سوء الخاتمة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 325 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 708 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 333 )           »          إشراق الصيام وانطلاق القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-10-2020, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,521
الدولة : Egypt
افتراضي سوء الخاتمة

سوء الخاتمة


الرهواني محمد





الخطبة الأولى
لحظة حاسمة في حياتنا يغفُل عنها الكثير، هذه اللحظة قد تقود الإنسان إلى سعادة سرمدية لا شقاء بعدها، أو قد تقوده إلى شقاء ونار تلظى والعياذ بالله.
أتدرون ما هي تلك اللحظة؟ إنها لحظة ختام حياة الإنسان، ولحظة ختام الأعمال.

واسمعوا عباد الله ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم.. اسمعوا جيدا فإن الواحد منا لا يدري متى وكيف تكون خاتمته.. ففي صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تعجبوا بعملِ عامِلٍ حتى تنظروا بم يُختَمُ له).

فمن وفَّقه الله للعمل الصالح في آخر عمره وفي آخر ساعةٍ من الأجل، فقد كتب الله له حُسن الخاتمة، ومن خذلَه الله فختَمَ ساعة أجله بعمل شرٍّ، وذنب يُغضِبُ الرب، فقد خُتِمَ له بخاتمة سوءٍ والعياذ بالله.
وقد مر بنا في الجمعة الماضية موضوع حسن الخاتمة.
واليوم بإذن الله لنا وقفة مع موضوع سوء الخاتمة.

أولاً، معنى سوء الخاتمة:
سوء الخاتمة وما أدراك ما سوء الخاتمة أعاذنا الله منها، هي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى، هي الخسارة الفادحة والشقاء الأبدي.

سوء الخاتمة معناها: أن يموتَ العبد على حالةٍ سيئة لا تُرضِي الله عز وجل، فتُقبَض الروح على تلك الحال، فتكون حجابا بينه وبين الله تعالى أبدا، وبئس الخاتمة تلك التي طالما تخوف منها المتقون، وتضرعوا إلى ربهم سبحانه أن يُجنبهم إياها.

فخطر هذه الخاتمة يكمن في أن العبدَ عند الموت يكون في غاية الضعف فهو يعاني من ألم النزع والخوف من خطر ما هو مُقبِل عليه عند الموت، ومن هجوم إبليس عليه بخَيْله ورَجله، حتى يَفتنه.

فإنها والله لفتنة عظيمة يُثبِّت الله فيها قلوبَ المؤمنين الصادقين الذين استقاموا على دين الله تعالى، وتنتكسُ فيها قلوبُ المنافقين والمفرِّطين والظالمين، قال ربنا: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].
وإذا عرفنا معاش العباد معنى سوء الخاتمة، وجب علينا أن نحذر أسبابَها، وأَن نُعِدَّ ما يَصلُحُ لها.

فأسبابها كثيرة:
يأتي في طليعتها فساد المعتقد، فالعقيدة إذا شابها الفساد والانحراف استوجبت ضلال صاحبها وزيغه عن طريق الحقّ، ومن لم يسلك سبيل الحقّ فلن يُكتب له الفلاح أبداً.. فساد المعتقد أصل كلّ بلاء، وأساس كلّ شقاء، به يُحبط العمل، وتكون سوء الخاتمة والهلاك والخسارة عندها.

ومن البلايا العظيمة التي تقف حاجزاً بين العبد وحسن الخاتمة: الإعراض عن الله تعالى وعن دينه، والاستنكاف عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، قال ربنا: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 173].. فالمُعرض عن الله تعالى وعن دينه يُعاقب على قلّة اكتراثه بالدين واتِّباعه لهوى نفسه ورغباتها بالشقاء والخذلان، ويُجازى على إعراضه وصدوده بإعراض الله عنه، ومن أعرض الله عنه ساءت خاتمته بلا شك.

ومن أسباب سوء الخاتمة: ترك الفرائض، وارتكاب المُحرَّمات، والإقدام والجرأة والإصرار على المعاصي، فإن الذنوب تغلب على الإنسان وتستولي على قلبه فيألفُها ويحبُّها، فيأتي الموتُ وهو مُصِرٌّ على ذلك، ويستولي عليه الشيطان عند الموت، وهو في حالة ضعفٍ ودهشةٍ وحيرة، حتى إذا أراد أقرباؤه أن يلقنوه الشهادة ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله، طغت المعاصي على تفكيره فتكلم ونطق بما ألِفَه وغلَبَ على قلبه ويردده حال الاحتضار، فيُختَمُ له بسوء الخاتمة.

قال ابن كثير: "الذنوب والمعاصي والشهوات تخذُل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة".

ومن أسباها: التسويف بالتوبة، وهذا السبب من أنجح حيل إبليس التي يحتال بها على الناس، فيوسوس للعاصي بأن يتمهل في التوبة، فإن أمامه زمناً طويلاً فليُمتع نفسه ولا يشق عليها بالطاعات من الآن. ويوسوس للأعزب حتى يتزوج، وللطالب حتى يتخرج، وللفقير حين يستغني، وللشاب حتى يبلغ الخمسين أو الستين ومن تم يتوب توبة نصوحاً، ويلزم المسجد ويكثر من تلاوة القرآن، أما الآن فإنه في زهرة عمره ومقتبل شبابه، فليمتع نفسه.. وهكذا يوسوس ويحدد لكل واحد موعدًا لتوبته، وهذا من بعض مكائد إبليس في تسويف التوبة وتأجيل الأوبة اغتراراً بطول الأمل، وذلك سبب شقاء وتعاسة كثير من الناس، حتى نسوا الآخرة ولم يتذكروا الموت، وإذا تذكروه يوما تضجروا وتضايقوا منه، لأنه يُنغِّص عليهم لذاتهم، ويكدِّر عليهم صفو عيشهم.

ومن أسباب سوء الخاتمة: الانكباب على الدنيا وطلبها، والحرصُ عليها، والرُّكون إلى شهواتها وزُخرفها، وتقديمُ محبتها على محبة الإقبال على الآخِرة، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 7، 8].

ومن الأسباب: أمراض القلوب، وأسوأ الأمراض التي تُفسد القلب وتُمرضه وتُهلكه: الكِبْر والحَسد والحِقد والغِلّ والعُجب والغدر والخيانة والمكر والخِداع والغِش واحتقار الناس وظلمهم، والعدوانُ عليهم في الدم أو المال أو العِرض، فأيٌّ من هذه الأمراض وغيرِها تكون سببا في هلاك صاحبها وخُسرانه فضلا عن سوء خاتمته.

وكذلك عُقوق الوالدَين وقطيعة الأرحام، قال ربنا: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].

فهذه بعض أسباب سوء الخاتمة، وإنني لأحذر نفسي وإياكم أن يكون فينا سبب من هذه الأسباب، وإياكم والتسويف فإن العمر قصير والطريقَ طويل والزادَ قليل وهولَ القبر ثقيل فاستعدوا ليوم الرحيل.


الخطبة الثانية
ينبغي أن يكون الخوف من سوء الخاتمة ماثلا أمام أعيننا في كل لحظة، لأن الخوف باعث على العمل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة).

ومن هنا كان يشتدُّ خوف السلف الصالح من سوء الخاتمة، إذ ليس شيءٌ أخوفَ لقلوبهم وأشدّ إزعاجاً لهم من خاتمة حياتهم، ومعرفةِ الحالة التي سيُختم لهم بها عند الموت، ولأجل هذه القضيّة ذَرَفَت عيونُهم ووَجِلَت قلوبهم.

ولقد بكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح فقيل له: أتبكي على الذنوب؟ فأخذ تِبْنةً من الأرض وقال: الذنوب أهون من هذه، إنما أبكي خوفاً من سوء الخاتمة، وكان يقول: أخافُ أنْ أُسلبَ الإيمانَ عند الموت".
وما ذلك إلا لأن سوء الخاتمة أمر صعب ينبغي أن يهتمّ له كل إنسان.

فاللهم إنا نسألك أن تعصِمنا من سوء الخاتمة وأن تختِم أعمارنا بالصالحات، وأن تُثَبّت قلوبنا على دينك وتُصرِّفها إلى طاعتك إلى أن نلقاك وأنت راضٍ عنّا يا رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.25 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]