّورة المشرِقة التي تمثَّلت في حياة المسلمين الأوَّلين، والتي تحوّل الإيمان القوي بها مِن حياةٍ فارغة عابِثة لاهية، لا تكاد تجعَل للعَرَب في جزيرتهم شأنًا يُذكَر، أو خطرًا يتهيَّبه أعداؤهم، إلى حياةٍ عالية منتجِة جادَّة، علاَ فيها ذِكرهم، وأصبح لهم كيانٌ دولي يُخشَى خطرُه، بعد أنْ سما بهم الإيمان فوحَّدهم بعدَ الفرقة والتمزُّق، وجمع شملَهم تحت راية التوحيد، فظهرتْ ملكاتهم التي غمرَها الشِّرك قرونًا من الزمان، وفي قليلٍ مِن الزمان - وبفضْل من الله - يعمُّ النور الحق الأرض بأيديهم وهم ينطلقون في رُبوعها ينشرون الحقَّ والعدل، ويدْعون إلى الله.





دعاء الصائم مُستجاب:


بعد أن تَمضي بنا آياتُ فرْض الصوم مِن سورة البقرة موضِّحة أنَّ الله فرَض الصوم على الأمَّة الإسلاميَّة كما فرَضه على الأمم السابقة، وأنَّ هذا الصوم في أيَّام قليلة معدودة، وأنَّه سبحانه يَتَفَضَّل بالترخيص للمسافِر والمريض والضعيف بالإفطار، ثم يَقضي في أيام أخرى، ثم يتحدَّد زمَن الصوم تحديدًا واضحًا، فتذكر الآيات أنَّ هذا الزمن هو شهْر رمضان مِن كل عام، ثم تتجلَّى رحمة الله بتَكْرار ذِكر الرخصة للمسافِر والمريض تأكيدًا لتلك الرُّخصة، وإعلانًا بأنَّ اللَّه سبحانه رحيمٌ بعباده، لا يُريد بهم العنَتَ والمشقَّة والتعذيب، وإنَّما يُريد الخير واليسر والرحمة، ثم ينقطع سياقُ الحديث عن الصوم رغمَ أنَّ له بقيةً؛ ليقول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ‏ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ‏ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].






وفي هذه الآية التفاتٌ عن مخاطبة المؤمنين بأحكام الصِّيام إلى خِطاب الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لنعلم الأمَّة ما يَنبغي أن تراعيَه في هذه العِبادة من الطاعة والإخلاص والتوجُّه إلى الله وحْده بالدُّعاء؛ لأنَّه سبحانه وحده الجديرُ بالإجابة، وتضَع الآية شروطًا ثلاثةً لإجابة الله دُعاءَ مَن يدعوه؛ أولها: أن يُعلن صاحب الحاجة عن حاجتِه بالتوجه إلى الله وحْدَه بالضراعة والدعاء، وهذا التوجُّه في حدِّ ذاته بالفزَع إلى الله وحْده، إنَّما هو براءةٌ معلَنة مِن قوَّة كلِّ قوي، ومن حوْل كلِّ ذي جاه أو سُلطان إلى حول الله وقوَّته، أو بعبارة أخرى: فإنَّ هذا التوجه لله وحده إنَّما هو قمَّة التوحيد أو قِمَّة العبادة كما يقول الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدُّعاءُ هو العِبادة))، وهذا الشرط هو ما يُعبِّر عنه القرآن بكلمتي: ﴿ إِذَا دَعانِ ﴾، ثم يأتي بعدَ ذلك الشرْط الثاني: ﴿ فَلْيَسْتَجِيبوا لي ﴾، وهو توجيهٌ إلى أنَّ الدعاء لا يُقبل حتى لو توجَّه به صاحبُه إلى الله ما لم يكُن مستجيبًا لله منفذًا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه، ملتزمًا بشرعه وسُنَّة نبيِّه، والاستجابة هنا سلوكٌ ظاهري يُترجِم عن التزام العبد بتنفيذ أوامر الله، وأداء ما افترَضه عليه مِن عبادات، وربَّما أدَّى الإنسان كلَّ ذلك، ولكنَّه لم يكُن مخلصًا في أدائه، بمعنى أنَّه كان يؤدِّيها ليقال بيْن الناس: إنَّه طائع وأنه تقِي؛ ولهذا يأتي الشرْط الثالث لينقي العملَ مِن كل رِياء وغِش ونفاق، في قوله تعالى: ﴿ وَلْيُؤمِنُوا بي ﴾؛ أي: وليثقوا كلَّ الثقة في وُعودي، ولتكُن عبادتهم خالصةً لي حتى يكونوا جديرين إذا ما فزِعوا إليَّ بإجابة دُعائهم، وبهذا المعنى نصِل إلى أنَّ الصائم الذي يصوم إيمانًا واحتسابًا لله ربِّ العالمين، ممتثلاً لأوامره، تتحقَّق فيه الشروطُ الثلاثة فهو بهذه المثابة مستجابُ الدعاء.





واجب المسلمين في رمضان:


بعدَ هذين المعنيين اللَّذين أشرتُ إليهما يَنبغي ألا يتَّخذ الصائم من صيامه فرصةً للإهمال والتراخِي، ومبررًا للنِّزاع والاحتكاك، فإنَّ مِن شأن ذلك وجودَ الفرقة والبُغض والكراهية بيْن صفوف المسلمين.





وواجبنا إذًا في شهر رمضان أن يتذكَّر كلُّ واحد مِن أفراد الأمَّة الإسلاميَّة أنَّه عضو فيها، وأنَّ شعار الإسلام هو أن يكون مؤديًا لفرائض دِينه، وفي مقدِّمة هذه الفرائض الصوم، وليراجع كلُّ واحد منَّا في يومه هذا ما يتردَّد في نفسه من عوامِل الإقدام على الصوم وعوامِل الإحجام عنه، وسيعلم بعدَ هذه المراجعة أنَّ عوامل الإحجام عنِ الصوم ترجِع إلى ضَعْف العزيمة، وسيطرة إغراء الشهوة على النفْس، وليس بإنسانٍ ناجِح في الحياة مَن تضعُف عزيمته أمامَ الإمساك عن بعض ما يشتهي فترةً من الوقت، وليستْ هذه بأمَّة تقِف في وجه الشدائد والأزمات تلك التي يضعُف أفرادها أمامَ ما يُغري النفس مِن مأكل أو مشرَب بياضَ نهاره.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 151.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 145.46 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (4.00%)]