موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 82 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 177 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28409 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #811  
قديم 07-11-2013, 05:59 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب



الدكتور صالح محمد عوض
جامعة بغداد - كلية العلوم – قسم علوم الأرض
معنى السجل والطي في كتب التفسير
ورد في تفسير ابن كثير والقرطبي أن المراد بالسجل هو الكتاب, وقيل المراد به هو ملك من الملائكة وقيل كذلك إن المراد به هو اسم رجل صحابي كان يكتب للنبي (صلى الله عليه وسلم) الوحي, وقيل أيضاً هو الرجل, حيث لا يعرف رجل اسمه السجل, وإن كتاب الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) معروفون. وقيل أيضاً أن السجل هو العدل , وهو اسم مشتق من السجالة وهي الكتابة.
أما الطي فهو الدرج بفتح الدال الذي هو ضد النشر. قال تعالى (( والسموات مطويات بيمينه)). روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال يقبض الله الأرض ومن عليها يوم القيامة, ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك, أين ملوك الأرض. وهذا تعبير عن قدرته جل وتعالى وإحاطته بجميع مخلوقاته. قيل أيضاً قد يكون القبض والطي إفناء الشيء وإذهابه. يقول الله سبحانه وتعالى: والأرض جميعاً قبضته. يحتمل أن يكون المراد به والأرض جميعاً ذاهبة فانية يوم القيامة.
الدراسات السابقة
أجريت مسحاً موسعاً عن بحوث الإعجاز العلمي للقرآن والسنة النبوية مفتشاً عن معنى كطي السجل للكتب وفي الحقيقة لم أجد بحثاً يتناول هذه الآية ويفسرها تفسيراً علميا,ً سوى أني عثرت على ذات العنوان الذي كنت أبحث فيه وأفتش عن معانيه العلمية, إذ تناول الأخ الكريم المهندس عبد الدائم كحيل الموضوع يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب حيث فسر الباحث جزاه الله خيراً معنى وكيفية الطي بالمنظور العلمي أي أنه وجد إعجازاً علمياً في الشطر أو الجزء الأول من الآية وتحديداً فيما يتعلق بالطي. أما بحثي هذا فيأتي بإظهار الإعجاز المكمل للآية في شطرها أو جزئها الثاني وتحديداً فيما يتعلق بمعنى الكتب ( كطي السجل للكتب).
يمثل هذا الشكل احتمالات شكل الكون كما يراه العلماء اليوم، فإما أن يكون بشكل كرة وإما أن يكون منحنياً ، أو مسطحاً هناك ثلاث نظريات حسب قيمة العامل أوميغا المكتوب على يسار الشكل وهو كثافة الكون الحرجة أكبر من الواحد يعني كرة أصغر من الواحد يعني منحني أو مساوياً للواحد فهذا يعني أنه مسطح وفي الحالات الثلاث نلاحظ أن الكون يأخذ شكلاً منحنياً سواء كان مسطحاً أو بشكل كرة أو بشكل ورقة منحنية فجميع الأشكال يمكن أن تطوى كما تطوى الورقة وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].
معنى الكتب التي وردت في الآية الكريمة
الكتب هي جمع كتاب والكتاب هو الوسيلة لتي يكتب عليها أو فيها معلومات لغرض حفظها ومراجعتها في أي وقت. بما أن السموات تضم الكواكب والنجوم بما فيها الأرض إذاً هذه الكواكب والنجوم ما هي إلا كتب, وكما عبرت الآية ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب)( الأنبياء-104). لفهم هذا لموضوع علينا إثبات أن الأرض ما هي إلا كتاب ضخم يضم بين جنباته معلومات غزيرة وحقائق هائلة جداً يعجز أي كتاب من كتبنا أن يضاهيه.كما أن ما يميز هذا الكتاب ( الأرض) أن جميع المعلومات التي فيه هي صحيحة 100% لأنها دونت بإرادة الله تعالى. أي ما على الإنسان إلا فك رموز وشفرات هذا الكتاب للوصول إلى الحقائق العلمية, وهذا في الحقيقة هو ما يحصل. على سبيل المثال أن وجود حفرة كبيرة على سطح الأرض أو ربما تكون مدفونة هي معلومة مسجلة في صخور الأرض يمكننا قراءتها بعد فك رموزها, فقد تكون هذه الحفرة هي أثر سقوط نيزك ضرب الأرض, من هنا يقوم علماء الجيولوجيا والفلك بدراسة هذه الحفرة وفق الأسس العلمية ومن ثم يتحقق الباحثون من أن أصل تلك الحفرة هو اصطدام نيزك أم عدمه. فإذا كان الأمر كذلك, فان الجيولوجيون يستطيعون معرفة مصدر وأصل هذا النيزك هل هو من قشرة كوكب متفجر أم من جبتة أم من لب ذلك الكوكب المتفجر, ومن ثم يمكن قياس عمره المطلق ( بملايين السنسن) بالطرق الإشعاعية بالاعتماد على النظائر, وأما النظائر فما هي إلا معلومات محفوظة في جسم النيزك يمكن حلها بالأجهزة الحديثة, مما يدل على أن النيزك هو جزء من كتاب لأنه يحمل لنا معلومات جاءتنا من ذلك الكوكب المتفجر أي أن الكوكب ذاته كتاب عظيم. من خلال هذا المثال البسيط يتبن أن الأرض والنجوم والكواكب ما هي إلا كتب تزودنا بمعلومات صحيحة وحقيقية إذا أتقنا قرائتها (حل رموزها وفك شيفراتها).
الأرض والكواكب والنجوم كتب عظيمة
سجلت الأرض أحداث الزمن الماضي منذ بداية تكونها قبل أكثر من 4.5 بليون سنة ولحد الان, وما زالت تدون لنا المعلومات في صخورها ومستحاثاتها وأغلفتها وطبقاتها ومظاهرها وتضاريسها, وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. إن أنواع المستحاثات الحيوانية المحفوظة في صخور الأرض تدلنا على عمر الطبقات الأرضية الحاضنة لهذه المستحاثات, وتدلنا على طبيعة البيئة السائدة في ذلك الزمن وعمق المياه ودرجة حرارتها ومقدار ملوحتها ومقدار الابتعاد أو الاقتراب عن خط الساحل. أليست هذه معلومات قيمة جداً محفوظة ضمن صخور الأرض تدلنا على كل هذه المعلومات قبل ملاين السنين. كما أن وجود المستحاثات النباتية والابواغ والسبورات المتحجرة يدون لنا قصة طويلة عن
سجلت الأرض أحداث الزمن الماضي منذ بداية تكونها قبل أكثر من 4.5 بليون سنة
الظروف المناخية والأحوال البيئية السائدة في ذلك الزمن ( الزمن الذي عاشت فيه هذه الأحياء قبل موتها وتحجرها) قبل ملايين السنين.وقبل خلق الإنسان. لو لم تحفظ لنا الأرض هذه المستحاثات من أين لنا مثل هذه المعلومات. أليس الأرض كتاب كبير, وإن الذي يديره هو الله. إن الترسبات المعدنية المدفونة تحت سطح الأرض تسجل لنا قصة تكونها كاملة في معادنها وفي الصخور الحاضنة لها وما علينا إلا فك رموز هذه القصص. فمثلاً وجود بعض أنواع البوكسايت وهو خام الألمنيوم ووجود بعض أنواع الحديد الرسوبي يدل على مناخ مطير طيلة أيام السنة تقريباً مما أدى إلى ذوبان العناصر الفلزية والقلوية من الصخور والتربة, ونقلها بهيئة ايونات مع المياه وبقاء عنصري الألمنيوم والحديد بسبب صعوبة ذوبانهما, وباستمرار العملية يتركز الألمنيوم والحديد مكوناً ترسبات اقتصادية مدفونه تحت السطح. إن وجود الصخور النارية والمخاريط البركانية في مواقع هادئة الآن يدل على إنها كانت في الزمن الماضي مواقع نشطة بركانياً وتكثر فيه الهزات الأرضية. وإذا سأل سائل ومتى كانت هذه المواقع الخامدة الآن نشطة بركانياً وزلزالياً, فنقول له أنظرنا نسأل الأرض ونقرأ سطور الصخور لنجد الجواب, وما علينا إلا أن نجمع العينات من الصخور النارية ونحللها لقياس عمرها. أليست الارض كتاب يحكي قصة الماضي بكل تفاصيلها. كما أن المظاهر التركيبية لسطح الأرض كالسلاسل الجبلية البنائية كجبال الألب وجبال الهملايا وزاكروس وطوروس كلها معلومات تدون قصة تكونها, فهي تقص لنا قصة حركة الصفائح الأرضية وكيفية تحركها واتجاهات الحركة وشدتها ومقدارها. فجبال الألب تمثل تصادم القارة الأفريقية مع القارة الأوربية, وجبال الهملايا تمثل تصادم القارة الهندية مع القارة الأسيوية, فيما تمثل سلسلة جبال زاكروس بين العراق وإيران حالة تصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الإيرانية, وتقص لنا جبال طوروس قصة تصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة التركية. إن عمليات تسجير البحار وتكون السلاسل الجبلية وسط المحيطات حالياً تحمل معلومات عن كيفية نشوئها وتكونها, وما هي إلا مفتاح لحل الغاز الماضي لمثل هذه الظواهر, خصوصا ,أن علماء الجيولوجيا الغربيين وضعوا مبادئ جيولوجية كثيرة , أحدها هو (The Present is a Key of The Past) ويقصد به الحاضر مفتاح الماضي. أي أن العمليات الجيولوجية التي تحدث الآن يمكن الاستعانة بها لفك رموز الماضي. وما المغناطيسية القديمة الا دليلاً على أن الأرض كتاب كبير يدون أحداث الماضي إلى الأبد. فما هي المغناطيسية القديمة.
صورة لأحد البراكين الناشطة
عندما تنبثق الحمم من البراكين تسيل المادة الصخرية على سطح الأرض. إن المادة الصخرية المنصهرة ما هي إلا مركبات كيميائية معقدة مكونة من عناصر الجدول الدوري المعروفة. فبعض الصخور التي تحوي على الحديد في معادنها وقبل أن تتصلب تتأثر بالمجال المغناطيسي الأرضي وترتب أقطابها المغناطيسية تبعاً لذلك, أي أن القطب الشمالي في الصخرة يتجة نحو القطب المغناطيسي الجنوبي للأرض والعكس بالعكس لأن الأقطاب المختلفة تتجاذب والمتشابهة تتنافر. ثم بعد ذلك تبرد الصخور وتتصلب. وإذا حدث وأن تحركت الصفيحة الأرضية التي تحمل هذه الصخور فإن اتجاهاتها المغناطيسية سوف تتغير بسبب حركة الصفيحة الأرضية. وعند جمع العينات من هذه الصخور ودراسة المغناطيسية القديمة فيها وتحديد أقطابها الشمالية والجنوبية يتسنى لنا متابعة قصة حركة الصفيحة الأرضية واتجاهات الحركة وزاويتها.
من هنا يتبين أن مثل هذه الصخور سوت نفسها بوصلة صغيرة دونت لنا اتجاهاتها المعناطيسية وقت تصلبها, لذ ا فأن أي حركة لهذه الصخور يمكن رصدها وحسابها. إلا يدل ذلك على أن الأرض كتاب عظيم يحوي معلومات حقيقية في غاية الدقة والإتقان بل أن هذا الكتاب يروي لنا قصص متكاملة أذا أحسنا فك رموز القصة.إن وجود هياكل اسماك عظمية وحيتان متحجرة على قمم الجبال الحالية هي معلومة دونتها لنا صخور الأرض في كتاب الأرض لتقول لنا ببساطة إعلمو أن هذه القمم الشاهقة التي ترونها الآن كانت في الزمن الغابر قيعان بحر ومحيطات, وإذا أردتم أن تعرفوا متى كان هذا, ما عليكم إلا أن تحددوا أعمار هذه المتحجرات بالطرق المعروفة لدينا الآن.
مما ذكر في أعلاه يتبين لنا أن الأرض بأغلفتها وصخورها وطبقاتها وبحارها ومحيطاتها وجبالها ما هي ألا كتاب دونت لنا أحداث وقصص الزمن الماضي بكل تفاصيله. إن ما ينطبق على ألأرض ينطبق على الكواكب والنجوم في هذا الكون الواسع. (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]. ولدي من الأمثلة ما يوصلنا إلى حد الملل. ولكن خير الكلام ما قل ودل, ,استغفر الله لي ولكم, أملاً أن يكون بحثي هذا خالصاً لوجه الله تعالى.
يمكن مراسلة المؤلف على العنوان التالي:
Dr. Salih Muhammad Awadh
University of Baghdad
College of science
Earth sciences Dept

[email protected]
  #812  
قديم 07-11-2013, 06:01 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الحياة خارج المجموعة الشمسية


بقلم الباحثة مونية بن صالح
مقدمة
يؤكد القرآن الكريم أن الله تعالى قد خلقنا من تراب الأرض، وأنه سيعيدنا في هذه الأرض، ثم يخرجنا يوم القيامة ويعيد لنا الحياة بعد الموت، يقول تبارك وتعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)[طه: 55].

فهذه الآية تشير إلى أن حياة الإنسان بدأت على هذه الأرض وسوف تستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ثم يبعثنا الله من هذه الأرض. وعلى الرغم من محاولات بعض العلماء للتأكيد على أن الحياة خارج الأرض ممكنة بالنسبة للإنسان، إلا أنه أثبتت المشاهدات والحقائق الكونية أن الحياة خارج الأرض مستحيلة بالنسبة للبشر.
وفي هذا البحث نلقي الضوء على أقول أحد أشهر علماء الغرب، وكيف جاءت أقواله متناقضة بل وتناقض القرآن نفسه، ولذلك لم نرَ أحداً من علماء الغرب وافقه على قوله، لأن البحث عن كواكب صالحة للحياة خارج المجموعة الشمسية أمر مستحيل علمياً.
فأقرب نجم بالنسبة لنا يبعد بحدود 4.3 سنة ضوئية، وهذه المسافة لا يمكن أن نبلغها إلا بعد مضي عشرة آلاف سنة! وهيهات أنجد حول هذا النجم كوكباً صالحاً لحياة البشر، لذلك فإن محاولات التفتيش عن كواكب أخرى لنعيش عليها هي محاولات فاشلة.
الرحيل خارج المجموعة الشمسية
يقول الفيزيائي المعروف ستيفان هاوكين بأنه يجب على البشرية أن تفكر في الرحيل خارج المجموعة الشمسية إذا أرادت أن تستمر في الحياة مستقبلا!! فهل قوله هذا صحيح، أو يوافق القرآن؟ لنقرأ ما يصرح به بعض علماء الغرب اليوم، وكيف ينفي القرآن هذه المزاعم التي لا تقوم على أساس علمي.
يقول ستيفان: The human race must move to a planet beyond our Solar System to protect the future of the speciesفهو يعتقد بأن الجنس البشري مهدد بالانقراض إذا بقي متمركزا بكامله في كوكب واحد لأن الكوارث التي قد تحدث بسبب اصطدام النيازك بكوكبنا يمكنها أن تقضي على كل الكائنات الحية وإذا استطعنا إنشاء مستعمرات بشرية مستقلة في الفضاء الخارجي سيكون مستقبلنا مضمونا.
ولكننا لا نجد في مجموعتنا الشمسية أي كوكب آخر تتوافر فيه الظروف المناسبة للحياة كما هو الحال على كوكبنا الأرض. لذلك يجب أن نذهب إلى كوكب آخر خارج المجموعة الشمسية.
ويضيف قائلاً: يمكننا تقريب سرعة الضوء باستخدام الطاقة المتولدة من تفتيت نوى ذرات المادة ومضاد المادة (annihilation of the matter and antimatter)وهكذا يمكن الوصول إلى أقرب نجم في مدة تصل إلى ست سنوات تقريبا، أما إذا اعتمدنا نظرية النسبية فهذه المدة ستكون أقصر بكثير.
القرآن ينفي هذه المزاعم
الحمد لله على نعمة الإسلام الذي فسر لنا بدقة فائقة كل قوانين هذا الكون في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كيف لا وهو كلام الخالق الذي أتقن كل شيء خلقه.
يقول تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)[طه: 53-55].
من هنا ندرك أن الله تعالى خلقنا من هذه الأرض وسوف نموت ونرجع إلى هذه الأرض، ثم يبعثنا الله من جديد ويُخرجنا من الأرض يوم القيامة.
من تفسير ابن كثير
يقول الإمام الكبير ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) أي من الأرض مبدؤكم، فإن أباكم آدم مخلوق من تراب من أديم الأرض، (وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) أي وإليها تصيرون إذا متم وبليتم، (وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) وهذه الآية كقوله تعالى: (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ)[الأعراف: 25].
وفي الحديث الذي في السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر جنازة فلما دفن الميت أخذ قبضة من تراب فألقاها في القبر وقال: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ، ثم أخذ أخرى وقال: وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ، ثم أخذ أخرى وقال: وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى.
وهناك آيات كثيرة تؤكد أن الإنسان نشأ من الأرض وسيعود إليها، كما قال سيدنا نوح مخاطباً قومه، ومذكرهم بآية من آيات الله:(وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا)[نوح: 17-18].
وهذا يدل على أن هناك علاقة وثيقة بين الإنسان وبين هذا الكوكب الأرضي، وقد ثبت علميا أن جسم الإنسان يحتوي على نفس العناصر التي تتكون منها التربة، ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلّكم لآدم وآدم من تراب).
لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على إمكانية الحياة خارج الأرض، مع أن القرآن أشار إلى وجود كائنات حية في السماوات في قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]. وهذه الآية تشير إلى أن الإنسان يجب أن يبحث عن مخلوقات أخرى في الكون، ولا يفكر بالحياة خارج الكون. WWW.NASA.GOV
الأرض هي الأنسب للبشر
ثم إن هناك دلائل عديدة تؤكد أن كوكبنا الأرضي ومجموعتنا الشمسية هي المكان الطبيعي الوحيد الصالح للحياة لأنه المكان الوحيد الذي سخر الله فيه كل المخلوقات في خدمة حياة البشر إلى ما شاء الله تعالى. يقول الله عز وجل: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إبراهيم: 32-34].
ويقول تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[الأنبياء: 30]. فمن أين سيأتون بكمية المياه الكافية إذا أرادوا الرحيل خارج المجموعة الشمسية؟؟
ولكن الله تعالى بقدرته وبعد أن يميت كل المخلوقات على الأرض سوف يبدل هذه الأرض ليجمعهم من جديد عليها، يقول تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)[إبراهيم: 48].
وعندما نتدبر الآيات التي تتحدث عن السماوات والأرض نجد أن الله تعالى يتكلم دائما عن العلاقة بين السماوات والأرض فيذكر السماوات بصيغة الجمع، ولكنه تعالى يتكلم عن الأرض بصيغة المفرد! تأكيدا على أهميتها وبأنه أودع فيها كل الوسائل اللازمة لحياة الإنسان.
يؤكد العديد من العلماء أن كوكب الأرض هو الأنسب بالنسبة لحياة البشر عليه، فالأرض مجهزة بكل وسائل الراحة والوسائل الضرورية لاستمرار الحياة عليها. ولو أن أي شيء تغير على الأرض مثل نسبة الأكسجين أو الكربون أو كمية الماء أو غير ذلك لتعذرت الحياة، لذلك الأرض مصممة لاستمرار حياة الإنسان. كذلك جعل الشمس والقمر والكون الذي يحيط بنا مصمم لاستمرار الحياة، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13].
العلم والإيمان
إن العلم إذا لم يكن مقترنا بالإيمان يوصل الإنسان إلى المتاهات، فالعلماء الملحدون لا يؤمنون باليوم الآخر، ولذلك يتشبثون بالحياة ويبحثون عن الاستمرار فيها حتى لو اضطروا إلى الرحيل عن كوكبهم! والعجيب أنهم يناقضون أبحاثهم، فقد أثبتت دراستهم للكون بأنه في توسع مستمر وسوف يصل إلى الذروة ثم يتقلص: يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ)[الأنبياء: 104-106]. ولذلك فإن المؤمنين هم الذين سيرثون هذه الأرض.
ولكم إذا تقلص الكون يوما ما في المستقبل فما جدوى العثور على كوكب آخر لنهرب من النيازك، وماذا يمكن أن تسببه لكوكبنا إذا ما اصطدمت به؟ فالكون هو مجموعة من المجرات كما هو معلوم ومجموعتنا الشمسية جزء منه، إذن أينما كنا فسوف يدركنا هذا التحطم المحتوم للكون.
كما أن لكل شيء في الوجود بداية ونهاية ولكل الكائنات دورة معروفة هي الولادة ثم الحياة ثم الموت ليبعثنا الله تعالى من جديد يوم القيامة.
محاولات يائسة
إن المحاولات التي يدعيها بعض العلماء اليوم للخروج خارج المجموعة الشمسية هي محاولات يائسة، لأن هؤلاء العلماء يخبروننا بأنفسهم أن الكون أكبر بكثير مما نتوقعه، فإذا أردنا أن نخرج خارج مجرتنا سوف نحتاج إلى ثلاثين ألف سنة، مع العلم أنه يجب علينا أن نسير بنفس سرعة الضوء، أي 300 ألف كيلو متر في الثانية. وهذه السرعة مستحيلة التحقيق عملياً.
وإذا أردنا أن نصل إلى أقرب مجرة بالنسبة لنا، نحتاج إلى أكثر من مليوني سنة، وإذا أردنا أن نصل إلى أبعد مجرة سوف نضطر لقطع مسافة تقدر بـ 30 مليار سنة ضوئية!!! فهل يمكن لإنسان عاقل أن يفكر بالتجول في الكون، وأعمارنا لا تزيد عن 70 سنة وسطياً؟
هذه مجرة تنتشر في الكون من بين 400 مليار مجرة، تصوروا معي إذا أردنا أن نصل إلى هذه المجرة واستطعنا السير بسرعة الضوء، فإننا سنحتاج إلى 70 مليون سنة، فهل هذا معقول؟ WWW.NASA.GOV
خاتمة
نقطة أخيرة أريد أن أطرحها على هؤلاء العلماء المنكرين ليوم البعث وهم يوقنون بأن الكون سينتهي يوما ما، أريد أن أقول فقط بأنه بدل أن يبحثوا عن الهروب لكوكب آخر لكي تتمكن البشرية من الاستمرار في الحياة فليبحثوا وليفكروا في علاج للموت الذي يفرون منه، فالبشر يموتون وسيموتون مهما عاشوا سواء على كوكبنا في مجموعتنا الشمسية أو في كوكب آخر ومجرة أخرى، يقول العليم القدير:(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)[النساء: 87].
ــــــــــــــ
بقلم مونية بن صالح
باحثة ومهتمة في الإعجاز العلمي
مدينة تطوان - المغرب
[email protected]
المراجع العربية
1- القرآن الكريم.
2- تفسير ابن كثير، دار المعرفة بيروت، 2004.
3- موسوعة الحديث الشريف.
المراجع الأجنبية
1- Move to new planet, says Hawking, http://news.bbc.co.uk, 30 November 2006.
2- Hawking: Humans Must Spread Out in Space, www.cbsnews.com, Jun. 14, 2006.
3- http://www.futura-sciences.com/news-...ivre_10102.php
4- Weeks, Jeffrey R., The Shape of Space, Marcel Dekker, 2002.
5- http://imagine.gsfc.nasa.gov/docs/as...cosmology.html
6- Meteorite Reveals Signs of Life from Space, www.dsc.discovery.com, May 06, 2007.
7- Matts Roos, Introduction to Cosmology, John Wiley and Sons, 2003
  #813  
قديم 07-11-2013, 06:03 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الإعجاز في موقع مكة المكرمة



دكتور مهندس يحيى حسن وزيرى
أستاذ العمارة المساعد ومحاضر بكلية الآثار جامعة القاهرة
بحث رائع يتناول موقع مكة المكرمة بالنسبة إلى الأرض يتم عرض البحث على شكل شرائح على برنامج البوربوينت
الملف 3.9ميغا بايت نوعه ملف بور بوينت شرائح
أضغط هنا للتحميل
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
  #814  
قديم 07-11-2013, 06:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مروج وأنهار أرض العرب في الماضي والمستقبل



دراسة في الإعجاز العلمي للقرآن و السنة
بقلم أ.د/ على صادق
قسم الجيولوجيا – كلية العلوم – جامعة القاهرة
هذه المحاضرة ألقيت في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في مصر ـ جامعة المنصورة ـ والذي حضره حشد غفير من المهتمين يمكن تحميل نص المحاضرة على شكل ملف بوربوينت لاستعراض المحاضرة على شكل شرائح
  #815  
قديم 07-11-2013, 06:06 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الكعبة المشرفة دراسة تحليلية للخصائص التصميمية



دكتور مهندس يحيى حسن وزيرى
أستاذ العمارة المساعد ومحاضر بكلية الآثار جامعة القاهرة
مقدمة:
الكعبة المشرفة هي أول بيت وضع للناس مصداقا لقوله تعالى: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين"[1]، وقد اختار الله سبحانه وتعالى هذا البيت العتيق بمكة المكرمة ليكون القبلة التى يتجه إليها المسلمون في صلاتهم، خمس مرات على الأقل في اليوم والليلة.
لقد قررت كتب الفقه الإسلامي أن التوجه للقبلة يعتبر أحد شروط صحة الصلاة، لذلك فلقد أكدت العديد من الآيات القرآنية ضرورة التوجه للمسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة عند الصلاة، يقول سبحانه وتعالى: "وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره"[2]، أي شطر المسجد الحرام.
ولا تقتصر وظيفة الكعبة المشرفة على كونها القبلة التي يتم التوجه إليها في الصلاة، بل إن الله جعل الطواف حولها هو أحد مناسك الحج والعمرة، كما جعل الطواف حول الكعبة من خصوصيات تحية المسجد الحرام بدلا من صلاة ركعتي تحية المسجد، كما يحدث في باقي مساجد الأرض، وقد ورد الأمر بالطواف حول الكعبة المشرفة في قوله تعالى: "وليطوفوا بالبيت العتيق"[3].
وهذا يعنى أن أهم وظيفتين للكعبة المشرفة هما: أن تكون قبلة يتم التوجه إليها في الصلاة، كما أنها أيضا مبنى يتم الطواف حوله أثناء أداء مناسك الحج والعمرة وبديلا لركعتي تحية المسجد.
إن الدراسات التحليلية التي أجريت على الكعبة المشرفة تعتبر قليلة نسبيا، ومن أهمها الدراسة التي قام بها الباحث "نجيب جدال"[4]، لذلك فإن هذا البحث يهدف إلى دراسة الخصائص التصميمية للكعبة المشرفة ومدى توافقها مع وظيفتها، باعتبارها قبلة يتم التوجه إليها في الصلاة من أي مكان في الأرض.
وعادة ما تشتمل دراسة الخصائص التصميمية لأي مبنى على ثلاثة أشياء أساسية:
دراسة الموقع الجغرافي للمبنى، والوصف الهندسي ويشمل دراسة الشكل والنسب الهندسية، و دراسة أسلوب توجيه المبنى.
لذلك فإن البحث سيقوم بدراسة هذه الخصائص التصميمية، من أجل معرفة مدى توافق هذه الخصائص مع الناحية الوظيفية للكعبة المشرفة.
أولا: مميزات الموقع الجغرافي للكعبة المشرفة:
تقع الكعبة المشرفة في مكة المكرمة والتي يتحدد موقعها الجغرافي بخط عرض 21 درجة و25 دقيقة شمالا، وخط طول 39 درجة و49 دقيقة شرقا[5].
لقد تمت بعض الدراسات العلمية التي توضح أسباب اختيار الموقع الجغرافي لمكة المكرمة حيث توجد الكعبة المشرفة، باعتبارها القبلة التي يتجه إليها المسلمون في صلاتهم أو يحجون إليها لأداء مناسك الحج والعمرة، وقد توصلت هذه الدراسات لما يلي:
1- مكة المكرمة مركز اليابسة للعالمين القديم والجديد:
في محاولة جادة لتحديد الاتجاهات الدقيقة إلى مكة المكرمة من المدن الرئيسية في العالم باستخدام الحاسوب الكمبيوتر، توصل الدكتور حسين كمال الدين إلى تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات، أي أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة تقريبا حول مكة المكرمة توزيعا منتظما، وأن هذه المدينة المقدسة تعتبر مركزا لليابسة[6]، شكل (1)، وهذا التوسط ينطبق على كل من العالم القديم والعالم الجديد.
شكل 1: رسم القارات السبع للعالم يوضح أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة[7].
أما الدكتور مسلم شلتوت فقد أكد الدراسة السابقة عندما أعد ورقة بحثية أثبت فيها أيضا،أن مكة المكرمة تقع في مركز اليابسة للعالمين القديم و الحديث، وذلك باستخدام برنامج للحاسب الآلي، وفيما يلي أهم نتائج هذه الدراسة[8]:
أ- بالنسبة لتوسط مكة المكرمة ليابسة العالم القديم:
تم اختيار تسع مدن وجزر لتكون هي حدود العالم القديم، وتم تحديد موقعها وبعدها عن مكة المكرمة، وقد وجد أن المسافة القوسية The arch distance بين هذه المدن والجزر وبين مكة المكرمة تقريبا 8039 كم في المتوسط، مما يعنى أن مكة المكرمة تقع في مركز دائرة يمر محيطها بالثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا التي كانت تكوّن وتمثل العالم القديم قبل اكتشاف الأمريكتين.
ب- بالنسبة لتوسط مكة المكرمة ليابسة العالم الجديد:
تم حساب المسافة بين مكة المكرمة والمدن الآتية:
1- مدينة ويلنجتون تقع في نيوزيلند بشرق قارة استراليا: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13040 كم.
2- كورن هورن أبعد نقطة في أمريكا الجنوبية: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13120 كم.
3- شمال ألاسكا أبعد نقطة في شمال أمريكا: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13600 كم.
وعلى ذلك فإن المسافة المتوسطة بين أبعد نقاط العالم الجديد وبين مكة المكرمة هي تقريبا 13253 كم، مما يعنى أيضا أن مكة المكرمة تقع في مركز دائرة تمر بحدود قارات العالم الجديد، وهذه الدائرة تمر أيضا بالحدود الشرقية والحدود الغربية للقطب الجنوبي.
وهنا يظهر لنا أن اختيار موقع مكة المكرمة لتكون فيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، هو اختيار إلهي فيه حكمة كبرى لم تكن لتعرف إلا بعد ظهور الحقائق والاكتشافات العلمية الحديثة، فالمسلمون عندما يتجهون في صلاتهم إلى مكة المكرمة فهم يتجهون إلى موقع يعتبر بمثابة مركز اليابسة، كما أنه لا يخفى دلالة توسط موقع مكة المكرمة على تسهيل الحج والعمرة للمسلمين من مختلف بقاع الأرض، فموقعها متوسط بالنسبة لكافة القارات فهي لا تقع في أقصى الشرق أو الغرب، أو في أقصى الشمال أو الجنوب.
وقد جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي قوله[9]: "أول ما خلق الله في الأرض مكان الكعبة، ثم دحا الأرض من تحتها، فهي سرة الأرض ووسط الدنيا، وأم القرى أولها الكعبة، وبكة حول مكة، وحول مكة الحرام، وحول الحرام الدنيا"، وهو ما يوضح أيضا أن علماء المسلمين القدامى قد فهموا ووعوا حقيقة أن مكة المكرمة هي وسط الدنيا، كما حدد البعض منهم اتجاهات وزوايا القبلة بالنسبة للبلاد الإسلامية وعلاقتها بمكة المكرمة.
إن موقع مكة المكرمة الفريد من نوعه أدى إلى أن يطالب أحد الباحثين الغربيين، واسمه "أرنولد كيسرلنج" Arnold Keysrling، إلى أن يكون خط طول مكة المكرمة 39 درجة و49 دقيقة شرقا هو خط الطول الأساسي[10]، بدلا من خط طول جرينتش بانجلترا والذي تم فرضه على العالم سنة 1882م، وقت أن كانت الإمبراطورية البريطانية هي أكبر قوة موجودة في العالم.
2- إشارة الظلال إلى مكة المكرمة [11]:
لقد أدى وقوع مكة المكرمة في المنطقة المدارية الاستوائية، أي في المنطقة التي تقع بين مدارى السرطان والجدي، وتحديدا عند خط عرض 21 درجة و25 دقيقة شمالا وخط طول حوالي 39.5 درجة شرق جرينتش، إلى ارتباط مبانيها وبالتالي الكعبة المشرفة بظاهرة فلكية هامة، وهى تعامد الشمس عليها مرتين كل عام وقت صلاة الظهر (الزوال)(12)، وذلك يومي 29 مايو و16 يولية.
ويمكن الاستفادة من هذه الظاهرة الطبيعية لتحديد أو تصحيح اتجاه القبلة من كل البلاد والأماكن بنصف الكرة الأرضية المضاءة بالشمس في هذين اليومين، وتحديدا لحظة الزوال الظهر الشرعي في الساعة 12 و 18 دقيقة حسب التوقيت المحلى لمدينة مكة المكرمة يوم 29 مايو، وكذلك في الساعة 12 و27 دقيقة في يوم 16 يوليو من كل عام، حيث تكون الشمس عمودية تماما على مكة المكرمة وينعدم ظل الشاخص فيها آنذاك.
وفى هذين التوقيتين بالضبط يمكن لكل بلد مقابلة التوقيت المحلى لها معهما، وعن طريق مراقبة ظل شاخص موضوع عموديا على الأرض، فان اتجاه القبلة يكون في الجهة المعاكسة لظل ذلك الشاخص آنذاك، حيث يشير امتداد ظل الشاخص إلى موقع القبلة التي تتعامد عليها الشمس في هذين الوقتين كدليل ومرشد عليها، شكل 2.
شكل (2): في لحظة تعامد الشمس على مدينة مكة المكرمة يمكن تحديد اتجاه القبلة في البلاد الأخرى، عن طريق اتجاه الظل الممدود، حيث يكون اتجاه القبلة معاكسا لاتجاه الظل[13].

