|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
البيع الرابح
البيع الرابح (1) حسين أحمد عبدالقادر المقدمة: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 10 - 13]. وفي رحاب الآيات الكريمة يبيِّن لنا الله جلَّ جلاله السبيلَ الأمثل للتجارة المُنجية من العذاب الأليم، وهذه النَّجاة هي ثمرة الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، والجهاد في سبيل الله العليم الحكيم بكلِّ وسائله، مِن أموال وأنفس، وهذه هي العاقبة الخيِّرة لمن علم الأمر وقدره حق قَدرِه، فنالَ الفضل، واغتنَم الأجر، ومَن يَسلكْ سبيل هذه التجارة، يَنعمْ برضا الله سبحانه، ويتمتَّعْ بعاقبتها من فوز عظيم، وثواب كبير. قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111]. وفي ظلال الآيات الكريمة قال الشيخ السعدي: "يُخبر تعالى خبرًا صدقًا، ويعد وعدًا حقًّا بمُبايَعة عظيمة، ومعاوَضة جسيمة، وهو أنه ﴿ اشْتَرَى ﴾ [التوبة: 111] بنفسه الكريمة ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ﴾ [التوبة: 111] فهي المثمن والسلعة المَبيعة، ﴿ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾ [التوبة: 111]التي فيها ما تَشتهيه الأنفس، وتلذُّ الأعيُن مِن أنواع اللذات والأفراح والمسرَّات، والحور الحسان، والمنازل الأنيقات، وصفة العقد والمبايَعة بأن يَبذُلوا لله نفوسهم وأموالهم في جهاد أعدائه، لإعلاء كلمته وإظهار دينه فـ﴿ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ﴾ [التوبة: 111]، فهذا العقد والمبايعة قد صدرت من الله مؤكدة بأنواع التأكيدات"؛ تفسير السعدي[1]. قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29]، وفي رحاب الآية الكريمة يبيِّن الله جلَّ جلاله الأسس الربانية التي أقرَّها الله سبحانه لعباده المؤمنين، لكي يتعرَّفوا على التجارة المضمونة الربح، وهي تلاوة كتاب الله الكريم، وإقامة الصلاة والوفاء بهذه العبادة العظيمة، والإنفاق والصدقة في سبيل الله تعالى في السر والجَهر، ومَن وفَّى بهذه الشروط ربحت تجارته، ولم تكسد بضاعته. بفضل الله الكريم، هذه السلسلة الدعوية موجهة لبيان الأعمال الصالحة، وتوضيح فَضلِها من القرآن الكريم والسنَّة النبوية، وتعزيز السبُل التي تؤدي إلى فعلها، والحث على ملازمتها، والأعمال الصالحة هي البَيع الرابح الذي لا يَكسد، فعلينا أن نتعرف عليها، ونستثمر أوقاتنا وأموالنا وأنفسنا لنكون في زمرة المفلحين، وفي روضة العابدين، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين شرَّفهم بالدعوة إلى دينه العظيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين. [1] موقع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: البيع الرابح
البيع الرابح (2) حسين أحمد عبدالقادر "التوحيد" أهمية التوحيد: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. التوحيد هو الهدف الأسمى لعباد الله تعالى، وهو سببُ خلق الله ذي الجلال والإكرام لعباده؛ لكي يعبدوه جلَّ جلاله ولا يُشركوا به شيئًا، ويَقوموا بالوفاء بما يَلزمُهم من تحقيق هذه العبودية؛ قال الله تعالى: ï´؟ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ï´¾ [الذاريات: 56]، وقال الله تعالى: ï´؟ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ï´¾ [غافر: 62]. وتحقيق التوحيد ونشره هو رسالةُ الأنبياء والرسلِ الكرام عليهم جميعًا الصلاة والسلام، وهو الواجب الذي يتكفل به كلُّ عبد من عباد الله تعالى من الامتثال لما بيَّنَته الشريعة الإسلامية من سُبل لتحقيق التوحيد، وتبليغ الغافلين، ودعوة الغير للاستعداد لليوم العظيم. والشرك سببٌ لحَبْط الأعمال، والخلود في جهنم دارِ الكافرين، ومقرِّ المشركين؛ قال الله تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ï´¾ [الزمر: 65]. أنواع التوحيد: التوحيد له أسسٌ شرعية للوفاء بتحقيقه، والعمل على تأكيده، وهو يتمثل في ثلاثة أنواع؛ كما يلي: توحيد الربوبية، وهو: إفراد الله تعالى بأفعاله؛ كالخلق والملك والتدبير، والإحياء والإماتة، ونحو ذلك. توحيد الألوهية، وهو: إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولًا وعملًا، ونفي العبادة عن كلِّ ما سوى الله، كائنًا من كان؛ كما قال الله تعالى: ï´؟ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ï´¾ [الإسراء: 23]. توحيد الأسماء والصفات، وهو: إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات، فيعتقد العبدُ أن الله لا مُماثل له في أسمائه وصفاته[1]. ثواب التوحيد: تحقيق التوحيد هو السبب العظيم للتنعُّم في الجنة، وتجنب دخول النار؛ فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحدٍ يَشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صِدقًا من قلبه إلا حرَّمه الله على النار))؛ (البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري). وعن عثمان رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يَعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة))؛ (مسلم). تحقيق التوحيد سببٌ لخروج مَن يُعذَّب بذنوبه في النار، ولكنه لا يُخلَّد فيها؛ فعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يقول: وعزَّتي وجلالي، لأُخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله))؛ (البخاري ومسلم). تحقيق التوحيد سببٌ لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: يا رسول الله، أيُّ الناس أسعدُ بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: ((يا أبا هريرة، لقد ظننتُ ألَّا يَسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولى منك؛ لما رأيتُه من حرصك على الحديث، أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة مَن قال: لا إله إلا الله؛ يبتغي بها وجهَ الله))؛ (البخاري). تحقيق التوحيد سببٌ للتخلص من الذنوب بفضل الله تعالى؛ فلقد روى الترمذي في "سننه" عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله سيُخلِّص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فيَنشر له تسعةً وتسعين سجلًّا، كلُّ سجل مثل مدِّ البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلَمَك كتبَتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول الله تعالى: بلى، إنَّ لك عندنا حسنة؛ فإنه لا ظلمَ اليوم، فتُخرَج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: أحضِر وزنك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقول: فإنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلَت البطاقة، ولا يَثقُل مع اسم الله شيء))؛ (صححه الألباني)[2]. لذا؛ يجب على المسلم معرفةُ التوحيد وكيفية تحقيقه، وتنبيهُ مَن لا يعلم بعاقبة الشرك، والمثابرة على تعظيم الله تعالى، والإقرار بوحدانيته جل جلاله لا شريك له، ونبذ الشرك وأسبابه، وما قرَّب إليه من قول وعمل، والحرص على القرب من الله مَلِك الملوك، والإكثار من الصالحات، وسؤال الله سبحانه الثبات. نسأل الله تعالى أن يجعلنا ووالِدينا والمسلمين من عباده المخلَصين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين. [1] الإسلام سؤال وجواب. [2] موقع الدرر السنية.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |