سر شفاء عبد الرحمن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847593 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384622 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59468 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 587 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أبواب الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          إلى كل فتاة.. رمضان بوابة للمبادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أســـرار الصـــوم ودرجات الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-03-2019, 10:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي سر شفاء عبد الرحمن

سر شفاء عبد الرحمن


محمد ثابت توفيق





قالتْ زوجه:

ـ عبدالرحمن متعب يا حاج.. أتوا به من جامعته محمولا منذ قليل.. لقد صدقه قلبه الحديث، فإن المال الوفير ورغد العيش لابد معه من منغص..

ـ رحماك ربي.. ابني الأخير.. وحيدي.. وعون تجارتي المنتظر من البشر، ألحقته بكلية التجارة خصيصا لذلك، ورجوت منك أن يكون مطيعا، فقبلتَ بلطفك دعواتِ عبدك المقصر، وكنت أعده للوقوف إلى جوار ثلاث فتيات يكبرنه في مشوار حياتهن من بعدي..

نظر إلى وجهه ملتاعا..

يوشك أن يغيب عن الوعي..

ـ بني ماذا حدث؟!

تمر البرهة تلو الأخرى وهو متسمر يتمتم:

ـ اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها..

يفتح الصغير عينيه في وهن شديد، ينتظر كلماته، ويمر الصمت به مدويا، إلى جواره بناته الثلاث وزوجه، وهو الرجل مضرب المثل في السوق بتماسك الأعصاب.. ملاذ جميع العائلات، متى ضاقت الدنيا بهم، وأرادوا الاستقواء بأحد من البشر، لكنه يحاول التماسك، فما يستطيع، ويعاني من رغبة قوية في البكاء، هتف بنفسه:

ـ.. وأمه ماذا تفعل، إن رأتني كذلك، وأخواته.. لعله أمر طارئ.. وعكة مفاجئة.. بل قلبي يحدثني أن الأمر خطير.. ليس لي سواك يا كريم..

تلاحقتْ إلى ذهنه صور متعاقبة، نشأته يتيما، بِرُّه بوالدته، تدرجه التعليمي الصعب، بعد وفاة أبيه، اضطراره لاختصار الرحلة من أجل إخوته، تلطمه في الأسواق، رزق ربه الواسع مع مجيء أولى البنات، تعلقه بأبوابه تعالى مع الثانية، الرزق بلا حساب مع الثالثة، ظنه أن أيام تلطمه مرتْ إلى الأبد، مع استقرار مؤسسته التجارية، دعوته الله تعالى أن يمن عليه بالابن، سعادته الغامرة بميلاد عبدالرحمن، رعايته له دون تبذير أو تقتير..

خطوات ثقيلة من خلفه.. يد تقبض على كتفه:

ـ أمي.. ادعي له الله..

ـ هل قصرت مع ربك يا بني؟!

يعاني الآن تماما، ابنه لا يجيب، ودمعة تعرف طريقها، وأمه كعادتها في الحق واضحة، يمد يده ليلتقط هاتفه النقال فتصطدم بالمفاتيح فتخرجها بدلا منه، ويكاد يضعها على أذنه.. في الآونة الأخيرة ارتكن إلى الحياة الدنيا، يظن أنه لم يقصر في صدقة أو زكاة، ولكنه صار يجد شيئا من فخر بالنفس كلما قصده قاصد أو مد يدا بالعون..

في المستشفى الخاص قال الطبيب بعد ساعات من مكثف التحاليل والأشعة:

ـ لا أخفيك سرا.. مرضه غير يسير..

مادتْ الأرض من أسفل قدميه، وتلمس الطريق إلى جبهته فوصلتْ يده بصعوبة، لكنه استرجع..

في أكبر مستشفى متخصص في أمراض الدم بإحدى العواصم الأوروبية قال الطبيب بلا شفقة:

ـ سرطان في الدم.. واكتشاف غير مبكر.. نظام علاج قاس.. ولا تكرر أسئلة تبدأ ب «متى» علي..

بكى لحظتها في عنف جذب انتباه العابرين واستوقف العرب في المستشفى، ولم يزد على كلمات:

ـ ليس لي إلاك.. يا رب..

أدمن السفر بين بلده ومستشفى ابنه، علق تجارته حتى حين.. لما تماسك الابن قليلا قال:

ـ لي عندك رجاء يا أبي.. خذني إلى بلدي..

ـ أهي النهاية؟!

قال الطبيب:

ـ لا ضير.. لكن لا تنس العلاج والميعاد..

فيما كانت عيناه تضيفان:

ـ.. إن كانت به ماتزال حياة..

ـ ابدأ صفحة جديدة يا بني.. إن أردتَ أن يهبه الله إليك من جديد..

لم يملك إلا أن يقول:

ـ سمعا وطاعة يا أمي..

عرفت الأسواق «الحاج» كما لم تعرفه من قبل، أكثر تعاطفا مع المنافسين، يبغي هامش ربح قليل مع الأغنياء، يبيع السلعة بثمنها أو أقل، حسب حالة المشتري، ورغم تساقط شعر عبدالرحمن، وعدم قدرته على المشي، استذكر، وقرر دخول امتحان العام النهائي من الكلية، ذهب معه -دامع العينين- حتى كرسي الامتحان، وراعته خطوات العميد في أول يوم، وأغلب المتواجدين من الأساتذة والزملاء:

ـ ستكون بخير.. وفقك الله!

سأله في يوم الامتحان الأخير:

ـ هل ستنجح يا عبدالرحمن؟

ـ في امتحان الدنيا نعم يا أبي..

بكى الحاج وهو يقود السيارة من جديد:

ـ أين تريد أن نذهب؟

ـ إلى السوق الشعبي يا أبي..

ـ أو اشتقت التسوق؟

لدى القصاب قال:

ـ توقف هنا يا أبي من فضلك..

ـ أو تريد لحما طازجا؟

نزل بنفسه، حياه صاحب المحل، ابتسم له، دقق في المحل أكثر، خفق قلب الأب: ترى عمن تبحث صغيري الحبيب!، لمعتْ عيناه وتوقفتا عند امرأة عادية المظهر تسأل:

ـ هل انتهيت؟!

ـ معنا ساعة..

قال الجزار بعد أن مضت المرأة، وعينا عبدالرحمن تنظر إلى مكان انتظارها في وهن:

ـ إنها تسأل عن نوع من العظام مختلط بلحم تطهوه لأبناء أيتام..

ـ لا تدعها يا أبي من فضلك، فلا أستطيع البقاء.. فضلا لا تهبها عشرات الكيلووات من اللحم اليوم.. رأيناها معا منذ شهور بعيدة.. وما فطنا.. أعطها من مال الله لديك دائما.. مفتاح السيارة من فضلك..

هرول الحاج وراءها:

ـ كم كيلو يلزم أبناءك كل أسبوع؟.. بسرعة، نعم، لا أمزح.. لا تردها أخي الجزار، ولا توقفها، وسأعطيك مبلغا مقدما، بل تعالي معي إلى محل الدواجن، لا، لم ننته بعد، أكبر محل خضراوات.. وكم كيلو فاكهة.. كله من فضل الله.. إنما هو ماله..

ابتسمتْ عينا عبدالرحمن لما التقتا بعيني الأب.. ونام هانئا تلك الليلة، ولم يتأوه طوال ساعاتها، ولم يطلب الأب قسم الطوارئ من المستشفى بالليل، عند الفجر صلى مع أبيه في مسجد المطار، بعد ساعات كانا أمام الطبيب المختص بمتابعة حالته، نظر في جديد الفحوصات:

ـ لا وقت لدي للعبث.. من فضليكما..

ـ عبث؟!

ـ أريد فحوصات ابنك عبدالرحمن المريض.. لا هذا المعافى، فيبدو أن لديك ابنين بنفس الاسم..

تعالى صراخ الأب، وتدخل طاقم العمل الطبي، والعرب بالمستشفى، وتكررت تأكيدات الطبيب بنبرات متعددة:

ـ هذا الشاب سليمٌ معافى تماما.. لم يعرف المرض الذي عرفه أخوه المريض.. ومن المستحيل أن يكون هو..

هتفت الفكرة بقلب الأب، فجذب ابنه بعيدا عن الزحام قائلا في تهدج صوت، ودموع غزيرة، وقلب ساجد لرب العزة، بل سجد به:

ـ يا بني.. كما قال الرسول " صلى الله عليه وسلم" : «صدقة السر تطفئ غضب الرب»

كان عبدالرحمن منتبها تماما إلى الموقف:



ـ وقال " صلى الله عليه وسلم" أيضا: «والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.33 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]