|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الإمام ابن الجوزي ورمضان
الإمام ابن الجوزي ورمضان د. عبدالحكيم الأنيس لا شك أنَّ الإمامَ أبا الفرج ابن الجوزي البغدادي (508 - 597هـ) كان يُولي شهر رمضان اهتماماً زائداً، ومن ذلك عقدُه مجالس الوعظ، وقيامُه بصلاة التراويح، ونشاطُه العلميُّ في رمضان، وعن رمضان، وأبيِّنُ هذا فيما يأتي: ♦ ♦ ♦ كان للشيخ في رمضان نشاطٌ وعظيٌّ وتعبديٌّ كبيرٌ، وقد تتبَّعتُ ما حكاه هو عن مجالسهِ الوعظيةِ، وصلاةِ التراويحِ في تاريخه «المُنتظم في تاريخ الملوك والأمم» وخرجتُ بهذه الأخبار: • في غرة رمضان سنة 567هـ تكلَّم في مجلسه بالحَلْبة[1]، فتابَ على يديه نحو مئتي رجل، وقَطَعَ شعورَ مئة وعشرين منهم[2]. • في رمضان سنة 570هـ وَقَفَتْ (بَنَفْشِه)[3] جِهَةُ[4] الخليفة المستضيء بأمر الله مدرسةً وسلَّمَتها إلى ابن الجوزي، وفي ليلة سبع وعشرين منه كانت الختمة فيها، قال الشيخ: «كانت ختمتُنا في المدرسة ليلة سبع وعشرين، فعُلِّق فيها من الأضواء ما لا يُحصى، واجتمع من الناس ألوفٌ كثيرة، فكانتْ ليلة مشهودة»[5]. • في رمضان سنة 571هـ كان يَعقد مجالس الوعظ تحت المنظرة بباب بدرٍ من أبواب دار الخلافة العباسية. وتحـدَّث الشيخُ عن ذلك فقال: «وما زالت المجالس تحت المنظرة بباب بدرٍ إلى آخر رمضان. وكان في آخر رمضان - قبل مجلسنا هناك بيومٍ - قد انزعج البلد، ولُبس السلاح، واختلفت الأراجيف، فانقشع الأمرُ أنَّ أمير المؤمنين أصابته صفراءُ من الصوم، فتكلمتُ تحت المنظرة، فسكن البلد. فحدَّثني مَنْ يلوذ بخدمة أمير المؤمنين قال: حضر يومئذ الإمامُ عندك المجلس متحاملاً، ولولا شدة حبِّه لك لما حضر، لما كان اعتراه من الألم. وحدَّثني صاحبُ المخزن قال: كتبتُ إلى أمير المؤمنين في كلامٍ كنت ذكرته: هل وقعَ ما ذكره فلانٌ بالغرض؟ فكتبَ أميرُ المؤمنين: ما على ما ذكرهُ فلانٌ مزيدٌ»[6]. • وفي 11 من رمضان سنة 572هـ طُلِبَ منه أنْ يجلسَ في دار ظهير الدين أبي بكر بن العطار صاحبِ المَخزن، ففعل. يقول: «وحضرَ أميرُ المؤمنين، وأُذِنَ للعوام في الدخول، فتكلمتُ، وأعجبَهم حتى قال لي ظهيرُ الدين: قد قال أميرُ المؤمنين: ما كأنَّ هذا الرجلَ آدميٌّ لما يَقدرُ عليه من الكلام»[7]. وتكرَّر هذا في 25 منه، يقول الشيخ: «تُقُدِّمَ بجلوسي في دار صاحب المَخزن، فجلستُ وحضرَ أميرُ المؤمنين، وأُذِنَ للعوام في الدخول، فتكلمتُ بعد العصر إلى المغرب، وبتنا في الدار تلك الليلة مع جماعةٍ من الفقهاء، فجرتْ مناظراتٌ إلى نصف الليل»[8]. • وفي شعبان سنة 573هـ سُلِّم إلى صهر الشيخ "مسجدٌ" كبيرٌ أنشأه الخليفة وعُمِّرَ عمارةً فائقةً، وفي إحدى ليالي رمضان طُلِبَ من الشيخ ابن الجوزي أنْ يصلِّي فيه بالناس التراويح، فصلَّى، وكان الزحام كثيراً[9]. • وفي 5 من رمضان من هذه السنة (573هـ) طُلِبَ منه أن يجلس في دار صاحب المخزن، وازدحم الناسُ حتى غلق الباب، وكان أميرُ المؤمنين حاضراً. ثم طُلِبَ منه مجلس آخر في 21 من رمضان، فتكلَّم على تلك الصفة أيضاً[10]. • وفي مفتتح سنة 574هـ عَقَدَ مجلس الوعظ في "مدرسته" بدرب دينار فكان الزحامُ خارجاً عن الحدِّ حتى غلقت الأبواب، وقُصَّتْ ثلاثون طائلة[11]، وتاب خلقٌ من المُفسدين[12]. ♦ ♦ ♦ وبهذه السنة (أي:574هـ) ينتهي هذا التاريخ «المُنتظم»، وقد ذيَّل الشيخُ عليه بكتابٍ سمَّاه «درّة الإكليل»إلى سنة 590هـ،[13] ولكنْ لم يصلْ إلينا[14]، ولو وصَلَ لرأينا أخبار نشاطاته وجهوده في هذه المرحلة. ♦ ♦ ♦ ومن نشاطاته العلمية في رمضان أنه: • في العشر الأوسط من رمضان سنه 553هـ ألَّف كتابه "مُثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن"[15]. • وفي رمضان سنة 576هـ فرغَ مِنْ تأليف كتابه «غريب الحديث»[16]. ♦ ♦ ♦ وقد تكلَّم على رمضان والصيام فرضاً ونفلاً، وأحكاماً وفضائل في كتبه الآتية: • زاد المسير في علم التفسير[17]. • نواسخ القرآن[18]، وعنوانه: عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ. • المُصفّى بأكفِّ أهل الرُّسوخ مِنْ علم الناسخ والمنسوخ[19]. وهو مختصر من الأول. • إعلام العالم بعد رسوخهِ بحقائقِ ناسخ الحديث ومنسوخه[20]. • إخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ من الحديث[21]. وهو مختصر من الأول. • الحدائق[22]. • درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم[23]. • التصديقات لرمضان[24]. • وداع رمضان[25]. • التبصرة[26]. • بستان الواعظين ورياض السامعين[27]. • النُّور في فضائل الأيام والشهور[28]. • منهاج القاصدين ومُفيد الصادقين. وهو مختصر "إحياء علوم الدين" للغزالي[29]. • أحكام النساء[30]. • التحقيق في أحاديث التعليق[31]. وهو في أحاديث الأحكام. وذَكَرَ الأحاديثَ الواهية والموضوعة في الصيام في كتابيه: • العلل المُتناهية في الأحاديث الواهية[32]. • الموضوعات من الأحاديث المرفوعات[33]. [1] باب مِنْ أبواب بغداد، في موقع مقبرة الغزالي اليوم. [2] المنتظم (18/ 197). [3] (بَنَفْشِه) اسم فارسي يعني زهرة البنفسج. أفاده الشيخ نظر الفاريابي. [4] تُطلق «الجهة» على الزوجة، وعلى الحظيّة. [5] المنتظم (18/ 215). وتُعرف هذه المدرسة بالمدرسة الشاطئية، لوقوعها على نهر دجلة، وقد زالت، وموقعها (الآن) في شارع الرشيد. [6] المنتظم (18/ 221). [7] المنتظم (18/ 230). [8] المنتظم (18/ 231). [9] المنتظم (18/ 239). [10] المنتظم (18/ 239). [11] يريد الشعورَ الطويلة. [12] المنتظم (18/ 250). [13] انظر مرآة الزمان (ج8ق1ص353). [14] هذا حسب الظاهر إلى الآن، والله أعلم بما يكون في المُستقبل. [15] انظر فيه (2/ 353). [16] انظر فيه (2/ 513). وقد وصل إلينا هذا الكتاب بخطه، ونسختُه في الزاوية الناصرية في المغرب. [17] انظر فيه (1/ 184 - 194). [18] انظر فيه ص (166 - 178). [19] انظر فيه ص (17). [20] انظر فيه (317 - 332). [21] انظر فيه ص (83 - 94). [22] انظر فيه (2/ 239 - 284). [23] طبع بتحقيق السيد جاسم الدوسري. [24] ذكره سبطُه في ترجمته له في "مرآة الزمان" (ج8ق2ص488)، ولا تُعرف له نسخة. [25] وقد وفقني اللهُ لتحقيقه ونشرهِ، وصدرتْ طبعته الأولى سنة 1432هـ - 2011م عن دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وتصدر طبعته الثانية هذه الأيام إن شاء الله. [26] انظر فيه المجلس السادس والسابع والثامن من الطبقة الثانية (2/ 70 - 111). [27] انظر فيه المجلس الثالث عشر وهو مجلس طويل ص (295 - 326). [28] انظر فيه المجالس الخمسة الأولى (الورقة2 - 22) مِنْ نسخة نافذ باشا في السليمانية. [29] انظر فيه كتاب أسرار الصوم ومهماته (1/ 181 - 196)، وقد أورد الأحكامَ فيه على مذهب الإمام أحمد. [30] انظر فيه البابين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين ص (231 - 238). [31] طبع ومعه «تنقيح التحقيق للذهبي» انظر (5/ 273 - 451). [32] انظر فيه (2/ 529 - 563). [33] انظر فيه (2/ 543 - 581).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |