إشارات في كيفية التعامل مع الواقع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 33 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1191 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16908 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2022, 08:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي إشارات في كيفية التعامل مع الواقع

إشارات في كيفية التعامل مع الواقع


ياسين نزال






إنَّ المسلمَ الحريصَ، الذِي يريد أن يفْهم السياسة العصرية، والمواقف وتوجُّهات الإعلام، ويرتاح من هوس التحليلات، ويكتسب نظرة الحكماء - عَليْهِ - أوَّلاً - أن يفهم التّاريخ جيِّدًا، ويُمْعِن في إعلامه وتسلسل حوادثه؛ فغالبًا ما يكون الجديدُ مِن صُنعِ القديم!

وهو صَنيع أئمة الحديثِ والدِّينِ الذِين انطلقوا من التاريخ في إثبات الرِّوايات، قال سفيان الثوري - رحمه الله - (ت 161): "لما استعمل الرُّواةُ الكذب استعملنا لهم التاريخ"، وألَّفُوا في الرُّوَاة وتاريخ البلدان، فميَّزوا بذلك الكاذب الذي يختلق الأخبار، مِن التقِيِّ الصَّادق الذي يريد خدمة الدِّين.

وكذلك العُلماء الذين صنَّفوا في الأديان، وعقائد الفِرَق، وأحوال الأمم، وسلوك المجتمعات، استفادوا من التاريخ في بحث الكثير من المسائل؛ فجاءتْ أقوالهم متَّزنَة، وأبحاثهم نافعة، وأحكامهم عادلة.

وقد نبَّه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى ضرورة الاستفادة مِنَ التجاربِ الماضية، يقول -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يُلْدَغ المؤمن من جحر واحدٍ مرتين))، فلا يَجْمُل - إذًا - بمن يتصدى لعلاج الأمة فصلُها عن تجاربها السابقة، ويقطعها عن تاريخها، وتاريخ مَن حولها مِن الأمم!

فَإذا عقِلْتَ ذلك، فلا أشكُّ أنَّ دقات قلبِك ستعتدل، وأنفاسك ستطمئنُّ، وترجيحاتك ستتوازن، وكلامك الزائد سيقلُّ، ولن تخدعك - بعدُ - الأسماء ولا الألقاب؛ لأنّك صرتَ تميِّزُ الخبيثَ مِن الطيب، مَنْ يريد الخير لهذه الأمة الإسلامية ممَنْ يريد لها الشَّر، وتجعل الخبيثَ بعضه على بعض فتركمه جميعًا، فتجعله في جهة الشرِّ مع أهل الشرِّ الذين يريدون علوًّا في الأرض وفسادًا!

وأنا أذكِّرك ببعض الأسئلةِ - على سبيل التمثيل، مِنْ غير ترتيبٍ - التي ينبغي لَك أن تعثر على جواب لبعضها قبلَ أن تحدِّد رأيك الشخصيّ من واقعة تُواجِهُك؛ لتتخذَ موقفًا ينفعك في الدنيا والآخرة، والموقفُ النافع لا يكون نافعًا إلا إذا وافقَ مقصودَ الشّرع:
أوَّلاً: تأكد مِنَ المصدر إذا كان الأمر غيرَ ظاهر، ولا تتأثر بكلِّ ما تسمع.

ثانيًا: ابتعد عن العواطف، ولا تجعل الأسماء والأماكن تميل بك إلى حيث يميل أصحابها!

ثالثًا: حاول أن تعرف سبب النزاع قدر المستطاع:

رابعًا: حدِّد أطراف النِّزاع القريبِين، والبعيدين، إنْ وُجدوا.

خامسًا: ابحثْ: هل لمكان النزاع مكانة تاريخية؟

سادسًا: كيف هي علاقة أطراف النزاع مع بعضهم البعض: هل تربطهم عقيدة واحدة؟ وهل نزاعهم جديد؟ أم قديم يتجدّد؟ وكيف هي مواقف أطراف النزاع مع ما سبق من نزاعاتٍ؟ هل تغيَّرتْ؟ أم بقيتْ ثابتة؟

بمعنى أن تنظرَ إلى تاريخهم القريب؛ ففي حال أنَّهم كانوا على وفاقٍ؛ فانظر مَا علة ذاك الاتفاق؟ فمتى عرفتَ علة الاتفاق تبيَّنَتْ لك عِلةُ الاختلاف الحقيقية؛ وبذلك يزول عنك الكثير من الإشكال!

سابعًا: إذا وُجِدَتْ في نظرك أطرافٌ أخرى خارجة عن النزاع وتأمل مِنهم أن يحلوا هذا النزاع لأنهم – ربما - أظهروا لك ذلك في وقتٍ من الأوقات: فانظر: كيف هي علاقتهم التاريخية مع أطراف النزاع في مكان النّزاع أو غيره؟ هل مصالحهم مشتركة؟ أم متضاربة؟ وهل مواقفهم ثابتة مع الحال والمكان الذي لم يتغير؟ أم متغيرة؟ وعلى فرض تغيُّر المواقف: فما علة التغير؟ فإذا كانت العلةُ هي المصلحة، فما طبيعة هذه المصلحة؟

فهذه بعض الأسئلة التي تعينك على فَهمٍ عادلٍ لواقعة؛ وأنْتَ تلاحظ أن جُلَّها يدور حول: العقائد والمصالح والمواقف التاريخية، ولستُ أشكُّ أن البحثَ عن الحقيقة يفتقر إلى جهدٍ لا مثيل له، وصَبرٍ لا حدود له، ولكنَّه أمرٌ لَازم بالنظر إلى مفاسد التقليد، واتباع الهوى، والمسارعة في الأحكام والإلزامِ، التي قد تؤَدِّي إلى مفسدةِ ظلمِ النَّفس، وظلمِ الغيرِ، ومعاونة الظالمين المنهيِّ عنها شرعًا، والمقصودُ أن تحرصَ كلَّ الحرص على ألاَّ تجعل نفسَك وسيلةً يمتطيها أهل الشرِّ، ولا سيما الذين يعبثون بالعواطف، ولا يبثُّون مِنَ الدِّين إلا ما يوافق أغراضهم، ولا يلجؤون إليه إلا إذا احتاجوا إليه!!

ومتى حصل لك ذلك، أستطع أنْ أقولَ - وبكل ثقة -: إنَّك ستصل إلى نتيجةٍ، وهي أَنَّ هذه الأمَّة لا ينفعها - في هذا الزمان وسياساته - سوى الصبر والدُّعاء الصّادق، واللجوء إلى الله تعالى، وسؤاله العافية، ونشرِ علم الكتاب والسُّنة بحِلمٍ وحكمة على طريقة العلماء الربانيين - رحمهم الله - متحلِّيًا بالشجاعة الأدبية في بيان كلام الله ورسوله على مراد الله ورسوله؛ فتحُثُّ النَّاسَ - عوامَّهم وخواصَّهم - على حبِّ ما يحبه الله ورسوله، وبُغْض ما يُبغضه الله ورسوله، وتأمرهم بما أمرهم الله ورسوله، وتنهاهم عما نهاهم الله ورسوله، وتحثّهم على موالاة أولياء الله، والبَراءة من أعداء الله، وتحرِص على جمعهم على الكتاب والسُّنّة بفهم خيرِ القرون، سلفنا الصالح - رضوان الله تعالى عنهم - مقبلًا على نفسِك، مبتعدًا بها عن القال والقيل، واتباع الآراء والشِّعارات التي تميت القلب، وتضعف الإيمان، وتهدر الأوقات؛ بل ربّما تجد نفسك من المعاونين على الإثم والعدوان في وقتٍ كنتَ تظنُّ نفسَك فيه أنَّك من المعاونين على البرِّ والتقوى!

فاللَّهم أصلحْ أحوالَنا، وآمِنَّا في أوْطَانِنَا!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.01 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]