لقد أورد الفلكي المسلم "نصير الدين الطوسي" المولود سنة 597 هجرية في كتابه "التذكرة في علم الهيئة"، أنه يمكن معرفة "سمت القبلة" كما يلي[14]: "ولمعرفة سمت القبلة طرق كثيرة لا يليق إيرادها هاهنا، فلنقتصر على وجه سهل وهو أن الشمس تكون مارة بسمت رأس مكة عند كونها في الدرجة الثامنة من الجوزاء، والثالثة والعشرين من السرطان وقت انتصاف النهار هناك، والفضل بين نصف نهارها ونصف نهار سائر البلدان يكون بقدر التفاوت بين الطولين، فليؤخذ التفاوت ويؤخذ لكل خمسة عشر جزءا ساعة ولكل جزء أربع دقائق، فيكون ما اجتمع ساعات البعد عن نصف النهار، وليرصد في ذلك اليوم ذلك الوقت قبل نصف النهار إن كانت مكة شرقية أو بعده إن كانت مكة غربية، فسمت الظل ساعة إذ يكون سمت القبلة".
إن الفقرة السابقة تؤكد أن المسلمين الأوائل قد توصلوا إلى طريقة تحديد اتجاه القبلة نتيجة تعامد الشمس على مكة المكرمة، مرتين في العام وقت منتصف النهار تماما، على التفصيل الذي أوضحناه، ويكون اتجاه الظل ساعة إذ هو اتجاه القبلة حيث الكعبة المشرفة.
إن أسلوب تحديد اتجاه القبلة عن طريق الظلال، يعتبر أدق طريقة معروفة لتحديد اتجاه القبلة من أي مكان أو موقع بالكرة الأرضية، وهو ما يوضح أن اختيار موقع الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة، يتناسب تماما مع وظيفتها كقبلة يتم التوجه إليها في الصلاة، لأن التوجه للقبلة يستلزم التعرف إلى طرق علمية دقيقة تساعد على التوجه إليها من أي موقع أو مدينة بالكرة الأرضية.
ثانيا: دراسة تحليلية لشكل الكعبة المشرفة ونسبها الهندسية:
1- دراسة الشكل الهندسي:
أورد عالم الآثار الإنجليزي "كريزول" في كتابه الشهير "الآثار الإسلامية الأولى ما يلي[15]: " في حياة محمد صلى الله عليه وسلم كان الحرم في مكة مؤلفا من بناء صغير مستطيل الشكل لا سقف له الكعبة، له أربعة جدران أعلى من ارتفاع الإنسان بقليل حسب رواية ابن هشام[16]، أو حوالي 9 أذرع حوالي 4.5م حسب رواية الأزرقي[17]، مبنية من الحجارة العادية دون ملاط مونة، وكان الحرم مستطيل الشكل يقصد الكعبة أطوال جوانبه- حسب رواية الأزرقي- 32 ذراعا شمال- شرق، و22 ذراعا شمال- غرب، و31 ذراعا جنوب- غرب، و20 ذراعا جنوب- شرق..، هذا الحرم الصغير المعروف بالكعبة يقوم في أسفل الوادي الذي تحيط به منازل مكة الملتصقة به.."، شكل 3.
إن الوصف السابق يعنى أن أطوال أضلاع الكعبة الأصلية هي على التوالي كما يلي[18]:
· الضلع الشمالي الشرقي 32 ذراعا.
· الضلع الشمالي الغربي 22 ذراعا.
· الضلع الجنوبي الغربي 31 ذراعا.
· الضلع الجنوبي الشرقي 20 ذراعا.
شكل (3- أ) : تصور لشكل الكعبة كما جاء وصفها في كتب التراث الاسلامى من رسم الباحث الكويتي محمد سليمان النفيسى[19]، ومقاساتها تبعا للأزرقى هي: 20×32×22×31 ذراعا.

شكل (3- ب): مسقط أفقي للكعبة المشرفة كما رفع قواعدها سيدنا إبراهيم (من رسم الباحث).
وهو ما يعني أنه لا يوجد ضلع من أضلاع الكعبة الأصلية يساوى أي من الأضلاع الأخرى، كما أنه لا يوجد ضلع يوازى الضلع المقابل، وهذه هي سمات الأشكال ذات الأربعة أضلاع التى يطلق عليها من ناحية توصيف الشكل الهندسي بالأشكال "المنحرفة" أو "مختلفة الأضلاع"[20]، وهى من الأشكال نادرة الاستعمال في المساقط الأفقية بصفة عامة، مقارنة بالأشكال الهندسية الأخرى كالمربع أو المستطيل أو شبه المنحرف وغيرها.
إن مقاسات الكعبة الأصلية كما وردت في كتاب الأزرقي "أخبار مكة"، كما رفع قواعدها سيدنا إبراهيم، تختلف عن مقاسات الكعبة الحالية والتي تنقص عدة أذرع من جهة حجر إسماعيل منذ أن جددت قريش بناءها[21]، كما ورد ذلك في بعض الأحاديث النبوية، ففي صحيح البخاري-رحمه الله تعالى- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه"[22].
إن مقاسات الكعبة حاليا منذ أن جدد بناءها في عهد قريش كما يلي[23]، شكل (4):
· الضلع الشمالي الشرقي 11.68 مترا.
· الضلع الشمالي الغربي 9.90 مترا.
· الضلع الجنوبي الغربى 12.04 مترا.
· الضلع الجنوبي الشرقي 10.18 مترا.
شكل(4): المسقط الأفقي للكعبة المشرفة منذ عهد قريش وإلى وقتنا الحالي[24].
إن الشكل الهندسي للكعبة منذ أن رفع جدرانها سيدنا إبراهيم إلى الآن لم يتغير، بالرغم من حدوث نقص من طولها من جهة حجر إسماعيل حين جددت قريش بناءها، فالشكل الهندسي للكعبة هو الشكل المنحرف أو مختلف الأضلاع، وهو شكل نادر الاستعمال في المساقط الأفقية لأنه لا يوجد فيه أضلاع متساوية في الطول أو متوازية على الإطلاق.
لقد ورد في العديد من الدراسات والمراجع خاصة غير العربية[25]، أن سبب تسمية الكعبة بهذا المسمى أنها مكعبة الشكل، ولكن مقاسات الكعبة توضح غير ذلك كما بينا، وهذا يعنى أن سبب التسمية لا يتفق مع الشكل الهندسي.
إن سبب هذه التسمية يمكن أن يكون راجعا لسبب آخر وهو بروز الكعبة، فالكعب في اللغة هو العظم الناتئ عند ملتقى الساق والقدم[26]، ويقال في اللغة: "كعبت الفتاة أي نهد ثديها فهي كاعب[27]، ومنها قوله تعالى في وصف الحور العين: "وكواعب أترابا"[28]، فمن المعنى اللغوي لكلمة "الكعبة" نرجح أن سبب التسمية راجع إلى بروزها، لا لكونها مكعبة الشكل لأن هذا لا يتفق مع شكلها الهندسي كما أوضحنا.
2- دراسة النسب الهندسية للكعبة المشرفة:
بناء على التحليل الهندسي للمقاسات الأصلية لمبنى الكعبة المشرفة، شكل (5)، كما بناها سيدنا إبراهيم عليه السلام فقد تم التوصل لما يلي:
1- النسبة المتوسطة ما بين عرض مبنى الكعبة إلى طولها هي 2: 3، وهى نسبة هندسية دقيقة ومحددة.
2- النسبة المتوسطة ما بين عرض مبنى الكعبة مابين حائطها الجنوبي (بين الركنين الأسود واليماني)، وطولها حتى نهاية حجر إسماعيل هي 1: 2، وهى أيضا نسبة هندسية دقيقة.
3- النسبة الحقيقية بين حائط الكعبة بين الركنين الأسود واليماني إلى حائط الكعبة مابين الركنين الأسود والعراقي هي 1: 1.60 وهى تعرف باسم النسبة الذهبية (فاى)، وهى تعتبر من وجهة النظر الهندسية أفضل نسبة مريحة للعين البشرية ولم تعرف تحديدا إلا بدءا من الحضارة الإغريقية، على يد الرياضي الأغريقى "فيثاغورس"، حيث وجد فيثاغورس واليونانيون القدماء أن هذه النسبة مريحة بصريا، وتشكل أحد أهم معايير الجمال في الطبيعة، لذا فقد اعتمدوا هذا المستطيل الذهبي في عمائرهم[29].
مقارنة بمقاسات الكعبة الحالية (من عمل الباحث)شكل (5): التحليل الهندسي لمقاسات الكعبة المشرفة الأصلية والحالية (من رسم الباحث).
إن التحليل الهندسي السابق للمقاسات الأصلية للكعبة المشرفة يوضح دقة نسبها الهندسية بصفة عامة، ومن جانب آخر يوضح تميزا في اختيار النسبة الهندسية الأصلية مابين الحائط الجنوبي الغربي والحائط الشمالي الشرقي (الحائطان الملتقيان عند ركن الحجر الأسود)، حيث إن النسبة الحقيقية بينهما هي "النسبة الذهبية" (فاى).
ثالثا: دراسة أسلوب توجيه الكعبة المشرفة:
في هذا المحور من البحث سنحاول أن نوضح أن وضع وتوجيه الكعبة المشرفة بحيث يمكن الاهتداء إليها في الصلاة، هو وضع مقصود يتمشى مع وظيفتها الأساسية كقبلة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
1- دراسة توجيه الكعبة المشرفة:
توصل المهندس محمد المعتز بالله الكنانى بعد قياس زوايا انحراف الكعبة المشرفة (عام 1410 هجرية)، إلى أن محور الكعبة الواصل بين الركن العراقي والركن اليماني مارا بمركز الكعبة، يتجه إلى الشمال المغناطيسي مع انحراف يسير جهة الشرق يقدر بحوالي 3.50 درجة[30].
لقد قام مقدم البحث بدراسة الصورة الجوية الملتقطة بالأقمار الصناعية باستخدام برنامج "جوجل ايرث" Google earth، وبمقارنة توجيه المسقط الأفقي للكعبة حاليا بالنسبة لخطوط الطول، شكل (6)، اتضح من ذلك أن قطر الكعبة الواصل بين الركن اليماني والركن العراقي يميل بحوالي 7 درجات جهة الشرق عن اتجاه الشمال الحقيقي، وهذا يعنى أن الخط الواصل بين الركن اليماني الحالي والركن العراقي الأصلي، يشير تماما إلى اتجاه الشمال الحقيقي،شكل (7).
شكل (6): صورة جوية للكعبة المشرفة بالأقمار الصناعية عليها خطوط الطول والعرض. (دراسة الباحث)
شكل (7): الخط الواصل بين الركن اليماني والركن العراقي الأصلي يشير إلى اتجاه الشمال الحقيقي تماما.(من دراسة ورسم الباحث)
لقد أدى توجيه الكعبة بهذا الأسلوب إلى أن ترتبط ببعض الظواهر الفلكية المعينة، فالشمس في فصل الصيف تشرق من أمام الحائط الشمالي الشرقي الذي به باب الكعبة، أما الشمس شتاء فتغرب من أمام الحائط الشمالي الغربى (مابين الركنين اليماني والشامي)، أما الاتجاه المتعامد على الضلع الواصل بين ركن الحجر الأسود والركن اليماني يأخذ اتجاه شروق الشمس في فصل الشتاء،وفي نفس الوقت يأخذ اتجاه النجم سهيل (سهيل اليمن) عند شروقه في الجهة الشرقية الجنوبية، وهذا النجم يعتبر ألمع نجوم السماء بعد نجم الشعرى اليمانية، أما الضلع الواقع بين الركن العراقي والركن الشامي يأخذ اتجاه ثلاثة نجوم في يد المحراث في مجموعة الدب الأكبر والتي كان يسميها العرب نجوم بنات نعش[31]، شكل(8).
وقد تم العثور على مخطوط عربي نادر في مكتبة ميلانو (المجموعة 73) بايطاليا لفلكي مسلم من عدن باليمن يسمي محمد ابن أبي بكر الفارسي كتبه في عام 1290 ميلادي(في القرن الثالث عشر الميلادي)، وذلك المخطوط ينص بأن الكعبة بنيت بحيث أن كل ركن فيها يقابل اتجاه ريح من الرياح الأربع التي تهب علي مكة المكرمة خلال فصول العام[32].
فالرياح الأولى تسمى الصابا وكانت تهب علي ركن الحجر الأسود وما حوله أي إنها رياح شرقية، والرياح الثانية تسمى الجنوب وكانت تهب على الركن اليماني وما حوله، والرياح الثالثة تسمى الدبور وكانت تهب علي الركن الغربي وما حوله، والرياح الرابعة تسمى الشمال وكانت تهب على الركن الشمالي وما حوله.
وإذا كان التوجه للقبلة هو أحد أهم الثوابت الخاصة بعمارة المساجد مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره"[33]، فإن المسلمين الأوائل قد استفادوا من ارتباط بعض الظواهر الفلكية السابقة بالكعبة المشرفة من أجل تحديد اتجاه القبلة ولو بطريقة تقريبية.
شكل (8- أ ): مسقط أفقي للكعبة المشرفة موضحا عليه بعض الظواهر الفلكية المرتبطة بها[34].

