لئلا نغرق تمسكوا يرحمكم الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 8 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2020, 09:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي لئلا نغرق تمسكوا يرحمكم الله

لئلا نغرق تمسكوا يرحمكم الله


د. غنية عبدالرحمن النحلاوي





(كلمات في شمولية الإنفاق)


مقدمة: قبل أن نغرق:
قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

الزكاة والنفقة نماء وتطهير، وإن شموليتَها لكل دقائق حياة المسلم من البراهين على عظمة هذا الدين، وهي أحد أوجه تلك العظمة وحسب، فعندما يتزكى الفرد ماديًّا ومعنويًّا، جسمًا وروحًا، فالمجتمع كله في طهارة ونماء، ومن أمثلة أجدادنا الدالة على استيعابهم لشمولية الإنفاق والبذل قولهم: " المركب التي ليس فيها شيء لله تغرق!".

واليوم إذ نرقب الحال في هذا الجو العاصف بكل مَن يقول: ربي الله، تزداد هذه الكلمات حضورًا ورسوخًا؛ فتمسَّكوا يرحمكم الله، وأنفقوا، وزكوا، وتزكوا؛ لئلا تغرق المراكب! وقبل أن نقف بإيجاز عند كل من المعنى العام والمعنى الخاص لشمولية الإنفاق مع أمثلة، نذكِّر بأهمية النية، وابتغاء وجه الله تعالى بالدرجة الأولى؛ حتى تتحقق التزكية.

شمولية الزكاة بالمعنى العام لها:
كل شيء له زكاة: زكاة العلم أن تعلِّمَه، وزكاة الروح أن تتعبد الله تعالى بالمعنى الشامل للعبادة، وليس فقط أداء الشعائر (وعلى أهميته فهو بعضها)، وزكاة المال أن تدفع مقدارًا منه، وزكاة الأجسام ألا تعصي الله بها، والقياس يتسع، وكما قلنا: معنى التزكية: التطهير والنماء؛ لذلك هي ليست تفضُّلًا منا، بل هي مصلحة وفائدة لنا في الدنيا، وفوق ذلك نحن مثابون عليها في الآخرة، سبحان الله! ومن أقرب الأمثلة لهذا المعنى العام: زكاة أجسامنا: فأنت تزكي جسمك بأن تستخدمه فيما يُرضي اللهَ تعالى؛ فزكاة أذنيك وعينيك بصلاح ما تستمع وتبصر؛ قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ﴾ [غافر: 19]، وحتى جِلدك يجب أن تتقيَ الله فيه، وتنأى به عن الحرام؛ حتى يستمر صحيحًا معافًى، ويؤدي وظائفه التي غيَّبها عنا الإِلْفُ والعادة، فتستره وتحفظه كما يستر ويحفظ أنسجتك وأجهزتك، وحتى لا يشهد عليك أمام خالقه أنك استخدمته بسوء؛ قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 20]، آيةٌ تجعل أحدنا ينظر إلى هذه الأنسجة والأجهزة المعجزة والبديعة التكوين ويسألها: ماذا ستقولين عني غدًا؟ فتجيبه ببساطة: "أنا ألصق الكائناتِ بك، وبكل صغيرةٍ وكبيرة منك سأشهد"، رحماكَ ربي!

لذلك؛ فإن هذه الزكاة تكاد تجب مع كل خطوة تخطوها، وكل نظرة، وكل مسمع تسمعه على عدد ساعات يومك، ولولا رحمةُ الله بنا لوجبَتْ عددَ أنفاسنا ونبضات قلبنا في كل دقيقة!

وخلافًا للزكاة بالمعنى الخاص التي تقدر بوحدات مادية كالنقد وإنتاج الأرض، فإن الزكاة بالمعنى العام تقدر بوحدات مختلفة، ومقدارها غير مشروط بعقاب الترك ودقة الحساب، وهذا مثال:
زكاة المفاصل: قال لنا الحبيبُ صلى الله عليه وسلم: ((في الإنسان ستون وثلاثمائة مَفصِلٍ، فعليه أن يتصدق عن كل مَفصِلٍ منها صدقةً))، قالوا: فمن الذي يطيق ذلك يا رسول الله؟! قال: ((النخاعة في المسجد تدفنها، أو الشيء تنحيه عن الطريق، فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزئ عنك))، وصححه الألباني[1]، سبحان الله! بل أكثر من ذلك ((كلُّ معروف صدقة)) من حديث آخر أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، وزاد: ((ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق، وأن تُلْقي مِن دلوك في إناء أخيك))، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل سلامَى مِن الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس؛ تعدِل بين اثنين صدقة، وتُعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتُميط الأذى عن الطريق صدقة))؛ البخاري ومسلم[2]، وفي لفظ: ((فكلُّ تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة))،وتلك الأحاديث الشريفة تبيِّن كم أن أبواب الخير التي تفتح على تلك الصدقات كثيرة، وبها نزكي أجسامنا عامة، والصقل الذي يحملنا ويحركنا خاصة بما فيه قوة عظامنا وتناسق مفاصلنا وتوازن حركتنا، وهي تتراوح من خدمتك المجتمع بأدنى الأعمال وبتواضع تام تسمو به لابتغائك وجه الله: (النخاعة في المسجد تدفنها، أو الشيء تنحيه عن الطريق)، إلى إسعاد شخص تعرفه أو إغاثته: (أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تلقي من دلوك في إناء أخيك، وتعين الرجل فتحمل متاعه لسيارته)، إلى خطوات تمشيها إلى الصلاة، وذكرك الله بالقول والعمل (من تحميد وتهليل وتسبيح، وركعتي الضحى)، وتأمل كيف أن مِن أحسن علاجات المفاصل: إماطة الأذى عن الطريق، وأن تعدل بين اثنين، وقولك: "الكلمة الطيبة"!

وبالقياس، فإن كل ما ذُكِر هو تزكية للصحة والعافية، ويدخل تحت "الطب الوقائي" بلغتنا الطبية، ومن العامي الفصيح لأهل الشام عندما تطلب غرضًا أو خدمة بسيطة من قريب أو غريب أن تسبق الطلب أو تتبعه بقولك: "زكاة عافيتك"، وهذا ربط تلقائي محبَّب بين حفظ العافية والصحة، والعلاقات الأسرية المجتمعية المتبادلة في إطار التعاون والتراحم، والصدقة بهذه المعاني الشاملة تخفِّف عنك، وتخففك، وهي حل وعلاج لكثير مما يعرض لنا من أثقال أرضية ترهق أرواحنا؛ كالخوف والحزن والاكتئاب، ولَمَرضُ الرُّوح والنفس أشد ضررًا، فهو يضر بصحة الجسم، بل ويعيق شفاء أمراضه، وتجد الثقافات العالمية بدأت تتحدث عن دور ما سمَّوْه: النشاطات التطوعية في شفاء حتى السرطان عند من يؤديها! ولنعلم فلا نغتر أنه حتى المرض الخفيف كمس الضر الذي قد يبدو باهتًا خفيفًا بأنه مس، لا يكشفه عنا إلا الله تعالى؛ قال عز من قائل: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾ [يونس: 107]، بل المس قد يتحول للأسوأ: الإنفلونزا قد تتحول لذات رئة! وتحسس بسيط قد يتحول لإزعاج صحي ينغص حياتك، و... ما لم يكشفه عنا سبحانه إذ نلجأ إليه: بالدعاء، وبتطهير جوارحنا عن المحرمات، وبالصدقة ابتغاء وجه الله: بمعناها العام الذي يسمو بتبادل المنافع والتكافل في الخيرات حين يجعلها زكاة وصدقة كما مر، أو بالمعنى الخاص كما سيلي،والحمد لله على نعمة الإسلام، اللهم أرِدْنا بخير!

الزكاة والصدقة بالمعنى الخاص المادي:
عندما ترِدُ الزكاة في الآيات القرآنية مجردة بدون تخصيص ينصرف الذهن لإنفاق المال والعروض المتصلة به، والإنسان ضنين بماله؛ لذلك كان منبع شمولية الإنفاق صدق الإيمان والتوكل: قال الله تعالى في وصف عباده الأخيار: ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 36 - 38]، وكأن الآيات تقول لنا في ربطٍ بين الرزق وإنفاق المتوكل: هؤلاء العباد الذين ﴿ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36]؛ ليقينِهم أن رزقهم هو من الله الغني الحميد، وأن لله الأمر في إنفاقه، استجابوا له سبحانه في إنفاق حُرِّ مالهم وما يملِكون حيث يحب سبحانه، وهي خَصلة لا يستوعبها أو يهضمها أبناء حضارة اليوم، أتباع ثقافة سيادة المادة: أن الرزق من الله؛ فإنفاقه بأمر الله وطاعته، وما يرضيه، ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 38]! وما أكرَمه من ربطٍ بين صفة الإنفاق[3] (زكاة وصدقة) وبين رِزق الله تعالى لهؤلاء المؤمنين المتوكلين، فأنت تشعر أنه تعالى أسبغ لمسة حانية تقربهم إليه أكثر؛ حيث بعث في قلوبهم الطمأنينة لرزقه المستديم، ومن أجمل وأسمى الأوصاف التي قرأتها للإنسان المنفق في جامع العلوم لابن رجب الحنبلي: "كان عثمان وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما خازنينِ مِن خُزَّان الله في أرضه، ينفقان في طاعته" أيُّ تشريف؟! تخيَّل! هنيئًا لِمَن جعله الله تعالى خازنًا له في أرضه.

وهذه بعض ملامح شمولية الإنفاق بهذا المقصد في الإسلام من خلال تدبر آيات وأحاديث:
1] من شمولية الزكاة والصدقة بالمعنى المادي: أنها تطهِّر وتنمي ليس المال فقط، بل ومنفقه أيضًا:
(أ) تطهير وتنمية المنفق صاحب المال: روحًا ونفسًا وجسمًا، سبحان الله:
فتزكي الصدقة روحه؛ كونها طاعة لله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]، وعندما ينفق المرء يبتغي وجه الله تنتعش روحه، ويحصد إلى رضا الله التثبيت لنفسه على الطاعات؛ ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 265].

والنفقة تزكي النفس من أعراض تعتري كل إنسان؛ كالخوف والحزن؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274].

وأخيرًا، ففي الإنفاق والصدقة: علاج للجسم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((داووا مرضاكم بالصدقة))، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع الصغير، ونعم الدواء المجرب من خلال قصص رواها أهلها، ومنها أمراض معضلة شفيت بالصدقة بعد أن أعجزت الأطباء! وطريقة ذلك تعهد المحتاجين، وإطعام الصائمين، والاستمرار في ذلك، والصبر عليه ابتغاء وجه الله، كما نصبِر على أشواط العلاج الدوائي التي قد تستمر أشهرًا، والله يربي عملك ويثمره شفاءً فهو الشافي، ولدعاء المحتاجين نفعه بإذن الله، والآلية الأخرى للشفاء أن سعادة الطاعة تقوي المناعة، وتجدد شباب الخلايا، بينما تتفاقم أمراض الجسم وأسقامه بسبب: الخوف والحزن الناتجين عن المرض نفسه، أو عن ظروف أخرى (كما ثبت علميًّا)، وهنا يتَّضِح مدى ارتباط الحديث بمدلول آيِ الذِّكر الحكيم، فعندما يزول الخوف والحزن بالإنفاق والصدقة، فإن هذا يُسرِع كثيرًا في شفاء المرض العضوي الذي ألَمَّ بالجسم، وينعتق من آلامه وأسقامه، كما انعتقت الروح!

(ب) والزكاة تزكي المال؛ فكل مكلَّف يتطهر وينمو ماله الذي زكاه، ليجد أثر ذلك على أسرته ومجتمعه والأمة، وما تلبث أن تفيض الأموال؛ كما حدث في عهد الخليفة الخامس،وظاهر الأمر أنك تعطي نفقتك لغيرك، ولكن حقيقتها أنك تعطي لنفسك أولًا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 272]، فتحرَّ الطيبَ من النفقة؛ لأنك ستستعيدها كاملة وزيادة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نقصَتْ صدقةٌ مِن مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا))؛ رواه مسلم.

