فِتَن أزهقتِ الأرواح - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 390872 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856270 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2020, 12:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي فِتَن أزهقتِ الأرواح

فِتَن أزهقتِ الأرواح










الوصية الخامسة: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 151] (3)


ذلكم وصاكم به (الوصايا العشر )


د. محمد منير الجنباز





رغم ما أوردناه – في مقال سابق - من حُرمةِ دم المسلِم، والتَّشديد بالنكيرِ على القاتل، وأن نارَ جهنَّم تنتظره ليكون خالدًا فيها، رغم هذا كله، فقد حصَلَت حوادثُ مؤسِفة في ديار المسلمين، وظهرت فِتَن عمياء، أُرِيقت فيها دماءٌ كثيرة، فكان قتلُ عثمان بن عفان رغم تخويفه للقتَلة من عذاب جهنم، وكانت معركةُ الجمَل التي قُتِل فيها خلقٌ كثير، وكان ما بين عليِّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان من حروب، أشهرها: معركة صِفِّين، ثم الفتنة والحروب بين الأمويين والحسين بن علي، ومقتل الأخير، وصفوةٍ من أقربائه وأتباعه في كربلاء، ثم الفتنة والحروب بين الأمويين وعبدالله بن الزبير، ثم بين الأمويين والعباسيين... إلخ، ولعل هذا قدَرٌ كُتب على الأمة؛ ففي الحديثِ الذي يرويه الترمذيُّ يقول: صلى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاة فأطالها، فقالوا: يا رسول الله، صليتَ صلاة لم تكن تصليها، قال: ((أجل، إنها صلاةُ رغبةٍ ورهبة، إني سألتُ الله فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنَعني واحدة، سألتُه ألا يُهلِكَ أمتي بسَنَة فأعطانيها، وسألته ألا يسلِّطَ عليهم عدوًّا من غيرهم فأعطانيها، وسألتُه ألا يُذيق بعضَهم بأسَ بعضٍ فمنَعَنِيها))[1]، وهو حديث حَسَن صحيح.





ولقد حذَّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلِمين من الوقوع في الفِتَن، ومِن سَفْك دماء بعضهم بعضًا، ولكن الشقيَّ من يسقُطُ في الامتحان، وينسى تحذيرَ النَّبيِّ، والسعيد مَن يتذكر هذا، ويبتعد عن الفِتَن، وتبقى يدُه نظيفةً من سفك الدمِ الحرام؛ فعند البخاريِّ عن نافع مولى ابنِ عمر أن ابنَ عمر "أتاه رجُلانِ في فتنة ابن الزبير، فقالا: إن الناسَ صنَعوا ما ترى، وأنت ابن عمرَ، وصاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يمنَعُك أن تخرج؟ فقال: يمنَعُني أن اللهَ حرَّم عليَّ دمَ أخي المسلم، قالا: ألم يقُلِ اللهُ تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال: 39]؟! فقال ابنُ عمر: قد قاتَلْنا حتى لم تكن فتنةٌ، وكان الدينُ لله، وأنتم تريدون أن تقاتِلوا حتى تكون فتنةٌ، ويكون الدِّينُ لغير الله"[2]، وقد عَنَى ابنُ عمر بالقتال يوم كانت الغزوات مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان القتالُ لنشر الإسلامِ وإزاحةِ الكفر، وفي صحيحِ مسلمٍ عن عامر بن سعد قال: "كان سعدُ بن أبي وقَّاص رضي الله عنه في إبلِه، فجاء ابنُه عمرُ، فلما رآه سعدٌ قال: أعوذُ باللهِ من شرِّ هذا الراكب، فجاء فنزَل فقال له: أنزلتَ في إبلِكَ وغَنَمك وتركتَ الناس يتنازعون المُلْك بينهم؟ فضرَبه سعدٌ في صدره وقال: اسكت، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يحب العبدَ التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ))[3]، وعمرُ بن سعد هذا كان من جُملة جيش ابنِ زياد الذي قتَل الحسين، ثم قُتِل في فتنة المختار الثَّقَفي؛ أي: إن كلامَه وتحريضَه لوالده أن يكون له باعٌ في هذه الفتنة ليصلَ إلى المُلك، وهذا يدل على نفسيةِ عمرَ بن سعد؛ أي: إنه طالبُ ظهور ومُلك، فلما يئس من والدِه الذي عرَف نفسيتَه، ذهَب وانضمَّ إلى الأمويين، فكان مصيره القتل الشنيع في هذه الفتنِ.





ولقد التزم سعدُ بن أبي وقَّاص باجتناب الفِتنة، وعمِل بوصية النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فعند أبي داودَ عن حسين بن عبدالرحمن الأشجعي أنه سمع سعدَ بن أبي وقَّاص يقول عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((إنها ستكون فتنةٌ؛ القاعدُ فيها خير من القائم، والقائمُ خيرٌ من الماشي، والماشي خيرٌ من الساعي))، قال: أفرأيت إن دخَل عليَّ بيتي وبسَط يدَه إليَّ ليقتلَني؟ قال: ((كنْ كابني آدمَ))[4]؛ أي مثل ابني آدم، المظلوم قال لأخيه الظالم: ﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 28]، وعن حُذَيفةَ بن اليمان قال: "ما أحدٌ من الناس تدركُه الفتنة إلا أنا أخافُها عليه، إلا محمد بن مَسلَمة؛ فإنِّي سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تضرُّك الفتنةُ))[5].





