أمنـيـــــــــة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 343 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 732 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2019, 12:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي أمنـيـــــــــة

أمنـيـــــــــة




مياسة النخلاني


قاصة يمنية



أنهى الخطيب خطبته، ونزل من على منبره ليؤم الجمع في صلاة الجمعة. بعد الانتهاء حيا المصلين بابتسامته، التي قلما تفارق شفتيه ووجهه الوقور، وقفل عائدا إلى البيت، ثم لم يلبث أن غير وجهته، بعد أن تذكر أن زوجته بصحبة الأطفال في زيارة لأهلها، فليس أمامه إلا أن يدعو نفسه عند أحد جيرانه أو طلابه أو يبحث عن مطعم قريب ليتناول غداءه، فاختار الخيار الأخير وتوجه إلى أقرب مطعم.
بعد أن غادر زقاق الحي الضيق ودلف إلى الشارع الرئيسي، لفت انتباهه ابن جاره الذي لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، كان واقفا تحت شجرة على جانب الطريق، يتلفت حوله بوجل ويدخن من سيجارة حاول جاهدا إخفاءها بين أصابعه.
«أحمد!».. ناداه الشيخ وهو يتجه نحوه بخطى واسعة.
برؤيته للشيخ المسرع نحوه متجهم الوجه، انتاب أحمد الذعر، وتجمد مكانه ذاهلا، وإن سرت رعشة خفيفة بيده التي أخفاها خلف ظهره.
وقف الشيخ إزاءه يرمقه بنظرات مغضبة، قبل أن يمسك بذراعه ويرفعها حتى صارت أصابعه التي تمسك بالسيجارة مقابل وجهه، تنشق الرائحة الخانقة... «ندخن!».. قالها الشيخ وهو يتناول السيجارة من يد أحمد. لوح بها في وجهه قبل أن يرميها على الأرض ويسحقها بحذائه...
انتقلت الرعشة من يد أحمد إلى سائر جسده، أغمض عينيه، وانتظر أن تهوي كف غليظة على وجهه، كما يفعل والده كلما أخطأ.
«هل تغديت؟!».. وعوضا عن ذلك أتاه صوت الشيخ بنبرة أقل حدة، مما أجبره على فتح عينيه والتحديق فيه باندهاش دون أن ينبس بكلمة.
«سألتك هل تغديت؟!».. كرر الشيخ السؤال بنبرة أكثر هدوءا.
هز أحمد رأسه نفيا دون أن تتحرك شفتاه.
«وهل كنت في طريقك إلى البيت لتتغدى هناك؟!» سأل الشيخ، وإن كان يعرف الإجابة مسبقا إلا أنه أتته إجابة مباشرة من أحمد بالنفي قبل أن يطرق ببصره إلى الأرض؛ حتى لا يلحظ غشاوة الدموع التي طافت على عينيه. «حسنا!».. قال الشيخ، وأكمل: «تعال معي».
أفلت يد أحمد، ومضى، بينما تبعه أحمد وكأنه يشده خلفه بخيط شفاف.
التزم كلاهما الصمت في الطريق الذي لم يطل، فما كان يبحث عنه الشيخ يقع على بعد خطوات قليلة منهما: مطعم شعبي بنهاية الشارع نفسه.
اختار طاولة قصية، وطلب طعاما لهما.
أكل أحمد بشهية، ولم يشأ الشيخ أن يقاطعه، وعندما أوشك على الانتهاء سأله دون أن يرفع بصره نحوه: «لماذا لم تصل الجمعة معنا، كنت قريبا من الجامع بما فيه الكفاية لتلحق بالصلاة، في حال لم تشأ أن تحضر الخطبة؟!».
وضع أحمد الملعقة على طرف الصحن، وظل محدقا في طبقه شبه الفارغ دون أن ينطق بكلمة.
«هل يعلم والدك أنك لا تصلي؟».. سأل الشيخ دون أن ينتظر إجابة السؤال الأول.
«هو نفسه لا يذهب إلى الجامع سوى أيام العيد».. أخيرا تحدث أحمد بصوت خافت.
«وهل هذا مبرر لتترك أنت صلاتك؟!».
لم يرد عليه أحمد الذي انشغل بمراقبة المكان حوله.
«منذ متى وأنت تدخن؟». كان سؤالا مباغتا، فتوقف أحمد عن التلفت حوله ونظر نحو الشيخ مباشرة لتتحرك شفتاه بتوسل: «تلك الأولى يا شيخ، أخذتها من جيب معطف والدي خلسة. أقسم لك أنها المرة الأولى».
«وماذا إن عرف والدك؟».
«هو نفسه يدخن، فلماذا تلومني أنا؟! لن أكون إلا مثله».
«ولماذا لا تكون مثلي أنا؟! ما المانع؟!».
«احمد الله يا شيخ أنك وجدت أبا يربيك ويدلك على الجامع، أما أنا فأبي لا يدخل الجامع إلا نادرا. لا أظنه حتى يحفظ شيئا من القرآن».
«وهل هذا سبب لتحذو حذوه؟!».. يسأل الشيخ وهو يضع الملعقة ويكمل: «سأحكي لك قصة».
«لا تقل لي إنك ستحكي لي قصة أهل الكهف والصحابة!».