شكل (8-ب): منظور للكعبة المشرفة موضحا عليه أهم الظواهر الفلكية المرتبطة بها (من عمل الباحث).
فمع انتشار الإسلام شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لعب النجم سهيل ونجوم بنات نعش دورا كبيرا في تحديد اتجاهات القبلة في البلاد الإسلامية المترامية الأطراف، بجانب المزولة الشمسية، وعلي أساس علم الفلك المتوارث الشعبي Folk Astronomy عند العرب في ذلك الوقت قبل قيام الحضارة العربية الإسلامية وتقدم علم الفلك تقدما كبيرا غير مسبوق.
فقد أورد الباحثان الغربيان "ديفيد كنج" و"هاوكنجز" في بحثهما المنشور عام 1982م بمجلة "تاريخ الفلك"[35]، أن المسلمين الأوائل من ذوى الأصول المكية كانوا يعرفون حين يقفون أمام حوائط الكعبة أو أركانها، أنهم سوف يرون بعض الظواهر الفلكية كشروق أو غروب الشمس، أو بعض نجوم السماء الثابتة (كسهيل اليمن، ومجموعة نجوم بنات نعش).
كما أوضحا أن مسجد عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط بمصر تتجه قبلته إلى حيث موضع شروق الشمس شتاء، أما مساجد العراق الأولى فتتجه قبلتها حيث موضع غروب الشمس شتاء، مما يعنى أن المسلمين الأوائل وخاصة من ذوى الأصول المكية كانوا يستعينون بالظواهر الفلكية المرتبطة بالكعبة المشرفة، للاستدلال على اتجاه القبلة في العقود الإسلامية الأولى قبل تقدم علم المساحة.
كما ورد في كتب التراث الإسلامي ما يدل على معرفة المسلمين الأوائل بهذه الظواهر الفلكية، فقد أورد الإمام أبو حامد الغزالي المتوفى سنة 505 هجرية في كتابه "إحياء علوم الدين"، أن أدلة معرفة القبلة ثلاثة أقسام[36]:
1- أرضية: كالاستدلال بالجبال والقرى والأنهار.
2- هوائية: كالاستدلال بالرياح شمالها وجنوبها وصباها ودبورها.
3- وسماوية: وهى النجوم.
وهو ما يوضح معرفة المسلمين باستخدام النجوم والرياح في الاستدلال على القبلة، وهى ظواهر مرتبطة بالكعبة المشرفة كما أوضحنا.
ومما يؤكد ذلك أيضا ما ورد في كتاب "الفقه على المذاهب الأربعة" في مبحث "ما تعرف به القبلة"[37]، أن الشافعية قالوا يجوز أن يستدل على القبلة "بالقطب" مع وجود المحاريب إذا كان يعرفه يقينا ويعرف الاستدلال به في كل قطر، وقد ورد في نفس المرجع نفسه أن "القطب" هو نجم صغير في بنات نعش الصغرى، ويستدل به على القبلة في كل جهة بحسبها أيضا[38].
وقد أوضحنا أن مجموعة بنات نعش النجمية من المجموعات النجمية المرتبطة في غروبها، أضلاع الكعبة المشرفة وهو الضلع المحدود بالركنين العراقي والشامي، وهو ما يثبت أن فقهاء المسلمين كانوا يعرفون هذه المعلومة بدليل أنهم قد أفتوا بجواز الاستدلال بنجم "القطب" المنتمى لهذه المجموعة النجمية.
إن الأدلة السابقة توضح أهمية ارتباط بعض الظواهر الفلكية بالكعبة المشرفة، حيث تمكن المسلمون الأوائل بدون استعمال البوصلة المغناطيسية وقبل تحديد اتجاهات القبلة بدقة من بلاد المسلمين، من الاعتماد على هذه الظواهر الفلكية من أجل تحديد اتجاه القبلة في الأمصار والبلاد المفتوحة ولو بطريقة تقريبية، وهو ما يعطى دليلا ماديا على أن اختيار وضع وتوجيه الكعبة المشرفة لم يكن عشوائيا، ولكن هذا الوضع من أجل أن ترتبط بهذه الظواهر الفلكية مما سهل على المسلمين الأوائل تحديد اتجاه القبلة بطريقة تقريبية، وتحقيق قول الله سبحانه وتعالى: "وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره".


يتبـــــــــــــــــــــــــــع




  #816  
قديم 07-11-2013, 06:08 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــــع الموضوع السابق



الكعبة المشرفة دراسة تحليلية للخصائص التصميمية




2- إلى أي الجهات في العالم تشير أركان الكعبة المشرفة؟:
قام مقدم هذا البحث بعمل دراسة لمعرفة إلى أي الجهات من اليابسة المعمورة تشير أركان الكعبة المشرفة الأصلية)، وكانت نتائج الدراسة كما يلي، انظر شكل (9):
1- الركن المعروف باسم الركن العراقي يشير بالفعل إلى غرب العراق، وآخر جهات اليابسة التى يشير إليها هذا الركن هي المنطقة المعروفة باسم "سهل أوروبا الشرقي"، وهى منطقة تقع على الحدود مابين قارتي آسيا وأوروبا، وهذا يعنى أن الركن المسمى بالركن العراقي يشير إلى قارة أوروبا.
2- الركن المعروف باسم الركن الشامي، لا يشير من قريب أو بعيد إلى بلاد الشام ولكن يشير إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعنى أن هذا الركن يشير إلى أمريكا.
3- الركن المعروف باسم الركن اليماني، لا يشير من قريب أو بعيد إلى بلاد اليمن ولكن يشير إلى الساحل الشرقي من أفريقيا وتحديدا إلى الساحل الشرقي لدولة "موزمبيق"، في موقع استراتيجى يتوسط قارتى استراليا وأمريكا الجنوبية، وهو ما يعنى أن هذا الركن يشير إلى قارة أفريقيا.
4- الركن الموجود به الحجر الأسود يشير إلى جزر ايريان الغربية (التابعة لقارة آسيا)، وهى تقع مابين قارتي أستراليا وآسيا، أي أن هذا الركن يشير إلى قارة آسيا.
إن النتائج السابقة توضح أن أركان الكعبة تشير إلى مواقع استراتيجية من اليابسة المعمورة، وأن كل موقع من هذه المواقع يقع بين قارتين من القارات الست المعمورة، وأن التسميات الواقعية للكعبة المشرفة هي: الركن الأوروبي، والركن الأمريكي، والركن الأفريقي، والركن الآسيوى، شكل (10)، وهو ما يوضح عالمية الكعبة المشرفة وأنها قد وضعت لكل الناس بالفعل في مركز اليابسة، مصداقا لقوله تعالى:" إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين"[39].
شكل (9): أركان الكعبة المشرفة تشير إلى مواقع إستراتيجية من أطراف اليابسة المعمورة، وهو ما يوضح عالمية الكعبة المشرفة وأنها وضعت لكل الناس (من عمل الباحث)
شكل (10): المسميات الحقيقية لأركان الكعبة المشرفة (من عمل الباحث).
* نتائج البحث:
توصل البحث للنتائج التالية:
1- يعتبر موقع الكعبة المشرفة بمكة المكرمة موقعا فريدا من نوعه، حيث أثبتت الدراسات العلمية الحديثة توسط مكة المكرمة لليابسة بالنسبة لكل من العالمين القديم والجديد.
2- يشير عكس اتجاه الظلال إلى موقع مكة المكرمة مرتين كل عام عندما تتعامد الشمس عليها (يومى 29 مايو و16 يولية)، فيمكن للمسلمين تحديد اتجاه القبلة أو تصحيحها بكل دقة فى كل بقاع الأرض، وتعتبر هذه الطريقة هي أدق طريقة معروفة الآن لتحديد اتجاه مكة المكرمة (القبلة).
3- الشكل الهندسي لمسقط الكعبة المشرفة هو الشكل المنحرف أو المختلف الأضلاع، وهو من الأشكال الهندسية نادرة الاستعمال في المبانى، وهذا يعنى أن سبب تسمية الكعبة بهذا الاسم ربما يرجع لبروزها لا لكونها مكعبة الشكل كما يرد فى العديد من الكتب والمراجع.
4- أثبت التحليل الهندسي لمقاسات الكعبة الأصلية أنها وضعت طبقا لنسب هندسية دقيقة ومحددة، من أهمها ما هو معروف باسم "النسبة الذهبية".
5- يشير ركن الكعبة الحالي المعروف بالركن العراقي إلى اتجاه الشمال الجغرافي مع انحراف يقدر بحوالي 7 درجات إلى الشرق، أما الركن العراقي الأصلي فيشير تماما إلى اتجاه الشمال الجغرافي الحقيقي.
6- أدى توجيه المسقط الأفقي للكعبة المشرفة بهذا الوضع إلى ارتباطها بظواهر فلكية معينة، كشروق الشمس أو غروبها من أمام حوائط معينة للكعبة، أو شروق بعض النجوم اللامعة من أمام حوائط أخرى، وهو ما مكّن المسلمين الأوائل من تحديد اتجاه القبلة ولو بطرق تقريبية، نتيجة استعانتهم بهذه الظواهر الفلكية، وهو ما أثبتته الأبحاث الحديثة.
7- تشير أركان الكعبة المشرفة إلى مواقع إستراتيجية من المعمورة، وتحديدا إلى قارات أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا، وهو ما يعطى بعدا عالميا للكعبة المشرفة، وعلى أساس ذلك فإن المسميات الحقيقية لأركان الكعبة المشرفة تكون كما يلي:
* الركن الأوروبي (حاليا العراقي).
* الركن الأمريكي (حاليا الشامي).
* الركن الأفريقي (حاليا اليماني).
* الركن الآسيوي (الموجود به الحجر الأسود).
* تم إلقاء ونشر هذا البحث في مؤتمر "انتربيلد" الرابع عشر الذي أقيم في القاهرة في يونيو 2007م.
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:

*مراجع البحث:
(1) القرآن الكريم.
* أولا: المراجع العربية:
(2) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم .
(3) أبو حامد الغزالي (بدون تاريخ). إحياء علوم الدين، المجلد الثاني. دار الفكر العربي، القاهرة.
(4) أحمد السيد دراج (1999). الكعبة المشرفة..سرة الأرض ووسط الدنيا. دار العلم والثقافة، القاهرة.
(5) أحمد زكى ومحمد شفيق الجنيدى (1943). المبادئ الهندسية. وزارة المعارف العمومية، القاهرة.
(6) أحمد مسلم شلتوت (2005). الكعبة المشرفة والاتجاهات الأربع الأصلية ودلالاتها الفلكية. مجلة الإعجاز العلمي، عدد (22)، الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، جدة.
(7) الفقه على المذاهب الأربعة (العبادات) (1974). مؤسسة دار الشعب، القاهرة.
(8) المعجم الوجيز (2000). طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، مجمع اللغة العربية، القاهرة.
(9) حسن بن محمد باصرة (1422 هجرية). تحديد القبلة بواسطة الشمس. مجلة الإعجاز العلمي- عدد (11)، هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، جدة.
(10) عباس سليمان (1993). التذكرة في علم الهيئة مع دراسة لإسهامات الطوسي الفلكية. دار سعاد الصباح، الكويت.
(11) محمد بن عبد الله صالح (1999). الحرمان الشريفان: توطئة لنشوئهما وتوسعهما وتأثيرهما على محيطهما العمراني على مر العصور. أبحاث ندوة عمارة المساجد (ج1)، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، الرياض.
(12) محمد على سلامة (2003). الكعبة المشرفة..التاريخ والوصف. البروج للنشر والتوزيع، القاهرة.
(13) ك. كريزول (1984). الآثار الإسلامية الأولى (ط1). دار قتيبة، دمشق.
(14) يحيى وزيري (2006). إعجاز القرآن الكريم في وصف حركة الظلال . كتاب بحوث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، المجلد ، الكويت.
(15) يوسف على عبد الرحيم (1998). القصة الكاملة لبناء بيت الله الحرام (الكعبة المشرفة). مجلة عمار، عدد (19)، الكويت.

* ثانيا: المراجع الأجنبية:
(16) G.S. Hawkins & D.A. King (1982). On the Orientation of the Ka'bah. Journal for The History of Astronomy, vol. 13, pp.303-312.
(17 ) Nagib Gedal (1999). Geometric analysis of the Ka'ba. Proceedings of Symposium on Mosque Architecture, vol. 1B, pp. 25-41. College of Architecture & Planning, King Saud University.
(18) Saad El-Marsefi (2000). The Ka'ba is the center of the World. Dar Al-Manarah, El-Mansoura, Egypt.

* ثالثا: المواقع الإلكترونية:
(19) WWW.alargam.com/maths/falak/ragm61.htm
(22) M.S.M Ssifullsh et.al (2001). The Qibla of early Mosques: Jerusalem or Makkah?: in: WWW. Islamic-awareness.org
الهوامش:
1 سورة آل عمران: الآية 96.
2 البقرة: من الآية 144.
3 الحج: من الآية 29.
4 Nagib Gedal 1999. Geometric analysis of the Ka'ba. Proceedings of Symposium on Mosque Architecture, vol. 1B, pp. 25-41. College of Architecture & Planning, King Saud University.
5 محمد بن عبد الله صالح 1999. الحرمان الشريفان: توطئة لنشوئهما وتوسعهما وتأثيرهما على محيطهما العمرانى على مر العصور. أبحاث ندوة عمارة المساجد ج1، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، الرياض،ص7.
6 للمزيد انظر: محمد على سلامة 2003. الكعبة المشرفة.. التاريخ والوصف. دار البروج، القاهرة، ص 145 وما بعدها.
7 Saad El-Marsefi, The Ka'ba is the center of the World. Dar Al-Manarah, El-Mansoura, Egypt pp. 154.
8 Saad El-Marsefi , pp. 142,143.
9 محمد على سلامة : مرجع سابق، ص147.
10 انظر الموقع الإلكتروني التالي:
* WWW.schoolofwisdom.com
11 للمزيد من التفاصيل انظر بحثنا: إعجاز القرآن الكريم في وصف حركة الظلال 2006. كتاب بحوث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مجلد علوم الفلك والفضاء ، الكويت.
12 للمزيد من التفاصيل انظر: حسن بن محمد باصرة 1422 هجرية. تحديد القبلة بواسطة الشمس. مجلة الإعجاز العلمي- عدد 11، هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، جدة، ص40، 41.
13 www.alargam.com/maths/falak/ragm61.htm
14 عباس سليمان 1993. التذكرة في علم الهيئة مع دراسة لاسهامات الطوسى الفلكية. دار سعاد الصباح، الكويت، ص 272.
15 ك. كريزول 1984. الآثار الاسلامية الأولى ط1. دار قتيبة، دمشق، ص13.
16 نقلا عن سيرة ابن هشام وهو أحد أشهر كتب السيرة النبوية.
17 الأزرقى: هو محمد بن عبد الله الأزرقى، مؤرخ يمنى الأصل، وله كتاب مشهور بعنوان أخبار مكة وماجاء فيها من الآثار.
18 الأزرقى 1985. أخبار مكة وماجاء فيها من الآثار ط2، نشره وعلق عليه رشدى الصالح ملحن، بيروت، ص64 .
19 يوسف على عبد الرحيم 1998. القصة الكاملة لبناء بيت الله الحرام الكعبة المشرفة. مجلة عمار، عدد 19، الكويت، ص29.
20 أحمد زكى ومحمد شفيق الجنيدى (1943). المبادئ الهندسية. وزارة المعارف العمومية، القاهرة، ص 107.
21 أحمد رجب محمد على (2000). المسجد الحرام بمكة المكرمة (ط2). الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ص24 وما بعدها.
22 محمد على سلامة: مرجع سابق، ص85.
23 يوسف على عبد الرحيم: مرجع سابق، ص 60.
24 يوسف على عبد الرحيم: مرجع سابق، ص 60.
(25) انظر على سبيل المثال:
* George Michell (ed.) (1978). Architecture of the Islamic World. William Morrow & company, New York, PP.16
(26) المعجم الوجيز (2000). طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، مجمع اللغة العربية، القاهرة، ص536.
(27) المرجع نفسه، ص536.
(28) النبأ : الآية 33.
(29) للمزيد من التفاصيل انظر الموقع الإلكتروني:
* WWW.hadara.net.
(30) أحمد السيد دراج (1999). الكعبة المشرفة..سرة الأرض ووسط الدنيا. دار العلم والثقافة، القاهرة، ص231.
(31) للمزيد من التفاصيل انظر كلا من:
* أحمد مسلم شلتوت (2005). الكعبة المشرفة والاتجاهات الأربع الأصلية ودلالاتها الفلكية. مجلة الاعجاز العلمى،عدد (22)، الهيئة العالمية للاعجاز العلمى فى القرآن والسنة، جدة، ص 5-7 .
* M.S.M Ssifullsh et.al (2001). The Qibla of early Mosques: Jerusalem or Makkah?: in WWW. Islamic-awareness.org
(32) G.S. Hawkins & D.A. King (1982). On the Orientation of the Ka'bah. Journal for The History of Astronomy, vol. 13, pp.303-312.
(33) سورة البقرة: من الآية 144.
(34) WWW.islamic- awareness.org
(35) G.S. Hawkins & D.A. King: previous reference.
(36) أبو حامد الغزالى (بدون تاريخ). إحياء علوم الدين، المجلد الثانى. دار الفكر العربى، القاهرة، ص241.
(37) الفقه على المذاهب الأربعة (العبادات) (1974). مؤسسة دار الشعب، القاهرة، ص145.
(38) المرجع نفسه، ص146.
(39) سورة آل عمران: الآية 96.
  #817  
قديم 07-11-2013, 06:14 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