فالنبيُّ عليه الصلاة والسلام أمَر المسلمين في زمن حدوث الفتنة بالاعتزال، أو باتخاذ غَنَم في الجبالِ؛ فعند البخاريِّ عن أبي سعيدٍ الخُدري قال: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يوشِكُ أن يكونَ خيرَ مالِ المسلم غنمٌ يتبَعُ بها شعف الجبال، ومواقعَ القَطْر، يفرُّ بدِينه من الفِتَن)).





وعند أبي داود ومسلم من حديثِ أبي بَكْرة قال: ((إنها ستكون فتنةٌ، يكون المضطجعُ فيها خيرًا من الجالس، والجالس خيرًا من القائم، والقائم خيرًا من الماشي، والماشي خيرًا من الساعي))، قالوا: يا رسول الله، ما تأمُرُنا؟ قال: ((من كانت له إبلٌ، فليلحَقْ بإبله، ومن كانت له غَنَمٌ فليلحق بغَنَمه، ومن كانت له أرضٌ فليلحَقْ بأرضه))، قال: فمن لم يكن له شيءٌ من ذلك؟ قال: ((يعمِدُ إلى سيفه، فيضربُ بحدِّه على حَرَّة، ثم لْيَنْجُ ما استطاع النَّجاء))[6].





أي: يضرب حدَّه على حجرٍ صَلْد ليفلَّه؛ حتى لا يقاتلَ به.





كما أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الفِتنة أن يتَّخذ سيفٌ من خشب؛ ليمسك المسلمُ عن القتال فلا يقاتل؛ فعند الترمذيِّ عن عديسة بنت أهبان قال: جاء عليٌّ إلى أبي فدعاه إلى الخروج معه، فقال له: إن خليلي وابنَ عمِّك عهِد إليَّ إذا اختلفت الناسُ أن أتخذَ سيفًا من خشب، فقد اتخذتُه، فإن شئتَ خرجتُ به معك، فترَكه".





وكذلك أمَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الفتنِ أن تُكسَر القِسي، وتُقطَع أوتارُها، وأن يلتزم أجواف البيوت، وأن يكون المسلم حِلْسًا من أحلاسِ بيته؛ أي: كالمتاع أو الكِساء على ظَهر البعير لا يحرِّكُ ساكنًا.





وحذَّر مِن الذين يبثُّون الفتن بين المسلمين، ويهيِّجون بعضهم على بعض؛ فعند مسلم عن عرفجة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ستكون هَنَاتٌ وهَنَاتٌ؛ فمن أراد أن يفرِّق هذه الأمَّة وهي جميع، فاضرِبوه بالسيف، كائنًا من كان))، ويا ليت هذا طُبِّق على ابن سبأ، لَمَا كانت هناك فِتنةٌ.





وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من حَمْل السلاح على المسلمين؛ فعند البخاريِّ ومسلم عن أبي موسى الأشعريِّ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن حمَل علينا السلاح، فليس منا))، وعن عبدالله بن الزبير قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((من شهَر سيفه ثم وضَعه، فدمُه هَدَر))[7]؛ لأنه تجرَّأ وشهر السلاح، فأصبح دمُه هدرًا، فلو قُتِل في أثناء إشهاره للسلاح، لَمَا عوقب قاتلُه في الدنيا، ولَمَا عُذِّب على ذلك في الآخرة، وعند البخاريِّ ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يشير أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعلَّ الشيطان ينزِعُ في يده، فيقع في حفرةٍ من النارِ))[8].





فعلى المسلم ألا يلجأَ إلى السِّلاح مهما حصل بينه وبين غيره من المسلمين من نزاعٍ وخلاف، وأن يضَعَ سلاحه دائمًا في مكانٍ يصعُبُ الوصول إليه بسرعة؛ لكي يفكِّر وهو يريده كثيرًا، ويرجع إلى رُشده، فكم أورث إشهارُ السلاح العداوةَ والبغضاء وسَفْك الدماء.





ففي الحديث عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((سِبابُ المسلمِ فسوقٌ وقتالُه كُفر))[9]؛ رواه البخاري ومسلم، فهل بعد هذه الزواجرِ مِن سبيل إلى البُعد عن سَفْك الدمِ الحرام؟








[1] رواه الترمذي، وهو حسن صحيح، ج3 ص314.




[2] جامع الأصول 7563، ج10.




[3] المصدر نفسه 7465.




[4] المصدر نفسه 7464، وهو صحيح.




[5] رواه أبو داود، وهو صحيح.




[6] جامع الأصول، رقم 7459.




[7] رواه النسائي، وهو صحيح.




[8] جامع الأصول 7533.




[9] المصدر نفسه 7535.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.40 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]