فأصبحتم بنعمته إخوانا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 781 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-09-2020, 02:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي فأصبحتم بنعمته إخوانا

فأصبحتم بنعمته إخوانا


الشيخ عبدالله بن محمد البصري





أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - بِفِعلِ مَا أَمَرَكُم بِهِ وَاجتِنَابِ مَا نَهَاكُم عَنهُ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].



أَيُّهَا المُسلِمُونَ، مُنذُ كَانَ هَذَا العَالَمُ وَوُجِدَ النَّاسُ عَلَى ظَهرِ هَذِهِ الأَرضِ، وَهُم يَحرِصُونَ عَلَى تَكوِينِ الرَّوابِطِ فِيمَا بينَهُم، عَلَى مُستَوَى الشُّعُوبِ وَالدُّوَلِ، وَتَحتَ لِوَاءِ الحُكُومَاتِ وَالمُنَظَّمَاتِ، لِيُكَوِّنُوا بِتِلكَ الرَّوَابِطِ قُوًى يَتَصَدَّونَ بِهَا لأَعدَائِهِم، وَيَغلِبُونَ بِهَا مُنَاوِئِيهِم وَيَقهَرُونَ مُخَالِفِيهِم، غَيرَ أَنَّ هَذِهِ الرَّوَابِطَ - كَمَا ثَبَتَ بِتَجَارِبِ التَّأرِيخِ - تَتَغَيَّرُ بَينَ زَمَنٍ وَزَمَنٍ، وَتَتَبَدَّلُ مِن حَالٍ إِلى حَالٍ، وَيَعتَرِيهَا مَا يَعتَرِيهَا مِن تَفَكُّكٍ وَضَعفٍ وَانقِطَاعٍ، تَبَعًا لِتَغَيُّرِ الأَهدَافِ وَتَبَدُّلِ الغَايَاتِ وَاختِلافِ المَصَالِحِ الَّتي تُبنَى عَلَيهَا تِلكُمُ العِلاقَاتِ.



لَكِنَّ ثَمَّةَ رَابِطَةً مُحكَمَةً وَثِيقَةً، رَابِطَةٌ لم يُحكِمْ فَتلَهَا البَشَرُ، وَلَم تَتَحَكَّمْ فِيهَا المَصَالِحُ الدُّنيَوِيَّةُ الأَرضِيَّةُ القَلِيلَةُ، وَلَكِنَّهَا رَابِطَةٌ سَمَاوِيَّةٌ عُلوِيَّةٌ، مَنشَؤُهَا مِن عِندِ خَالِقِ البَشَرِ وَبَارِئِهِم، وَالعَالِمِ بِطَبَائِعِهِم وَنُفُوسِهِم، مِنهُ تَبدَأُ وَإِلَيهِ تَعُودُ، إِنَّهَا أَقوَى الرَّوَابِطِ وَأَوثَقُهَا وَأَعظَمُها وَأَحكَمُهَا، إِنَّهَا الأُخُوَّةُ الإِسلامِيَّةُ، تِلكُمُ الرَّابِطَةُ المَتِينَةُ العَظِيمَةُ، الَّتِي تَجمَعُ المُسلِمِينَ على اختِلافِ أَجنَاسِهِم وَتَعَدُّدِ أَعرَاقِهِم وَقَبَائِلِهِم، وَتُؤَلِّفُ بَينَهُم أَيًّا كَانَت أَمَاكِنُهُم وَمَهمَا تَفَرَّقَت بِلادُهُم، قَالَ – تَعَالى -: ﴿ إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ ﴾ وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " أَلا لا فَضلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلا لأَحمَرَ عَلَى أَسوَدَ، وَلا لأَسوَدَ عَلَى أَحمَرَ إِلاَّ بِالتَّقوَى " أَخرَجَهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.



نَعَم - أَيُّهَا الإِخوَةُ - إِنَّنَا في ظِلِّ رَابِطَةِ الإِسلامِ العَمِيقَةِ، وَتَحتَ مَظَلَّةِ الإِيمَانِ الوَاسِعَةِ، نُعَدُّ سَوَاسِيَةً مُتَمَاثِلِينَ مُتَكَافِئِينَ، لا يَتَكَبَّرُ أَحَدٌ مِنَّا عَلَى آخَرَ وَلا يَتَعَالى عَلَيهِ بِأَيِّ صِفَةٍ دُنيَوِيَّةٍ دَنِيئَةٍ، أَو مَكسَبٍ مَادِيٍّ زَهِيدٍ، أَو مَتَاعٍ مِنَ الدُّنيَا قَلِيلٍ، وَإِنَّمَا نَتَفَاضَلُ بِتَقوَى اللهِ في قُلُوبِنَا، وَمِقدَارِ قُربِنَا مِنهُ بِطَاعَتِهِ، فَلَهُ - تَعَالى - الحَمدُ إِذْ جَمَعَ بَينَنَا بِرِبَاطٍ عَظِيمٍ وَثِيقٍ. وَإِنَّ هَذِهِ الرَّابِطَةَ الَّتِي هِيَ الأُخُوَّةُ الإِسلامِيَّةُ، لَيسَت مَقَالاتٍ تُرَدَّدُ أَو شِعَارَاتٍ تُرفَعُ، دُونَ أَن يَكُونَ لَهَا حَظٌّ مِنَ الوَاقِعِ العَمَلِيِّ، وَلَكِنَّهَا مَبدَأٌ ثَابِتٌ وَأَصلٌ أَصِيلٌ، وَلَهَا حُقُوقٌ وَوَاجِبَاتٌ، يَجِبُ عَلَينَا مَعرِفَةُ أَبرَزِهَا وَالعَمَلُ بِهَا وَتَبَادُلُهَا فِيمَا بَينَنَا ؛ لِنَكُونَ حَقًّا إِخوَةً في اللهِ، وَلِنَنَالَ بِذَلِكَ مَحَبَّةَ اللهِ، وَمِن ثَمَّ تَكُونُ لَنَا القُوَّةُ وَالعِزَّةُ وَالنَّصرُ وَالغَلَبَةُ، فَمِن هَذِهِ الحُقُوقِ: أَن يَكُونَ المُسلِمُ نَصِيرًا لأَخِيهِ المُسلِمِ وَظَهِيرًا، وَمُعِينًا لَهُ وَمُؤَيِّدًا، قَالَ - تَعَالى -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِ ﴾ وَقَالَ – عَزَّ وَجَلَّ -: ﴿ وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ وَقَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ وَإِنِ استَنصَرُوكُم في الدِّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ ﴾ وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " اُنصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَو مَظلُومًا " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظلُومًا، أَفَرَأَيتَ إِن كَانَ ظَالِمًا كَيفَ أَنصُرُهُ؟! قَالَ:" تَحجُزُهُ أَو تَمنَعُهُ عَنِ الظُّلمِ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصرُهُ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ.



وَمِن حُقُوقِ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ: أَلاَّ يَظلِمَ المُسلِمُ أَخَاهُ بِأَيِّ نَوعٍ مِن أَنوَاعِ الظُّلمِ وَإِن قَلَّ، رَوَى البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ مِن حَدِيثِ أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قَالَ في خُطبَةِ الوَدَاعِ: " أَلا إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيكُم دِمَاءَكُم وَأَموَالَكُم، كَحُرمَةِ يَومِكُم هَذَا في بَلَدِكُم هَذَا في شَهرِكُم هَذَا " وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ، لا يَظلِمُهُ وَلا يَخذُلُهُ وَلا يَحقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلى صَدرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسبِ امرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَن يَحقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرضُهُ " رَوَاهُ مُسلِمٌ.



وَمِن حُقُوقِ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ وَلَوَازِمِهَا: أَن يَرحَمَ بَعضُ المُسلِمِينَ بَعضًا وَيُحِبَّ بَعضُهُم بَعضًا، وَيَفرَحَ كُلٌّ مِنهُم لِفَرَحِ إِخوَانِهِ وَيَحزَنَ لِحُزنِهِم، وَيُسَرَّ بما يَسُرُّهُم وَيَسُوءَهُ مَا يَسُوءُهُم، وَقَد ضَرَبَ النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - لِذَلِكَ مَثَلَينِ في غَايَةِ البَيَانِ، حَيثُ شَبَّهَ المُسلِمِينَ بِالجَسَدِ الوَاحِدِ الَّذِي يَتَأَثَّرُ كُلُّهُ بما يُصِيبُ بَعضَهُ، أَو بِالبُنيَانِ الَّذِي يُمسِكُ بِبَعضِهِ فَيَقوَى، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " مَثَلُ المُؤمِنِينَ في تَوَادِّهِم وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشتَكَى مِنهُ عُضوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - " المُؤمِنُ لِلمُؤمِنِ كَالبُنيَانِ يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.



وَمِن حُقُوقِ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ العَظِيمَةِ: بَذلُ النَّصِيحَةِ، فَالمُسلِمُ الصَّادِقُ الأُخُوَّةِ، يَنصَحُ أَخَاهُ المُسلِمَ في أَمرِ دِينِهِ وَدُنيَاهُ، فَيُعَلِّمُهُ إِن كَانَ جَاهِلاً، وَيُنَبِّهُهُ إِن كَانَ غَافِلاً، وَيُذَكِّرُهُ إِن نَسِيَ، وَيَدُلُّهُ عَلَى الخَيرِ حَيثُ كَانَ، وَيَأمُرُهُ بِالمَعرُوفِ إِذَا رَآهُ تَارِكًا لَهُ، وَيَنهَاهُ عَنِ المُنكَرِ إِذَا رَآهُ مُرتَكِبًا إِيَّاهُ، رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ في صَحِيحَيهِمَا مِن حَدِيثِ جَرِيرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: " بَايَعتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصحِ لِكُلِّ مُسلِمٍ " وَهَذَا النُّصحُ الَّذِي بَايَعَ عَلَيهِ الصَّحَابيُّ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - هُوَ التَّوَاصِي بِالحَقِّ الَّذِي جَاءَ في سُورَةِ العَصرِ، إِذ يَقُولُ الحَقُّ - تَبَارَكَ وَتَعَالى -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].



وَمِن حُقُوقِ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ: رَدُّ السَّلامُ، وَإِجَابَةُ الدَّعوَةِ، وَتَشمِيتُ العَاطِسِ، وَزِيَارَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " حَقُّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ سِتٌّ " قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّم عَلَيهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا استَنصَحَكَ فَانصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ " رَوَاهُ مُسلِمٌ.



هَذِهِ بَعضُ الحُقُوقِ الَّتِي تَجِبُ عَلَى المُسلِمِ لإِخوَانِهِ، فَلْنَحرِصْ عَلَيهَا - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَلْنَتَمَسَّكْ بِهَذِهِ العُروَةِ الوَثِيقَةِ، يُحِبَّنَا اللهُ وَيَرحَمْنَا وَيُدخِلْنَا جَنَّتَهُ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " أَوثَقُ عُرَى الإِيمَانِ المُوَالاةُ في اللهِ وَالمُعَادَاةُ في اللهِ، وَالحُبُّ في اللهِ وَالبُغضُ في اللهِ " رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَفي الحَدِيثِ القُدسِيِّ: " قَالَ اللهُ - تَعَالى -: حَقَّت مَحَبَّتي لِلمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّت مَحَبَّتي لِلمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّت مَحَبَّتي لِلمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ، وَحَقَّت مَحَبَّتي لِلمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّت مَحَبَّتي لِلمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ. المُتَحَابُّونَ فِيَّ عَلَى مَنَابِرَ مِن نُورٍ، يَغبِطُهُم بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَالطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.



أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [الزخرف: 66 - 73].

♦ ♦ ♦



أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّ الحَنِيفِيَّةَ السَّمحَةَ الَّتي هِيَ مِلَّةُ أَبِينَا إِبرَاهِيمَ - عَلَيهِ السَّلامُ - وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - إِنَّهَا لَمَبنِيَّةٌ مَعَ الإِخلاصُ للهِ. عَلَى المُوَالاةِ فِيهِ وَالمُعَادَاةِ فِيهِ، قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4] وَقَالَ - تَعَالى - في وَصفِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وَأَصحَابِهِ: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم ﴾ [الفتح: 29] إِنَّ المُسلِمَ أَخُو المُسلِمِ وَإِن كَانَ مِن أَقصَى الأَرضِ، وَالكَافِرَ عَدُوٌّ لِلمُسلِمِ وَإِن كَانَ أَخَاهُ مِن أُمِّهِ وَأَبِيهِ أَو أَقرَبَ قَرِيبٍ إِلَيهِ، فَإِذَا أَرَدنَا أَن نَكُونَ مُؤمِنِينَ حَقًّا فَلْيَكُنْ وَلاؤُنَا لإِخوَانِنَا المُسلِمِينَ أَنَّى كَانَت دِيَارُهُم أَو أَجنَاسُهُم، وَلْنُحِبَّهُم وَلْنُحِبَّ لَهُم مِنَ الخَيرِ مَا نُحِبُّهُ لأَنفُسِنَا، فَقَد قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " لا يُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفسِهِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " مَن أَحَبَّ للهِ وَأَبغَضَ للهِ، وَأَعطَى للهِ وَمَنَعَ للهِ، فَقَدِ استَكمَلَ الإِيمَانَ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ الأَلبَانيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.




نَعَم - أَيُّهَا الإِخوَةُ - لِنُحِبَّ لِلمُسلِمِينَ مَا نُحِبُّهُ لأَنفُسِنَا، وَلْنَحرِصْ عَلَى قَضَاءِ حَاجَاتِهِم وَتَفرِيجِ كُرُبَاتِهِم لِوَجهِ اللهِ، فَقَد قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " مَن كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ في حَاجَتِهِ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.71 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]