«بل سأحكي لك قصة أخرى، لطفل اسمه ياسين أتى إلى الحياة قبل أربعين عاما في قرية نائية. نشأ الطفل في حضن أبوين لا يعرفان ما هي الصلاة. مرة من المرات اجتمع مع الأطفال من سنه، وكل منهم يقول ما يتمناه حين يكبر، منهم من اختار أن يكون طيارا، ومنهم من اختار أن يكون مهندسا، وحين أتى الدور على ياسين هل تدري ماذا قال؟».
«ماذا؟».. سأل أحمد وقد توقف عن الأكل.
«قال إنه يريد أن يكون مثل العم عبدالله».
«من هذا؟!».
«إمام الجامع في القرية. حدث أن سار ياسين ذو التسع سنوات يوما بجانب الجامع، ووقف يراقب بدافع الفضول. كان الإمام يصلي، يطيل الركوع والسجود، كانت المرة الأولى التي يرى فيها شخصا يصلي من هذا القرب، وحين انتهى الإمام من الصلاة بدأ يذكر الله، تسبيحا وتحميدا واستغفارا. ترك ياسين مكانه في النافذة ودخل الجامع الذي لم يكن فيه ثمة صوت سوى الصمت وهمهمات الذاكرين المسبحين، جلس إلى جانب الإمام، ونقل بصره بين شفتيه اللتين تتحركان بخفوت، وأنامله التي تسبح وتحمد، وعينيه المغمضتين، وقد بدا أنه يسبح في عالم آخر. أغمض عينيه هو الآخر، وحرك شفتيه كما يفعل الإمام، وانساب مع الأذكار القليلة التي يعرفها ويرددها ويلتذ بمعاودتها، ثم فتح عينيه ليجد أن الإمام يراقبه وابتسامة على شفتيه. «ماذا تفعل؟».. سأله الإمام.
«أفعل ما تفعله أنت».. أجاب ببراءة. «وهل أعجبك ما أفعله؟!».
«كثيرا جدا، كنت أراقبك وأنت تصلي. أرجوك أريد أن أصلي معك».. قال ياسين متوسلا.
ومن فوره علمه الإمام الوضوء. صلى وياسين خلفه، يقلد حركاته دون أن يدري ما ينبغي عليه القول.
عندما أنهى الإمام الصلاة نظر خلفه ليجد أن الصغير لا يزال خلفه، سرت في قلبه سعادة، ومنذ ذلك الحين ووقته مقسم بين الصلاة والذكر وتعليم الطفل الصلاة وتحفيظه القرآن».
توقف الشيخ عن سرد القصة ليجد أن أحمد كان متابعا له.
«ذلك الصغير أصبح شيخا وإمام جامع وحافظا للقرآن، رغم أن والديه لم يكونا يصليان حتى. لكن هل عرفت من يكون؟».. سأل الشيخ.
«لا، من هو؟».
«وكأنك لا تعرف اسمي!».. تساءل الشيخ ضاحكا.
«أها».. خرجت من شفتي أحمد وقد اعتراه الخجل، لكنه لم يقل كلمة إضافية، ليتابع الشيخ ياسين: «أنا كنت ذلك الطفل الذي نشأ بين أبوين لا يصليان، ورغم ذلك فتشت عن الطريق الصحيح، حتى وجدته. يا بني، يوم القيامة كل مسؤول عن نفسه، لن يتحمل أحدنا ذنب الآخر، ولن يعذب أحد بدل الآخر، ولا تزر وازرة وزر أخرى، طريقك.. أنت من ينبغي أن تخطوه وتعرفه، ومستقبلك.. أنت من يجب أن يختاره لا والدك ولا والدتك».
واصل أحمد صمته، فسأله الشيخ: «هل أطلب لك المزيد؟!».
«الحمد لله شبعت».
«بما أن لا أحد بالبيت فسأعود إلى الجامع، إن أردت رافقتني، وإن لم ترغب فكما تشاء».
أطرق أحمد دون أن يجيب بنعم أو لا. ترك الشيخ الطاولة، دفع الحساب ومضى، التفت إلى الخلف متمنيا أن يلحقه أحمد، لكنه لم يخرج من باب المطعم، دعا له في سره ثم واصل طريقه.
جلس في ركنه الخاص بالجامع. ثبت بصره على الباب. شعور في داخله ظل يسيطر عليه بأن أحمد سيدخل عليه، يعطيه الفرصة ليزيل تلك الغشاوة التي تمنعه من النظر أمامه، وتصيبه بالارتباك، تتضح الرؤية فيميز الصواب من الخطأ، ولا يستمر بتدمير نفسه لمجرد أنه لم يجد في والده الناصح الأمين. لكن أحمد لم يأت، ويبدو أنه لن يفعل. انقبض قلبه وهو يتخيله يشعل سيجارته الثانية والثالثة والرابعة ويواصل طريق التيه الذي جر نفسه إليه وساعدته الظروف على ذلك.
بدأ يسبح في سره، وواصل تسبيحه الذي تمنى ألا ينتهي، فتح عينيه ليجد أحمد بجانبه، ابتسم له، فبادله أحمد بابتسامة خجولة وأطرق ببصره إلى الأرض، قبل أن يرفع عينيه مجددا وينظر إليه بنظرات هي مزيج من التوسل والامتنان، تركه يواصل تسبيحه وعاد هو لذكره الذي لن ينتهي حتى يحين رفع أذان العصر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.34 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]