الشباب العربي والإلحاد الخفي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 209016 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59590 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 761 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 37 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 67 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15886 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2019, 06:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي الشباب العربي والإلحاد الخفي

الشباب العربي والإلحاد الخفي

التقى مؤمن ملحدا ودار بينهما الحوار التالي:


- الملحد للمؤمن: أنت تقول إنك تؤمن بإله واحد وأنه خالق الكون وما فيه، صحيح؟

- المؤمن: نعم، بكل تأكيد؛ والحمد لله أؤمن بالله تعالى الواحد الأحد، الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما، وجميع المخلوقات.

- الملحد: وما دليلك على أنه الخالق؟ فهل رأيته؟ كيف تؤمن بغيبيات وأشياء غير محسوسة؟ لماذا لا يرينا خالقك نفسه إن كان موجودا حقا؟

- المؤمن: الله تعالى لم يخدعنا، ولم يتركنا بلا توجيه، فقد أرسل الرسل لتوجيهنا وإعلامنا بغاية وجودنا، وهي طاعته وعبادته وإعمار الأرض، ولن يحاسبنا على شيء من دون إرسال الرسل، قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:15).

ثم إن عدم رؤية الشيء ليس معناه عدم وجوده، فهل ترى الهواء من حولك؟ طبعا لا، فهل عدم رؤيتك للهواء معناه أنه غير موجود؟! فكل شيء حولنا يدل على وجود الهواء، والعواصف خير دليل على وجوده، حتى وإن أنكرت وجود الهواء فهذا لا يعني انتفاء وجوده!

وخذ مثلا آخر: لو وضعت في كوب حليب ملعقة من السكر وأذبتها فهل تراها؟ طبعا لن تراها؟ فهل هذا يعني عدم وجود السكر في الحليب أو الشاي؟! وأنت تتذوق طعمه مما يدل على وجوده.

وأعطيك مثالا ثالثا: أنت عندما تستخدم الغسالة في البيت أو النشافة أو جهاز التلفزيون فهل أنت رأيت صانعها وتعرفه شخصيا؟ غالبا لم تره، فهل عدم تعرفك عليه معناه أن هذه الآلة صنعت وحدها، وأن لا صانع لها، وأنها جاءت من فراغ من التقاء ذراتها بعضها مع بعض عبر السنين حتى تكونت الغسالة أو النشافة أو التلفزيون؟! فهل تقبل بهذا الكلام؟! بالتأكيد لا منطق به! فكيف بالكون العظيم؟! فعدم رؤيتك لصانعه لا يعني عدم وجود خالق له.

وهل الكون يسير في نظام دقيق أم بعشوائية وتخبط؟ فيوم يكون الليل قبل النهار ويوم النهار قبل الليل.. ومرة الشتاء قبل الخريف ومرة الصيف بعد الخريف.. هل ترى هكذا فوضى؟ وهل الكائنات ليس لها نظام موحد من الخلايا والنشأة والتزاوج؟ أفلا يدل كل هذا التوحد في النظام على خالق واحد يدير هذا الكون، ويدبره، وينظم شؤونه بكل دقة وحساب دقيق لا تهاون فيه؟! عندما سئل أعرابي عن الخالق وكيف استدل عليه، فقال ببساطة ذكية: «البعرة تدل على البعير، وأثر السير يدل على المسير، سماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، أفلا يدلان على اللطيف الخبير؟!».. إن كان أعرابي ببساطته أدرك وجود الله من علامات وجوده في الكون، فكيف ونحن في عصر العلم والمركبات الفضائية والصور عن الكون والمخلوقات في الغابات والبحار والبحيرات والجبال.. لا ندرك أن الكون لم يأت صدفة، ولم ينشأ من العدم، بل إن له خالقا عظيما منظما مديرا لهذا الكون؟! قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر:49)، أي بدقة عالية وحساب.

- الملحد: إذن أنت تعتقد أن هناك يوما يسمى يوم القيامة، وهو يوم للحساب على كل شيء؟! وتعتقد أن الناس إما إلى جنة وإما إلى نار؟!

- المؤمن: نعم، صحيح، فالله تعالى حينما خلق الإنسان أعطاه العقل وحرية الاختيار في تصرفاته وأفعاله. ومن عدله محاسبته على تلك الأفعال يوم الحساب؛ ليثيب المحسن ويعاقب المسيء الظالم المفسد، وإلا فكيف سيأخذ الضعيف حقه من القوي؟ والمظلوم من الظالم؟ والمقتول من القاتل؟ أم هي حقوق ضائعة؟!

- الملحد: أنا لا أؤمن بكل ما ذكرت، ولا أحد يستطيع تسجيل كل أفعال البشر. وأريد أن أسألك سؤالا: أنت تؤمن بوجود الله، وتعتقد أنه هو من خلقك ورزقك المال وكل ما تملك، ولذلك عليك أن تقابل ذلك بالعبادة والخضوع والصلاة والصيام ودفع المال، وتقضي حياتك كلها في عبادته ودعائه، وهو قد يسمعك وقد لا يسمعك.. وسؤالي إن كنت قضيت ستين أو سبعين عاما من عمرك في عبادة ذلك الإله والصلاة والصيام له ودعائه، وطلب رجائه، ولكنك اكتشفت بعد مماتك أنه لم يكن موجودا، وأنك قضيت عمرك وكل تلك السنين من دون جدوى! ووجدت أن لا حساب ولا عقاب كما كنت تعتقد.. فماذا سيكون موقفك وشعورك؟

- المؤمن: بداية، أود أن أؤكد لك أنني سعيد بعلاقتي بخالقي وبعبادتي له، وأشعر بقربه ورعايته لي في كثير من المواقف في حياتي، وأشعر باستجابته لدعائي في أحيان كثيرة، وبشفائي عند المرض حينما أدعوه... ولكن، إن وجدت بعد موتي أن لا وجود لخالقي الذي كنت أعبده، وأنني قضيت ستين أو سبعين عاما أو أكثر في عبادته من دون طائل، فلن أندم؛ لأن شعوري سيكون أفضل من شعورك بكثير إن اكتشفت أنت بعد مماتك أن الله حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الحساب موجود والخالق موجود، فعندها إن كنت أنا أضعت ستين أو سبعين عاما من حياتي في طاعة الله؛ فأنت ستكون أضعت حياتك كلها في الآخرة في الجحيم، في حياة أزلية دائمة لا تنتهي ولو بملايين السنين! فأينا سيخسر أكثر؟!

عندها توقف الملحد عن الحوار في غصة في نفسه وصدمة في شعوره.

ما خطورة الإلحاد؟


حينما قررت أن أكتب في موضوع الإلحاد قرأت كثيرا عن الموضوع لأكتب عن علم، فاكتشفت أن للإلحاد شبكات خاصة، عربية وأجنبية، على الإنترنت، وكتبا وكتابا ومجلات، تشجع عليه وتعرض أفكار ملحديها بإصرار، فقرأت بعض موضوعاتها من أجل فهم كيف يفكر الملحد - على الرغم من خطورة تلك القراءة - وفوجئت كثيرا لإدراكي أين تكمن خطورة الإلحاد؛ فمن يتبنى الفكر الإلحادي لا يكفر بالله فقط؛ بل يترتب على ذلك أنه لا يؤمن بالرسل ولا بالكتب السماوية، كالقرآن الكريم بل يعارضه ويتحداه، ويستهزئ بالأحاديث النبوية وجامعيها، كالبخــــــاري ومســــــلم، ويصـــفونـــها بـ «الهذيان».. ومن هنا تأتي الخطورة الأكبر للإلحاد في واقع الحياة، فعدم الإيمان بهذه الكتب ترتب عليه انتهاك الحرمات بشتى أشكالها! وسأوضح تاليا الفكرة.

