الاستقامة: مفهومها .. أسبابها .. وسائلها - الاستقامة تعـنـي الثبـات علـــى الديــــن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2021, 01:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الاستقامة: مفهومها .. أسبابها .. وسائلها - الاستقامة تعـنـي الثبـات علـــى الديــــن

الاستقامة: مفهومها .. أسبابها .. وسائلها - الاستقامة تعـنـي الثبـات علـــى الديــــن والتمسك بالتوحيد

د. عاطف إبراهيم




ما زال حديثنا مستمرًا عن الاستقامة ومفهومها ووسائل الثبات عليها، حتى يصل الإنسان إلى مرضاة ربه بعد انقضاء أجله، فقد جاء التوجيه النبوي الشريف للمؤمنين في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل، وخذ من حياتك لموتك ومن صحتك لمرضك»، فلابد للإنسان أن يتذكر دوما لماذا خُلق في هذه الحياة الدنيا؟ وعلى أية حال ينبغي أن يكون فيها؟ واليوم نتحدث عن الأمر بالاستقامة في القرآن الكريم ودلالاته.

الأمر بالاستقامة

حينما ننظر في آياتٍ جاء بها الأمر بالاستقامة -وهي سبعة مواضع- نجد أنها قد اشتملت على معنيين رئيسين:

المعنى الأول

الوفاء بالعهد وتوفية الناس حقوقهم

كما في قوله -تعالى-: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (التوبة/7)، وقوله -سبحانه-: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} (الإسراء/35)، وتكررت في (الشعراء/182)، فمبنى علاقة العبد بغيره من الناس قائم على لزوم الاستقامة بالوفاء بالعقود والعهود، وتأدية الحقوق إلى أهلها، بالعدل التام، بلا مماطلة، أو اعوجاج، أو خديعة، فأمر الله -تعالى- بالاستقامة في علاقات المرء بغيره من الخلق، في جميع الأحوال والظروف، استقامة تزيد في تقوية روابط المحبة، والمودة بين الناس، بعدل وإنصاف، بل وإيثار كما جاء في الحديث «وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه» وكما جاء في الحديث المشهور «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

معاملات انتشرت بين الناس

من هنا نعلم ما يجب أن نحرص عليه، ونستزيد منه، وننتبه إلى تلك المعاملات التي انتشرت بين الناس اليوم من الغش، والظلم، والخداع، والغدر ونقض العهود، وعدم الوفاء بها، إلى آخر هذه الممارسات التي قطعت العلاقات بين الأرحام، وعكرت صفاء الود بين الأصحاب، ولا ننجو من كل هذه المساوئ إلا بالاستقامة على العدالة والإنصاف، وتوفية الناس حقوقهم.

المعنى الثاني

الثبات والدوام على الدعوة إلى الدين

الثبات والدوام على الدعوة إلى الدين والتمسك بالتوحيد وطاعة الله والتزام أحكامه، وهذا المعنى هو المراد من هذا البحث؛ فإن هذا المعنى العظيم، مشتمل على الأمر بالاستقامة على شعائر الدين وشرائعه، أصولاً وفروعاً، فرضا، وندباً، والوقوف عند حدود الله، والتعظيم للحرمات، واجتناب المحرمات، وفي هذا نجد قوله -تعالى- لنبييه الكريمين موسى وهارون -عليهما السلام-: {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (يونس:89)، فهذا أمرٌ من الله -تعالى- لموسى وهارون بالاستقامة، والثبات على دينهما، والاستمرار على دعوتهما من دعاء فرعون وقومه إلى الإجابة إلى توحيد الله وطاعته، والإعراض عن سبيل الجُهَّال الضُّلال، المنحرفين عن الصراط المستقيم، المتبعين لطرق الجحيم.

آياتٌ ثلاث

ويزداد هذا المعنى ثراء وجلاء في هذه الآيات الثلاث التالية، قوله -تعالى-: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير} (هود/112) وقوله -سبحانه-: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} (الشورى/15). وقوله -جل ثناؤه-: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوه ُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ } (فصلت/6).

أُمِرْتَ بالاستقامة فاستقم

الآية الأولى قوله -تعالى-: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا} (هود: 112)، وملخصها: قد أُمِرْتَ بالاستقامة فاستقمتَ عليها، فاستقم كما أنت وازدد من هذه الاستقامة؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لما كان مأمورا بالاستقامة فاستقام، بل هو سيد المستقيمين - صلى الله عليه وسلم -؛ دل أمرُه مرَّةً أخرى بالاستقامة على لزوم الاستقامة والازدياد منها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أمر لكل مؤمن به -عليه الصلاة والسلام-: أن يلزم سبيل الاستقامة، وأن يزداد منها.

وفي قوله -تعالى-: {... وَمَنْ تَابَ مَعَكَ...} (هود: 112) أمران:

لا استقامة إلا بتوبة

- الأمر الأول: أنه لا تستقيم استقامة لأحد إلا بالتوبة، كيف يستقيم وهو محمل بالذنوب والمعاصي؟ كيف يستقيم وقد وضع أمام نفسه في السير إلى الله -تعالى- هذه المعوقات من الجنايات، والمعاصي والغفلات، وطول الأمل؟! كيف يستقيم وقد منع نفسه من طريق الاستقامة؟ فلابد إذًا أن يتوب حتى تتحقق له الاستقامة؛ لأن التوبة لازمة، ولأن المؤمن لا يجوز له أن يؤخرها، وإنما لا بد أن يكون تائبا في كل حال، حتى يستطيع أن يواصل السير، فإذا ما لقي ربه في ليلته أو في يومه لقيه وهو تائب إليه، وقد علمنا أن التوبة واجبة على الفور، وأن من يؤخر التوبة، أو لا يتوب فهو ظالم كما قال الله -تعالى-: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (الحجرات: 11)، ومن ثَمَّ لما أمره بالاستقامة، أمره أن يستقيم هو ومن تاب معه - صلى الله عليه وسلم -، سواء كانوا من المؤمنين - فتابوا من الذنوب والمعاصي - أم كانوا من المشركين - فتابوا من الشرك - فأخذهم إلى طريق الله -تعالى.

الأمر للمؤمنين بالتوبة

والحديث متوجه إلى المؤمنين، فكما أنهم لابد لكل واحد فيهم أن يكون غريبا في الدنيا، أو عابر سبيل، فإنه محتاج بالضرورة إلى أن يتوب إلى الله -تعالى- من كل ذنوبه، في الظاهر والباطن، وألا يؤخر التوبة ويسوفها، فهو لا يستطيع أن يستقيم وهو مثقل بالذنوب، وأنَّى له ذلك؟ وكل ذنب إن لم يتب منه صار ذنبا آخر، فإن الإصرار على الذنب ذنب، حتى يسْوَدَّ القلب، فمن أين لهذا القلب إذا اسوَدَّ أن يتجه إلى الله -تعالى-، وأن يسير إليه، وأن ينشرح صدره بالله وآياته، وأن يتبع سنته، وأن يعمر قلبه، مما يجعله قلبا مستقيما سليما، ينفعه؟ {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ( الشعراء: 88- 89).

تخير الصحبة المؤمنة

والأمر الثاني في الآية الكريمة: أن يتخير المؤمن لصحبته وسيره إلى الله -تعالى- التائبين إلى الله -جَلَّ وعلا-، والذي ينبغي أن يلحظه المرء في هذه الآية الكريمة أنه لما قال له: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} أتبعه بقوله -تعالى-: {وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} أي: أنه لا يعين على الاستقامة إلا أن يجتمع التائبون عليها، فيتشاركون سيرهم إلى الله -تعالى-، فيأخذ نفسه مما هو فيه مع أهل الغفلة من البعد والتقصير والتفريط ليلزم طريق المتقين، ويسلك سبيل التائبين، وهكذا جاء الأمر في حديث التوبة المشهور، لما قتل هذا الرجل تسعة وتسعين نفسا ثم أكملها بالمائة، وذهب إلى العالم، ليَدُلَّه أَلَهُ توبة أم لا؟ {قال: ومن يمنعه من التوبة، ولكن اذهب إلى بلد كذا وكذا؛ فإن فيها قومًا يعبدون الله -تعالى- فاعبده معهم.

الاستقامة تجمع للمرء الصلاح كله

لذلك يقول العلماء في هذه الآية: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} أنها تجمع للمرء الصلاح كله؛ لأن أساس الإصلاح وفروعه كلها في التوحيد، والاستقامة، ولما عَرَّف الصحابة الاستقامة قالوا: أن يستقيم على توحيد الله، لا يلتفت إلى إله غيره، ويستكمل طاعته، فيأتي بالطاعات كلها، مخلصاً لله -تعالى.

النهي عن الطغيان

ثم قال بعدها: {وَلَا تَطْغَوْا} نهى عن الطغيان، وهو أساس الفساد، والطغيان هو: مجاوزة الحد في المخالفة لأوامر الله -تعالى- والتجرؤ عليها، ولا يتجرأ على هذه المخالفة العظيمة مؤمن، فمهما كان مستقيمًا كان مطيعًا لا يخالف، ولا يتجرأ على المخالفة، بل هو مع التائبين في سيره، مستقيما على الأمر، مبتعدا عن كل النواهي، حتى إنه لا يركن لأصحاب المخالفات والظلم والطغيان؛ ولهذا زاد في الآية التي بعدها: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (هود: 113)، فإن كانت الأولى أساسًا للإصلاح أي: لجلب المصالح للمرء ودرء المفاسد عنه، فإنه والحال كذلك؛ يحتاج إلى أن يتحوط من غيره أن يصيبه بفساده فقال له: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} فجمعت الآيتان كل مظاهر الإصلاح، وكل مظاهر درء الفساد في نفسه وفي المحيطين به، فمنتهى الاستقامة: الطاعة لكل أوامر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيأتيها ويحافظ عليها، والاستجابة لكل المنهيات فلا يأتيها، ويتجنب الوقوع فيها، بل لا يستجيب إلى دواعيها، ولا يخالط أصحابها، أو يأنس بهم.

الاستقامة لا تكون إلا بالاتباع

وفي الآية الثانية قوله -جل وعلا-: {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} (الشورى: 15)، في الأولى أمرهم بالاستقامة، وبيَّن لهم أنهم لا يستقيمون إلا بصحبة الأخيار من التائبين، والوقوف عند حدود الله بترك الطغيان، وعدم الركون إلى الظالمين حتى لا يخرجهم هذا الظلم عن الاستقامة، ثم تأتي هذه الآية بتكرار الأمر بالاستقامة {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} مع زيادةٍ هي: النهي عن اتباع الهوى {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}، فلا يستقيم المرء إلا أن يتبع أمر ربه وأمر رسوله، وأن ينتهي عما نهاه عنه، وأن يتجرد لله -تعالى- فيقدم جميع ما يحبه ربه ويرضاه على كل شيء مما يحبه الناس ويرضونه، وأن يقطع شجرة الأهواء من قلبه؛ فلا يتبع هوىً يخالف ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يلتفت إلى ما يخرجه عن أمر الله -تعالى- وطاعته.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.22 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]