أثر المرأة في حياتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 587 - عددالزوار : 128239 )           »          قيدني يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 200 )           »          المخــدوعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 176 )           »          عهد سليم الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 160 )           »          ثقل النفس الآفة والعلاج .. كيف تتعامل مع أناس لا تحتملهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »          الخرف والزهايمر: دليل شامل لفهم التشخيص والعلاج من خبراء علم الأعصاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 131 )           »          الزوج المحروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 125 )           »          إسقاط العقوبات عن المجرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 129 )           »          شرحبيل بن حسنة : قصة قائد فذ وصحابي جليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 139 - عددالزوار : 37812 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-10-2024, 04:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,340
الدولة : Egypt
افتراضي أثر المرأة في حياتي

أثر المرأة في حياتي


بقلم: د. محمد رجب البيومي*
مَن منّا لا يعرف المرأة، وهي سراج المنزل، وبهجة الحياة، وذات البسمة الرقيقة التي تدفئ قلب الجبان؛ فينهضُ إلى الميدان متأثراً بشعاعها الوضاء؟!
المرأة الأم
أول ما عرف الإنسان في حياته، عرف حنان الأم، وتضحيتها وسهرها الدائم على راحته، وإعدادها ما يتطلَّب من رفاهية ومتاع.
كانت أمي ـ رحمها الله ـ كاتبة قارئة، في زمان كانت فيه الريفيات القرويات بعيدات عن القراءة والكتابة، ولكنَّ والدها الشيخ العالم حبب لها ولأخواتها أن يقرأن ويكتبن ويحفظن القرآن، والقرآن يومئذٍ أساس السلوك الإنساني في الريف للرجل والمرأة معاً، وقد فتحتُ عيني صغيراً، لأرى بعض السيدات يحضرن إلى منزل والدتي بعد الغروب، فتصلي معهن الصلاة، وينتظرن إلى العشاء فتأمهن صالحات قانتات، أما الوالد فبعد الغروب إلى ما بعد العشاء في المسجد القريب.
وفي الخامسة من عمري كانت أمي توقظني عند الفجر لأذهب مع والدي إلى الصلاة في المسجد، ولم أكن وحدي، بل كان كثير من الأطفال يجيئون مع آبائهم مبتهجين، فيحدثون نوعاً من المشاركة الوجدانية، وقد التحقت بالمكتب الريفي في القرية، فكانت والدتي تحرص على أن أعيد على سمعها ما حفظت من سورة جزء عم، فإذا فرغت من سورة، أخذت تحفظني التي تليها، وهي تقول كيلا تتعب مع الفقيه، فيحبّك لأنك مجتهد، فلمَّا حفظت الكثير من القرآن كانت تحرص على امتحاني، فتطلب مني أن أسمعها سورة كذا وكذا، وظلَّ هذا شأنها معي ومن جاء بعدي من الأخوة.
والقراءة ما القراءة؟ كان في منزلنا كتب متواضعة مثل "نور اليقين" للشيخ محمد الخضري، و"تنوير القلوب" للشيخ الكردي، وأولهما في السيرة النبوية ذات الأسلوب المباشر البعيد عن التحليل والتفسير، وثانيهما في الفقه وأحكامه من عبادات ومعاملات، فكان هذان الكتابان أثيرين لديها، وفي شهر رمضان تحضر صديقاتها إلى المنزل بعد العشاء، فتقرأ لهن في كتاب "نور اليقين" وقد كنت أسمع ما تقرأ فأبتهج، وأخذت بعد معرفتي القراءة أطالع السيرة، وأسألها عن بعض المعاني، فتشرح لي الموضوع كله؛ لأنها حفظته من كثرة التكرار.



لا أنسى من ذكرياتي أني وأنا في الثامنة كنتُ أصعد إلى شجرة من شجر الجميز لآكل منها جرياً على عادة الصغار في الريف بنين وبنات، وجاء إلى والدتي من يخبرها أنني كنت على الشجرة مع بنت الجيران وهي طفلة في عمري، وقد تكرر ذلك، فلمَّا ذهبت إلى المنزل قالت لي في تبسم: والدك يا رجب سيبعث بك إلى معهد دمياط الديني لتكون عالماً كالواعظ الذي يقبل الناس يده ويمشون وراءه، وقد اتفقنا على ذلك، فاترك شجرة الجميز ولا تصحب البنات، ولو علم والدك لعاقبك، عندنا متن أبي شجاع، وهو مقرر بالمعهد كما أخبرني والدك، وسأحفظه معك، لتقضي الوقتمعي، فلا تشتغل باللهو... ثم قدَّمت لي وريقات مطبوعة صغيرة هي متن أبي شجاع، وأخذتْ تقرأ السطور الأولى من كتاب "الطهارة"، وأنا قد فرغت من حفظ القرآن، وأيقنت أنَّ مرحلة الحفظ قد انتهت، ففوجئت بما لم أتوقع، وقد كان كلامها صحيحاً، فحين التحقت بالمعهد، وجدت شرح الفقه يدور حول متن أبي شجاع، فلم أكن غريباً عنه، وهذا من فضل والدتي.
وحين التحقت بالمعهد، دأب المسؤولون على أن يرسلوا نتيجة الامتحان بأرقام الدرجات، وترتيب الطالب بين الناجحين كل عام، وفي العام الأول جاءت النتيجة تُعلن ترتيبي الرابع عشر من بين ثمانين طالباً، ولم أعبأ بذلك بدءاً، ولم يحدثني أبي في شيء! ولكن أمي في المساء قد خلت بي، وقالت: لماذا تكون الرابع عشر؟ لماذا لا تكون الأول؟ أنا غاضبة منك، أريدك أن تكون أحسن الطلاب، اجتهد أكثر وأكثر، أريدك أن تكون عالماً كبيراً!
وقد دأبت على قراءة النتيجة سنوياً، فإذا كنتُ من الأوائل فرحت، وإذا كنتُ دون ما تريد، قالت:"معلهش"! السنة القادمة تعوّض ما فات! وهكذا كانت مراقبتها العلمية على قدر استطاعتها باعث عزم ونشاط.
ومرت الأيام، وجئت لها، وأنا طالب بكلية اللغة ومعي مجلة "الكتاب"، وبها مقال لي جاءتني مكافأته وهي ثلاثة جنيهات، عام 1948م، والجنيه حينئذٍ ذو قيمة! فقلت لها: هذا أجرٌ لما كتبت في المجلة، فنظرت إلى اسمي في أعلى الصفحة، وجعلت تقبله، وقال: اكتب كثيراً كثيرا لتكسب! قلت: سأكتب كثيراً، أما الكسب فعلى الله! إذ لا أعرف أني سأوفق، فصاحت بي: ماذا تقول؟! لقد وفقت الآن، فدع اليأس!
ثم تخرجت وعُينت وتزوجت وأنجبت، وهي لا تفتأ تغمرني بنصائحها حتى انتقلتْ إلى رحمة الله، وقد رثيت والدي حين سبقها إلى رضوان الله، ولكنّي عجزت عن رثائها مع شدة حزني عليها، وكنت أردد في سهوم قول أبي العلاء:
مضت وقد اكتهلت فخلت أني .:. صغير ما بلغتُ مدى الفطام
فليت أذين يوم الحشر نادى .:. فأجهشت الرمام إلى الرمام
------------------------
* عضو مجمع البحوث الإسلامية
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.46 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]