فتخيلوا أيها السادة: إنهم يشجعون الدعارة، ويعتبرونها حقا شخصيا! ويدافعون عن الدعارة والزنا والمثلية، وهي اللواط (الذكور مع الذكور) والسحاق (الإناث مع الإناث)، فسبقوا بذلك قوم لوط، الذين غضب الله عليهم لإتيان الذكور الفاحشة مع الذكور.. فكيف اليوم والإناث أصبحن يمارسن الفاحشة مع مثيلاتهن من الجنس؟! فكيف سيكون غضب الله على هؤلاء الملاحدة؟ - دفاع المستميت بشتى الطرق! منطقهم في هذا أن الزنا والمثلية هما لتفريغ الحاجات البشرية بطريقة تساعد على الإنتاجية! ألهذا الحد وصل الانحطاط الأخلاقي في بعض البشر؟! أدنى من الحيوانات؛ بل إن الحيوانات بطبيعتها ترفض ممارسة المثلية (اللواط) مع حيوانات أخرى.

واستمرارا؛ فإن عدم إيمانك بالله معناه: ارتكاب السرقة، والزنا، والقتل، وقول الزور، وشرب الخمر، والكذب، والغش، والخداع، والسحر، والظلم، وكل الفواحش.. فما يدفعك إلى فعل الخير أو الابتعاد عن الشر إن لم يكن ذلك من صميم دينك وعقيدتك؟ فإن كنت تعتقد أن لا إله يرقبك أو سيحاسبك، وأن لا آخرة ولا حساب ولا عقاب بعد الموت، فحتما ستأخذ لنفسك كل هوى وتصريح بارتكاب ما تشاء، فما الذي سيمنعك عندها من شرب خمر أو سرقة مال أو زنا أو قتل أو انتحار؟! وهذه حال غالبية الملاحدة. وهنا تكمن خطورة الإلحاد على مستوى الحياة الدنيا وواقع الحياة، إذ تنقض الأخلاق ولا يعود لها مرجع غير ما يريده الشخص. ولذلك، تجد الملحدين من الأفراد والأمم اليوم في تدهور من النواحي الأخلاقية والأسرية، فيرتكبون شتى صنوف الشر من قتل ودمار واعتداء وعقوق ودعارة وفواحش وربا، وهم في غم واكتئاب وضنك من العيش!

نظريات الإلحاد العالمية


ظهر الإلحاد واللاربوبية واللادينية كحركات ومصطلحات في القرن الثامن عشر! وظهر أول كتاب في الإلحاد في أوروبا عام 1770م، حيث بدأت الشعوب الأوروبية تضجر من حكم الكنيسة وتدعو للثورة عليها؛ لمواقفها التسلطية، ولظهور تناقضات بين بعض المخترعات والاكتشافات العلمية وبين الدين المسيحي المحرف. وتبنى الفكر الإلحادي في أوروبا كبار الفلاسفة والمؤرخين مثل: نيتشه، وفولتير، وكارل ماركس، وراسل، وكونت.

فمثلا كارل ماركس (فيلسوف واقتصادي وعالم اجتماع ألماني في القرن التاسع عشر)، دعا إلى الشيوعية، وأنشأ الماركسية ذات الإلحادية المتشددة، التي تدعو إلى تعظيم المادة؛ فلا إله، بل الحياة مادة، والمادة لا تفنى بل تتجدد وتتطور وحدها (من دون خالق)! وادعى ماركس أن الدين أفيون الشعوب ومخدر لها.. وانتشرت الشيوعية بالقوة، حتى كتب الله لها الانهيار والسقوط لفسادها.

ودعا أوغست كونت (عالم اجتماع وفيلسوف فرنسي في القرن التاسع عشر) إلى فكرة الوضعية، وهي مذهب فلسفي إلحادي ينكر وجود الأديان، ولا يؤمن إلا بالأشياء المحسوسة أو المعرفة المنبعثة من الأبحاث والأدلة العلمية التجريبية؛ فلا تُعرف الأشياء إلا بالمشاهدة أو التجريب.. فأنكر وجود الله تعالى والجنة والنار والملائكة، واعتقد كونت «أن العالم سيصل إلى مرحلة من الفكر والثقافة ينفي بها كل القضايا الدينية، وتبقى القضايا العلمية فقط التي أُثبتت بالحواس، وعندها سيمحى الدين من ساحة المجتمعات البشرية».

وأسوأ النظريات الإلحادية التي تضم كبار الملحدين في العالم؛ هي الداروينية التي أسسها داروين في القرن التاسع عشر، والتي تؤمن بأن المخلوقات جميعها لها أصل واحد وهو الخلية البسيطة ثم أخذت تتطور وترتقي من طور إلى طور حتى نشأ الإنسان، وبأن الطبيعة هي التي كانت تختار الأصلح للبقاء (بمصطلح: الانتخاب الطبيعي، أو البقاء للأصلح)، فالإنسان لا خالق له وهو وليد ملايين السنوات من التطور الطبيعي والنشوء والارتقاء بين الأنواع المختلفة من الكائنات في الطبيعة، فالطبيعة هي الخالقة والمطورة للكائنات... في منطق عجيب! على الرغم من عدم وجود دليل علمي لها؛ ولو كانت حقا لشاهدنا كثيرا من الحيوانات والناس يأتون إلى الوجود عن طريق التطور لا عن طريق التناسل فقط؛ غير أن هذه النظرية الملحدة اجتاحت العالم الغربي اجتياحا غريبا، وأثرت في ثقافته، وتدرس في مدارسه وجامعاته وبعض مدارسنا وجامعاتنا العربية!

الإلحاد والشباب العربي


بدأ الفكر الإلحادي يتسلل إلى العالم الإسلامي نتيجة البعثات الخارجية للطلبة للتعلم بدءا من القرن التاسع عشر، فتأثر بعض هؤلاء الطلبة بأفكار العالم الغربي وبالفروقات التطورية، كما انتشر نتيجة حركات الاستعمار للعالم العربي في القرن العشرين وبث أفكاره الهدامة للدين. ومع سقوط الخلافة العثمانية ودخول العلمانية العالم الإسلامي والعربي كحركة جديدة تهدف إلى إقصاء الدين عن الحياة، وبناء مؤسسات المجتمع على أصول مادية بحتة لا دخل للدين فيها لا من قريب ولا بعيد، فنشأت مجتمعات بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي والإيمان الحقيقي بالله، مع رفض الشعائر الإسلامية ومحاربتها، مما أدى إلى البعد عن الدين وصولا إلى الإلحاد لدى بعض فئات الشباب المسلم.. كل هذه العوامل ساعدت على دخول الفكر الإلحادي بشكل خفي غير معلن إلى عالمنا العربي آنذاك.

واليوم، بدأ الإلحاد ينمو أكثر فأكثر في الظلام وفي الخفاء لدى بعض شبابنا العربي والمسلم (ذكورا وإناثا) بطريقة لا يعلم بها إلا الله، وبشكل يدعونا إلى التوقف والنظر والتفحص للعوامل المعززة لتلك الظاهرة، وطرح تساؤلات وعلامات استفهام حول الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور وتلك الردة في الدين، في محاولة لصد تفاقم هذه الظاهرة، التي نأمل ألا تكون قد وصلت إلى مرحلة الظاهرة، وأن تتقوقع في مكانها.


