|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
واجبات المعلمين
واجبات المعلمين عارف التوام كنت شغلت بعض صحائف العدد الممتاز من سنة هذه المجلة الغراء الماضية، مبيناً ما للمعلمين من تأثير في رفع مستوى الشعوب وإعلاء شأنهم، وقد أصبح من الضروري بمكان البحث عن واجبات هؤلاء المعلمين لإظهار مدى ذاك التأثير في نفسية الشعب، وبذلك يمكن استقراء مقدرته على العمل، وكشف قيمته فيه، ونمهد لهذا القول بأوصاف المعلم ومزاياه. يجب بادئ ذي بدء أن يكون المعلم تام الأعضاء قويها، ذكي النفس، متوقد الذهن، بليغ اللسان، قوي الحجة، جامعاً بين الحزم ورقة الطبع، تواقاً إلى الإقناع، حيادياً لا يصغي إلا لصوت ضمير طاهر يسوقه إلى القيام بالواجب المتحتم عليه، ومن جهة ثانية ينبغي أن يتصف بأوصاف تجعله يمتاز على غيره من رجال المهن الأخرى بأن يكون متين الطبع محب الخشونة، متفانياً في سبيل المصلحة العامة، سريع الانتقال، حاضر الجواب، عالماً في دائرة اختصاصه، متحملاً كل رزء برحابة صدر وبشاشة وجه، إذا عزم توكل لا تصده عن عزيمته كارثة، ولا يثنيه حادث، وإذا نظر إلى الوجوه فهم ما تكنه القلوب. هذا الرجل (المعلم) يحمل مسئولية التربية والتعليم، فيزرع في دماغ الشعب المبادئ الطيبة ليؤهل أبناءه إلى السير في مسالك العمل والابتكار متبعاً مناهج قويمة تمليها عليه حرية التفكير، وإن عليه واجبات كبرى زيادة عن مهمته التعليمية الفنية، كتمهيد السبيل للأخذ بكل نافع جديد، بمحاربة الأضاليل، ومكافحة كل خرافة من شأنها الوقوف في طريق الأمة في سيرها نحو الكمال، وإبادة الاعتقادات والبدع المذمومة التي تصدها عن التقدم، وتجرها إلى الخمول وعدم الاكتراث بالعمل في ميدان السباق. وعلى المعلم أيضاً أن يغرس في قلوب الأطفال، رجال الغد، شعور الإباء وقوة السخط ضد الإرهاق والإرهاب مهما كانا شديدين إلى أن ينال الشعب مناه ويتوصل إلى مبتغاه. ومن واجبه أيضاً أن يدرب الشعب على الاحترام: احترام الوالدين معلميه الأولين، ثم احترام معلميه ومرشديه ورجاله العاملين على رقيه، والغارسين فيه حب الوطن والتضحية بل الموت من أجل إنقاذه. ومن الأمور المهمة التي يجب أن يضعها المربي نصب عينيه: إيقاظ الروابط الدينية بين مريديه، مبيناً لهم أنها أقوى الروابط وأمتن الأسباب الموصلة إلى التوفيق في شتى الشؤون وفي حفظ الأخلاق الفاضلة وصيانتها من التدهور، ولا ريب في أن الأمة لا تحتفظ بتاريخها ما لم تكن هذه الرابطة متمركزة في أدمغة أفرادها، على أن الضعف لا يتسرب إلى جميع الأجزاء إلا بعد انحلالها. هذه واجبات المعلمين المرشدين في الأمم، ألممنا بها بقدر الإمكان لافتين أنظار المعلمين والمتعلمين من أبناء أمتنا إلى الهدف الأسمى الذي ترنو إليه الأمم الناهضة. المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الرابعة، العدد الثالث، 11357هـ - 1358هـ - 1938م
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |