شرح حديث أبي موسى: "اشفعوا تؤجروا" - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-03-2021, 09:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي موسى: "اشفعوا تؤجروا"

شرح حديث أبي موسى: "اشفعوا تؤجروا"


باب الشفاعة


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ﴾ [النساء: 85].

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجةٍ أقبَلَ على جلسائه فقال: ((اشفَعوا تُؤجَروا، ويقضي الله على لسان نبيِّه ما أَحَبَّ))؛ متفق عليه. وفي رواية: ((ما شاء)).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة بَرِيرَةَ وزوجِها، قال: قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو راجَعْتِهِ؟))، قالت: يا رسول الله، تأمُرُني؟ قال: ((إنما أَشفَعُ))، قالت: لا حاجة لي فيه؛ رواه البخاري.

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب الشفاعة.
والشفاعة: هي التوسُّط للغير؛ لجلب منفعة، أو دفع مضرة.

مثال الأول: أن تتوسط لشخص عند آخَرَ في أن يساعده في أمر من الأمور.

ومثال الثاني: أن تشفع لشخص عند آخرَ في أن يسامحه ويعفو عن مَظلمتِه، حتى يندفع عنه الضرر.

ومثال ذلك في أيام الآخرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الموقف ليُقضى بينهم، حين يُصيبهم من الكرب والغمِّ ما لا يُطيقون، فهذه شفاعة في دفع مضرة.

ومثالها في جلب منفعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الجنة أن يدخُلوا الجنة.

والمراد بالشفاعة في كلام المؤلف: الشفاعة في الدنيا، وهي أن يشفع الإنسان لشخص عند آخر؛ يتوسط له بجلب المنفعة له، أو دفع المضرة عنه.


والشفاعة أقسام:
القسم الأول: شفاعة محرَّمة لا تجوز، وهي أن يشفع لشخص وجب عليه الحدُّ بعد أن يصل إلى الإمام، فإن هذه الشفاعة محرَّمة لا تجوز؛ مثال ذلك: رجل وجب عليه حدٌّ في قطع يده في السرقة، فلما وصلتْ إلى الإمام أو نائب الإمام، أراد إنسان أن يشفع لهذا السارق ألا تُقطَعَ يده، فهذا حرام أنكَرَه النبي عليه الصلاة والسلام إنكارًا عظيمًا.

وذلك حينما أمَرَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تُقطَعَ يد المرأة المخزوميَّة، امرأة من بني مخزوم من أشراف قبائل العرب، كانت تستعير الشيء ثم تجحده؛ أي: تستعيره لتنتفع به ثم تُنكِر بعد ذلك أنها استعارت شيئًا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها، فاهتمَّتْ لذلك قريش، قالوا: امرأة من بني مخزوم وتُقطَعُ يدها؟ هذا عارٌ كبير، من يشفع لنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأَوا أن أقرَبَ الناس لذلك أسامة بن زيد بن حارثة.

وأسامة بن زيد مَوْلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن زيد بن حارثة عبدٌ أهدتْه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجةُ، ثم أعتَقَه، وكان يُحِبُّه عليه الصلاة والسلام، ويحب ابنه أسامةَ، فذهب أسامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لهذه المرأة ألا تُقطَعَ يدها، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟!))، قال ذلك إنكارًا عليه، ثم قام فخطب الناس وقال: ((أيها الناس، إنما أهلَكَ من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدَّ، وايم الله - يعني أُقسِم بالله - لو أن فاطمة بنت محمد سرَقتْ، لَقطَعتُ يدها)).

وهذه المرأة المخزومية دون فاطمةَ شرفًا ونسبًا، ومع ذلك فإنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أن فاطمة بنت محمد سرَقتْ، لَقطَعتُ يدها))؛ لسدِّ باب الشفاعة والوساطة في الحدود إذا بلَغَتِ الإمام.

وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَن حالتْ شفاعتُه دون حدٍّ من حدود الله؛ فقد ضادَّ الله في أمره)).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا بلَغَتِ الحدود السلطانَ، فلعَنَ الله الشافعَ والمشفع)).

ولما سُرِق رِداءُ صفوان بن أمية، وكان قد توسَّدَه في المسجد، فجاء رجل فسرقه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُقطَع يد السارق - انظر ماذا سرق؟ سرق رداء، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُقطَع يده - فقال: يا رسول الله، أنا لا أريد ردائي، يعني أنه رَحِم هذا السارق وشفع فيه ألا تُقطَع يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هلَّا كان ذلك قبل أن تأتيني به!))؛ يعني لو عفوت عنه قبل أن تأتيني به، لكان ذلك لك، لكن إذا بلَغَتِ الحدود السلطانَ، فلابد من تنفيذها، وتحرُم فيها الشفاعة.

القسم الثاني: أن يشفع في شيء محرَّم؛ مثل أن يشفع لإنسان معتدٍ على أخيه، أعرف مثلًا أن هذا الرجل يريد أن يخطب امرأةً مخطوبة من قبلُ، والمرأة المخطوبة لا يحلُّ لأحد خِطبتُها، فذهب رجل ثانٍ إلى شخص وقال: يا فلان، أحب أن تشفع لي عند والد هذه المرأة يُزوجنيها، وهو يعلم أنها مخطوبة، فهنا لا يحلُّ له أن يشفع؛ لأن هذه شفاعة في محرَّم.

والشفاعة في المحرَّم تعاوُنٌ على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

ومن ذلك أيضًا أن يأتي رجل لشخص فيقول: يا فلان، أنا أريد أن أشتري دخانًا من فلان وقد سُمْتُه بكذا وكذا، وأبى عليَّ إلا بكذا وكذا أكثرَ مما سُمتُه به، فأرجوك أن تشفع لي عنده ليبيعه عليَّ بهذا السعر الرخيص، فهنا لا تجوز الشفاعة؛ لأن هذه إعانة على الإثم والعدوان.

القسم الثالث: الشفاعة في شيء مباح، فهذه لا بأس بها، ويكون للإنسان فيها أجر؛ مثل أن يأتي شخص لآخر فيسوم منه بيتًا ويقول له: هذا الثمن قليل، فيذهب السائم إلى شخص ثالث، ويقول: يا فلان، اشفع لي عند صاحب البيت لعله يبيعه عليَّ، فيذهب ويشفع له، فهذا جائز؛ بل هو مأجور على ذلك؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه صاحب حاجة يلتفت إلى أصحابه ويقول: ((اشفَعوا تُؤجَروا، ويقضي الله على لسان نبيِّه ما شاء))، أو ((ما أَحَبَّ)).

فهنا يأمر عليه الصلاة والسلام أصحابه بأن يشفعوا لصاحب الحاجة.

ومثل ذلك أيضًا لو وجب لك حقٌّ على شخص، ورأيت أنك إذا تنازلت عنه هكذا ربما استخَفَّ بك في المستقبل وانتهَكَ حُرمتَك، فهنا لا حرج أن تقول مثلًا لبعض الناس: اشفعوا له عندي؛ حتى تظهر أنت بمظهر القويِّ ولا تجبن أمامه ويحصل المقصود.

فالحاصل أن الشفاعة في غير أمرٍ محرَّم من الإحسان إلى الغير كما قال تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ﴾ [النساء: 85].

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 27- 31)






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.41 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]