دار المسنين.. هل تكون خيارك المفضل؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7821 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 47 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859386 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393697 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215914 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-03-2019, 01:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي دار المسنين.. هل تكون خيارك المفضل؟

دار المسنين.. هل تكون خيارك المفضل؟



فاطمة عبد الرءوف



لا يوجد أجمل من البيت بدفئه وحميميته، بذكرياته البعيدة التي تمتزج بكل ركن فيه.. لا يوجد أفضل من الأنس وتنسم عبير الأحبة فيه، حيث يعيش الماضي في الحاضر ويتداخل الشجن بالأمل، البيت هو ساحة الحياة الحقيقية للمسن، فلا عمل ولا خروج ولا حياة فعالة إلا داخل جدرانه الآمنة، ولكن هذه الجدران تتجهم أحيانا وتكشر عن أنيابها وتضيق على ساكنيها، وتبدأ رحلة البحث عن بدائل أخرى قد تكون دارا للمسنين، حيث يجتمع أناس لم يجمعهم جميعا سوى أن بيوتهم ضاقت جدرانها، ولم تعد قادرة على الاحتضان.

أسباب متعددة

لعل السبب الرئيس للجوء المسن طوعا أو كرها للحياة في دار المسنين هو افتقاده لمن يرعاه، خاصة مع حالة التدهور الصحي التي قد يعانيها، فالبعض فقد بصره، والبعض أصبح قعيدا، والبعض تكالبت عليه الأمراض، وأصبح بحاجة لرعاية طبية مستمرة وهكذا.

ولكن هذا لا يمنع أن هناك من يلتحق بدار المسنين هربا من شعور الوحدة القاتل بعد أن هاجر الأبناء أو هجروا آباءهم، وأطبقت الوحدة على القلوب، وجثمت على الأرواح، فبحثوا عن بصيص من النور في مكان آخر، فيه نفوس جريحة أخرى عسى أن تتكئ الجراح على بعضها.

البعض يذهب طوعا وعن رضا وقناعة، كما يحدث كثيرا في بلاد الغرب، حيث تسود المشاعر الجليدية، ويتم الاعتياد عليها خاصة أن المؤسسات هناك بالغة التطور وبرنامج الرعاية الصحي والنفسي والاجتماعي على أعلى مستوى، أما في بلادنا العربية فالأغلبية تذهب مجبرة في حال من التوجس والريبة، فكأنهم داخلون قبرا قبل القبر.

مشكلات حقيقية

الكثير من دور رعاية المسنين في بلادنا تفتقد التخطيط وحسن الإدارة، فيتم طهي الطعام بطريقة لا تراعي الأمراض المختلفة التي يعاني منها المسنين، كالسكر والضغط وغير ذلك.. والإشراف الطبي قليل في وقت يتم التعامل فيه مع حالات بحاجة لرعاية مستمرة.. والمساعدة النفسية الممنهجة والمنظمة تكاد تكون منعدمة، فالخدمات غالبا ما يقدمها موظفون لا يشعرون بمدى الأمانة والمسئولية الملقاة على عاتقهم، ولا يحملون قضية ما نحو هؤلاء المسنين.. ولا يزال التطوع الأهلي في قطاع المسنين قليلا، وبالتالي تبدو حالة المسنين في بعض الأحيان كالمستجير من الرمضاء بالنار.

بالطبع هناك دور رعاية متقدمة تقدم خدمات متميزة، ويقوم عليها أهل الخير، ولا تكلف مبالغ باهظة، ولكنها قليلة للغاية، ولا يتسنى لمعظم المسنين الذين بحاجة لهذه الخدمة أن يجدوها بيسر وسهولة.

هل هو الجحود؟

كثيرا ما تشير أصابع الاتهام إلى الأبناء الذين جحدوا فضل والديهم، ولم يعرفوا حقوقهم التي قال الله عنها في كتابه الكريم }وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا{ (الإسراء :23 – 25).

فكان الإحسان إلى الوالدين في المرتبة الثانية بعد عبادة الله عز وجل وذكرت فترة الكبر على وجه الخصوص لأنها فترة بالغة الحساسية في حياة الآباء.

بل إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانطبقت عليهم صخرة فسدته عليهم، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم أن يفرج عنهم فقال أحدهم: "اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، وامرأتي، ولي صبية صغار أرعى عليهم. فإذا أرحت عليهم، حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني، وأنه نأى بي ذات يوم الشجر، فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما. فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر. فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منه فرجة، نرى منها السماء، ففرج الله منه فرجة، فرأوا منها السماء" (رواه مسلم)، يعد عند البعض لون من ألوان القصص المسلي الذي لا يمكن محاكاته في الواقع.. ولا أريد أن أستطرد في سرد قصص مؤلمة عن الأبناء الجاحدين والآباء المقهورين، فكثيرا ما تطالعنا الصحف بمثل هذه القصص.

زوجة الابن

غالبا ما نجد في ثنايا هذه القصص والحوادث صورة قبيحة لزوجة الابن، التي تحرض زوجها حتى يقوم بطرد أبيه أو أمه أو إلقائه في إحدى دور الرعاية، ولاشك أن هذه فئة موجودة بالفعل، ولكن الحقيقة أيضا أنه كثيرا ما تكون زوجة الابن المتهمة المظلومة، فالرجل الذي دعا الله في الحديث السابق وقف بنفسه ينتظر استيقاظ والديه حتى برق الفجر، ولم يكلف زوجته بالقيام بهذه المهمة على الرغم من كونه مرهقا ولديه عمل في اليوم الثاني.

وهذه نقطة جوهرية فارقة، فزوجة الابن ليست هي المسئولة الأساسية عن الوالدين المسنين لزوجها، صحيح أنه من المروءة أن تساعد وتتعاون، ولكنه ليس واجبا عليها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 48.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.16 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.83%)]