إنشاء أجهزة للإشراف والمتابعة والمراقبة والمحاسبة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213687 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2019, 12:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي إنشاء أجهزة للإشراف والمتابعة والمراقبة والمحاسبة

إنشاء أجهزة للإشراف والمتابعة والمراقبة والمحاسبة
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي









إن الطبيعة البشرية تحتاج للتعامل معها في بعض الأحيان إلى شيءٍ من الحزم والشدة، ولذلك فالقرآن الكريم، وهو كلام خالق الإنسان جلَّ جلاله، شَرع الكثير من العقوبات الرادعة عند حصول تجاوزات من بني آدم، فهناك القصاص من القاتل، وحد الرجم، أو الجلد للزاني، وقطع يد السارق، والجلد لشارب الخمر، ومـن يعيث في الأرض فساداً حده أكبر يتناسب مع جرمه، قال الله تعـالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَـوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ﴾.[1]







إن هذه العقوبات كلها من أجل أن تستقيم الحياة الدنيوية، وأن يُعم الأمن، ويحافظ الناس على دينهم، وأموالهم، وأعراضهم، وأنفسهم، كما قال تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[2]، أي: إنه استتباب للأمن في البلاد، وقطع لدابر المجرمين، والمفسدين في الأرض، وقطاع الطرق، وعصابات الإفساد، وعصابات الإرهاب التي تفسد في الأرض، وتزعزع البيوت الآمنة، والآهلة بالسكان.[3]







والناس في مجتمعاتهم، وتعاملاتهم اليومية قد يحدث من بعضهم تجاوزات متعددة، ومتنوعة على بعضهم بعضاً، ومن بعضهم على المصالح العامة، ولذلك كان لزاماً وضع أجهزة متخصصة، ودقيقة للمتابعة، والإشراف، والمراقبة، والمحاسبة، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، كما قال الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.







إن الناظر، والمتأمل لأحوال الكثير من المجتمعات الإسلامية اليوم يجد ضعفاً كبيراً في مفهوم الإشراف، والمتابعة، والمحاسبة، في مختلف شؤون الحياة، وهذا يؤكده الإهمال، والعشوائية التي تُعم جوانب كثيرة في المجتمع، فترى سوء نظافة الشوارع العامة، وسوء صيانتها، وفوضى قيادة السيارات، وعدم ضبط ارتفاع أسعار البضائع، وتكاسل، وغياب العاملين في الأجهزة الحكومية، وفوضى المستشفيات العامة، والخاصة، وفوضى عدم تنظيم، وتخطيط الشوارع العامة، والداخلية... إلخ.







لقد تميزت الدول المتقدمة بوجود نظام دقيق للمراقبة، والإشراف، والمحاسبة، يشمل كافة قطاعات الدولة، ويشمل كل العاملين في القطاع العام، ويقال: أن المسؤول أياً كان قبل أن يستلم مهامه يتم حصر كافة ما لديه من ممتلكات، وبعد انتهاء فترة عمله يتم حصر وجرد ما لديه، وما كان زائداً يتم استلامه منه، ويصبح ملكاً من أملاك الدولة.







ويقول الدكتور عصام الحميدان: إن هذا يسمى اليوم في بعض الدول مبدأ (كشف الثروة الشخصية) للمسؤولين، فالمسؤول لا بد أن يقدم كشفاً بحساب ثروته الشخصية قبل توليه المنصب، وبعد ما يترك المنصب، يتم محاسبته، ويقدم كشفاً بثروته الشخصية، فيقارن بين الكشف الأول، والكشف الثاني، فإذا صار الكشف الثاني زائداً، يُسأل ما سبب هذه الزيادة؟ هل السبب، أمور خاصة يمتلكها أصلاً، أم لديه أعمال تجارية، أم سببها المنصب.[4]







وهذا النظام الذي نقول: أنه تميزت به الدول المتقدمة اليوم نظام موجود في الإسلام، وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرة الخلفاء الراشدين والسلف الصالح - رضوان الله عليهم - تحكي قصصاً واقعية في المجتمع المسلم قبل أن تعرف الدول المتقدمة اليوم الحضارة، بل كانت تعيش في جاهلية جهلاء، في العصور الوسطى، وهذه المواقف التي سطرها عظماء الإسلام تمثل قمة المراقبة، والإشراف، والمحاسبة، والنضج في العمل الإداري.







ومن مواقف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الجليلة في تنظيم، وإدارة المجتمع، فقد جاء في الصحيحين عن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلاً من الأسد يقال له: ابن اللتبية (قال عمرو وابن أبي عمر على الصدقة) فلما قدم، قال: هذا لكم، وهذا لي أُهدى لي، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: " ما بال عامل أبعثه، فيقول هذا لكم، وهذا أُهدى لي، أفلا قعد في بيت أبيه، أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ثم رفـع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه، ثم قـال: (اللهم هل بلغت؟) مرتين.[5]







ومن أهم الفوائد التربوية المستفادة من الحديث الشريف، ما يلي:



أولاً: حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تماسك المجتمع المسلم، والقضاء على أسباب الفساد الإداري الذي يزعزعه، ويؤدي به إلى الضلال، والهلاك.