2] ومن شمولية النفقة وهي حق مقطوع به: أنها تغطي فئات عديدة ومتنوعة، جماعات وأفرادًا، فلا تكاد تذَرُ محتاجًا، كما ورد في القرآن وبينه العلماء، ولا بد لكل منا أن يعلم يقينًا أن هذا المال الواجب النفقة هو حق مقطوع به للعباد، ولذوي القربى قبل غيرهم، وليس تفضلًا من أحدٍ على أحدٍ؛ قال تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الروم: 38]، إيتاء بأمر رباني، لا حجة معه لمتجاهل ﴿ َآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ﴾ [الروم: 38] باللفظ والنص! وجاء في تفسيرها: "ووجه تخصيص الأصناف الثلاثة بالذِّكر أنهم أَوْلى من سائر الأصناف بالإحسان، ولكون ذلك واجبًا لهم على كل مَن له مال فاضل عن كفايتِه وكفايةِ مَن يعول"[4]! لنعلمه يقينًا، فيدفع المرء تلك الحقوق لأصحابها طوعًا، يريد وجهه تعالى من قبل أن تُقتضى منه كرهًا بمرض أو خراب أو فدية أو إفلاس! ﴿ ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الروم: 38] لو نعلم، ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الروم: 38]، الذين استجابوا لأمره تعالى عندما أمرهم: ﴿ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ﴾ [النحل: 90]، وهي علاقة متكافئة؛ فصلة الرحم التي تقتضي التكافل مع الأرحام تفتح باب العطاء، كما أن هذا العطاء يقوِّي صلة الرحم، ويزكِّي العلاقاتِ بين الأهل، فيُطهِّرها وينميها، وأهمية التأثير الأسري للنفقة تفسر لنا اقتران ﴿ إِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ﴾ [النحل: 90] بصفتي: ﴿ الْعَدْلِ وَالْإِحْسَان ﴾ [النحل: 90]، وهما مِن أهم أعمدة قوام الأمة وتحقُّق خيريتها.

3] ومن شموليةِ النفقة لارتباطها بالإيمان وطاعة الله: أنك ترى بذلها في جميع الشرائح الاقتصادية في المجتمع؛ فهي ليست حِكرًا على الأغنياء، أو متوسطي الحال:
وإن الفقير المؤمن - وهذا قد يبدو مستغربًا - يجودُ عن طيب خاطر رغم فاقته؛ طمعًا في الأجر والثواب من جهة، وعونًا لفقير مثله يشعر بعَوَزِه كما يشعر بنفسه (وقد رأيت نماذج من هؤلاء الناس في مجتمعنا)، وتلك هي الصدقة الأعظم أجرًا؛ فلقد جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أيُّ الصدقة أعظمُ أجرًا؟ قال: ((أن تصَدَّقَ وأنت صحيحٌ حريصٌ، تأمُلُ البقاء، وتخشى الفقر))؛ رواه البخاري ومسلم، وقال الشاعر:
ليس العطاءُ مِن الكثيرِ سماحةً ♦♦♦ حتى تجودَ وما لديك قليلُ

وأما مَن لم يجد، فمن شموليتها أنه يجزئُ عنه صِدقُ النية في الإنفاق "والنُّصح لله ورسوله"؛ قال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 91، 92]، وهذا يمسَح بيدٍ حانيةٍ حُزنَ كل مَن لا يجد ما ينفق بالمعنى المادي!

4] ومن شموليتها: أنه يجزئ القليل، حتى في الوقاية من النار، ولا يستهزئ بقليلها إلا منافق؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79][5]،وشموليتها تقتضي الاستمرارَ، ولو بهذا القليل؛ فهي ليست عبادةَ مناسباتٍ! قال صلى الله عليه وسلم: ((أحبُّ الأعمال إلى اللهِ أدومُها، وإن قلَّ))؛ متفق عليه، لنتدبر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم!

تكامل المعنى العام والمعنى الخاص:
لا يخفى اجتماع المادي والمعنوي في الزكاة والصدقة، وقد جمعهما أكثرُ مِن آية وحديث، وهما تشتركان في أمور، أهمها:
1] ثواب الدنيا والآخرة:
إن الشمولية للإنفاق بأنواعه تجعله يتجاوز دنيانا لآخرتنا فيضمهما كالتوءمين: روى عديُّ بن حاتم أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا النار))، ثم أعرض وأشاح ثلاثًا، حتى قلتُ: إنه ينظر إليها، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا النارَ ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمةٍ طيبة))؛ (في الصحيحين).
وأعجَبُ من إنسان يزهد في بذلها: شق التمرة! وحتى الكلمة الطيبة! مع أنها وقاء من النار.

2] أعداء الزكاة ومبطلاتها:
وهي تنطبق على النوعين، ولكنها أظهرُ بالنسبة للزكاة بالمعنى الخاص.
• الإنسان بين البُخل والمنِّ: إن البخلَ المعنوي والمادي يقوِّيه الوعدُ الشيطاني بالفقر؛ ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، وهو مِن الآفات التي تمنع صاحبَها من البذل على أي وجه من الوجوه؛ قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 114]، وتلك آيةٌ تضم أحسنَ وأرحب الاستثناءات بـ: "إلا" في اللغة العربية؛ إذ يفتح على ثلاثة أبواب للخير: الأمر بصدقة، أو معروف، أو إصلاح بين الناس، فمن لم يستطع الأول أمكنه الثاني، أو الثالث، سبحان الله! لكن البُخل يُعيق الدخول في رحابته الفسيحة، ويحبِس الرُّوح في أقبية اللغو والنجوى التي لا خير فيها! وعلاوة على الوعد الشيطاني بالفقر فأحدنا يُعين الشيطانَ عندما يُبطِل صدقتَه وعمله الصالح بالمن والأذى! ومن يتبعها بالمن يؤلِمْ ويجرح مَن يُعِينه أو ينفق عليه، علاوة على أنه يُفسِد عمله، ويخسَر أجره، وهو ما يغيب عن كثيرين!

• مرض القلوب: قال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 54]: آية تخبرنا أن مِن شروط قبول النفقةِ الإيمانَ، والنشاط في الطاعات، والرضا، وطيب النفس للبذل،وكلها منعدمة عند أهل النفاق، أجارنا الله!

• الإنفاق من خبيث: قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ﴾ [المائدة: 100]، وهذه الآية على عمومِها تنطبق على كل حَقْل في حياتنا، ومنها الاقتصادي، ونأخذ منها المدلول الخاص ببحثنا، حيث يتراوح الخبيثُ بين كل كسبٍ مقطوع الحرمة؛ كالربا، وبين التصدق بالثوب الخَلَقِ والطعام الرديءِ؛ فالواجب أن نتحرَّى أطيب الكسب، ونقدِّمَ أكرم ما يستحب من أخلاق بطِيب نفس؛؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267]، وتذكر إذ تنفق من خبيثٍ أنه راجع لك، ويوفى إليك، قال العلماء: إن الصدقة حتى تشكر بها النعمة يجب أن تكون بإيتاء الواجبات، وتجنُّب المحرمات"[6].

• زَغَلُ النية: مِن الأخطاء التربوية: ألا نهتم لبعضنا البعض إلا بالدانق والدينار، والظهير الاجتماعي، فحتى العمل "لوجه الله تعالى" بالزكاة والصدقة، خلَطه أكثرُنا بالنظرة المادية الضيقة، والمصلحة والكسب؛ قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]، والصدقة لا تكون خيرًا خالصًا إلا عندما تريد بها وجهَ الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الروم: 38].

ختامًا:
في عود على بَدْء: انظر وَعْد الرحمن؛ قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

وتذكَّر أن النفقة ابتغاء وجه الله تعالى، بالليل والنهار، سرًّا وعلانية، دون مَنٍّ أو أذًى، ومِن أطيب كسبك - هي النفقة التي يحبها الله تعالى ويريدها منا بصفاتها المذكورة، وهي التي يتحقَّق بشموليتها تطهيرُ المجتمع وتزكيته كاملًا ونماؤه، وهي التي تضمَن الحرية المطلقة للإنسان، عندما يؤديها بهذا الشكل، وهذا الاندفاع - فإنه ينعتق من العبودية للمادة (بلاء عصرنا وفتنة أمتنا، كما حدثنا صلى الله عليه وسلم في الصحيح)، فإذا هان المال في عينيه، وصار بذلُه عبادةً، ورخص في نظره، وأصبَح إنفاقُه في سبيل الله غايةً وأمنيَّةً، فممَّ يخاف؟ وعلامَ يحزن؟!

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين


[1] الحديث موجود عند الإمام البخاري ومسلم (موقع ملتقى أهل الحديث)، وفي لفظ آخر لمسلم عن أبي ذر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى))، قال ابن الجوزي: "ينبغي للإنسان أن يجتهد كل يوم أن يأتي من أفعال الخير بمقدار ذلك العدد، فإن لم يُطِقْ سبَّح أو قرأ هذا المقدار، على أن صلاة ركعتين تنوب عن ذلك، من جهة أنه إذا قام وقعد وركع وسجد فقد شكَر بكل الأعضاء،(شبكة إسلام ويب)، ففهم صدقة أعضاء البدن: العبادة بها.

[2] جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم، لابن رجب الحنبلي البغدادي، المكتبة العصرية صيدا - بيروت: 1423 = 2002 (الحديث رقم 26/ ص 236)، وأورد ابن رجب في بعض رواية أبي ذر: ((وبيانك عن الأَغْتَم صدقة))، وفي لفظ آخر عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجهِ أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعَظْم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوِك في دَلْوِ أخيك لك صدقة))؛ البخاري في الأدب المفرد.

[3] مِن معاني الإنفاق في القرآن الكريم: الزكاة بالمعنى الخاص كركن، وصدقة التطوع، والإنفاق في سبيل الله (في الدعوة، وفي تجهيز الجيوش)، والإنفاق على العيال،قال ابن بطال: وأصل الصدقة ما يخرجه المرءُ من ماله متطوعًا به، وقد يطلق على الواجب؛ لتحري صاحبه الصدق بفعله.

[4] جاء في تفسير هذه الآية في فتح القدير للشوكاني: وقدم الإحسان إلى القرابة؛ لأن خيرَ الصدقة ما كان على قريب؛ فهو صدقة مضاعَفة، وصلة رحم"، وقال: "والآية محكَمة، وللقريب في مال قريبه الغني حقٌّ واجب، وبه قال مجاهد، وقتادة"، والأرجح أن الآية ليست منسوخة بآية المواريث، كما ذهب له البعض؛ لأن مِن ذوي القربى مَن لا يرث، وفي تفسير القرطبي: "وقد فضَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب، فقال لميمونة وقد أعتقت وليدة: ((أمَا إنكِ لو أعطيتِها أخوالَكِ، كان أعظمَ لأجرِكِ)).

[5] جاء في تفسير هذه الآية في فتح القدير للشوكاني: وقدم الإحسان إلى القرابة؛ لأن خيرَ الصدقة ما كان على قريب؛ فهو صدقة مضاعَفة، وصلة رحم"، وقال: "والآية محكَمة، وللقريب في مال قريبه الغني حقٌّ واجب، وبه قال مجاهد، وقتادة"، والأرجح أن الآية ليست منسوخة بآية المواريث، كما ذهب له البعض؛ لأن مِن ذوي القربى مَن لا يرث، وفي تفسير القرطبي: "وقد فضَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب، فقال لميمونة وقد أعتقت وليدة: ((أمَا إنكِ لو أعطيتِها أخوالَكِ، كان أعظمَ لأجرِكِ)).


[6] جامع العلوم لابن رجب الحنبلي، مرجع سابق ص 243.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.83 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]