البيمارستان العضدي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61184 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29034 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 342 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-أن المسجد الأقصى والقدس لم يأخذا في الإسلام قط دوراً مركزيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الزوجة قد تظلم زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أخطــاء أبنـائنا كـنز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي

الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2022, 12:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,044
الدولة : Egypt
افتراضي البيمارستان العضدي

البيمارستان العضدي
عبدالوهاب مصطفى ضاهر


يقع هذا البيمارستان على طرف الجسر من الجانب الغربي من مدينة بغداد، تكفل بإنشائه عضد الدولة بن بويه أحد أمراء البويهيين، وكان قد فرغ من بنائه عام 368هـ/ 978م. وفتحه في صفر عام 372هـ/ 983م.

أولاً: نبذة تاريخية:
لما جدد عضد الدولة البيمارستان، نقل إليه من الأدوية والأشربة والعقاقير شيئا كثيراً ومن كل ما يحتاج إليه، وأعد له من الآلات، كما رتب فيه الأطباء والخدم والوكلاء والخزان.

ولقد جمع الأمير إليه الأطباء من كل موضع أربعة وعشرين طبيباً، فرتب فيه من جملة الطبائعيين والكحالين والجرائحيين والمجبرين، كما وضع ساعوراً للبيمارستان.

وفي مستهل عام 449هـ/ 1058م، تولى عبد الملك في ظل حكم الخليفة القائم بأمر الله والسلطان طغرلبك، النظر في البيمارستان العضدي وكان قد خل من دواء وشراب وكان المرضى على وجه الأرض، وكان أبو الحسين ابن المهتدي ويعرف بابن العريق قد عرف أن يهودياً يعرف بالهاروني استولى عليه وأكل أوقافه، فاستخلصها من المتغلبين عليها وشرع في العمارة وخلّص البيمارستان من أيدي الطامعين، وكان على بابه سوق فيه مائة دكان قد دثرت فأعادها وجمع فيه من الأشربة والأدوية والعقاقير التي يعز وجودها شيئا كثيرا، وأقام الفرش والألحفة للمرضى، والأراييح الطيبة والسرر والثلج والمستخدمين والأطباء والفراشين، وكان فيه ثمانية وعشرون طبيباً ونساء طباخات وبوابون وحراس، والحمَّام والبستان إلى جانبه فيه أنواع الثمار والبقول والسفن على مائه تنقل الضعفاء والفقراء، والأطباء يتناوبونهم صباحاً ومساء ويبيتون عندهم بالنوبة، وكان فيه عدة جباب فيها السكر الطبرزد والأبلوج واللوز والمشمش والخشخاش وسائر الحبوب والبراني الصينية فيها العقاقير وأربع قواصر فيها الإهليلج الأصفر والكابلي والهندي وأربع قواصر تمر هندي وزنجبيل وعود وند ومسك وعنبر والراوند الصيني في البراني والترياق الفاروقي وجميع الأفاويه وصناديق فيها أكفان وقدور كبار وصغار وآلات وأربعة وعشرون فراشاً، وفي رمضان عام 569هـ/1173م حدث أن توالت الأمطار في ديار بكر والجزيرة و الموصل فدامت أربعين يوما، فما ظهرت الشمس فيها غير مرتين، كل مرة مقدار لحظة، وخربت المساكن وغيرها وكثر الهدم ومات تحته كثير من الناس، وزادت دجلة زيادة عظيمة وكان أكثرها ببغداد فإنها زادت على كل زيادة تقدمت منذ بنيت بغداد بذراع وكسر، وخاف الناس الغرق وفارقوا البلد وأقاموا على شاطئ دجلة خوفا من انفتاح القورج، وكانوا كلما انفتح موضع بادروا بسده ونبع الماء في البلاليع وخرب كثير من الدور، ودخل الماء إلى البيمارستان العضدي، ودخلت القوارب من الشبابيك التي له فإنها كانت قد تقلعت، حتى أنعم الله على الناس بنقص الماء بعد أن أشرفوا على الغرق، ثم أعيد تعميره مرة أخرى على أفضل مما كان، فعمارته محدثة، وتحيط به السوق على نهر دجلة، وتتفقده الأطباء كل يوم اثنين وخميس ويطالعون أحوال المرضى به، ويرتبون لهم أخذ ما يحتاجون إليه وبين أيديهم قوم يتناولون طبخ الأدوية وجميع مرافق المساكن الملوكية والماء يدخل إليه من دجلة.

ولقد اعتمدت موارد البيمارستان على الأوقاف والهبات، فكان ابن مندويه الأصفهاني كثير الصدقة والأوقاف على وجوه القربان وأوقف ضياعا على البيمارستان وكانت تغل شيئا كثيرا من الزرع والثمار والخراج.

ثانياً: الإشراف الطبي:
كان الإشراف الطبي في البيمارستان العضدي من صلاحية رئيس الأطباء فقط الذي كان يتم اختياره من خلال امتحان يحضره مائة منافس له ليبين أنه أمهرهم في مجاله. وبعد تسلمه لمنصبه يكون له فريق من الأطباء يجاوز عددهم الأربعة والعشرين، منهم المختص بالأمراض الداخلية، ومنهم بالأمراض العصبية، ومنهم الجراحون البارعون ومنهم المتضلعون في أمراض المفاصل والعظم، ومنهم أطباء العيون. وكان كل واحد منهم يتسلم إدارة قسم ما، مدة من الزمن ثم يتركه لزميله في الاختصاص وهكذا.

ثالثاً: الرعاية الطبية:
لقد كانت الرعاية الطبية في البيمارستان حقا للجميع على حد سواء، وكان المرضى يفحصون بعناية كبيرة وتدون أسماؤهم في سجلات خاصة لمعرفة سير المرض فيهم ومتابعته يومًا بعد يوم، وكان يقدم لهم الغذاء والدواء مجاناً، ويظلون تحت الرعاية حتى الشفاء التام، وعند المغادرة يصرف لكل واحد منهم ثوب وبعض المال ليقوم بنفقاتهم الضرورية في فترة النقاهة، كما توافرت كل أسباب الرفاهية في هذا البيمارستان من أسرة وثيرة ناعمة إلى حمامات فاخرة، بالإضافة إلى قاعات مخصصة للمكتبات.

وقد كان هناك اهتماماً كبيراً بصحة المكان، من حيث الحرارة والرياح والرطوبة، وإنارة البيمارستان ومدى الحرارة فيها، ونقاوة هوائها وطهارة مائها وعن إمكانيات الاغتسال به. وكان هناك حرص دائم على إنزال المرضى في أنسب الأمكنة موقعاً وهواءً وصحةً ونظافةً، فكان يشدد على النظافة دوماً وتغيير هواء الغرف بشكل متواصل. وكان الناس في بعض الأحوال يتمارضون ليحظوا بدخول البيمارستان والتنعم بما فيها، وكان الأطباء المناوبون يغضون الطرف عن هذا التحايل أحيانا إذا كان هناك متسع.

رابعاً: التعليم الطبي:
كان التعليم في البيمارستان يعتمد بشكل أساسي على التعليم السريري الذي يتضمن تشخيص المرض، والتعرف على أعراضه، والمدواة، وكان الأستاذ يجلس أمامه الطلاب حيث يحتل الصف الأول من حلقة الدرس تلامذته النابهون والمتقدمون في الدراسة، ويلي هذا الصف التلاميذ الذين دونهم في التحصيل أو القدم. ويكون في العادة أحد التلاميذ رئيساً على الحلقة (كالمعيد). ويبدأ الدرس العملي بمناقشة حالة المريض بين طلاب الصف الأول، فإذا صعب عليهم أمرها دخل بينهم المعلم ليحل لهم ما عسر عليهم فهمه، ولازال هذا الأسلوب متبعا حتى الآن بذات الترتيب: من طبيب معاود إلى طبيب مقيم إلى مدرس إلى أستاذ.

ولقد وصل التعليم السريري ذروته في التطبيق في أيام المماليك حتى صار قريباً من أسلوب التدريس السريري في الوقت الحالي. فقد كان المعلم يمر على المرضى في المستشفى ومن ورائه عدد من التلاميذ، حيث يستجوب المريض عن شكواه، ثم يفحص بدنه، ثم ينظر إلى قارورة بوله، وقارورة بصاقه، وما إلى ذلك من شواهد المرض وعلاماته على المريض. وبعد المعاينة ينسحب المعلم إلى إيوان خاص (كقاعة المحاضرات) فيجلس على دكّة فيه، ويقعد التلاميذ من حوله على بسط مفروشة. ويبدأ المعلم يستعرض أمام تلاميذه ما يشكو منه المريض، والعلامات والأعراض المرضية التي لاحظها عليه. ويربط بين هذه وبين شكواه، ويصل بالاستنتاج إلى تشخيص المرض، ثم يذكر طريقة معالجته. فإذا صعب على المعلم تشخيص المرض أو طريقة علاجه التقط كتابا من الخزانة الملحقة بالإيوان، وقرأ ما فيه عن ذلك المرض، ويطول الدرس التطبيقي أو يقصر حسب عدد المرضى أو صعوبة الحالات المرضية.

خامساً: أطباء البيمارستان:
خدّم البيمارستان عدد كبير من مشاهير الطب في زمانهم، فخدم فيه من الطبائعيين جبريل بن بختيشوع، وأبو الحسن علي بن كشكرايا، وأبو يعقوب الأهوازي، وأبو عيسى بقية، ونظيف النفس الرومي، ومن الكحالين الفضلاء أبو النصر الدحني، ومن الجرائحيين أبو الخير وأبو الحسن بن تفاح وجماعة، ومن المجبرين أبو الصلت.
كما تعاقب على رئاسته أبو الحسن بن سنان بن ثابت بن قرة الصابي، وهارون بن صاعد بن هارون الصابي، والطبيب أبو نصر، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن الحسن، وأمين الدولة ابن التلميذ، وجمال الدين بن أثردي، وابن المارستانية، وأبو علي ابن أبي الخير مسيحي ابن العطار النصراني.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.83 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]