ثانياً: سرعة معالجة الفساد الإداري في المجتمع عند وقوعه مباشرة، وعدم تركه حتى يستشري، ويتفاقم.







ثالثاً: الشدة والحزم مع أهل الفساد الإداري بإيقاع العقوبات المناسبة عليهم، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.







رابعاً: تأدية أجهزة الرقابة، والمحاسبة، والإشراف واجباتهم على أكمل وجه، ومن ثم تفويض الأمر لله تعالى لأنه هو المصلح، وهو الهادي إلى سواء السبيل.







وهذا الحديث الشريف قمة في المحاسبة، والمتابعة، وضبط أحوال العمال داخل المجتمع، حتى لا تصبح الأمور فوضى دون ضبط، أو متابعة، أو محاسبة، فالإنسان إذا عَلِم أنه غير متابع، أو محاسب من أي جهة ما، فربما تسوّل له نفسه الأمارة بالسوء ظلم نفسه بارتكاب المعاصي، والخطايا، وإما ظلم غيره بإلحاق الضرر بهم، وقد قيل في الحكمة المشهورة: (من أمن العقوبة أساء الأدب).







وفي يقيني لو أننا تبصرنا ووعينا جميعاً هذا الحديث الشريف، وهذا الدرس العملي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع الصحابي ابن اللتبية - رضي الله عنه - ثم عملنا به كقاعدة عامة في المحاسبة، والمتابعة، والإشراف للعمال في الوظائف العامة لأصبحت المجتمعات الإسلامية اليوم أفضل مما هي عليه، وفي خير كثير، وسارت بخطى ثابتة نحو التقدم والرقي بإذن الله تعالى.







وهناك موقف جليل آخر حصل بين الفاروق الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وبين الصحابي الجليل أبي هريرة - رضي الله عنهما - عندما أرسل عمر بن الخطاب أبا هريرة إلى البحرين، فقدم إلى المدينة، و معه عشرة آلاف دينار، و سلَّم على أمير المؤمنين، فقال له: من أين لك هذا يا عدو الله، و عدو كتابه؟ قال لست بعدو الله، ولا بعدو كتابه، و لكني عدو من عاداهما، قال: فمن أين لك هذا؟ قال خيل نتجت عنده خيل، و تكاثرت، و غلة رقيق لي عنده عبيد يشتغلون، و يجيبون له أموال، و أُعطية تتابعت من أمير المؤمنين، فسأل عمر، و تحقق فوجدوه كما قال أبو هريرة، فسكت عنه.[6]







منطلقات وأسس مهمة:



من أسس الإدارة الناجحة: جودة الرقابة، والإشراف، والمتابعة، والمحاسبة، فعند فقدانها، أو ضعفها ستؤثر بدون شك سلباً على عطاء العاملين وإنتاجيتهم، وبالتالي يضعف عطاء المجتمع، وتخلفه عن التميز، والتنافس، والتقدم، ومن المنطلقات الأساسية لتفعيل ذلك، ما يلي:



أولاً: العناية التامة باختيار العمال الأكْفَاء في كل الوظائف العامة، وفي جميع المستويات، وخصوصاً الوظائف العليا، والوظائف ذات المواقع الحساسة في المجتمع، والتي أيضاً على مداخل، ومخارج المجتمع.







ثانياً: وضع آليات واضحة، ومحددة للإشراف، والمتابعة، والمحاسبة في جميع المستويات الإدارية لضبط أداء العمال بشكل دقيق دون ظلم لأحد، أو محاباة، أو تساهل.







ثالثاً: الاهتمام بغرس الرقابة الذاتية في نفوس أفراد المجتمع عن طريق المحاضرات، والخطب، والدروس، وعبر كافة وسائل الإعلام المختلفة، وتذكيرهم بأداء الأمانة، فالمسلم في الغالب إذا ذُكر بالله تعالى تَذَكَّر، ورجع.







رابعاً: الاعتناء بتربية الناشئة عن طريق الأسرة، والمدرسة، والجامعات، وأن يكون الوالدان، والمعلمون قدوة حسنة أمام طلابهم، فهذه مراحل مهمة للغاية يتعلم منها الناشئة الكثير من القيم التي تصبح قواعد أساسية في حياتهم.







خامساً: الاستفادة من التقنيات الحديثة المعاصرة اليوم في عمليات الإشراف، والمراقبة، والمحاسبة، فهناك أجهزة حديثة متميزة، ومتطورة في هذا المجال أخذت بها الدول المتقدمة، فالحكمة ضالة المؤمن، فمتى وجدها، فهو أحق بها.







[1] ( المائدة:33 ).




[2] (البقرة : 179 ).




[3] ( القرني، دروس صوتية، موقع الشبكة الإسلامية، الدرس رقم: 398 ).




[4] ( الحميدان، أخلاقيات المهنة من منظور إسلامي، ج 2 ، ص 12 ).




[5] ( مسلم، صحيح مسلم، باب تحريم هدايا العمال، حديث رقم: 1832 )، ( البخاري، صحيح البخاري، باب قول الله تعالى: ﴿ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾ ومحاسبة المصدقين مع الإمام، حديث رقم: 1500 ).




[6] ( الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2 ، ص 612 )، ( ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 7 ، ص 442 ).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.75 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]