المؤرخون الكبار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216213 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7838 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 63 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859792 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394122 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2020, 01:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي المؤرخون الكبار

المؤرخون الكبار


جهاد محمود توفيق أحمد عبدالغفار









الطبري (ت310هـ) صاحب كتاب (تاريخ الرسل والملوك):

كانت مقدمته مطوَّلة مسهبة حيث بدأها بـ "الحمد لله الأول قبل كل أول، والآخر بعد كل آخر، ثم التشهُّد، وذكر الصلاة على النبيِّ".



وعندما يبدأ في الموضوع يتبع المحامِد التي بدأ بها في المقدمة، فقد اقترب من خلق الله للإنسان، واقترب من المعنى الأصلي للتاريخ، حيث قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ [البقرة: 189].



تحدَّث عن بدء الخلق من آدم عليه السلام حتى 302هـ؛ حيث قال أبو جعفر: وأنا ذاكر في كتابي هذا من ملوك كلِّ زمان، من لدن ابتدأ ربُّنا جلَّ جلاله خلقَ خلقه إلى حال فنائهم.



تاريخ الطبري هو عمدة التواريخ، بدأه بالحديث عن خلق السموات والأرض وبداية آدم، وتاريخ الأنبياء والأمم السالفة، إلى أن وصَل إلى تاريخ العرب في الجاهلية، ثم بدأ تاريخ الإسلام بالبعثة والسيرة النبويَّة إلى تاريخ الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين؛ أي: إنه طبقًا للعنوان تحدَّث عن تاريخ الأنبياء والرسل، وعن تاريخ الملوك من الخلفاء والسلاطين قبل وبعد نزول القرآن الكريم، واستمرَّ إلى أن أصبح يؤرِّخ لعصره.

نلاحظ أنَّ هدفه الرئيس ذكر الأحداث التي فيها عِظة وعبرة وموعظة.

صرَّح أنه سيذكر تاريخَ الحدث مع الاستقصاء والإجمال (وجُمل ما كان من حوادث الأمور في عصره وأيامه؛ إذ كان الاستقصاء ذلك يقصر عنه العُمر، وتطول به الكتب).



يذكر حياةَ الحاكم متى ولد ومتى توفِّي، ويوضح بأنه سيكون له مقدِّمات قبل التحدث عن العصور الأولى (الزمان: ما هو، ومتى بدأ، ومتى ينتهي؟).

ذكر أنَّه سيتحدَّث عن الفناء، وعن أن لا قديم إلا الله الواحد القهَّار، بإيجاز من الدلالة غير تطويل.



ذكر أنه سيتحدَّث عن تأريخ الملوك الماضين وجُمَل من أخبارهم، وأزمان الرسل والأنبياء ومقادير أعمارهم، وأيام الخلفاء السالفين وبعض سِيَرهم، ومبالغ ولاياتهم، والكائن (الأحداث) الذي كان من الأحداث في أعصارهم.



ذكر أنه سيتحدَّث (يترجم) عن صحابة نبيِّنا محمد، وأسمائهم وكناهم، ومبالغ أنسابهم، ومبالغ أعمارهم، ووقت وفاة كل منهم، والموضع الذي كانت به وفاته بترجمة مختصرة، وكذلك التابعين، ثمَّ الخلَف لهم مع زيادة في أمورهم للإبانة عمَّن حُمِدَت روايته، ونقلَت أخباره، ومن رُفضَت منهم روايته ونُبذَت أخباره، ومن وهن منهم نقله، وضعف خبره، مع ذكر السَّبب الذي من أجله نُبذ من نبذ منهم خبره، والعلَّة التي من أجلها وهن من وهن منهم نقله (يعني سيقوم بتوضيح القوَّة والضعف في كل الروايات مع ذكر السبب والعلَّة).



يذكر أنه راغب في العون على ما قصده من تأليفه لهذا الكتاب.

من منهجه: النقل من كل المصادر التي تلقَّاها مشافهة؛ فلا يدلِّل برأيه أو يرجِّح، فهو مجرَّد ناقل وراوٍ، واعتماده على نقد السند، فنقد المتن شبه غير موجود عنده.



سيذكر الأخبار والآثار بدون تدخُّل العقل (دون ما أدرك بحجج العقل) واستنباط فكر النفوس.

يعلِّل اهتمامه بالأسانيد والرواة (الخبر القائم على المشاهدة والنَّقل من رواة لم يعاصرهم، وزمانهم غير زمانه؛ لذلك اعتمد على روايات الآخرين؛ فهو أمام أحداث لم يشاهدها بنفسه).



أورد الطبري كلَّ الروايات بأسانيدها، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة؛ لذلك يقول لكَ: (مَن أسنَد فقد حمل)؛ أي: حملك مسؤولية البحث عن صحَّة أو ضعف الراوية، فكان الطبري يذكر روايات عديدة للحدث الواحد، فكل رواية مثل التي قبلها أو أقل منها مع إضافات يسيرة طفيفة، وتأتي الحادِثة مقطعة لا يحصل منها على غرض.



يقول للقرَّاء هذا خبر ما ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستبشعه سامعُه من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحَّة، ولا معنًى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت من قبلنا وإنما أتى من قِبَل بعض ناقليه إلينا، وإنما أدَّينا ذلك على نحو ما أُدي إلينا.



أسرف الطبري في ذِكر الخرافات والأوهام والحكايات فيما يتعلَّق ببدء الخلق وقصص الأنبياء والتاريخ القديم، دون أن يمحِّص ذلك ويعرضه على النَّقض والمنطق والعقل ومما جاء في القرآن والسنَّة.



موضوعه: أول كتاب في التاريخ العام، اتبع الطَّبري المنهج الموضوعي في تاريخه لعصور ما قبل الإسلام، واتبع المنهج الحولي بالسنوات، ولكنَّه كان يرصد الحادثة الواحدة عبر السنوات الكثيرة، فكان لذلك يصعب تتبُّع الحادثة الواحدة (فقد جمع بين المنهج الموضوعي والمنهج الحولي، وبالنسبة للتأريخ (الحولي) بالذات فهو فيه العمدة.



يعتبر كتاب الطبري المنبع الصافي لكثير من المؤرِّخين الذين جاؤوا بعد ذلك؛ فقد استقوا منه المادَّةَ التاريخية، وتفنَّنوا في عرضها؛ مثل مسكويه (ت421هـ)، وابن الأثير (630 هـ)، وابن خلدون (808هـ).





ابن الأثير (ت630هـ) صاحب كتاب الكامل في التاريخ:

اسم الكتاب وعنوانه (الكامل)، وهي مبالغة منذ الوهلة الأولى؛ فهو يعظم كتابه ويبالغ في عظمته.

المقدمة مختصرة على عكس الطبري؛ حيث بدأها بذِكر المحامد.

استخدم ألفاظًا ومصطلحات لها صِلة بتقلُّبات التاريخ في مقدمته.



يذكر في بداية مقدمته: (قد جمعتُ في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد، ومَن تأمَّله علم صحَّةَ ذلك)، وأنه طالع كتبَ التواريخ وعرف ما فيها، واطَّلع الجلي من حوادثها وخفيها، وكذلك الآداب والمعارف والتجارب، وقد نقدها قائلًا: يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل إلى العرض؛ فمنها المطول، ومنها المختصر المخل، وترك المؤرِّخون للأحداث العظام والمشهور من الكائنات؛ (نلاحظ نظرته النقديَّة لمنهج غيره وطريقة عرضها بأنهم جمعوا بين التطويل والاستقصاء، وتعميماته مبالَغ فيها، ومن الخطأ التعميم، ويبالِغ في نقده للآخرين لكي تنعكس هذه الانتقادات لتميز عمله).



يذكر في مقدِّمته أنَّ عمل هؤلاء المؤرِّخين قبله مجرَّد أحداث لا قيمة لها؛ (سود كثير منهم الأوراق بصغائر الأمور التي الإعراض عنها أولى، وترك تسطيرها أحرى، كقولهم: خلع فلان الذمي صاحب العيار، وزاد رطلًا من الأسعار، وأُكرم فلان، وأُهِين فلان).



وضح ابن الأثير نقدًا في محله بل كان محقًّا فيه؛ أنَّ الشرقي قد أخلَّ بذكر أخبار العرب، والغربي قد أهمل أحوال الشرق؛ فجعل هذا مشقَّة على طالب العلم؛ فإنه سيتحاج إلى كتب متعددة مع ما فيها من الإخلال والإملال، فنلاحظ أن أخبار المغرب والأندلس قليلة عند الطَّبري، وابن خلدون ركز في كتابه على تاريخ المغرب.



كتابه شامل جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب، وما بينهما ليكون تذكرة له يراجعه خوف النِّسيان (على المستوى الشخصي يذكر سبب تأليفه للكتاب)، يأتي بالحوادث والكائنات من أول الزمان، متتابعة يتلو بعضها بعضًا.



اعتمد على تاريخ الطبري: (فابتدأتُ بالتاريخ الكبير الذي صنَّفه الإمام أبو جعفر الطبري)؛ فقد أخذ منه جميعَ تراجمه ولم يخل بترجمة واحدة منها، وكان يأخذ أتمَّ الروايات ويضيف إليها من غيرها ما ليس فيها؛ وهو ما يسمَّى (الانتقاء)، كذلك أخذ من التواريخ المشهورة، فلم يكتفِ بالطبري فقط؛ ولكنَّه لم يذكر المصادر الأخرى التي أخذ منها؛ وهذا يعدُّ عيبًا.



استقصاء الحادثة الواحدة، ويأتي بما فيها من روايات.

معلومات وتراجم الصَّحابة نقلها كما هي؛ فإنه لم يضِف إلى ما نقله الطبري شيئًا إلَّا ما فيه زيادة بيان أو اسم إنسان أو ما لا يطعن على أحد منهم في نقله، ولم ينقل معلوماته عن الصَّحابة إلا من الإمام المتقِن حقًّا، الجامع علمًا وصحَّة، واعتقادًا وصدقًا، وكذلك لم ينقل من الكتب المشهورة إلَّا ممن يعلم بصدقهم فيما نقلوه وصحَّة ما دوَّنوه؛ فهو (يدقِّق في المصدر الذي يرجع إليه).



كان يجمع الحادثةَ في موضع واحد، مع ذكر كلِّ شيء منها في أي شهر أو سنة كانت، فأتت متناسقة متتابعة، يأخذ بعضها برقاب بعض، وهنا انتقد المؤرِّخين الذين يذكرون الحادثةَ الواحدة في سنين ويذكرون منها في كلِّ شهر أشياء، فتأتي الحادثة مقطَّعة لا يحصل منها على غرَض ولا تُفهم إلا بعد إمعان النَّظرة.



اعتمد على المنهج الحولي والموضوعي في تنظيم المعلومات مع التخلُّص من عيوب المنهج الحولي.

كان في كلِّ سنة يترجِم لحادثة مشهورة ترجمة تخصها، بينما الحوادث الصِّغار أفرد لها ترجمة واحدة في آخر كل سنة بقوله: (ذِكر عدَّة حوادث)، ويذكر في آخر كل سنة مَن تُوفِّي فيها من مشهوري العلماء، والأعيان والفضلاء، وقام بضبط الأسماء المشتبهة المؤتلفة في الخطِّ، المختلفة في اللفظ، الواردة فيه بالحرف ضبطًا يزيل الإشكال.



موضوعه: من كتب التاريخ العام، أرَّخ فيه منذ خلق آدم حتى عصره مثلما فعل الطبري.

لم يهمل الحوادث المحلِّية في كل إقليم، ولم يهمل الأخبار والظواهر الجويَّة والأرضية.



كان ابن الأثير محلِّلًا ممتازًا وناقدًا وبصيرًا؛ فقد حرَص على التعليل لبعض الظواهر التاريخية ونقد أصحاب مصادرها؛ فكان يعلِّق على الروايات، وأحيانًا يَحكم عليها (تعرَّض لرواية أبي مخنف في لعن علي معاوية ومَن معه، ثمَّ لعن معاوية عليًّا ومن معه، قال: ولا يصح هذا، والله أعلم).



شخصيته التاريخية حاضرة واضحة تمامًا، فلديه النَّقد السياسي والحربي والأخلاقي والعملي.

نقل ابن الأثير من سابقه مع الاختصار بحذف الأسانيد والروايات المتعددة للحادثة الواحدة.

انتفاء ظاهرة الاستطراد، فهو يلتزم بالموضوع الذي يعالجه لا يتجاوزه.

