|
|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
رثاء زوجة لزوجها
من نماذج شعرأمينة قطب فى رثاءها لزوجها كمال السنانيرى مراثيها لزوجها عرف الأدب العربي مراثي الأزواج لزوجاتهم، وهي تفيض ألمًا وحزنًا على فراق أحبتهم،غير أن رثاء الزوجات لأزواجهن نادر في الشعر العربي، وقد رثت "أمينة قطب" زوجها في أكثر من قصيدة في ديوانها"رسائل إلى شهيد" والذى يمثل صرخة استنهاض في وجه من تسميهم بـ"الخانغين" أو "القطيع"، أولئك الذين رضوا بالذلة والهوان .. وفيه مجموعة من القصائد جاءت كأنها رسائل وجهتها إلى الزوج الشهيد، وإلى السائرين على درب الحق رغم أشواك الطريق.. ففي قصيدة "في دجى الحادثات" تصف لقاء كيانين ألّفت بينهما العقيدة ووحَّد بينهما الإحساس المسؤول بثقل الرسالة وجسامتها ليتحركا في صبر الأباة المجاهدين صوب الهدف الذي أملاه الواجب الشرعي، تقول هل ترانا نلتـــــــــــــــــقي أم أنها كانت اللقيـــــــــــا على أرض السراب ثم ولت وتــــــــــــــــــــلاشى ظلها واستحالت ذكريــــــــــــــــات للعذاب هكذا يســـــــــــــــــــــــــأل قلبي كلما طالت الأيام من بعد الغيـــــــــــــــاب فإذا طيفك يرنو باســـــــــــــــــــماً وكأني في استمــــــــــــــــــاع للجواب أولم نمضي على الحق معاً كي يعود الخيــر للأرض اليباب فمضيـــــــــــــنا في طريق شائك نتخلى فيه عن كل الرغـــــــــــــــــــاب ودفنا الشوق في أعمـــــــــــاقنا ومضينا في رضــــــــاء واحتساب قد تعاهدنا على الســـــير معاً ثم آجلت مجيــــــــــــــــــباً للذهـــــــــــاب حين نادني رب منــــــــــــــــــــــــعم لي حياتي في جنــــــــــــان ورحاب ولقاء في نعيـــــــــــــــــــــــــــــم دائم بجنـــــود الله مرحا للصحــــــــــــاب قدموا الأرواح والعمـــــــــر فدا مستجيبين على غير ارتيـــــــــــــــاب فليعد قلبك من غفـــــــــــــــــــلاته فلقاء الخلد في تلك الرحــــــــــــــــاب أيها الراحل عذراً في شكاتي فإلى طيفــــــك أنات عتـــــــــــــــــــــــــــاب قد تركت القلب يدمي مثــــقلاً تائهاً في الليل في عمق الضباب وإذا أطوي وحيداً حائـــــــــــــراً أقطع الدرب طويـــــــلاً في اكتئاب وإذا الليـــــــــل خضم موحـــش تتــــــــــلاقى فيه أمــــــــــــــواج العذاب لم يعد يبرق في ليــــــلي سنا قد توارت كل أنـوار الشــــــــــــــــهاب غير أني سوف أمضي مثلما كنت تلقاني في وجه الصـــــــعاب سوف يمضي الرأس مرفوعاً فلا يرتضي ضعفاً بقول أو جـــوابي سوف تحدوني دماء عابقات قد أنــــــــارت كل فـــــج للذهـــــــــــــــاب ولنستمع إليها في مناجاتها لزوجها بعد استشهاده، وهي تقول: أنا في العذاب هنا وأنت بعالم فيه الجــــــــــــــــــــــــــــزاء بجنَّة الديَّان مارست من أجل الوصول عبادة فيها عجائـــــــــــــــــــب طاقة الإنسان كانت جهاداً في الطريق لدعوة هي للأنـــــــــــــــــام هدى وخير أمان إلى أن تقول: هلّا دعوت الله لي كي ألتــــــــقي بركابــــــــــــــــكم في جـــنَّة الرضوان هلّا دعوتم في سماء خلودكم عند المليــــــــــــــــــــــــــك القادر الرحمن أن يجعل الهمّ الثقيل بــــــــــراءة لي في الحساب فقد بقيت أعاني هل ترانا نلتقي أم أنها كانت اللقيا علي ارض السراب ؟؟!! بهذه الكلمات التي خضبتها الدموع ودعت زوجها وشريك حياتها تلك الدموع التي وصفتها بأنها "لم تكن قط دموع حسرة أو ندم، فحاشا لله أن تندم نفس مؤمنة على ما قدَّمت، أو على ما قدَّم الأحباب من عمل نال به صاحبه ـ بإذن الله ـ الكرامة بالشهادة في دين الله، ولكنه الفراق الطويل ومعاناة الخطو المفرد بقية الرحلة المكتوبة"). إنها امرأة مسلمة ، وهي مع إسلامها لا تخفي إنسانيتها بقوتها وضعفها ، ولا تكتم مشاعرها وأحاسيسها ، تستعلي على الواقع المؤلم حينا ، ويثقل كاهلها تحت الحمل المضني ، فتجأر بالشكوى ، ولكنها لا تسقط أرضا ، إذ تأتيها رافعةُ الإيمان التي تنتشلها من كبوة اليأس ، وتحصنها من عتمة القنوط . وقفت "أمينة" ديوانها على زوجها، فهو إذًا أشبه برثائية كبيرة؛ وهو ما يذكرنا بـ"الخنساء" في رثائها لأخيها "صخر"؛ حيث رثته بأكثر أشعارها التي أبدعتها… ولرثاء "أمينة قطب" لزوجها مذاقه الخاص الذي ينبع من كونها شاعرة وزوجة ومسلمة، ولها فكرتها التي تؤمن بها في الإصلاح والدعوة إلى الله فهو رثاء للحبيب الذي استأثر بقلبها: شاقني صوتك الحبيب على الهاتف يدعو ألا يطول غيابي شاقني أن تقول لي: طال شوقي قد غدا البيت موحشًا كاليباب شاقني ذلك النـــداء حـنونًا فلتعودي لعالم الأحباب شاقني أن تقول: حبك بـعــدًا لا تعيدي بواعث الأسباب وهو الزوج المسلم الذي يعرف جيدًا كيف يعامل زوجته وفق منهج الله، فلا يخطئ في حقها أو يكدر عيشها، بل يفيض عليها من الود والرحمة: قلبت في صفحات عمرك علني ألقى من الأخطاء ما ينسيني إشراقة الوجه الحبيب على المدى منذ التقينا من عديد سنين فتشت على الذكريات تصدني عنها وتهجرني دموع أنيني فبحثت في عهد الشباب فلم أجد عملاً معيبًا مخجلاً لجبين عف اللسان وعن حديث هابط تنأى وتبعد مؤثرًا لسكون وهو المجاهد الذي بذل روحه من أجل مجد الدين الحنيف: ما تخيلت عالمي وحــياتي قد تغشاهما صقـيع المــنون غير أن الرحـيل كان سريعًا لا يبالي بما بـدا فـي ظنوني وإذا القلب والديــار خـواء يبعث الليل في دجـاها شجوني وطيوف الذكرى تروح وتغدو في حريق للقلـب يدمي جفوني أتعزى بالـذكــر أن "كمالاً" قد شرى بالحياة مجــدًا لديني لم يمت ميتة الضعيف فيمسي كل ذكـر لمــوته يخــزيني غير أن الفراغ من كل شـيء كان لابد ثـقـلـــه يـضنيني تلك نماذج من صفات الزوج الحبيب، وللشاعرة في ديوانها الكثير من الصفات الطيبة التي اتسم بها هذا الزوج الوفي، وتصب كلها في معاني الشجاعة والبسالة، والصبر والإيمان، والجهاد والتفاني. وإذا فتشنا في شعرها عن أثر فقدها لزوجها وجدنا منه الكثير، ويتراءى هذا الفقد في مخيلتها طوال الوقت، ويملأ جنبات نفسها كذلك، وأحيانًا ينعكس على ما حولها من موجودات، حتى الجمادات أحست مع الشاعرة وتأثرت بهذا الفقد؛ وهو ما يوحي بشدة الأثر الذي خلفه غياب الزوج الحبيب عن زوجته. فهي في عذاب بسبب بعد زوجها عنها، لقد كان معينها في رحلة الجهاد، وكان الأمل الذي يهون عليها مشاقها، لكنه الآن في عالم آخر: أنا في العذاب هنا وأنت بعالم فيه الجزاء بجنة الديان وتأتي ليلة القدر فتتذكر الشاعرة زوجها، وقد قلبت هذه الليلة المباركة عليها المواجع؛ وهو ما يوحي بذكريات كانت لهما معًا في طاعة الله، ثارت مشاعر الزوجة تحنانًا لها: ليلة القدر خبريني بمـــاذا سوف ألقاك.. كيف أخفي شجوني كيف أخفي الهموم والقلب باك وغـزير الـدمــوع ملء جفوني وطيوف الذكرى تُعيد الليـالي في خيـــالي وعالـمي المحزون وفي قصيدتها: "الباب المغلق" تتحدث الشاعرة عن باب بيته الذي أخذ منه ولم يعد: طـال شوق المفتاح والباب يرنو ويعاني صمتًا مـريرًا كئيبا في انتـظار قد طـال منذ شهور لم ير الطارق الـودود الحبيبا كلما طـاف بالمـكان أنــاس راح يرنو مـعذبـًا مكـروبا عل فيـهم ذاك الـذي كان يغدو أو يـرى ذلك الحـبيب مجيبا… منقوووول
__________________
مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
#2
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
بارك الله فيك اختي الفاضله أم اسراء
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
وفيك بارك الرحمن غراس
__________________
مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
#4
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
بارك الله فيكِ يا طيبه وأعتذر عن تكرار الموضوع وإن كنتِ أجدتِ وفصلتِ فيه أفضل منى بارك الله فيكِ
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
اقتباس:
وفيك بارك الرحمن ولكنى ما قصدت أن الموضوع مكرر ولكن قصدى أن تعرفى حكاية هذه الأبيات الشعرية فهذه القصيدة جميلة وعذبة جدا وبعد أن عرفت القصة كان لها مذاق أخر حينما أستمع لها
__________________
مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
#6
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
ماشاء الله موضوع حلو كلمات فعلا رائعة اللهم اجمعنا بازواجنا في جنة الخلد ياااااااااااارب كرا اختي على الموضوع
__________________
اللهم ارحم زوجي و ارزقه الجنة بلا حساب |
#7
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
بارك الله فيك خالتوا
__________________
.ربـعاوؤيّےـة
أأرهـأأبيـيےــة وأفـتُـخٌےـر |
#8
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
جزيتِ خيرا خالة ام اسراء احزنتني الكلمات وافرحتني فاختلطت الاحاسيس رحمتك يارب..
__________________
بصمتك في المنتدى ستبقى حتى بعد رحيلك, فلتكن دوما في الخير وجدد النيّة لله تعالى عند كل تواجد, تكن من السعداء
|
#9
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
نعم أعرف قصدك أختى الطيبه ..أسأل الله أن يحفظك
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رد: رثاء زوجة لزوجها
بارك الله فيكن جميعا لمروركن وتعليقكن
__________________
مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |