دع الرياء - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215345 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29180 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2020, 02:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي دع الرياء

دع الرياء


شريفة الغامدي








الرياء منقصةٌ للإنسان في كل الأمور، حتى ما هو من أمور الدنيا، وادِّعاءُ ما ليس فيك لتنال استحسانَ الناس لك، هو عيب فيك، يصغِّرك في أعينهم، ولا يرفع قدْرَك، ولا يحصل لك من ذلك إلا نقيضُ مقصودك، وفي الحديث: ((من ادَّعى دعوى كاذبة ليتكثر بها، لم يزدْه الله إلا قلة))[1].













ولكننا ما زلنا نخجل من أن يرانا الناس كما نحن، فأصبحنا نستعير كل أشيائنا؛ لنتجمل بها أمام الآخرين، حتى الثياب، والأثاث؛ لنبدو أغنى، وأبهى، وأكثر ثراءً.







بل حتى أشكالنا، ووجوهنا، وأسماؤنا، وألقابنا، نستعيرها، وحتى أفكارنا؛ لنبدو أجمل، أو أكثر ذكاءً وفهمًا وثقافةً.







لماذا لا نجرؤ أن نكون أمام الآخرين كما نحن في حقيقتنا؟!







لماذا نخشى أن تنكشف أفكارنا وشخصياتنا، وأحوالنا وأوضاعنا، وكأنها عورات معيبة يجب إخفاؤها خلف ما يستعار من ألقاب ومسميات نُمتدح بها؟!







لماذا نُخفي وجوهنا الحقيقية خلف الكثير من تعابير التكلُّف، وعلامات التصنُّع؟!







لماذا نُغطي عقولنا بأفكار ليست لنا، ونرددها دون اقتناع، أو حتى توقف للتفكير في مدى صحتها أو مناسبتها لنا ولمن حولنا؛ لمجرد أنها أفكار يمارسها المتحضرون من الناس - كما نراهم ونعتقد أنهم عليه - فنبدأ باعتناق أفكارهم وبثِّها، حتى لو خالف وضعهم ما يستحثنا دينُنا على أن نكون عليه من خُلقٍ وسلوك وفكر؟!







لماذا أصابَنا هوسُ التزيُّن والتجمل للآخرين، فأصبحنا نتشدق بما لا نعي، ونبهرج حواراتنا بغريب الكلمات واللغات؛ لنُبدي كم نحن مثقفون ومتحضرون، وكأن التقدم والثقافة مجرد كلمات أعجمية نحفظها، أو حتى عربية قحة غير دارجة أو معروفة؛ لنوحي للآخر بأنه لا يعرف الكثير بعكسنا؟!







لماذا لا نتحدَّث ببساطة دون أن نتكلف الكلمات؟! لِمَ لا نكتب دون اجتثاث العبارات الغريبة والكلمات المبهمة؟!







لماذا نتعالى ونطلب الرفعة بما ليس فينا؟!







ربما لأننا لا نملك الثقة بأنفسنا، وبمدى مقدرتنا على التعامل مع الآخرين دون إثارة إعجابهم بنا، ولفت انتباههم لنا.







ربما لأن الحكم على الناس بالظاهر أصبح هو السائدَ، والاغترار بالمظاهر هو السمة الدارجة في هذا الوقت.







ولكننا ننسى أو نجهل أن من تعالى بما ليس فيه، زاده الله قلةً، فمن تظاهر بالكمال بدا للناس نقصُه، ومن ادعى مالاً لم يُبارَك له في ماله، ومن ادعى نسبًا ورفعةً ازداد صَغَارًا، ومن ادعى علمًا زاده الله جهلاً، وأظهر للناس جهله، فاحتقروه وقلَّ قدرُه عندهم.







وهكذا كل من ادعى صفة غير موصوفٍ بها، حصل له نقيض دعواه، وكذا من تعالى بقولِ شيءٍ لا يعمله؛ بل هو مما يبغضه الله؛ إذ قال - تعالى -: ﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 3].







