25-07-2022, 07:17 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,313
الدولة :
|
|
المحبة رغم الخلاف
المحبة رغم الخلاف
د. محمد بن فهد بن إبراهيم الودعان
(تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف)
قال سبحانه وتعالى-فيما دار من الحوار بين يوسف وإخوته-: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 91].
فقد أقّر إخوة يوسف أمامه بأنهم كانوا خاطئين بما فعلوه بيوسف وأخيه.
فهم استشعروا الندم والحسرة على ما بدر منهم، فاعترفوا بخطيئتهم.
ثم جاء الردّ عليهم - في هذا الحوار، رغم الخلاف الذي حصل بينهم - إذ يعلن يوسف - عليه السلام - قبوله اعتذارهم، فهو لم يذكرهم بذنبهم، ولم يؤنبهم، ولم يَلُمْهُم، بل عفا عنهم وزيادة على ذلك استغفر لهم: ﴿ قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92].
وهذا يدل على كمال عقل يوسف - عليه السلام -، وفقهه بضرورة المحافظة على أواصر الأخوة والمحبة، وتنقية القلوب وتصفيتها مما يكدرها.
وعلى هذا فمن أدبيات الخلاف عدم التثريب بين المختلفين، حتى ولو كان أحدهما أصدق إيماناً، وأوسع علماً، وأرجح عقلاً من الآخر.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|