المدلول العلمي للجبال في القرآن



أ.د زغلول راغب النجار
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: الإخوة والأخوات الأعزاء، أحمد الله تبارك وتعالى، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء
ورسله، وأحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد...
حينما يتعرض الإنسان للحديث عن القرآن الكريم لا بد له في مطلع هذا الحديث من التأكيد على أن القرآن هو كلام الله الموحي به إلى خاتم أنبيائه ورسله، المحفوظ بين دفتي المصحف بنفس اللغة التي أوحي بها، اللغة العربية، محفوظاً بحفظ الله، كلمة كلمة، وحرفاً حرفاً: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9]. وحينما نؤكد على ذلك لا بد لنا أيضاً أن نؤكد على أن جميع الكتب السماوية السابقة على القرآن، مع إيماننا بها وتسليمنا بصدق وحيها، إما إنها ضيعت بالكامل، أو تعرض إلى قدر هائل من التحريف والتبديل والتغيير الذي أخرجها عن إطارها الرباني وجعلها عاجزة عن الهداية البشرية، هذه نقطة لا بد لنا من التأكيد عليها في مطلع أي حديث عن القرآن الكريم، ولسنا نقول ذلك من عندنا تعصباً لإسلامنا، ولكن ربنا تبارك وتعالى قرر لنا ذلك في محكم كتابه، فكل الكتب السماوية السابقة من صحف إبراهيم إلى إنجيل عيسى عليه السلام، قد ضيعت أو قد تعرضت إلى قدر من التحريف والتغيير الذي أخرجها عن إطارها الرباني، ودليلنا على ذلك إن الكتاب السماوي الوحيد المحفوظ بين أيدي البشر الآن بنفس اللغة التي أوحى بها هو القرآن الكريم، هو أن كل صور الوحي الأخرى إن كان لها وجود فهو وجود بلغات غير لغة الوحي الأصلية، ونحن نعلم أن المعنى الرباني حينما يكتب بصياغة بشرية فإن هذا يخرجه عن إطاره الرباني، ويفسده إفساداً عظيماً.
وإننا نؤكد أن الإنجيل الموجود بين أيدي النصارى اليوم لم يدون إلا بعد أن رفع المسيح عليه السلام بقرن من الزمان على الأقل، وربما كان بأكثر من قرن، وإن الصور المتعددة الموجودة بين أيدي النصارى الآن ما هي إلا أنماط من المذكرات البشرية التي دونت بأيدي أناس مختلفين في أزمنة مختلفة باعتراف الذين درسوا التوراة والإنجيل، ولنا أن نؤكد أيضاً أن توراة موسى لم تدون إلا بعد خمسمائة سنة من وفاة موسى عليه السلام، وأنها دونت بأيدي أناس غير معروفين، ودونت بأقلام متعددة في عصور مختلفة وفي أماكن متباينة، ثم ضيعت هذه التوراة ولم تدون بعد ذلك إلا بعد خمسمائة سنة أخرى أو يزيد، ولا تزال هذه ا لكتب تتعرض في زماننا هذا إلى مزيد من التبديل والتغيير الذي يخرجها عن إطارها الرباني ويقصيها عن نور الهداية الربانية.... !!
وأذكر في هذا المقام أني قرأت في إحدى المجلات الأمريكية، منذ عشر سنوات تقريباً، مقالاً بعنوان: أيها الإله الأب والأم Oh God,the Father and Mather، وحين قرأت المقال وجدت أن اتحاداً للكنائس البروتستاتينية في أمريكا ( وهو يضم أكثر من ( أربعين ألف كنيسة ) لاحظ انصراف الناس عن الكنائس، فقام بعمل مسح لبحث انصراف الناس عن الحضور إلى الكنيسة، فوجد أن السبب هو النساء، وحينما استبينوا الأمر، لماذا تقاطعون الكنيسة ( لأن الزوجة إذا انقطعت عن الكنيسة انقطع الأبناء وانقطع الزوج ) ؟ قالوا: لأن إنجيلكم متعصب للذكورة، فصفوا هذا التعصب ونحن نأتي إلى الكنيسة، فشكلت لجنة لعمل إنجيل خالي من التعصب للذكورة (Male Free Bias Bible) شكلت اللجنة، وبعد عدة سنوات أخرجوا للناس هذا الإنجيل الذي أصبح متداولاً الآن على نطاق واسع للغاية، والذي كتب المقال اقتطف عدداً من المقتطفات مثل: كيف كانت تصاغ الجملة في الإنجيل للملك جيتس، وكيف أصبحت الآن، فحينما يشيرون إلى الإله الخالق سبحانه وتعالى لا يقولون: (الإله الأب )، كما تعود النصارى: ولكن يقولون ( الأب والأم )، وحتى هذا لم يرض الناس، لماذا تقدمون الأب، فمرة تقولون الأب والأم، ومرة يقولون الأم والأب !!
وحينما يشيرون إلى عيسى عليه السلام فإنهم يقولون( طفل الإله The chield of Godوحينما يشيرون إلى إبراهيم عليه السلام يقولون: سارة وإبراهيم عليهما السلام، ومرة يقولون إبراهيم وسارة ( ومحظيته هاجر ) – شرفها الله عن ذلك تشريفاً كبيراً.
ونفس كاتب المقال حينما أورد في مربع في وسط المقال: كيف كانت العبارة في إنجيل الملك جيمس، وكيف أصبحت، يقول: ولقد أصبح الكتاب على قدر من التشويه لا يصلح معه أن يكون كتاباً للتعبد، هذا في زماننا فما بالك في الأزمنة المتطاولة التي مضت بعد رفع المسيح عليه السلام، نعم، لقد تعرض هذا الكتاب إلى قدر مذهب من التحريف والتبديل، ولديّ كتاب عنوانه (How wrote the Bibleكتبه أحد كبار علماء الإنجيل في أمريكا، وهو ( فريد من )، يقول في نهاية الكتاب: إن تحليله للكتاب أثبت بما لا يرقى إليه شك أن الكتاب مكتوب بأيدي أقلام متباينة، وبأساليب مختلفة، وفي أماكن متعارضة، وفي أزمنة متعددة، وأن الكتاب لا يمكن أن يكون كتاباً واحداً ولكنه عدة كتب، ومجرد التعدد: إنجيل متى وإنجيل بطرس، وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا، يؤكد على أن هذا الكتاب تعرض إلى قدر هائل من التغيير والتحريف والتبديل، لأننا نؤمن بإنجيل واحد نزل على عيسى عليه السلام.
نفس الشيء حدث للتوراة فلقد تعرضت إلى قدر مذهل للغاية من التحريف، ولا يعترف اليهود الآن بالعهد القديم للتوراة في الكتاب المقدس على أنه وحي من السماء، ولذلك هم يؤمنون ( بالتلمود) وهو كتاب عبادات، وكتاب فقه، إذا جاز لنا التعبير، وكتبه أحبار اليهود من الذاكرة وهم بالمنفى في بابل بعد أن فقدوا التوراة، وبهذه المناسبة، كنت أحاضر في كلية الطب جامعة الملك فيصل، وعرضت محاضرة باللغة الإنجليزية، وعرضت لهذا الأمر، فسألت إحدى السيدات قائلة إن هذا عند البروتستانت أما الكاثوليك فهم أكثر تمسكاً وتعصباً، فيشاء ربنا تبارك وتعالى في أقل من شهر من ذلك أن يكتب مقال في المجلة يفيد أن الكاثوليك قد عملوا نفس الشيء، أي أعادوا طباعة الإنجيل وبثوا فيه ما ينفي الذكورة عن الأنبياء وعن الرسل وعن الله، تعالى ربنا عن ذلك علواً كبيراً، وذلك ليرضوا حركة تحرر المرأة في العالم الغربي، ثم بعد أقل من شهر إذ بمقال في نفس المجلة يذكر أن التلمود قام على إعادة صياغته أحد علماء الطبيعة النووية في فلسطين المحتلة، وأنه أخرج هذه الطبعة، وهي طبعة مغايرة أدخل فيها قدراً هائلاً من التغيير على التملود المتعارف عليه والذي كان يستخدم عند اليهود في الأزمنة الماضية....!!
فأقول يا إخوان: لا بد لنا في مطلع الحديث عن القرآن الكريم من التأكيد على هذا المعنى، هذا كلام الله الموحى به إلى خاتم الأنبياء ورسله، المحفوظ بين دفتي المصحف، ملايين النسخ من المصاحف، المحفوظ في الصدور، ملايين من الصدور... حفظ القرآن الكريم منذ عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، محفوظاً بحفظ الله، تحقيقاً لهذا القول الرباني الشريف: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9]، وبهذه الصفة لا بد أن يكون القرآن معجزاً، إنه كلام مغاير لكلام البشر، ليس بالشعر وليس بالنثر، ولكنه كلام له خاصية التميز عن كلام البشر، إنه كلام الله الذي أنزله بنفس اللغة العربية التي تحدثها الناس وقت نزول الوحي، ولقد تخيل الناس حينما توجهوا إلى الحديث عن القرآن الكريم، وعن إعجازه، وعن تميزه عن كلام البشر، توجهوا أول ما توجهوا إلى نظم القرآن الكريم، وقالوا إن إعجاز القرآن في نظمه.... لقد نزل القرآن الكريم على أمة قد وصلت شأناً بالغاً في الفصاحة والبيان، وكانت مجتمعاتهم وأنديتهم للشعر والنثر وللصيغ الأدبية المختلفة قد بلغت مبلغاً لم نبلغه نحن حتى الآن في زماننا هذا، أمة وصلت كل أوجها في الجانب التعبيري، والجانب البلاغي، فقالوا إن الإعجاز في القرآن هو في نظمه، هذا النظم الفريد الذي ليس بالشعر وليس بالنثر، هذا الجرس الجميل لآثار القرآن الكريم.
ثم إذا نظر الناس بعد ذلك إلى القرآن الكريم أدركوا أن النظم ليس وحده هو المعجز، وما من زاوية من الزوايا ينظر إليها الإنسان المحايد لهذا القرآن الكريم إلا ويرى فيها إعجازاً ما، سواء كان إعجازاً في التشريع أو في الأخلاق أو في المعاملات أو في العقيدة أو في العبادات أو في مخاطبة النفس البشرية وفي معرفة دخائل النفس البشرية أو في الاستعراض التاريخي لسيرة الإنسانية من لدن أبينا آدم عليه السلام إلى بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
من يستطيع أن يروي قصص هذه الأمم، أمة بعد أمة، ورسول بعد رسول، ورسالة بعد رسالة، كيف جوبه الرسول صلى الله عليه وسلم وجوبهت الرسالة بهذا التفصيل الدقيق الذي لا يتخلله خطأً واحد، فالاستعراض التاريخي معجز غاية الإعجاز، وكذلك الأمر بالنسبة للتشريع، فهو معجز، لقد التقيت بأحد كبار أساتذة القانون في أمريكا، وعرضت عليه آيات الميراث وجدها فكانت سبباً في دخوله الإسلام، وقال الرجل لا يمكن لعقل بشري أن يحيط هذه الإحاطة بكل علاقات القربى دون أن ينسى فرداً واحداً، ثم يوزع الميراث بهذا لعدل الذي لا يظلم أحداً، آيات الميراث وحدها كانت سبباً في دخوله الإسلام، فالتشريع، ومفهوم الإلوهية، ومفهوم الرسالة، ومفهوم النبوة، والعلاقات الإنسانية، والمنهج التربوي في تربية النفس الإنسانية، والحديث عن الآخرة، وعن الغيب... قضايا غريبة لا يستطيع الإنسان إطلاقاً، وفي وقت نزول هذا القرآن، أن يلم بها هذا الإلمام وبإيجاز شديد فإن الإنسان لا يستطيع أن ينظر إلى القرآن الكريم من أي زاوية من الزوايا إلا ويرى فيها إعجازاً ما بعده إعجاز، وذلك لسبب بسيط هو إنه كلام الله الذي خلق الخلق وأبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته.
ثم منذ أزمنة متطاولة تساءل العلماء: هل في القرآن إعجاز علمي ؟ طبعاً، لم يكن في الأزمنة الماضية لدى البشرية هذا الكم الهائل من المعارف في الكون ومكوناته، المتوفر لدى البشر الآن، ولذلك بدأ الناس يتلمسون هذا الجانب منذ القدم، لأن القرآن الكريم به أكثر من ألف آية صريحة تتحدث عن هذا الكون ومكوناته، السماوات والأرض، والجبال والرياح والشمس والقمر والنجوم والكواكب، والرعد والبرق والنباتات والحيوانات ومراحل الجنين في الإنسان... قضايا كثيرة يتحدث عنها القرآن الكريم بإفاضة، ولكننا نعلم أن القرآن الكريم هو في الأصل كتاب هداية، كتاب أوحى به للإنسان في القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يصل إلى إجابات صحيحة لها بجهده البشري، مثل قضايا العقيدة والعبادة، وكلها غيب، أو قضايا المعاملات، وكلها سلوك، والإنسان يعجز دوماً أن يضع بنفسه لنفسه ضوابط للسلوك، ونحن نعلم أن والإنسان يعجز دوماً أن يضع بنفسه لنفسه ضوابط للسلوك، ونحن نعلم أن الذين يقوم على هذه الركائز الأربع الأساسية: العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات، ونصف هذه الركائز هو العقيدة والعبادة وهما غيب مطلق، وأن يحاول أن يصل فيه إلى تصور بجهده منفرداً، فإنه يضل ضلالاَ بعيداً، كما أن قضايا الأخلاق والمعاملات قضايا سلوك، والتاريخ يؤكد لنا ما من فترة من الفترات، ولا حقبة من الأحقاب، يحاول فيها الإنسان أن يضع بنفسه لنفسه فيها ضوابط سلوك إلا ويضل ضلالاً بعيداً، والعالم غير الإسلامي أمامنا صورة واضحة للغاية، وها نحن يعيش بيننا الذين لا يلتزمون بنهج الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يلتزمون بأوامر الله، يضلون ضلالاً بعيداً، فالدين كله غيب أو ضوابط للسلوك، ولذلك كانت هذه الرحمة الربانية بإيجاد الدين.
أما القضايا التي يستطيع الإنسان أن يصل فيها بجهده منفرداً إلى تصور صحيح، كالإدراك لسنن الله في الكون، واستقراء هذا الكون، ومعرفة سنن الله فيه، وتوظيف هذه السنن في عمارة الحياة على الأرض، فإن المعرفة بالكون ومكوناته لها طبيعة تراكمية، بمعنى أن لو انفتحت مغاليق المعرفة بالكون أمام الإنسان منذ اللحظة الأولى لخلقه، ما استطاع أن يستوعبها، ولا بد للعقل البشري إذن أن يستوعب هذه القضايا على مراحل متتالية، لأن المعرفة بالكون ومكوناته لها هذه الطبيعة التراكمية، فلماذا إذن الإشارة إلى الكون ومكوناته، لماذا يتحدث القرآن الكريم عن هذه الأمور بهذه الإفاضة ؟؟ يذكر علماء التفسير أن القرآن الكريم به أكثر من ألف آية صريحة تتحدث عن الكون ومكوناته، بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة، وردت هذه الآيات في مقام الاستدلال على قدرة الخالق العظيم، وفي مقام إثبات أن الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته قادر على أن يفنى هذا الكون بما فيه ومن فيه، وقادر على إعادة هذا الكون من جديد، لأن الخلق التالي أيسر من الخلق الأول، كما يقول القرآن الكريم... كل هذه الإشارات تأتي في مقام محاجة الكافرين والمشركين والمعاندين، تأتي في مقام الاستدلال على قدرة هذا الخالق العظيم على الخلق وعلى الأفناء وعلى إعادة الخلق العظيم، وتبقى هذه الإشارات بياناً من الخالق الذي أبدع هذا الكون بعمله وقدرته وحكمته، ومن أدرى بصنعته من الله، فلا بد إذن أن يكون هذا حق مطلق.
ومن هنا تبلورت فكرة ( الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ) لدى الذين يتقدمون لخدمة حسن فهم دلالة الآيات القرآنية، وهنا أيضاً أؤكد على التفريق بين ( التفسير العلمي للقرآن ) و ( الإعجاز العلمي للقرآن الكريم )، فحينما نتحدث عن التفسير العلمي للقرآن الكريم نقصد مسؤولية أهل كل عصر أن يوظفوا كل المعارف الصحيحة المتاحة في فهم دلالة الآيات القرآنية، لأن القرآن يحتوي من صور إعجازه مسائل، منها أن ترد بكلمات محدودة، يرى فيها أهل كل عصر معنى من المعاني، وتظل هذه المعاني تتسع مع اتساع دائرة المعارف الإنسانية ليظل القرآن الكريم مهيمناً على المعرفة الإنسانية، وليس هذا لغير القرآن الكريم، ولذلك ومع إكبارنا وإجلالنا للسادة العظام الذين تعرضوا لتفسير القرآن الكريم في الأزمنة الماضية، فلا يجوز لنا أن نحيا عصرنا وتحيا البشرية عصورها المتتالية على تفسير تم وضعه من نصف قرن أو أكثر من قرن أو عدة قرون، مع اعتزازنا بهذا التراث، وإنه لا بد لأهل كل عصر أن ينفر منه نفر، تزود بمؤهلات خدمة تفسير القرآن الكريم، وهذه المهمة ضخمة لا يتسع المقام الآن لتفصيلها، وتتضمن ببساطة الإلمام باللغة العربية وأسرارها، الإلمام بأسباب النزول، الإلمام بالناسخ والمنسوخ، الإلمام بالمأثور من التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإلمام بجهود المفسرين السابقين... المهم أن هنالك ضوابط، أي أنه ليس كل إنسان مؤهلاً للغوص في التفسير في القرآن الكريم، ومع كل هذا يبقى التفسير يبقى جهداً بشرياً، يخطيء فيه الإنسان ويصيب، وإذا أخطأ له أجر وإذا أصاب فله أجران.
أما الإعجاز العلمي فلا يجوز لنا أن نوظف فيه إلا الحقائق المؤكدة، أو القضايا القطعية التي قطع فيها العلم بصورة مؤكدة، لماذا؟ لأننا نقصد بالإعجاز أن نثبت للناس، مسلمين أو غير مسلمين، على حد سواء، أن القرآن الذي نزل قبل 1400 سنة على نبي أمي صلى الله عليه وسلم في أمة أمية، قد احتوى على كثير من الحقائق، حقائق هذا الكون، بدقة بالغة، وبتعبير غاية في الدقة وغاية في الشمول، وتعبير أيضاً يحتمل هذه المعاني التي تتسع مع اتساع دائرة المعارف الإنسانية، وحينما نعرض لذلك لا يجوز لنا أن نوظف الغرض أو النظرية، ولا يجوز لنا أن نوظف القضايا التي لم يقطع فيها العلم قطعاً أكيداً، ولذلك أقول أن الآيات الكونية في القرآن الكريم تنقسم قسمين مهمين للغاية، قسم يتعرض لأمور وصفية، ففي القرآن الكريم أمور يستطيع الإنسان بحسه المحدود وعقله المحدود أن يصل إلى تصور دقيق لها، وهذه من أعظم آيات الاستشهاد العلمي للقرآن الكريم، وسأضرب بموضوع الجبال مثالاً لها، وهناك قضايا أخرى في القرآن الكريم تتحدث عن بدايات الخلق عن نشأة الكون، وعن نشأة الإنسان...
قضايا بالخلق وقضايا البدايات والنشأة لا يستطيع الإنسان بحسه المحدود وعقله المحدود أن يتعدى فيها قضية التوظيف، ولا يمكن أن نصل فيها إلى حقيقة، القرآن يقرر ذلك بقول الحق تبارك وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } [الكهف: 51]، فقضايا النشأة والأصل والبدايات، لا يستطيع العلم التجريبي ولا يستطيع حس الإنسان ولا عقل الإنسان أن يتجاوز فيها مرحلة التوظيف، ولا يمكن أن نقول إن هذا أمر قطعي، وهنا يصبح للمسلمين ميزة فريدة وهي أن المسلمين لديهم في كتاب الله المحفوظ بحفظ الله إشارة إلى كيف كانت هذه البدايات، فلا يضرهم أن يميزوا نظرية على نظرية، بل ونستطيع أن نفاضل بين تصوره وتصور، ويبقى القرآن الكريم الخالق الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته هو الحق المطلق بين أيدي البشرية الآن.
حديث الليلة عن الجبال في القرآن والمفهوم العلمي للجبال في القرآن، ولقد أطلت في هذه المقدمة لأن هذه المعاني دائماً أحب أن أؤكد عليها، لأن الناس تجنح كثيراً في قضية التعرض للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وقد كتبت جريدة الأهالي (المصرية) على مدى ثلاثة أسابيع متتالية تهاجم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وتهاجم الذين يكتبون في قضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وتهمز وتغمز يميناً ويساراً بكبار العلماء وقادة الفكر في البلد، وما دفعهم إلى ذلك إلا الجهل بالإسلام أو كراهية الإسلام، فأقول يا إخوان، لا بد لنا من توضيح حقيقة هذه القضايا قبل أن نخوض في مناقشة أية قضايا، ولمناقشة إعجاز القرآن الكريم نقطة أخرى، وهي أنه لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من أسباب العلم أن يغطي أوجه الإعجاز العلمي للقرآن الكريم كلها، من الفلك إلى علم الأجنة، الذين يفعلون ذلك يخطؤون خطأ بالغاً، فلكي أثبت للناس أن هذا معجز، لا بد أن أتكلم في تخصص، بأعلى مستوى من التخصص، وأن أعرض لهذه القضايا على أعلى مراحل وأعلى مستويات العلم، حتى يكون هنا إعجازاً وإذا أردت أن أتحدث على هذا المستوى فلا يجوز أن أخلط بين علم الفلك، وبين علم الأجنة، كما يفعل بعض الإخوة، وهم مشكورون على جهودهم، لكن لا بد أن يكون هناك شيء من التخصص، لذلك حينما أتحدث في الإعجاز العلمي لا أخرج عن نطاق مجال تخصصي، والجبال في ذلك النطاق، الجبال ورد ذكرها في القرآن الكريم في تسع وثلاثين آية، ست آيات تذكر الجبل بالمفرد، وثلاث وثلاثين آية تذكر الجبال بالجمع، وهناك عشر آيات أخرى تتحدث عن الجبال بوصف الرواسي، هذه الآيات قمت بتبويبها في موضوعات متعددة متخصصة، وأقول باختصار، هناك آيات تشير إلى أنها مرتفعات على سطح الأرض، مثل قوله تعالى: { ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا } [البقرة: 260]، {قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ } [هود: 43]، وآيات تشير إلى ضخامة الكتلة الجبلية وارتفاعها وطبيعتها المائلة، مثل قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ } [الرعد: 31]، {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ } [الحشر: 21]، وكلها آيات تعظم من شأن هذه التضاريس الأرضية.

صورة لقمة إيفرست أعلى قمة في جبال الهملايا
وهناك آيات تشير إلى جبال لها تاريخ، مثل جبال قوم ثمود الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً، وآيات تشير إلى الجبال التي شهدت بعض المعجزات، مثل جبل سيدنا إبراهيم، وجبل موسى عليه السلام، وآيات تذكر استخدام كل من الإنسان والحيوان للجبال كملجأ وسكن، مثل آيات سورة النحل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا } [النحل: 68]، وآيات تصف الجبال بأنها أوتاد، وهكذا، فلدينا عشر آيات واضحة تؤكد أن الجبال لها دور في تثبيت القشرة الأرضية، إن هناك آيات تصف الجبال من الناحية المادية بأنها من جدد بيض وحمر وسود، كما في سورة فاطر، وآيات تشير إلى أن الجبال تتحرك وليست ساكنة، بالرغم من كتلتها الهائلة، وهي إشارة إلى تحرك الأرض، وآيات تشير إلى الجبال في إطارها الروحاني غير العادي وغير الملموس بوصفها تعبد الله وتسجد له سبحانه وتعالى، مثل آيات واردة في سور: طه، الحاقة، المزمل، الطور، المعارج، وآيات تشير إلى نهاية الجبال في الآخرة، لكننا لن نتحدث في كل هذه المجموعات التسع التي تنقسم إليها آيات القرآن الكريم، وإنما سنعرض الآيات التي تتحدث عن الجانب العلمي للجبال، واقسمها إلى أربع مجموعات:
المجموعة الأولى:آية الأوتاد التي يقول فهيا الحق تبارك وتعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } [النبأ: 6-7]. وبالرغم من أن المفسرين القدامى مروا على هذه الآية مرور الكرام وتوصلوا، أو توصل بعضهم إلى تصور أن الجبال لها دور في تثبيت الأرض، لكنهم لم يستطيعوا شرح هذا الدور في إطاره العلمي الصحيح، ويعجب الإنسان حين يرى هذه الإشارة هي كلمتين: (والجبال أوتاداً )، فكما أن الوتد أغلبه مندس في الأرض وأقله ظاهر على السطح، ووظيفته التثبيت، فقد أثبت أهل العلم الحديث أن هذه وظيفة الجبال، وأن هذه هيئة الجبال، وإذا أخذنا أي دائرة معارف علمية، أو أي معجم لغوي أو علمي، وبحثنا عن مدلول كلمة ( جبل) وجدنا المعاجم الصادرة في التسعينات (91، 92، 93، 94) وإلى يومنا هذا، تصف الجبل بأنه: بروز على سطح الأرض يتعدى ارتفاعه (305) متراً، ويختلف الأمريكان مع الإنجليز، فالأميركان يقولون ( 305) متر والإنجليز يقول ( 610) متر، فجمعت مجموعة كبيرة من معاجم اللغة والعلم التي تعرف الجبال، فوجدتها لا تخرج كلها عن هذا التصور، أي أن الجبال نتوءات على سطح الأرض، ترتفع فوق الأرض المحيطة بها بمدى يتراوح بين 305 و 610 متراً ويزيدا، ويعتبرون ما دون ذلك من الربى، ( جمع ربوة )، والربوة هي التل المرتفع، ثم دون الربوة، التل، ودون التل: الهضاب، ثم السهول والأودية ن إلى غير ذلك..
فالعلماء الآن يعرفون هذه التضاريس الأرضية بهيئتها الظاهرة على سطح الأرض، ولكن لها امتدادات تخترق الغلاف الصخري للأرض، وأن هذه الامتدادات تصل من 10 إلى 15 ضعف ارتفاع الجبل فوق سطح الأرض، تماماً كالوتد: أقله ظاهر على سطح الأرض وأغلبه مندس في صخور الأرض، أو تربتها، وقد توصل العلماء إلى ذلك بجهود علمية مضنية استخدموا فيها العمليات المساحية، وعندما اكتشفت هذه الظاهرة كان المساحون البريطانيون يقومون بمسح جبال الهمالايا، والمساحون يستخدمون منضدة مستوية (Plate Table) والمنضدة هذه كان لها شاقول، أي خيط، وله ثقل معدني، فلاحظوا أن هذا الثقل المعدني ينجذب إلى الكتلة الجبلية، ولكن بأقل من تقدير الكتلة، ليس هذا فقط، بل أنه في بعض الحالات كان الشاقول هذا يندفع بعيداً عن الكتلة الجبلية، فالكتلة الجبلية أصلاً تشده إليها، فاعتبروا ذلك نمطاً من أنماط السحر في الهند، والهند مليئة بالسحرة، إلى أن حاول العلماء أن يقدموا تفسيراً لذلك فقالوا: لا بد أن كتلة الجبل هذه، وهي مكونة من صخور خفيفة، تندفع إلى الداخل حيث توجد صخور ذات كثافة أقل من الصخور من المحيطة بها، فيصبح جذب الجبل للبالون هذا أو للشاقول أقل من العادة أو حتى قد يدفع البالون في عكس اتجاه الجبل، نظراً لوجود صخور محيطة أعلى كثافة.
ثم استطاع العلماء منذ بدايات الثلاثينيات من القرن العشرين أن يدرسوا في جبال الألب وجبال الروكي في أمريكا، بطرق علمية ملموسة – كيف أن هذه الجبال فعلاً تنغرس في أعماق سحيقة، بدأت مجموعة من العلماء الجيوفيزيقيين ( أو الذين يدرسون الطبيعة الأرضية )، بواسطة دراسات الهزات الأرضية، وبواسطة دراسة القياسات التثاقلية الأرضية، أن يؤكدوا بما لا يرقى إليه شك أن هذه الجبال الظاهرة على سطح الأرض والمرتفعة ارتفاعاً كبيراً لها امتدادات تزيد عن هذا الارتفاع من 10 إلى 15 ضعف، ويثبت بذلك أن سمك الغلاف الصخري للقارات يتراوح من 35 إلى 40 كيلو متر في المتوسط، ونجد أن غلاف القشرة الأرضية في قيعان البحار والمحيطات يتراوح من 5 إلى 8 كيلو متراً، لأن الغلاف المكون القيعان البحار والمحيطات من معادن وصخور أعلى كثافة من المعادن والصخور التي تكون الغلاف الصخري للقارات...
ليس هذا فقط، بل لاحظ العلماء أن سمك الغلاف الصخري للقارات ( الذي قدروه من 35 إلى 40 كيلو متراً ) يصل في جبال الألب إلى أكثر من 70 كيلو متر، ويصل في جبال الهملايا إلى أكثر من مائة كيلو متر، لأن الغلاف الصخري للأرض يبلغ سمكه ( 100) كيلو متر في المتوسط.
وهذه الجبال بعضها يختلف عن البعض الآخر، فقط يطفو هذا الغلاف بالكامل في طبقة من الصخور، منصهرة أو شبه منصهرة عالية الكثافة عالية اللزوجة، تحكمه بذلك قوانين الطفو، يدفعه إلى أعلى قوانين الطفو، وعندما تأكل عوامل التعرية من هذه الصهارة يرتفع الجبال إلى أعلى، وكلما أكلت تأكل عوامل التعرية ارتفع الجبل حتى إذا وصل ما يساوي سمك هذا الوتد إلى سمك الغلاف الصخري للأرض ( مائة كيلو متر ) فإن الجبل سيموت ولا يستطيع أن يتحرك إلى أعلى بعد ذلك، وتظل عوامل التعرية تبري هذا الجبل حتى تظهر لنا هذه الأوتاد، أوكما يسميها الأرضيون ( الجذور )، جذر الجبل، وفيه من الثروات المعدنية ما لا يمكن أن يتوفر إلا تحت مثل هذه القوى الهائلة من الضغط والحرارة، فأصبح الآن للعلماء تصور للجبال التي توصف في المعاجم اللغوية والمعاجم العلمية بأنها نتوءات بارزة على سطح الأرض، وهذه في الحقيقة أجسام ضخمة من الصخور تمتد لتخترق الغلاف الصخري للأرض وتطفوا فوق هذه المادة شبه المنصهرة اللدنة، ثم نقاط الضعف الأرضي التي توجد تحت غلاف الصخر مباشرة.
هذا التصور يؤكد أن هذه الإشارة القرآنية ( أوتاداً ) إشارة معجزة، لأنه في كلمة واحدة يصف القرآن الكريم الشكل الخارجي للجبل، والشكل الداخلي له، ووظيفته الداخلية، وتبقى هذه الآية في سورة النبأ: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ( 6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } [النبأ: 6-7] آية معجزة، لأنه لم يكن أحد في وقت تنزيل القرآن الكريم يعرف شيئاً عن هذه الحقيقة الكونية، ولم يكن هناك أحد يضطر الرسول صلى الله عليه وسلم لأن يفصل مثل هذه القضايا، لولا أن الله سبحانه وتعالى يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلى اكتشاف هذه الحقيقة الكونية فيشهد أن القرآن كلام الله وأن محمداً رسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم أنبيائه ورسله، وأنه صلى الله عليه وسلم ما كان ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى، إلى يومنا هذايختلف العلماء اختلافاَ شديداً في فهم وظيفة الجبال، هذه البروزات الأرضية الهائلة وبالطبع فإن العلماء يعرفون أن للشكل الخارجي هذا فوائد متعددة على سطح الأرض، منها جريان الأنهار، ولذلك نجد آيات الإرساء هذه يمن علينا ربنا تبارك وتعالى كثيراً بها في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ويربط ما بين الجبال أو إرساء الأرض، وجريان الأنهار، هناك فائدة كبيرة أيضاً، فلولا هذه المرتفعات العالية وتكون هذا البساط الرقيق من التربة الرسوبية الذي لولاها ما استقرت هذه العوامل على سطح الأرض، هناك وظائف كثيرة للجبال المليئة بالخيرات المعدنية، والجبال مأوى للبشرية قبل أن تعرف المسكن، والجبال مأوى لكثير من الحيوانات وكثير من الحشرات، كالنحل... وهناك فوائد كثيرة لهذا الجزء الظاهر على سطح الأرض، ولكن يعجب الإنسان لماذا تحدث القرآن الكريم في عشر آيات واضحة عن هذه الجبال على أنها رواسي ويمن علينا ربنا تبارك وتعالى بإرساء الأرض بالجبال في مثل قوله: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ( 32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } [النازعات: 32- 33].
العلماء في مجال علوم الأرض إلى يومنا هذا يختلفون في فيهم كيف يمكن للجبال أن ترسي الأرض، لأن كتلة الجبال بالنسبة إلى كتلة الأرض لا تذكر، فأعلى قمة هي 8848متر، يعني أقل من تسعة كيلو مترات، وأغور غور هو غور ماريانو عند جزر الفلبين، وعمقه 11 كيلو متراً، يعني لا تصل المسافة إلى عشرين كيلو متراً... فمن أعمق غور إلى أعلى قمة إذا قورن هذا بنصف قطر الأرض الاستوائي ( وهو أكثر من ستة آلاف كيلو متر )، نعرف كيف يمكن لهذه الكتل البسيطة أن تثبت الأرض، ولا يمكن أن يتخيلها الإنسان لأنها كتلة بسيطة للغاية، ولم يستطع الناس في العصور المتتالية أن يفهموا كيف أن الجبال تثبت الأرض، ففي أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن العشرين، توصل العلماء إلى أن للجبال دور سأشرحه لكم بإيجاز وببساطة شديدة: كيف يمكن لهذه الكتل البسيطة أن تلعب دوراً أساسياً في إرساء الأرض، والعلماء لم يصلوا إلى وضع هذه التصور بسهولة، لأنهم بعد الحروب العالمية الثانية مباشرة توجه بعضهم إلى قيعان البحار والمحيطات لما لها من خيرات، وبحثاً عن القارات الأرضية، فوجدوا عجباً، وعلى عكس ما كان يعتقد الناس في الماضي في أن أعمق أعماق البحار هي أواسطها وأن أكثرها ضحالة هي شواطئها، إنما وجدوا العكس تماماً، وجدوا أن أكثر أجزاء المحيطات ضحالة هي أواسطها وأن أكثر أجزاء المحيطات عمقاً هي عندما يلتقي قاع المحيط بالقارة، واحتاروا: كيف يكون ذلك ؟
اتجه العلماء إلى هذه السلاسل الجبلية ( التي تمتد عبر قيعان البحار والمحيطات، وهي تفوق في ارتفاعها أعلى الجبال على سطح الأرض ). فوجدوا أنها تتكون من صخور نارية، صخور بركانية شبيهة بالصخور التي تفور بها فوهات البراكين على سطح الأرض، فبدأوا يبحثون كيف تكونت هذه البراكين، فوجدوا أن هذه السلاسل تحيط بشبكة هائلة من الصدوع، تمتد عشرات الكيلو مترات طولاً وعرضاً، تمزق هذا الغلاف الصخري إلى عمق مائة كيلو متراً، فأيقنوا أن من صفات الأرض الأساسية أنها ذات صدوع، ويعجب الإنسان هنا إلى هذه الإشارة العابرة التي جاءت في سورة الطارق، في قوله سبحانه وتعالى: {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } [الطارق: 12].

الشكل التالي يبن أماكن توضع الصدوع على سطح الكرة الأرضية
قال المفسرون القدامى هو انصداعها عن النبات ن وهذا صحيح، إذ يضع الإنسان بذرة في التربة ويرويها فإن بنبته طرية تخترق التربة، وتخرج إلى أعلى... يعجب الإنسان لهذا القسَم، في سورة الطارق الذي يقسم فيها ربنا تبارك وتعالى بقوله: {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } [الطارق: 12]، وهو الغني عن القَسَم، وهكذا يثبت العلم أن من صفات الأرض الأساسية أنها ذات صدوع، وأن هذه الشبكة الهائلة من الصدوع تمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات طولاً وعرضاً، بعمق مائة كيلو متر، هذه الشبكة الهائلة من الصدوع يندفع منها الحمم البركاني بملايين الأطنان، بدرجات حرارة تتعدى الألف درجة مئوية، تندفع من قيعان البحار والمحيطات، وهذه القيعان بعضها في درجات حرارة تفوق في عنفها فوهات البراكين على سطح اليابسة.
ويعجب الإنسان أيضاً من القسم في سورة الطور الذي يقول ربنا سبحانه وتعالى يقسم بالحبر المسجور: { وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 1-6] وفي اللغة: سجر يعني أوقد عليه حتى أحماه، ويتخيل الناس كيف يمكن للماء والنار (وهما من الأضداد ) أن يلتقيا في مكان واحد، الماء تطفيء النار والنار تبخر الماء... كيف يمكن أن يجتمعان في مكان واحد ؟!، فبدؤوا البحث فطرحوا المعنى الأول، وهو أنه ربما يكون هذا في

صورة في أعماق المحيط لدخان أسود يخرج من فوهة بركان في قعر المحيط
الآخرة، استناداً إلى الآية الكريمة: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ } [التكوير: 6]، لكن السياق القرآني في سور الطور يفيد بأن القسم في واقع الحياة، وبأمور واقعة، فالبحر المسجور إذن هو واقع في حياتنا، فبد,ا يبحثون عن معنى ( سجر التنور )، و(البحر المسجور ) غير سجر التنور، فوجدوا من معالي ( سجر ) ملأ وكفى، فقالوا ربما المقصود أن الله سبحانه وتعالى يمن علينا فملأ قيعان المحيطات والبحار بالماء، وكفها عن اليابسة، وهذا صحيح، لأن الأرض في تاريخها الطويل مرت بمراحل كانت اليابسة، وهذا صحيح، لأن الأرض في تاريخها الطويل مرت بمراحل كانت البحار فيها أ:ثر غمراً لليابسة منها الآن، ونحن نعلم أن الجليد الذي يتجمع عند القطبين إذا انصهر فإنه لا يحتاج سوى بضع درجات مئوية ( من خمسة إلى عشر درجات مئوية ) حتى يغمر مساحات شاسعة من اليابسة، فقالوا ( البحر المسجور) هو المملوء بالماء، المكفوف عن اليابسة، وهذا صحيح إن بعض البحار والمحيطات قيعانها متصدعة على شكل هذه الشبكة الهائلة من الصدوع، وأن هذا التصدع يؤدي إلى اندفاع الحمم البركاني من هذه الصدوع ليكون سلاسل جبلية بركانية في قبل البحر.

يتبــــــــــــــــــــــــع


  #818  
قديم 07-11-2013, 06:16 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــــع الموضوع السابق


المدلول العلمي للجبال في القرآن


ومن البحار التي تتفتح البحر الأحمر، وقد سماه العلماء محيط في دور الطفولة، وهناك مشروع بين السعودية والسودان وفرنسا لاستغلال ثروات البحر الأحمر لأن به كميات هائلة من المعادن والذهب والفضة والنحاس والرصاص والقصدير، وكميات كبيرة من المواد المشعة، كان الباحثون يأتون بباخرة تكبش عينة من الطين من قاع البحر، ويمر هذا الكباش في سمك من الماء يتعدى ثلاثة آلاف متر، ويصعد الكباش إلى السطح فلا يستطيع أحد من أن يقترب منه لعدة ساعات، لشدة حرارته، وفي الحقيقة فإن هناك كثير من البحار الآن قيعانها مسجرة ، وهناك بحار تنغلق، كالبحر الأبيض المتوسط، أي لا يوجد في قيعانها نار.... ربنا تبارك وتعالى يقسم هذه الآية الكونية بالتقاء الماء والنار، فلا الماء يطفئ النار، ولا النار تبخر الماء، وهي آية من آيات الله في خلق، إنه ( البحر المسجور )، من أعظم آيات الله في الكون، ولذلك يقسم بها ربنا تبارك وتعالى.
تؤدي الطفوح البركانية إلى إزاحة جوانب قيعان البحار، والمحيطات في ظاهرة يسميها العلماء ( ظاهرة اتساع قيعان البحار والمحيطات)، ولكن العلماء لاحظوا أن محيط الأرض ثابت، برغم أن بعض هذه القيعان يتسع بمعدل 1-3 سنتيمترات سنوياً، وهناك أجهزة قياس في باب المندب تقيس ذلك، فظاهرة صعق أعالي البحار والمحيطات تتحرك تحت القارات بنفس معدل اتساع أواسطها، وحينما تتحرك قيعان البحار والمحيطات تحت القارات تتكون جيوب في أعماق قيعان البحار والمحيطات، وفي هذه الجيوب تترسب كميات هائلة من الصخور الرسوبية، وحينما يتحرك قاع المحيط تحت القارة يمر بدرجات حرارة عالية فينصهر، ولو أنه انصهار جزئي، ثم يدخل في داخل الطبقة اللدنة شبه المنصهرة هذه، فيزيح كميات منها، فيؤدي إلى زيادة المداخلات النارية، ويؤدي إلى زيادة نشاط البركان، يختلط ذلك كله بالكم الهائل من الصخور الرسوبية ليتكون في هذا الجيب، لتتكون الجبال، وحينما تتكون السلسلة الجبلية فإنها تعمل تماماً كالمسمار الذي يخلط مادة القارة بقاع المحيط، وتمر هذه العملية بمراحل مذهلة للغاية، تبدأ بظهور جزر بركانية في قيعان البحار والمحيطات، وتظهر هذه الجزر، وهي قمم لسلاسل جبلية المتكونة فوق قيعان البحار والمحيطات، مثل: جزر هاواي، وجزر الفلبين، وجزر إندونيسيا... كل هذه الجزر عبارة عن قمم لسلاسل جبلية بركانية هائلة.

الأشكال التالية تبين تشكل الجبال من قعر المحيطات
تصطدم هذه الجزر ببعضها لتنمو، ثم تصطدم بالقارة لتكون سلاسل جبلية، مثل جبال الإنديز في أمريكا الجنوبية، وقد تصطدم قارة بقارة، ويستهلك قاع المحيط بينهما بالكامل، كما حدث في جبال الألب، وهذه آخر مرحلة لتكوين السلاسل الجبلية، وهي المرحلة التي يتكون فيها أعلى القمم الجبلية، وعندها تتوقف الحركة تماماً، تظهر للقارات مساحات صالحة للحياة، لأنه لو استمرت هذه الحركة لا يمكن لتربة أن تتجمع ولا يمكن لنبتة أن تظهر ولا يمكن لطريق أن يرصف.... ولذلك يمن علينا ربنا تبارك وتعالى في آيات كثيرة بإرساء الأرض بالجبال: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ( 32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } [النازعات: 32- 33]. وتذكر الآيات القرآنية الإرساء، وهي آيات كثيرة، فنقرأ مثلاً في سورة الرعد قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الرعد: 3]، وقال: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا}، فربط بين الرواسي والأنهار، لأنه لولا الرواسي ما كانت الأنهار، ونقرأ في سورة الحج قول الله سبحانه وتعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ } [الحجر: 19]، والربط بين الرواسي والإنبات أيضاً في سورة النمل، يقول ربنا تبارك وتعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [النحل: 15]، وفي سورة الأنبياء يقول ربنا تبارك وتعالى: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [الأنبياء: 31]... انظروا إلى قول الله تبارك وتعالى: { رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ }، والميدان هو الاضطراب، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم حديث رائع في مسند احمد بن حنبل، يقول فيه: ( عندما خلق الله الأرض جعلت تميد فأرساها بالجبل )، أظن أنه لا يوجد وضوح أكثر من هذا، علماً بأن المفسرين القدماء اختلفوا في معنى الإرساء هذا اختلافاً كبيراً، نقرأ في سورة النمل قول الله تعالى: {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا } [النمل: 61]، ونقرأ في سورة لقمان قول الحق تبارك وتعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } [لقمان: 10]، وفي سورة فصلت: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ } [فصلت: 10]. وفي سورة ق: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } [ ق: 7]، وفي سورة المرسلات: { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} [المرسلات: 25-27]. انظر إلى ( شامخات )، لم يهمل القرآن الكريم الإشارة إلى ارتفاع الجبال فوق سطح اليابسة... وفي سورة النازعات: { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [النازعات: 30-33].
عملية الدحو هذه يتخيل بعض الناس أنها ( التكوير )، وهذا غير صحيح، لأن ابن عباس ( عليهما رضوان الله ) حينما سئل: ما معنى ( دحاها ) ؟ قال: فسرها ما جاء بعدها: { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}، والعلم يؤكد الآن أن كل الغلاف الغازي للأرض، وكل ما على الأرض من ماء وفي غلافها من بخار ماء كله من جوف الأرض، انظروا إلى دقة التعبير القرآني: { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}، ولم يصل العلماء إلى هذا التصور إلا في العقود القليلة الماضية، فقد كانت هناك تصورات كثيرة مختلفة لأصل ماء الأرض، نقرأ في سورة الغاشية قول ربنا تبارك وتعالى: { أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} [الغاشية: 17-19].