استكمل ما توقف عنده الطبري 302هـ حتى سنة 628هـ.



كتب ابن الأثير كتابه بأسلوب نثري مرسل، لا تكلُّف فيه، مبتعدًا عن الزخارف اللفظية والألفاظ الغريبة، معتنيًا بإيراد المادة الخبرية بعبارات موجزة واضحة.





ابن خَلِّكان (ت681هـ) وفيات الأعيان:

مقدمة مختصرة بدأها بذكر المحامد.



بدأ بذِكر نسبه كاملًا (يقول العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الشافعي، رحمه الله تعالى).

قال عن مؤلَّفه: هذا مختصر في التاريخ.

يذكر سبب تأليفه: ولَعه بالاطِّلاع على أخبار المتقدمين من أولى النَّباهة وتاريخ وفياتهم ومواليدهم.

قرأ ابن خلكان أخبار المتقدمين وتواريخ وفياتهم وموالدهم (أي: ذكر ترجمة لهم).



لم يعتمد على الكتب المكتوبة فقط؛ بل اعتمد أيضًا على السماع والمشافهة يقول: (وأخذتُ من أفواه الأئمة المتقنين له ما لم أجده في كتاب).

يجتهد ويعلِّق أحيانًا.



رتَّب كتابه على حروف المعجم؛ لأنَّه أسهل من الترتيب على السنين، والتزم فيه بتقديم أول من اسمه الهمزة، ثم من كان ثاني حرف من اسمه الهمزة أو ما هو أقرب إليها، يقول: فقدَّمتُ إبراهيم على أحمد؛ لأن الباء أقرب للهمزة من الحاء، وكذلك فعل في آخره؛ ليكون أسهل للتناول، وإن كان هذا يفضي إلى تأخير المتقدم وتقديم المتأخر في العصر، وإدخال ما ليس من الجِنس بين المتجانسين، وهذا لأن المصلحة أحوجت إليه.



تعمد عدم ذكر تراجم للصحابة ولا للتابعين إلَّا جماعة يسيرة تدعو حاجة الناس إلى معرفة أحوالهم، وكذلك الخلفاء لم يذكرهم اكتفاءً بالمصنَّفات الكثيرة في هذا الباب، لكنه ذكر جماعة من الأفاضل الذين شاهدهم ونقل عنهم، أو كانوا في زمانه ولم يرَهم، ليطلع على حالهم مَن يأتي بعده.



لم يقتصر مختصره على طائفة مخصوصة من العلماء أو الملوك أو الأمراء أو الوزراء، بل ذكر كلَّ مَن له شهرة بين الناس ويقع السؤال عنه، فذكر أحوالهم مع الإيجاز، وأثبت وفاتهم ومولدهم إن قدر على ذلك، وكذلك رفع نسبه إن ظفر عليه.



قام بضبط الألفاظ يقول: (وقيَّدتُ من الألفاظ ما يؤمن تصحيفه).

وقد أفرد العلامة عبدالسلام هارون كتابًا مستقلًّا من وفيات الأعيان سمَّاه (معجم مقيدات ابن خلكان)، فذكر الأعلام التي قيد ضبطها ابن خلكان في كتابه.



يركز على محاسن كل شخص، ويذكر ما يليق به من مكرمة أو نادرة، أو شعر أو رسالة، ليتفكَّه به المتأمل؛ حتى لا يراه المتأمل مقصورًا على أسلوب واحد فيمله.



اعترف بتقصيره وانشغاله، وقد أحس هو نفسُه بالعيب في منهجه.

حريص على التنويع والتفنُّن في عرض المادة حتى لا يَمَلَّ القارئ.

حريص على نقل المصدر الذي نقل منه معلوماته.

وضع أيديَنا على ما أراد التركيز عليه في الكتاب.





(ترجمة أشهب تلميذ مالك كما أوردها ابن خلكان كنموذج لتطبيق منهجه في كتابه وفيات الأعيان):

ذكر ابن خلكان نسبَه كاملًا: (أبو عمرو أشهب بن عبدالعزيز بن داود بن إبراهيم القيسي ثم الجعدي الفقيه المالكي المصري؛ تفقَّه على الإمام مالك رضي الله عنه، ثم على المدنيين والمصريين)، وهنا نرى التطابق؛ حيث طبق ابن خلكان ما قاله في مقدمته من ذكر النسب كاملًا.



(ولد أشهب سنة 150هـ، وقيل سنة 140هـ، وتوفي سنة 204هـ)؛ يذكر ابن خلكان تاريخَ الولادة وتاريخ الوفاة، وكذلك يذكر الأماكن: (وكانت وفاته بمصر، ودُفن بالقرافة الصغرى)، حتى إنَّ ابن خلكان زار قبرَه بنفسه: (وزرت قبره وهو مجاور قبر ابن القاسم).



يرجح ابن خلكان عندما ذكر اسم أشهب (ويقال: إن اسمه مسكين، وأشهب لقب عليه؛ والأول أصح).



ذكر ابن خلكان منام محمد بن عاصم المعافري:

ذهبَ الذين يقالُ عند فِراقهم: ليتَ البلاد بأهلها تتصدَّعُ



وهذا المنام أقرب إلى عدم تصديقه من تصديقه، خاصة أنه قال: الله أعلم.

يستدل بأبيات شعرية للشافعي ومحمد بن عاصم المعافري.



بالرؤية العامة نجح ابن خلكان في تطبيق ما قاله في مقدِّمته، ولكن لكي نحكم حكمًا عامًّا فلا بدَّ من قراءة كتابه (وفيات الأعيان) كله.

كتابه يعدُّ من كتب التراجم.





ابن كثير (ت 774هـ) صاحب كتاب البداية والنهاية:

المقدمة طويلة، وكلامها مسجوع؛ مثلما فعل الطبري، عكس ابن الأثير، وابن خلكان.

بدأ مقدِّمته بذكر المحامد.

موضوعه: تاريخ عام منذ خلق آدم حتى عصره سنة 767هـ، ذكر أنه سيتحدَّث عن أهوال يوم القيامة والبعث والنُّشور، ووصف الجنَّة والنار، وكان تركيزه على السيرة النبوية.



مصادره: كتاب الله وسنَّة الرسول، وما صحَّ نقله أو حسن، وما كان فيه ضعف يبيِّنه (بيان الصحيح والضعيف من الروايات)، بينما موقفه من الإسرائيليات هو الرَّفض يقول: (ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أَذِن الشَّارع في نقله مما لا يخالف كتابَ الله وسنة رسوله).



شخصيَّته حاضِرة؛ فهو محدِّث من الطراز الأول، وموقفه من الإسرائيليات يدلِّل مدى ثقافته الدينية.

يقول: إنَّ الروايات التي وصلَتنا لا حاجة إلى أخذها من غيرنا، وما كان باطلًا فلا نحكيه.

لم يضع حدًّا فاصلا بين المقدمة والموضوعات التي سيتناولها في الكتاب، وكان يجب أن يضع حدًّا.

منهجه: المنهج الحولي.





الاتفاق والاختلاف بين المؤرِّخين:

1 - يتَّفق الطبري وابن الأثير وابن كثير في الموضوع (التاريخ العام).

2 - اهتمَّ الطبري وابن كثير بالأسانيد، بينما ابن الأثير لم يفعل ذلك.

3 - لم يرجِّح الطبري، بينما ابن الأثير وابن كثير رجَّحوا بين الروايات.

4 - لم يذكر ابن الأثير جديدًا عمَّا ذكره الطبري؛ بل نقل وحتى بدون سنَد، ولكن ذلك على عكس ابن كثير.

5 - كان هناك الكثير من الرِّوايات المتناقضة التي لم يتم توضيحها عند كلٍّ من الطَّبري وابن الأثير، بينما عند ابن كثير نرى الصورةَ الكاملة الواضحة للرِّوايات، فكان ابن كثير يقوم بتوضيح صحيح وضعيف الرِّوايات، ولا ينقل منها إلَّا ما يوافق كتاب الله وسنَّة رسوله.

6 - طريقة ابن كثير في معاجلة كتابه جعلَت القارئ يشاركه فِكره، عكس الطبري وابن الأثير.

لذلك من أقوى هذه الكتب في نظري كتاب ابن كثير، والمقبول الطبري، والضعيف فيهم ابن الأثير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.30 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.26%)]