طوق اليمامة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847558 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384610 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59456 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 586 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أبواب الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          إلى كل فتاة.. رمضان بوابة للمبادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أســـرار الصـــوم ودرجات الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2022, 07:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي طوق اليمامة

طوق اليمامة
مأمون أحمد زيدان




بذهول يسح دهشة: أتُحِبُّها كلَّ هذا الحب؟ بعد أن رأى العوالم الممتدَّة في عينيَّ المتَّقِدتينِ لهفةً وحنينًا وحنانًا، وشوقًا واشتياقًا.
بشغف يفيض لوعةً وعشقًا وغلمةً تكاد تشق الصخر والصلد، وهل يملك مخلوقٌ الانخلاعَ مِن شِباكها؛ مِن رحيق خليَّة مجروحة، ينهال شهدها في الروح الموغلة بالإيمان المكدس والمعتق؟
وهل يملك الحب الانفكاك من ملامستِها، كي يتحول عشقًا وولهًا وعذابًا يضيء المجهول، وينشر النور في منابت الألم المنبثقِ مِن صداع حبِّها الممزوج بزيت زيتونةٍ عمرها أكثر من ألف عام؟
هي سمراء ملوحة بشمس ناعمة؛ مثل حرير على جسد عاجيٍّ بضٍّ يُضيء، يتوهَّج، يلمع، يبرُقُ، يرعُدُ.
بيضاء مشربة بزُرقة اللازورد وحُمرة الفيروز، ملساء ككاعبٍ يلمسها تراب يشهق من ذروة اللذَّة المتعمقة بخفق لذة مولودةٍ من لذة تكاد تخطَفُ الروحَ بعد تصعيد أنفاسها إلى نهايات لا بدايات لها.
موزعة بين سمرة ناهضة من ورقِ زيتون يكاد يغطس في خضرة تشتبك مع روائح الرصاص، وبين بياضٍ مخطوف من حرب طاحنة بين نرجس يظهر ما خلفه، وزهر لوز مستبدِّ الشفافية، كحسناءَ يُرى الماء وهو ينساب في حلقها رذاذ ريش نعام يخض الغيم ويحلب السحب.
حين قيل لي ذات مرة، ذات فجأة، ذات حلم مورق موشى: صِفْها لنا، أهي مِن النساء، من الحوريات، مِن الكواعب، من الضياء، من اللهفة، من الشهقة، من الموت، من الحياة، من الفناء، من الخلود؟
وقفت كجلمود مقدود من بركان يقلبه زلزال، كنت مأخوذًا بالسحر والشعوذة، ممسوسًا يكاد يتساقط كورق شجرة لم ترَ في حياتها سوى خريف تلو خريف.

حبيبتي، نعم حبيبتي، كان عليَّ أن أتعامل مع ذواتي كلها دفعةً واحدة؛ ذوات الفرح والحبور والسعادة، ذوات الألم والعذاب والتشظِّي والوجع، ذوات اللذَّة والغلمة، ذوات الأسى والانكسار والتفتُّت، ذوات المعلوم، ذوات المجهول، ومع ذوات وذوات تتوالد وتتناسل منها ذوات وذوات.
كان عليَّ أن أصبَّ ذلك كله كنُحاسٍ وذهب وفِضَّة في بوتقةٍ واحدةٍ، تتجانس ولا تتجانس، أن أحزم أدقَّ التفاصيل التي تُرى ولا ترى، التي تُحَس ولا تحس؛ حتى أستطيع التنفُّس تحت محيط مثقل بالضباب؛ كي أستطيع أن أقول ما أود أن أقول، بقوة العجز المفرط، وعجز القوة المنساب.

حين قيل لي: نريد وصفًا لحبيبتك.
استندتُ على شراييني وأَوْرِدتي، على أعصابي وأوتاري، على حلمٍ تحوَّل في ذاتي إلى رؤيا، تنشطرُ برؤى مزدحمة، بتفرق منتظم في جيد طوق يمامة تشبه أو تتشابه أو تتداخل مع طوق حمامة، خبرناه ونحن أطفال، عرَفناه يوم أصبحت الحروف بين أيدينا عجينةً تتشكل فتتشكل منها المشاعر والأفكار.

هُرِعتُ إلى معاجم اللغة، لغة الضاد التي لا تشبه إلا ذاتها، خضتُ بين المفردات والحروف، سبحتُ في بلاغتها وشفافيَّتها وبكارتها، استأنستُ غريبها، واستغربت مستأنسها، زاوَجْتُ بين المترادفات، وفرَّقت بين المتشابهات، فعلِمتُ بأني أسعى وراء شيء قد لا تتَّسِع اللغة له، أو لا أستطيع أنا أن أرفع اللغة إلى المستوى الذي أحبها بقدره.

اندفعت نحو الرسم، نحو الألوان، لامستُ ولدهورٍ طويلة تشكيلَ الكائنات وما عليها من جلال وجمال واكتمال، دُرْتُ الغابات والحدائق، أعشاش الطيور، بيوت النحل والنمل، رزمتُ الطبيعة بكلِّ ما فيها من اختلاف برزمة متقنة، صعقت حين أحسست بالخواء يسكن ما رزمت، لعل الرسم والألوان والتشكل والتناقض والتآلف، كلها لا تستطيع أن ترتقي إلى إصبع من أصابع قدمَيْها المصقولة بالندى، وتثاؤب الصبح قبل أن يتنفس.

الارتقاء إلى الفضاء، كان ضمن خياراتي، بدأتُ رحلة طويلة، بها ازدواج غريب غير معهود، كحبيبتي في ازدواجيَّتها في كل شيء، كنتُ أجمع غبار الكواكب، ضياءها، أنفاسها الأخيرة، أنفاسها المولودة في التوِّ واللحظة، الملم النجوم والكواكب والشموس، أجمع الأقمار والمجرَّات، أمزجها باللغة؛ كي أستطيع أن أضع قاموسًا أو معجمًا يليق بها.