أهم الأسباب:


< اتباع الشهوات والأهواء


حينما سئل العالم المصري مصطفى محمود (الذي كان ملحدا ثم عاد إلى الإسلام مكتشفا خطأه وزيف معتقده) في لقاء تلفزيوني بث له، عن السبب الذي يجعل الشخص يلحد، أجاب أن الملحد يرفض فكرة وجود الإله وعبادته والخضوع له، من أجل تخليص نفسه من الفرائض والشعائر والتكاليف التي أرادها الخالق منه، فهو يبحث عن راحته واتباع شهواته دونما أي محاسبة أو مساءلة أو تكليف أو عبء على النفس، فهو يحب اتباع شهواته وأهوائه.. يفعل ما يريد دونما حساب أو عقاب، وغالبا ما يكون تعود ذلك منذ الصغر، فلم تقم تربيته على الهداية والصلاح. وهو أيضا يرفض، استكبارا منه وعنجهية، فكرة وجود من هو أعلى منه وأفضل، وهو الرسول الذي أرسل من الله الخالق ليوصل رسالة للبشر، بل قد يقارن نفسه بالخالق ذاته، فلماذا يعبد هذا الإله ويخضع له؟! ومن هنا يأتي الإلحاد.


< وسائل الإعلام والإلحاد


إن الانفتاح الشديد اليوم عبر وسائل الإعلام والمحطات التلفزيونية والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بما تعرضه من أفلام وصور وبرامج ونماذج لشخصيات وحوارات وطرق حياة فاسدة.. لم تترك من طريق أو وسيلة للوصول إلى مبتغى كل إنسان، فشجعت الفاحشة والرذيلة لمن يبغيهما. والمشكلة في تعود النشء والشباب على رؤية ما تحرم رؤيته، وسماع ما يحرم سماعه، مما جعل المشاعر تتبلد تجاه الحلال والحرام بطريقة تؤدي في كثير من الأحيان إلى البعد عن الله واتباع طريق الضلال تدريجيا وصولا إلى الإلحاد والكفر، كما بتنا نرى. فبعض شباب المسلمين تشربوا من تلك الأفكار التي تبث وتدس في الأفلام والبرامج الحوارية عبر القنوات الفضائية والإنترنت بطريقة أصبحوا يقتنعون بها، ويمارسون ما ألفوا رؤيته؛ كيف لا وهم لم يتعمقوا في الدين الإسلامي بشكل حقيقي وبعيدون عنه كل البعد! فانتهجوا طريق الإلحاد من دون علم من أحد، حتى من والديهم، فالإلحاد يبدأ خفيا في المعتقد ثم يطفو على السطح خبثا وفسادا وإفسادا.

< دعوات التحرر والانفلات الديني



نتيجة التأثر بالحضارة الغربية المتقدمة وبنظريات الغرب، وتعلق الناس بالفكر الغربي المادي، والافتتان بإنتاجه وعلومه وما وصل إليه الغربيون، مع غض الطرف عن أخلاقهم وسلوكياتهم ومعتقداتهم الإيمانية، فقد تنامت دعوات التحرر من الأديان وعدم التمسك بدين، والتحرر من الإيمان بالخالق، وكذلك تشجيع العلمانية لتنحية الدين والشرع عن التطبيق في واقع الحياة وتنظيم شؤون الناس، مع تشجيع الانفلات الخلقي، وترك اللباس الشرعي للمرأة بدعوى تحررها، ومحاربة علماء الدين علانية وعبر وسائل الإعلام ومهاجمتهم، والتمرد على أحكام الشريعة والاستهزاء بها، والادعاء بأن الدين يدعو إلى التخلف والرجعية والقتل والدمار والإرهاب! وصولا إلى الدعوات الصريحة للإلحاد وفتح باب الردة ودعوات الشيطان باسم الحرية الفردية.. كل هذا أدى إلى زيادة أعداد الملحدين الضالين عن طريق الهدى في عالمنا العربي، خصوصا لدى فئات الشباب الذين يكونون على مفترق طرق في بداية حياتهم ليختاروا الطريق.. {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران:8).


وعلينا النصح والإرشاد والتوعية ودعوة هؤلاء لتحكيم العقل، والإمعان في الكون وفي كل المخلوقات والظواهر، فهي تدل على قدرة الله وأنه الإله لهذا الكون. فالعقل السليم يدل الإنسان على الخالق القدير. {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (الذاريات:21). {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت:53).
منقول

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.69 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]