|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كره كبار السن وصراع الأجيال
كره كبار السن وصراع الأجيال أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نَشكركم على هذا الموقع، ونشكركم على جهودكم في خدمة الناس والإجابة على أسئلتهم. وبعد، فاستشارتي هي أني أكره كبار السِّن؛ لأني أراهم أُناسًا مُخَرِّفين، تافهين أغبياءَ، لا يدرسون شيئًا، ولا يريدون أن يدرسوا، متحجِّرين متخلِّفين، ما الفائدة منهم؟ أليس الأَوْلَى أن يُحْجَر عليهم؟ لماذا يتمسكون بأي عادة تضرُّ أولادهم، مثال ذلك: المُغالاة في المهور، كأنهم يبيعون سيارات، أليس عندي حقٌّ أنْ أكرهَهم وأبغضَهم؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نشكر لك انضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك. بعد استقراء مضمون رسالتك المقتضبة، أستشفُّ وجود غضب داخلي لَدَيك تُجاه شخص، أو عدد من الأشخاص من المُسِنين حولك، والذين تَربطك بهم علاقات قرابة أو جوار، أو نحوها، ويبدو واضحًا أن سببَ هذا الغضب هو الاختلاف في الرُّؤى والأفكار تُجاه تفصيلات الحياة وأسلوب التعاملات فيها، لكني أجد أن غضبَك هذا قد أخَذ اتِّجاهًا متطرِّفًا في الرد على تلك الاختلافات، فابْتَعَد بك عن جادة الصواب. أخي الكريم، إن الاختلاف بين أبناء جيلك وبين الأجيال السابقة، إنما هو اختلاف طبيعي؛ بل ونافع لكلا الطرفين، وللمجتمع عمومًا، إذا ما ابتعَد عن الصدام والعداء، والتراشُق الكلامي السلبي؛ حيث يَنجُم أحيانًا عن هذه الظاهرة الاجتماعيَّة - والتي تسمَّى بصراع الأجيال - صبغة جديدة للعلاقات والقِيَم الاجتماعية، تتكون من امتزاج الجزء الإيجابي من الثقافة القديمة بما هو إيجابي من الثقافة الحديثة، وهو ما توصَّلت إليه بعض المجتمعات الحديثة، لا سيَّما في آسيا. ولهذا؛ فإني أجد في توصيفاتك السلبيَّة للمُسِنين في مجتمعاتنا إجحافًا كبيرًا لهم، ولِمَا يَحملونه من قِيَمٍ ومبادئ صالحة، فليس كلُّ ما توارثوه سلبيًّا ومُتَحجِّرًا، أمَّا عن بعض الأفكار الخاطئة التي يُصِرون على الاحتفاظ بها، فلا بد أن يتمَّ التعامل معها بالحوار الذي له فنُّه الخاص، وأصوله وآدابه، خصوصًا مع المُسِنين الذين نُكنُّ لهم كلَّ الاحترام، الذي أمرَنا به دينُنا. ومما يُشَجِّع على اعتماد أسلوب الحوار مع الجيل السابق: مخالفة ما يحملونه من مُعتقدات سلبيَّة مع القِيَم التي يتبنَّاها دينُنا الحنيف، كالمبالغة في دَفْع المهور مثلاً؛ لذا فإن استثمار رغبة المسنين في التقرُّب إلى الله تعالى، بتبغيض ما يعتقدونه من سلبيَّات إلى نفوسهم، عن طريق إطلاعهم عما يترتب على ذلك شرعًا - يُعَدُّ من الوسائل المهمة لتخطِّي النتائج السلبية لصراع الأجيال، بل وللقضاء على كثيرٍ من المشكلات الاجتماعيَّة. ولا يُشترط أن يكون الحوار مباشرًا مع المُسنين، بل يمكن إيصالُ نفس الرسالة إليهم، عن طريق إطلاعهم على محاضرات أو فتاوى لمُخَتصين في العلم الشرعي في الموضوع المطلوب تجاوزه، بأسلوب يبدو وكأنه عرَضي وغير مقصود؛ دَرْءًا لاحتمال عنادهم. وأخيرًا: أرجو منك أخي الكريم، أن تحتفظَ بالتوازن في ردود أفعالك وأحكامك، ليس تُجاه المسنين وحدهم، بل وفي كافة مسالك حياتك وتعامُلاتك، داعية الله تعالى أن يُصلح أمرَكَ كلَّه، وينفع بك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |