كيف تعبر عن مشاعرك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 37 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1197 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16919 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2020, 10:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي كيف تعبر عن مشاعرك

كيف تعبر عن مشاعرك


زياد فالح المرواني








الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه.












أمَّا بعد:



فمِن الصَّعب أن نتواصل بحبٍّ عندما نكون متضايقين، أو قانِطين، أو مُحبَطين، أو غاضبين، فعندما تنمو العواطف السلبيَّة، نميل مؤقتًا إلى فقدان مشاعرنا الودِّية من الثقة، والتفهُّم، والتقبُّل، والتقدير، والاحترام، في مثل هذه الأوقات، حتَّى مع أفضل النِّيات، يتحوَّل الحديث إلى مُشاجرة، وتحت ضغط تلك اللحظة لا نتذكَّر كيف نتواصل بأسلوب مفيدٍ بالنسبة إلى شريكنا أو إلينا[1].







إنَّ الإنسان مخلوق عاطفي، مجبول على طلب الحبِّ والتقدير، والاهتمام والذِّكْر الحسَن، يقول تعالى حكاية عن إبراهيمَ - عليه السَّلام -: ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84].







وعلاقات الناس بعضهم ببعض، واتِّصالهم الوثيق فيما بينهم يُحْدِث بينهم من سوء التَّفاهم، ومن التَّباغض، ومن التحاسد، ومن التنافُر، الذي يؤدِّي إلى التباعد، والذي يؤثِّر في نفسياتهم ويجعلهم محبطين، ناقمين على أنفسهم وعلى الآخرين، عندها تجد الإنسان يبحث عن مَخْرج من حالته النفسيَّة السيِّئة، والتي تسمَّى "التعبير عن المشاعر"، والمشاعر هي مشاعر الغضب، والإحباط، والطفش، والقلق، والحزن، وغيرها.







يقول الشاعر يحيَى توفيق في قصيدته "غربة":







لِمَنْ أَبُوحُ بِآلاَمِي وَأَحْزَانِي

وَأَيْنَ أَهْرُبُ مِنْ لَيْلِي وَأَشْجَانِي




إِذَا شَكَوْتُ فَكُلُّ النَّاسِ يَعْذِلُنِي

وَإِنْ صَبَرْتُ فَصَبْرُ الْمُرْهَقِ الوَانِي




كَمْ أَزْرَعُ الوُدَّ فِي أَفْيَاءَ مُعْشِبَةٍ

فَأَحْصُدُ الْحِقْدَ فِي صَحْرَاءِ حِرْمَانِي




لَيْلِي طَوِيلٌ وَأَفْكَارِي تُحَيِّرُنِي

وَتَسْكُبُ اليَأْسَ فِي قَلْبِي وَوِجْدَانِي




إِنَّ الغَرِيبَ غَرِيبُ الرُّوحِ فِي وَطَنٍ

يَلْقَى الْهُمُومَ بِقَلْبٍ حَائِرٍ عَانِي




يَا رَبِّ أَشْكُو إِلَيْكَ اليَوْمَ أَفْئِدَةً

تَقْسُو عَلَيَّ وَلاَ أَشْكُو لإِنْسَانِ












فإذا بلغ الإنسانُ هذه الحالة النفسية السيِّئة، يَجْمُل به أن يبحث عن طريقٍ لتفريغ تلك الشحنات العاطفية؛ ليعود بعدها إلى حالته النفسية المعتدلة.







والسُّبل مختلفة باختلاف الناس وأمزجتها، ومنها:



عن طريق المُحادَثة مع الزوجة، أو الصديق، أو الحبيب، مثلما يقول الشاعر:







وَلاَ بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِلَى ذِي مُرُوءَةٍ

يُوَاسِيكَ أَوْ يسْلِيكَ أَوْ يَتَوَجَّعُ












فأجمِلْ بالإنسان أن يجعل له صديقًا، يأوي إليه بعد الله إذا ضاق به الكون، أو نزل به همٌّ، أو صعب عليه أمر؛ ليأخذ منه الحكمة والحلَّ لمشكلته، فيزول هَمُّه، وينار عقله، ويزيد فرحه!







يقول عمر بن عبدالعزيز الخليفة العادل: إنَّ في المحادثة تلقيحًا للعقول، وترويحًا للقلب، وتسريحًا للهمِّ، وتنقيحًا للأدب[2].







ويقول ابن الروميِّ في مرضه الذي مات فيه:







وَلَقَدْ سَئِمْتُ مَآرِبِي

فَكَأَنَّ أَطْيَبَهَا خَبِيثْ




إِلاَّ الْحَدِيثَ فَإِنَّهُ

مِثْلَ اسْمِهِ أَبَدًا حَدِيثْ[3]












ومنها كتابة ما يدور في ذِهْنك في ورقة؛ لأنَّ هناك أوقاتًا لا ينفع فيها الحديث، ويكون فيها كتابة سؤالين، والإجابة عليهما، وهُما:



س1: مِمَّ أقلق؟



س2: ماذا أستطيع أن أعمل لحلِّ ما أقلق من أجله؟








ومنها الصلاة؛ فهي مِن أعظم العبادات لإصلاح حياة المسلم، ومنها تهدئة نفسه، والسَّماح له بالدعاء، والتعبير عن مشاعره السلبيَّة عن طريق الدُّعاء.







ومنها الحوار الداخليُّ مع النَّفس: فتخيَّل مشكلتك، وتخيل أنَّك تقوم بحلِّها مثلاً، إذا كنت غاضبًا من شخص، فتخيَّله أمامك، وقُل ما تريد أن تقوله لو كان حاضرًا، فإنَّ ذلك كفيل بتحريرك من مشاعرك السلبيَّةلأنك باستكشافِكَ لمشاعرك، والتعبير عنها فإنَّها تفقد قوتها، وتبرز المشاعر الإيجابية.







ومنها الرِّياضة؛ فإنَّها مِن أعظم العلاجات لأمراض الجسم العضوية والنفسية، يقول "إدي إيجان": "لقد اكتشفتُ أنَّ أفضل علاج للقلق هو التمرينات الرياضيَّة؛ لذلك استخدِمْ عضلاتك أكثر من أن تستخدم عقلك عندما تتعرَّض للقلق، ولَسوف تُحقِّق نتائج مذهلة"[4].







للتذكير:



يقول "وابكتيتوس"، رائد الفلسفة الرواقية: يجب أن نكون أكثر اهتمامًا من خلال إزاحة الأفكار الخاطئة من عقولنا[5].









[1] "الرجال من المريخ والنساء من الزُّهرة"، جون غراي.




[2] "الإمتاع والمؤانسة"، لأبي حيان التوحيدي، ص 33.




[3] المصدر السابق، ص 34.





[4] "دع القلق وابدأ الحياة".




[5] المصدر السابق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.47 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]