|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
برنس الشيخ ابن باديس
السلام عليكم ورحمة الله
هذه قصة حقيقية بتصرف ممن اعتبره انا اديبا جزائريا رائع, وهوaadib وهو يرجوا منكم نقدا مفيدا لقصته. كان الشيخ عبد الحميد بن با د يس في ثلاثينات القرن الماضي يقدم بعد عصر كل يوم درسا من دروس الفقه أو العقيدة أو الحديث أو التفسير أو اللغة العربية...وذات يوم بعد خروج الطلاب دخل رجل في الخامسة والأربعين من عمره في حالة يرثي لها. شاحب الوجه، رث الثياب،ثقيل الخطو، منكس الرأس يبدو عليه الهم والغم. لما اقترب من مجلس ابن با د يس.بقي مسمرا في مكانه ولم ينبس بنت شفة، أو يرفع رأسه .أحتار ابن با ديس وبقي ينتظر إفصاح الرجل عن حاجته . لكن الزائر لم ينطق . تأمله ابن باد يس مرة أخرى وفي الحين أدرك أنه سائل لم يتعود على المسألة ،وأن الحياء قد غلبه فانعقد لسانه.انتظر بن با د يس برهة لعل الرجل يجيب ، فلم يحرك ساكنا.اقترب من الرجل وسأله قائلا:ما حاجتك؟فلم يرد ولو بكلمة واحدة تقدم منه ورفع رأسه بيده فرأى الدموع تنهمر من عينيه.ا ستغرب بن باديس ذلك، ورق قلبه لهذا المسكين الضعيف ، فأجلسه بجانبه وبدأ يسأله عن حاله والرجل يشيح بوجهه عنه حتى لا تُرى الدموع التي تسيل من عينيه وظل ابن باد يس يلح حتى انحلت عقدة لسان الرجل وقال: أن أبناءه الصغار وزوجته المريضة لم يأكلوا منذ يومين وأنه في حاجة إلى طعام وأنه لم يتعود المسألة ، وألح عليه وترجاه أن يكتم سره. فوعده ابن باد يس بذلك . يتبع باذن الله |
#2
|
|||
|
|||
مدّ ابن با ديس يده إلى جيبه وقبل أن تصل اليد إلى الجيب تذكر أنه لا يملك نقودا. أحس بالألم وأصيب بالحيرة واختلطت عليه الأمور وهو الذي لم يرد سائلا طيلة حياته ولم ينهره . التفت يمنة ويسرة لعله يجد ما يتصدق به على السائل. ولما لم يجد شيئا يتصدق به ، نزع برنسه الجديد وسلمه إليه . استحيى السائل ورفض أن يأخذ البر نس وقال :لست في حاجة إلى البرنس أو ملابس أخرى فأنا في حاجة إلى طعام لأبنائي الجياع وزوجتي المريضة . قال عبد الحميد خذ هذا البرنس إلى السوق القريبة من المسجد ، بِعه واشتر بثمنه طعاما لأبنائك .مد السائل ‘يده متثاقلة إلى ا لبرنس ثم لفه بعناية وخرج قاصدا السوق.
بمجرد وصوله إلى السوق تهافت التجار يتنافسون على شراء هذا البرنس ؛لأنه كان أحسن بضاعة معروضة في السوق وبالتنافس وصل إلى سعره الحقيقي فباعه . بعد حين جاء رجل إلى السوق وبدأ يطلع على البضاعة المعروضة فلفت انتباهه برنس جديد ونظيف كأنه لم يلبس من قبل. استغرب ذلك وقال في نفسه كيف بقي هذا البرنس من الصباح إلى الآن ولم يبادر أحد بشرائه ...هذا برنس أغنياء ...برنس علماء ...لا يوجد مثله في السوق... من العادة أن العلماء أو الأغنياء لا يبيعون برانسهم اضطرارا؛ لأنهم ليسوا في حاجة إلى المال... هذا برنس جميل... لا يصلح لأحد إلا للشيخ أبن با د يس ، وتراءت له صور ة ابن با د يس بمظهره الحسن وهندامه الجميل فقال مرة أخرى : لا أحد أولى به منه. وفي الحين قرر أن يشتريه له ،وتفاوض مع البائع على الثمن حتى تراضيا. يتبع>>>> |
#3
|
|||
|
|||
>تأبط البرنس واتجه إلى المسجد الذي يعلم فيه ابن با د يس وهو يشعر بالغبطة والسرور لأنه سيقدم هدية ثمينة للشيخ العالم الجليل.و راح يتصور كيف يستقبله ابن با د يس وما هو الدعاء الذي يدعو له به .
كانت غرفة ابن با د يس مغلقة ودق الرجل الباب قبل أن يد خل فلم يجد الرد السريع، لأن ابن باد يس لما سمع الدق تصور أنه سائل آخر ألقت به الظروف إليه مرة أخري، و ليس لديه ما يعطيه فانتابه القلق والحزن وهو الذي تعود ألا يرد سائلا أو ينهره... لكنه رأى من الواجب أن يفتح الباب وليكن ما يكن. فنهض وفتح الباب فتعرف إلى الر جل واطمأنت نفسه إليه . سارع الرجل بالتسليم على الشيخ فرحب به الشيخ ترحيبا حارا ، ولاحظ أنه يتأبط شيئا ملفوفا في ورق كبير، فدعاه إلى الجلوس فجلس مستفسراَ عن حاله وحال الأهل والأصحاب. ثم ابتسم الرجل وفتح اللفة وبسط البرنس على الأرض وقال: تجولت في ا لسوق فأعجبني هذا البرنس الأبيض الخفيف الوزن الدقيق النسج، فقلت في نفسي لا يصلح هذا إلا لسي عبد الحميد فتقبله مني هدية وادع لي ولوالدي دعاء مخلصا ينفعنا الله به يوم لاينفع مال ولا بنون ولما رفع الرجل رأسه وجد سي عبد الحميد في دهشة كبيرة وهو لا يحرك ساكنا فخشي أن يكون هذا الصمت رفضا لهذه الهدية. فسأله مندهشا:ما بك يا سي عبد الحميد ؟ ظننتك ستفرح بهذه الهدية .قل لي ما هذه الدهشة؟ ألم يعجبك البرنس؟. <لم يرد عليه في الحين ، فاستغرب وأراد أن يكرر السؤال فوجد سي عبد الحميد يبتسم ابتسامة عريضة ويرفع يديه إلى السماء وهو يناجي ربه ، ولم يكن الرجل يسمع شيئا مما يقول، فزاد استغرابه وألح في السؤال : قل لي ماذا حدث.؟ ما الأمر ؟ أنا لم أعد أفهم شيئا..فلف ابن باديس البرنس كما كان وقال له : البرنس برنسي تصدقت به على سائل هذا المساء... الحمد لله والشكر على نعمته .ها هو برنسي يعود إلي من جديد. فازداد استغراب الرجلين وتعانقا عناقا طويلا كأنهما لم يلتقيا منذ زمن . لبس عبد الحميد البرنس من جديد وشكر الله . وردد الرجلان في وقت واحد وبصوت مرتفع (سبحان الله ! سبحان الله ! سبحان الله !) ، وافترقا مسرورين مبتهجين يحسان في أعماقهما بأن الدنيا ما زالت بخير. <>هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 4 ديسمبر 1889 م على الساعة الرابعة بعد الظهر، نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقد حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي، فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي ، و ابن باديس ظاهرة عرفها التاريخ وعرفتها الجزائر منقول لعضم العبرة |
#4
|
||||
|
||||
هذا من شيم الجزائرين و العرب و ليس غريبا على عبد الحميد ابن باديس
|
#5
|
|||
|
|||
شكرا اختي آية البراهمية على مرورك ومشاركتك الطيبة.
|
#6
|
||||
|
||||
شعبُ الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب نعم فهذا الشيخ عبد الحميد بن باديس من أعلام الجزائر الذين نفتخر ونعتز بهم.شكرا للموضوع القيم والعبرة الهادفة |
#7
|
|||
|
|||
العفو اختي رباب..
وشكرا على مرورك الطيب. والشكر يجب ان يوجه لصاحبه aadib,والذي شرفنا بانضمامه للملتقى . |
#8
|
||||
|
||||
جزاكِ الله خيرا اختى الكريمه.... |
#9
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة مؤثرة بوركتم وبورك الشيخ وبورك القارئ والكاتب ولكم اهلنا في المغرب العربي كل الاحترام والتقدير فانتم اصحاب النفوس المتالقة بحسن الخلق وصفاء القلوب اكرمكم الله وبارك فيكم والمسلمين في كل مكان .
__________________
|
#10
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيرا اختى الكريمه....
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |