اغتيال الحياء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         باب كراهة الشرب من فم القربة ونحوها وبيان أنه كراهة تنزيه لا تحريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كراهة النفخ في الشراب ورد أحاديث نبوية للشيخ ابن العثيمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير حديث إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          شرح حديث أَبي أُمَامَة -رضي الله عنه- "أَنا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَضِ الجنّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف ربى القرآن أمهات المؤمنين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          لو قررتي تخسي من أول السنة.. 4 خطوات هتساعدك تحققى هدفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          طريقة عمل البيكاتا بالمشروم.. طبق إيطالى شهى وسهل التحضير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          طرق تنظيف فروة الرأس والعناية بها.. أبرزها التدليك وتجنب وضع الزيوت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          5 مشروبات للشعور بالدفء.. عشان الجو برد النهارده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل العدس بالجزر والشعرية.. طبق دافئ ومغذى فى الشتاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2024, 01:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,775
الدولة : Egypt
افتراضي اغتيال الحياء

اغتيال الحياء

ماجد الأسمري



طبيعة الحياة التي بِتْنَا ندُوك فيها، جعلتنا محاصرين بكل ما له علاقة بالتبذل، والتفسخ، وفقر العفة، لا بد - وهذا هو منطق العقل - أن تُفرز مقاومه ذاتيه بين ذلك القادم (الصائل) الغريب، وبين قيمة الحياء النبيلة، فإذا بالناس إثر تداعيات تلك المطاولات والمنافحات، على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: لَفَظ ذلك التَّبَذُّلَ، والتفسخ، والقِحَة، فاستقام على صراطه، وأقام من تحت يده من النساء والذرية، فهم ينظرون إليه دومًا بعين السائل المسترشد، وهو يحاورهم بدوره بلسان الناصح الموجه.

الضرب الثاني: ما زال في أتُّون المطارحة (المعركة)، يتقدم حينًا، ويتأخر حينًا، وأحيانًا كثيرة يودُّ لو وصل إلى مرحلة توافقية بين النقيضين، فلن نتحدث عن هذا حتى يفرغ من مكابدته، إما غانمًا، وإما خاسرًا كاسفًا.

الضرب الثالث: هو مَن عليه مدار حديثنا، ذات يوم نزغته جاهليته، فاشتمل بردته، وحمل على عاتقه بقايا حيائه، ونفذ على رسله، حتى أَطَلَّ على وادٍ سحيق، وهناك رمى بالحمل الذي أثقله، اشتعل طربًا وهو يرى من نفسه خفة لم يعهدها من قبل، سينطلق كما يريد مفكوك القيد، منحلَّ الضوابط، عانى كثيرًا من قيد الحياء، كلما رغبت نفسه الضئيلة في إطلاق العبارات المستقبَحة في المجالس واللقاءات، خنقوه بحبل الحياء، كان هذا زمن الصبا والنزق والطيش.

وعندما اشتعل رأسه شيبًا - ودونما قصد منه - كان يمارس دور الضد مع زوجته وبناته الجامعيات، يقول لهن على استحياء، وبنبرة مكتومة: "هذا عيب، نحن نستحيي من الناس".

حتى التفَّتْ حزمة من الدواعي الخبيثة في رأسه القابلِ لكل شيء، فقرر عن اقتدار وصلافة أن زمن الحياء ولَّى واندثر من حياته الستينية، ولا يريد لبناته وأحفاده أن يصطدموا بذلك الهاجس الذي عكر عليه كل أهوائه.

ذات مساء، أبصره الجميع خارجًا من مسكنه بوجه المحارب هذه المرة، سينتصر لنفسه كما زعم، كان داخلاً لذلك السوق (المرتع)، ومحارمُه مِن خلفه يقفون أثره في حالة من التبرج، والسفور، والروائح النسائية التي تستدعي مكامن الشباب، لم يترك سوقًا إلا وولغ فيه، وكأنه في حملة انتخابية يرفع لها الرايات: "ساهموا معنا في سفك الحياء"!

الرجل الستيني أجهده السير، فانعطف إلى زاوية قصية؛ ليأخذ قسطًا من الراحة وحده، بينما واصلت النسوة المسيرة، وعيناه تلمعان، وشعوره بالزهو لا ينقطع، وهو يشاهدهن يخالطن الرجال، ويتضاحكن معهم، لم يجانب الصوابُ عمرَ الفاروق عندما قال: "من ذهب حياؤه، مات قلبه"، مات قلب صاحبنا، وأجدبت منه نبضات الحياء.

نحن لن نطلب من هذا وأضرابه حياءً كحياء عائشة - رضي الله عنها - وهي تستحيي من خلع ملابسها بعد أن دُفن الفاروق عمر في حجرتها، فهذا هو الحياء من الأموات، ونحن لا نطلب إلا الحياء من الأحياء.

ثانيًا: لن نطلب من هذا وأضرابه حياء الأموات، كما ذكر ابن خلكان في "وفيَاته"، أن نساء الخوارج لم يمنعهن من مشاركة رجالهن في قتال العدو إلا الحياء، قالت إحداهن: "أخشى أنهم بعد قتلي يصلبونني، وتبدو عورتي للناس"، فهذا هو حياء الأموات، ونحن نريد حياء الأحياء.

الحياء درجات، وإدراك الغاية منه لا يتأتى لكافة الناس، نحن نطلب فقط أصل الحياء، الذي يحفظ حياتنا من أن تغشاها الرذائل، وإلا لما امتاز عثمان - رضي الله عنه - عمَّن سواه في هذه الفضيلة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.61 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]