والرياء إن كان في العبادات بحيث تُصرَف لغير ما شُرعت له، فإنه أشد؛ بل قد يصل بالمرء إلى الشرك - والعياذ بالله -: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشركُ الأصغر؛ الرياءُ، يقول الله يوم القيامة إذا جُزي الناسُ بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟!))[2].







وهو مما لا يغفره الله ولا يقبله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].







وقال - تعالى - عمن يراؤون في صلاتهم: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ﴾ [الماعون: 4 - 6].







فالويل لهم إن لم يخلِصوا عملهم لله وحده ويؤدُّوه لما شرعه له.







جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال: أرأيت رجلاً يُصلِّي يَبتغي وجه الله ويُحبُّ أن يُحمد، ويصوم يبتغي وجه الله ويُحب أن يُحمد، ويتصدَّق يبتغي وجه الله ويحب أن يُحمد، ويحجُّ يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد؟







فقال عبادة: ليس له شيء؛ إن الله - تعالى - يقول: ((أنا خيرُ شريك، فمن كان له معي شرك، فهو له كله، لا حاجة لي فيه)).







في الحديث: ((الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي، فيزيِّن صلاته؛ لما يرى من نظر رجل))[3].







ومن أراد العاجلة، عجِّلتْ له مثوبته في الدنيا، وأما في الآخرة فما له سوى الندامة؛ ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﴾ [الإسراء: 18].







إن كثيرًا منا أصيب بحبِّ التظاهر بما ليس فيه؛ بل قد يكلف نفسَه العناء ليبدو بغير ما هو عليه؛ حتى يعلو في أعين الآخرين، مع أن إصلاح نفسه، وتحسينَ داخله أكرمُ وأنفع له؛ ولكنه آثر الادعاء بما ليس به، فما ازداد إلا قلة، وما ناله إلا الذل.







وحبُّ الثناء والمدح، وكرهُ الذم مما فُطرتْ عليه نفوس الناس:





يَهْوَى الثَّنَاءَ مُبَرِّزٌ وَمُقَصِّرٌ

حُبُّ الثَّنَاءِ طَبِيعَةُ الإِنْسَانِ












ولكن قيمة الإنسان الحقيقية ليست في مظهره؛ بل هي فيما ينطوي عليه جوهرُه، وما يزداد المرء رفعةً إلا بحسن عمله وفعله وإخلاص نيته.







أما من كانت قيمة المرءِ عندهم بين ثوبٍ باهرٍ لونُه، وبين حذاء، فما يلبث ودُّهم المزعوم، واستحسانهم الزائف لك، أن يتبدَّل متى تبدلتْ أحوالُك، فما والله في ودهم وقربهم خيرٌ؛ بل هو الشر كله؛ إذ أفسدوا على المرء دينَه ودنياه وأخراه.







والسُّمعة كالرياء، فكما أن الرياء من الرؤية، فالسمعة من السماع، وفي الحديث: ((من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به))[4].







فمن طلب السمعة، لم يسمع الناس عنه إلا كل قبيح.







فلِمَ لا نحسِّن حقائقنا؛ حتى يراها الناس كما نريد أن يروها؟! لماذا لا تكون دواخلنا أفضل وأجمل من ظواهرنا؟!







إنك إن أحسنت داخلك، بدا جمالُه على محيَّاك وفي صفاتك وأفعالك وأقوالك، وإن ساء داخلك، لم يبدُ منه على وجهك إلا قبحُه، مهما حاولت دسَّه وتزيينه وتجميله.







وللبعد عن الرياء والسمعة - خاصة في أمور دينك - عليك بما أوصى به - عليه الصلاة والسلام - قال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس، اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل))، فقالوا : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: ((قولوا: اللهم إنَّا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعْلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه))[5].






[1] رواه مسلم.




[2] صححه الألباني، 1555 في "صحيح الجامع".




[3] رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.




[4] رواه البخاري.




[5] رواه أحمد.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.24 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]