غصتُ في البحار والمحيطات، في الأنهر والمرافئ والموانئ، لامستُ الأعاجيب، بيدينِ مرصَّعتينِ ببقايا الشموس والأقمار، بآثار الغابات والأدغال، هجست للحظة بأني إن خلطت كل رحلاتي ودهشاتي، وشغفي وانعطافاتي، قد أستطيعُ الوصول إلى خطوة نحو البَدْء، أو نحو مسافةٍ تقترب من بَدْء البَدْء أو ما قبله.

هي.
تخضع الخرافة، تدنيها من الروائح المنبعثة من رؤى وأحلام، توجسات وهلوسات، تشدُّها بحبال خفية، تسحبها نحو الأسطورة، فتخرجها من المستحيل إلى الممكن، تعالجها بلمسات من حرير مخضَّب بروائح البرتقال والزنبق، تعجنها بنظرات مخلوطةٍ بشعيرات من لمى شفاهٍ يلامس التاريخ المتخفِّي في ريحانة أو عِرق زعتر؛ كي تنهض بالخرافة والأسطورة إلى ملامح حجرٍ صقلته أيدي أناس، زرعوا حبيبات عرقهم قبل الرحيل، لتضعَهما على حافَة شاطئ تصقله الأمواج وتُعِيد تشكيله مرة بعد مرة، ينقل بعدها على راحتي الريح والندى إلى عمق صحراء، يزرع هناك لوزةً مكلَّلة بجلنار يخفي المن.

تجتمع الرياح والعواصف والسوافي، تهب موجات محمَّلة بالرمل القادم أصلًا من بقايا محيطات وأنهر سكنت هنا يومًا، تتوشوش، ثم تتحوَّل إلى قدرات تُهذِّب الصقل المائي، تشترك في تشكيل ملامحه، تنثر الاختلافات والتناقضات والافتراقات على مرمى الأبصار والعمى، الجمال والروعة، الذهول المشحون بدهشة غارقة، حيرة تكاد تصفد النهايات والبدايات في شكل واحد، لا يمكن الاتِّفاق عليه، ولا يمكن الاختلاف عليه، بل يجتمع الاتفاق والاختلاف في صورةٍ واحدة يمكن الإحساس بها، دون القدرة على التعبير عن الإحساس سوى بالإحساس، لكنني استطعتُ مِن قلب كل ذلك أن أصل إلى مفردةٍ واحدة يمكن الاعتماد عليها في الوصف والتعبير والإحساس؛ لأنها وإن كتبت لا يمكن قراءتها إلا بالإحساس فقط؛ لذلك أقول: أنا أتحدث عنها.

هي.
تنقل الواضح نحو تركيب خاصٍّ، معقَّد، سَلِس، ينساب باتجاه الأعلى، يأخذ طرقًا متفرعة، بعضها يرى وهو يتخلل الأشجار المفتوحة السيقان منذ أزمان تكاد تروي الألم والفرحة، وأخرى تصب في قلب صخر مخروق ربما منذ ألف عام، وربما منذ هُنَيْهَة، يختفي في تعرُّجات تعجُّ بالظلمة والسواد، لكنها تختطف الشمس من كوات وفجوات تُهرِّب الضياء لكائنات ترى ولا ترى، لكنها موجودة هناك باستقلالية تكاد تكون مطلقة، وهناك ما يمر بين مكونات تكاد تتلاحم لتغرقنا بجهل الطريق، وبعد أزمان ودهور، تكشف عن ذاتها في صحراء تخنق وتختنق بالظمأ والقيظ، وبضربة صغيرةٍ مِن ضب أو نبتة خارقة تحدت القحط والجفاف والسراب، تنبثق حياة تنشق عن حيوات.

هكذا هي.
تتوزع دون علمٍ منا، بدراية ممعنة بالغموض المكتظِّ بالتجلي، في الأشياء والمكونات، في دقائق الأمور وعظيمها؛ ليتم اكتشافها بتجدد دائم محشوٍّ بالتوتر والهدوء والسكينة؛ لذا فهي تتوسط المفردات والحروف، الجُمَل والعبارات، الاستعارات والكنايات، فهي سيِّدة النثر، سيدة الشِّعر، لا بلاغة أو متانة بدونها أو بدون رائحتها الموزَّعة في كل زهرة، وفي ترابِ الأرض، بها تكتمل القصائد والروايات والقصص، بها تكتمل إيقاعات اللغة وجرسها، وبها تنشد الأناشيد الجمال والبهاء والنماء.

هي.
أتعتقد الآن بأنك استطعت وصفَها؟
لو كنت أعلم بأنها تُوصَف لَمَا تجشمت عناء المحاولة في الوصول إلى رسمٍ يمكن أن يركن بذاته إلى الأداء بأنه يرتقي إلى وصف لحظها.
ولماذا كلُّ هذا التعب، كل هذا العجز، ومحاولة التخلص من العجز؟
لأننا مسوقون بغير إرادة منا إلى الالتصاق بها من أجل إرضاء عشقنا، بأننا حاوَلْنا عبر ما نَملِك عجزًا لمحاولةِ القَبول، أو الادِّعاء بأننا حاوَلْنا القَبول، بأننا قدَّمنا لها أضحية الوفاء والحب والعشق والذوبان والتلاشي.

أتعرف اسمها؟
ليس السؤال سؤالَ جهل أو تحقق؛ إنما سؤال لهفة، لها اسم واحد، وواحد هو اسمها، لا يشبه شيئًا، ولا يشبهه شيء، هو هي.
هي هي.
فلسطين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.50 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]