"يوم عرفة والتذكيرُ بالموقف يوم القيامة" للشيخ د. عبدالرزاق البدر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213403 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2020, 03:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي "يوم عرفة والتذكيرُ بالموقف يوم القيامة" للشيخ د. عبدالرزاق البدر

"يوم عرفة والتذكيرُ بالموقف يوم القيامة" للشيخ د. عبدالرزاق البدر


بسم الله الرحمن الرحيم

يوم عرفة والتذكيرُ بالموقف يوم القيامة



إنَّ من عبر الحجِّ العظيمة ومواقفه المؤثرة غاية التأثير ذلكم الجمعُ العظيمُ والموقف المباركُ الذي يشهده جميعُ الحُجَّاج في يوم عرفة على أرض عرفة، حيث يقفون جميعاً ملبِّين ومبتهلين إلى الله، يرجون رحمتَه ويخافون عذابَه، ويسألونه من فضله العظيم، في أعظم تجمُّع إسلاميٍّ يُشهد.
وهذا الاجتماع الكبير يذكِّر المسلم بالموقف الأكبر يوم القيامة الذي يلتقي فيه الأوَّلون والآخرون ينتظرون فصل القضاء ليصيروا إلى منازلهم؛ إمَّا إلى نعيم مقيم أو إلى عذاب أليم.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في ميميَّته:
فلله ذاك الموقفُ الأعـظمُ كموقف يوم العرضِ بل ذاك أعظمُ


ولا ريب في عِظم يوم العرض، يقول الله تعالى: { وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا}(1) ، ويقول سبحانه: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}(2).
ففي ذلك اليوم العظيم يجمع الله جميعَ العباد،
كما قال سبحانه: { لَيَجْمَعَنَّكُ مْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ}(3) ، وقال تعالى: { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}(4).
ويستوي في هذا الجمع الأوَّلون والآخرون، فالكلُّ مجموع إلى ذلك الميقات العظيم { قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}(5).
ولن يتخلَّف عن هذا الجمع أحدٌ، مَن هلكوا في أجواء الفضاء، ومَن ضلُّوا في أعماق الأرض، ومَن أكلتهم الطيورُ والسِّباع، الكلُّ سيُجمعُ ولا مَفَرَّ، قال تعالى: {حَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}(6) ، وقال سبحانه: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(7)، وقال سبحانه: { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}

وسيُجمعون على أرض غير هذه الأرض، قال الله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}(9)، وقد بيَّن لنا الرسولُ صلى الله عليه وسلم صفةَ هذه الأرض التي يُجمع عليها الناس، ففي صحيح البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُحشرُ الناسُ يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقُرصة النَّقيِّ ليس فيها عَلَمٌ لأحد )) (10) أي: على أرض مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ولا جبال ولا صخور، وليس فيها علامةُ سكنى أو بناء.

ويُجمعون حُفاةً لا نعال عليهم، عُراةً لا لباس عليهم، غُرْلاً أي غير مختونين، ففي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( إنَّكم محشورون حُفاةً عُراةً غُرلاً، ثم قرأ: { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }(11) ))(12).

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنَّها لَمَّا سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (( يُحشر الناسُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرلاً )) قالت: يا رسول الله، الرِّجال والنساء جميعاً ينظر بعضُهم إلى بعض؟ قال: (( يا عائشة، الأمر أشدُّ من أن ينظرَ بعضُهم إلى بعض )) (13).

وفي ذلك اليوم تدنو الشمسُ من الخلائق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فلا ظلَّ في ذلك اليوم إلاَّ ظلُّ عرش الرحمن، فمن مستظلٍّ بظلِّ العرش، ومن مُضحٍ بحرِّ الشمس، قد صهرته واشتدَّ فيها كربُه وأقلقته، وقد ازدحمت الأمم وتضايقت ودفع بعضُهم بعضاً، واختلفت الأقدامُ وانقطعت الأعناق من العطش، قد اجتمع عليهم في موقفهم حرُّ الشمس مع وَهَج أنفاسهم وتزاحم أجسامهم، ففاض العرقُ منهم على وجه الأرض، ثم على أقدامهم على قدر مراتبهم ومنازلهم عند ربِّهم من السعادة والشقاء، فمنهم من يبلغ العرقُ منكبيه وحقويه، ومنهم إلى شحمة أذنيه، ومنهم من قد ألجمه العرقُ إلجاماً(14)، نسأل الله العافية والسلامة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يَعرَقُ الناسُ يوم القيامة حتى يذهبَ عرقُهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم )) رواه البخاري(15).

وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تدنى الشمسُ يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كقدر ميل، فيكون الناسُ على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبيته، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً ))، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه(16).

ويكون وقوفهم في يوم مقداره خمسون ألف سنة، قال الله تعالى:{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }(17) ، وفي صحيح مسلم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( ما من صاحب ذهب ولا فضَّة لا يُؤدِّي منها حقَّها إلاَّ إذا كان يوم القيامة صُفِّحت له صفائح من نار، فأُحمي عليها في نار جهنَّم، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما برَدت أُعيدَت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيرى سبيلَه إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النار ))(1

ويهوِّن الله أمرَ الوقوف على أهل الإيمان، نسأل الله الكريم من فضله، ففي المستدرك للحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يومُ القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر ))(19).

ويُظلِّهم الله سبحانه في ظلِّه الظليل يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه، ويقول سبحانه في ذلك الموقف العظيم: (( أين المتحابُّون بجلالي، اليوم أُظلُّهم في ظلِّي، يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلِّي ))(20).

وفي ذلك اليوم يفزَعُ الناسُ إلى الأنبياء يطلبون منهم الشفاعةَ عند الله في أن يبدأ في القضاء والحكم بين العباد، فيعتذرون إلاَّ نبيّنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فإنَّه يقول: أنا لها، فيذهبُ ويَخرُّ ساجداً تحت العرش لربِّ العالمين، ويفتح الله عليه من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبله ثم يقول له: ارفع رأسَك وسَلْ تُعطَ، واشفع تشفَّع، وحينئذ يجيء الربُّ جلَّ وعزَّ للفصل بين العباد.
قال الله تعالى: { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }(21).
تذكَّر يوم تأتي الله فرداً وقد نُصبت موازينُ القضاء
وهُتِّكت السُّتور عن المعاصي وجاء الذنبُ منكشف الغطاء(22).


فتفكَّر في هذا اليوم الذي وُصف لك، وفي هذا الحال الذي حُدِّثتَ عنه، وأعِدَّ له عدَّته، وعليك بتقوى الله، فإنَّها خيرُ زاد، وقد قال الله تعالى في ختام آيات الحج {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}(23).

جعلنا الله وإيَّاكم من عباده المتَّقين، وأعاذنا جميعاً من خزي يوم الدِّين، وجعلنا بمنِّه وكرمه يوم الفزَع من الآمنين.
* * *
-----------
(1) سورة الكهف، الآية: 48.
(2) سورة الحاقة، الآية: 18.
(3) سورة النساء، الآية: 87.
(4) سورة هود، الآية: 103.
(5) سورة الواقعة، الآيتان: 49، 50.
(6) سورة الكهف، الآية: 47.
(7) سورة البقرة، الآية: 148.
سورة مريم، الآيات: 93 ـ 95.
(9) سورة إبراهيم، الآية: 48.
(10) صحيح البخاري (6521)، وصحيح مسلم (2790).
(11) سورة الأنبياء، الآية: 104.
(12) صحيح البخاري (3349)، وصحيح مسلم (2860).
(13) صحيح البخاري (6527)، وصحيح مسلم (2859).
(14) انظر التذكرة للقرطبي (1/357).
(15) صحيح البخاري (6532).
(16) صحيح مسلم (2864).
(17) سورة المعارج، الآية: 4.
(18 صحيح مسلم (987).
(19) المستدرك (1/84)، وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (8193).
(20) صحيح مسلم (2566).
(21) سورة الفجر، الآيات: 22 ـ 24.
(22) انظر البيتين في التذكرة للقرطبي (2/17).
(23) سورة البقرة، الآية: 203.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.00 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]