أصل الماء هو من جوفها الشكل التالي يبين بركان يخرج منه بخار الماء يتساقط على شكل أمطار
وانتصاب الجبل على سطح اليابسة إنما هو من أعظم المعجزات، فالجبل بارتفاعه البسيط فوق سطح الأرض يندفع بنحو 10 – 15 ضعف هذا الارتفاع ليخترق الغلاف الصخري للأرض، ثم يطفو في هذه الطبقة، طبقة لدنة منصهرة عالية الكثافة عالية اللزوجة، فتحجبه بذلك قوانين الطفو، وهي التي تؤدي إلى انتصابها فوق سطح الأرض، ولولا هذا ما قام الجبل على الإطلاق، ولذلك فإن ربنا يشير إلى هذا في الآية: { أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} [الغاشية: 17-19].
نطالع في سورة فاطر إشارة لطيفة جداً، يقول فيها الحق تبارك وتعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } [فاطر: 27-28]. لماذا هذه الألوان ؟ لأن الغالبية العظمى من مادة غلاف الأرض إما مكونة من صخور جرانيتية يغلب عليها اللون الأبيض أو الأحمر بدرجات متفاوتة، أو صخور قيعان البحار والمحيطات وهي صخور داكنة سوداء يغلب عليها الحديد والماغنسيوم، وهذه حقائق لم يدركها الناس إلا في سنوات متأخرة للغاية، ويغطي ذلك بساط رقيق من الصخور الرسوبية ومن التربة، لكن الغالبية العظمى من الأرض بين هذه الألوان الثلاثة، ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلفة ألوانها: هذه مادة القارات، وغرابيب سود هذه مادة قيعان البحار والمحيطات، والصخور التي تنطلق من فوهات البراكين، هذه أعظم تقسيمات للصخور.
الآية الأخيرة في هذه المجموعة هي آية حركة الجبال، ونقرأها في سورة النمل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } [النمل: 88]، وهذه كناية لطيفة إلى دوران الأرض حول محورها أمام الشمس، إن كل الإشارات القرآنية إلى حركة الأرض عبارة عن إشارات تأتي في صياغة لطيفة لا تذهل ولا ترهب الناس في وقت تنزل القرآن الكريم، يفهم منها أهل العصور المتتالية منذ زمن التنزيل بقدر استطاعته، وتبقي الحقيقة القرآنية صحيحة، فكل إشارة إلى كروية الأرض، وإلى دوران الأرض، وإلى حركات الأرض المختلفة، إشارة لطيفة لا يفزع أهل البادية في وقت نزول القرآن الكريم منها.
هذه المجموعات الأربع من الآيات هي المجموعات التي تتعلق بالطبيعة العلمية البحتة للجبال، وهناك، كما أشرت، قضايا كثيرة أخرى عَرَضْتُ لها، أما بقيت الآيات فلا يتسع المقام لتناولها، لأنها تخرج عن عنوان المحاضرة وهو ( المدلول العلمي للجبال )، وأردت بذلك أن أؤكد على أن الإعجاز العلمي للقرآن حقيقة ثابتة لأن القرآن كلام الله الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته، وحينما يشير الخالق إلى خلقه لا بد أن تكون هذه الإشارات هي الحق المطلق الذي لا يمكن للعلم البشري مهما أوتي من أسباب الفتح أن يتجاوز هذا الفهم، ولذلك لو وعى المسلمون هذه الحقيقة لسبقوا غيرهم من الأمم في اكتشاف الكثير من سنن الكون وحقائقه، ولكن يبقى لنا دور مهم في الإشارة إلى هذه القضايا تثبيتاً لإيمان المؤمنين، ودعوة للمشركين والكافرين بأسلوب إثبات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وهو من أعظم أساليب الدعوة إلى الله في عصرنا هذا.
ودعوني أذكر لكم أنه في مؤتمر موسكو للإعجاز العلمي في العام الماضي، فقد دعينا لهذا المؤتمر في مثل هذا الشهر (أغسطس من العام الماضي )، وموسكو كانت عاصمة الإلحاد، وعاصمة دولة حكمتها الشيوعية 74 سنة، دولة كانت تحارب معنى ( لا إله إلا الله ) وحاولت أن تقضي على أي وجود إسلامي، على الرغم من كثافة المسلمين في ديارها، هذه الدولة حينما طرح هذا الموضوع فيها إذ بأحد كبار العلماء الروس يقف في المؤتمر ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإذ بأربعة من المترجمين أتوا ليشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وقد بلغنا ونحن في مكة المكرمة أن عدد العلماء الروس الذين شهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، بالبحوث القليلة التي طرحت في هذا المؤتمر، وصل إلى 27 من قمم العلماء، فأقول يا إخواني: هذا هو منهج الدعوة إلى الله، إذا أحسن أداؤه على أساس منطقي سليم بلا تكلف... إننا نريد أن يقوم كل صاحب خبرة بخدمة حسن فهم دلالة الآية القرآنية في حقل تخصصه، ويقدم ذلك للناس، مسلمين وغير مسلمين، على حد سواء.
وأذكر أنني منذ 20 سنة كنت في زيارة إلى جامعة كمبردج فوجدت إعلاناً مؤتمر فقرأت بنوده فوجدت أحد العلماء في أمريكا يتحدث عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية فذهبت لأحضر هذه المحاضرة فوجدت رجلاً يتحدث عن صعوبة نقل معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، وضرب مثالاً ذلك بترجمة الآية الكريمة: { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } [آل عمران: 102]، فلا توجد كلمة في الإنجليزية بمعنى ( اتقوا الله ) فهذا لا هو خوف، ولا هو رجاء، ولا هو حب، بل هو خليط من كل ذلك... !! ولا توجد كلمة في الإنجليزية لنقل هذا المعنى... قال هذا الرجل: لا بد للذين يريدون أن يستشعروا جلال الروبية، حينما يقرأون القرآن الكريم، أن يقرأوه باللغة العربية، وقد تأثرت بهذا الرجل لأني وجدته يتحدث عن القرآن بعاطفة دافئة، وأسرعت إليه بعد المحاضرة واحتضنته وقلت له: ما الذي علمك هذا عن القرآن، فقال: أنا مسلم وزوجتي مسلمة ولي ابن معه دكتوراه في الهندسة مسلم وبنت معها دكتوراة في الصيدلة مسلمة، وأنا أدافع عن الإسلام وأقوم بترجمة معاني القرآن إلى اللغة الإنجليزية، وكنت أعرض في المحاضرة صعوبة ما أجده لنقل معاني القرآن إلى الإنجليزية، فدعوته لمؤتمر للدعوة للطلبة المسلمين في جلاسكو، فجاء معي إلى المؤتمر، وأخذ يخاطب جموع المسلمين، قائلاً: أيها المسلمين إنكم نمتم طويلاً وغفوتم كثيراً وأهملتم الأمانة المناطة بأعناقكم فسبقكم العالم غير المسلم، قال: أنتم لا تستطيعون الآن أن تطاولوا الغرب علمياً ولا تقنياً ولا سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً ولا إعلامياً، ولكنكم تستطيعون أن تجنوا من هذا الغرب المتجبر المستعلي بما أنجز من نهضة علمية وتقنية، تضطروا هؤلاء أن يبحثوا على ركبهم بالإسلام، قال أعطوني 40 شاباً يحسنون فهم هذا الدين فهماً دقيقاً ويحسنون تطبيقه في حياتهم تطبيقاً عميقاً، ويحسنون عرضة على الناس بلغة العصر، وأنا أستطيع أن أفتح بهم الأمريكيتين... ومن أساليب الدعوة إلى الله إفهام الناس بحق هذا الكتاب العظيم، هذا القرآن، كلام الله الوحيد، ولا يوجد بين أيدي الناس كلام آخر لله غير هذا الكلام، مهما ادعى المدعون، ومهما أرجف المرجفون، هذا كلام الله الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته... قدموا هذه الخدمة لكتاب الله، وأعرضوه على الناس، مسلمين وغير مسلمين، فلعل الله يخرجنا من هذه الورطة التي تتردى فيها الأمة الآن وما ذلك على الله بعزيز.... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
مصدر الصور : موقع الموسوعة الحرة http://wikipedia.org/
  #819  
قديم 07-11-2013, 06:19 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

{ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ }



صورة للأرض من الفضاء الخارجي
أ‌.د/ محمد علي عبد المقصود
أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة
وعضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة في الجيولوجيا.
لقد أسعدني الله عز وجل في أوائل الثمانينات من القرن الميلادي الماضي أن أشارك في برنامج تليفزيوني كان وقتها حديثاً وهو الإعجاز العلمي بالقناة الثالثة المصرية وعندها أكدت نهجي في هذا المجال والذي بينته فيما بعد في جريدة الثورة اليمنية عام 1982م، والآن مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لم يأخذ بنهج التوثيق، وهذا شأن كل علم جديد يبدأ به المعنيون فرادى ثم يدعون إليه فتتبع من جسد الأمة ينابيع خبر تتجمع في روافد ومن ثم انهار، وعندما تظهر المجالات المتخصصة والمحكمة، ويكون عصر التوثيق الذي أراه قد بدأ بظهور هذه المجلات العلمية، من أمثال المجلة حاضرتنا والتي تصدرها جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مصر، وأبدأ بتوضيح الأمور التالية:
الأمر الأول:إن النهج الذي أدعو إليه هو أننا حين نتحدث في هذا المجال – الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – يجب علينا استخدام الحقائق العلمية بصورة عامة دون الدخول في تفاصيل وأرقام أخذت من تجارب وقياسات تفصيلية ورسومات بيانية، لأن التفاصيل دائماً ما تتغير، والقياسات تتغير بتغير الأجهزة ودقتها وتطورها مع الزمن، فما يهمني هو الحركة لا مقدارها، والنظرية لا أجزاؤها، كذلك، فإن الموضوع الذي نتدارسه ليس بموضوع الصفوة والصالونات، ولكنه ملك للأمة – ضعيفها وقويها – ومن الأصول مخاطبة الناس مع مراعاة اختلاف عقولهم وتخصصاتهم، وهذا النهج أوصل لبعده عن مدارك الخطأ واتساع دائرة الخطاب فيه.
الأمر الثاني:أن نستخدم في بياننا الحقائق العلمية لا النظريات، فالحقيقة لا تتغير، والنظرية وجهة من وجهات التفسير العلمي يقابلها وجهات، والكل يخضع للمتغيرات، ولنترك ما لا نصل إليه إلى من سيأتي بعدنا، فالقرآن مائدة الله التي لا تنضب عجائبها.
الأمر الثالث: ألا نغالي، فنطوع العلم ونقول بما لم يثبت تجريبياً لكي نفسر وجهة نظرنا، وألا نشتط فتحمل الآيات ما لم تأت به، وهذه دعوة للتوازن بين العلم التجريبي والقرآن، فيجب أن تكون وظيفتنا التوفيق لا التلفيق.
الحقيقة والنظرية:
ليس عند غير المسلمين ما يعرف بالحقيقة العلمية، بل كثير منهم يقول بأنه لا حقيقة في هذا الكون، فعندهم فقط النظرية العلمية، حتى بلغ الأمر ببعض فلاسفتهم أنهم اعترفوا فقط بحقيقة واحدة وهي الموت أما نحن المسلمون فالله هو الحق، ومحمد حق، والقرآن حق، والنار حق، والجنة حق، والموت حق، والبعث حق، والملائكة حق، ورسل الله حق، فمن يبحث في علوم الغرب التجريبية لن يجد عنواناً للحقيقة، لذا أوصي بأن نأخذ ما أصبح ظاهراً عياناً مثبتاً بالعلم التجريبي غير قابل للتغير، فهذه هي الحقيقة العلمية، ولنضرب لذلك مثالاً، وهو شكل الأرض(3)، فقد طرح قديماً كثير من النظريات عن شكلها، ولكن الذي يرى الأرض الآن من الفضاء، وباستخدام أشعة الليزر يقيس أبعادها ويصورها ويدور حولها، ولا ينبغي له إلا أن يقر بحقيقة شكلها التي خلقها الله عليه، فلن يأتي آخر ليقول لنا: إن الأرض إسطوانية الشكل مثلاً !! لقد تخطى العلماء هذه المرحلة وأخذوا يبحثون عن الحقائق الأخرى الغائبة عنهم، حيث لم يكن هناك ما يضيفونه إلى هذه المناقشة، فشكل الأرض مثلاً أصبح اليوم حقيقة علمية لا نظرية علمية وقس على ذلك الكثير.
المفردات اللغوية:
المهد: الفراش والسرير والأرض السهلة المستوية، والمهاد: الفراش والأرض المنخفضة المستوية، وتمهد أي تسهل وتوطأ.
عجز الإنسان أمام حجم الأرض:
حجم الأرض بالنسبة لحجم الإنسان كبير جداً، فقطرها يقارب13000 كيلو متراً، ومحيطها ( عند خط الاستواء) يقارب 38000 كم، فإذا صغرنا الأرض لتصير كحجم الإنسان، وصغرنا الإنسان بنفس القدر... ولكي نفهم هذا المعنى تخيل أنك أنت الأرض، فكيف يكون الإنسان بالنسبة لك إن حجمه يكون 12. 4 ميللميكرون، أي أنه لا يرى حتى بأعظم المجاهر، إن هذه المقارنة الحجمية تكشف لنا عن ضعف الإنسان وعجزه عن هذا العمل المعجز، وهو فرش الأرض، وتبين لنا معنى عظيماً، فقوله تعالى: { وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ } [الذاريات: 48]، فالهاء تعود على الواحد القاهر، ولا يقدر على ذلك إلا خالقها، وصدق الله العظيم إذ يقول: { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً } [النساء: 28]... إن الإنسان يفكر ويحسب ويبتكر في حيز معلوم، أما الأمور المتعلقة بعظائم الكون وملكوت السماوات والأرض فإنه يقف أمامها عاجزاً، ومن أسباب عجزه ضعفه وصغر حجمه، فإذا علمنا أن الأرض هذه – والتي لا تقدر على فرشها بالنسبة لأجرام السماء كحبة رمل في صحراء مترامية الأطراف، ظهر لنا معنى جديد في قوله تعالى: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } [الذاريات: 47]... فإذا كان فرش الأرض قد أعجزنا، فكيف بالسماوات ومن بناها. إن ( الهاء) هنا في ( فرشناها) تشعرنا بالعجز، وتحول بيننا وبين ما فوق ذلك من آيات، فنغض البصر ونمشي عليها بحياء، وصدق الله العظيم إذ يقول: { ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ } [الملك: 4]، فالهاء تشعرنا نحن الجيولوجيين بإعجاز مكاني.
زمان الإنسان وزمان الأرض:
إن الله جلت قدرته جعل لكل مخلوق عمراً يتناسب مع ما خلقه له، فمن المخلوقات كجسيمات الذرة لا يتعدى عمرها لحظات، ومن الحشرات ما يعيش شهراً، ومن الحيوانات ما يعيش أعواماً، ومن الزواحف ما يصل عمره إلى عدة مئات من السنين... فدورة الحياة تختلف باختلاف المخلوق، أما الإنسان فمتوسط عمره بضع عشرات من السنين، وفي الحديث النبوي الشريف: ( أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين )، وقد كان عمره الشريف صلى الله عليه وسلم ثلاثة وستون عاماً هجرياً، والأرض مخلوق بلغ من العمر حتى يومنا هذا ( 4500) مليون سنة، ولها نهاية هي القيام: {... وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ... } [الزخرف: 85].
وكما أن الإنسان لا يعرف متى ينتهي أجله، فإن الجيولوجيين لا يعرفون متى ينتهي عمر الأرض، إلا أن العجز الزماني يتضح لنا جلياً حين نعلم أن فرش الأرض – وكما سيتبين لنا بعد قليل – قد استغرق، أو قل إنه يلزمه ليصبح على ما هو عليه من إبداع، كل هذا العمر من السنين (4500 مليون سنة)... فكيف للإنسان أن يفرش الأرض، ونعود ثانية لهذه الآية في {فَرَشْنَاهَا } فلا يقدر على فرشها إلا الحي الذي لا يموت. فالهاء تشعرنا نحن الجيولوجيين أيضاً بإعجاز زماني.. وإذا عجزنا عن زمان الأرض فكيف بالسماوات.
إن الضوء المسافر بسرعته الهائلة (300.000كم/ثانية) يستغرق مئات السنين ليصل لأقرب نجم خارج مجموعتنا الشمسية, ناهيك عن أطراف المجرة(4)، عن الأرض – ومعها مجموعتنا من الكواكب – ترحل حول مركز المجرة فتكمل دورة كاملة في (200) مليون سنة... فما بالك بسائر المجرات وبالكون المنظور... كيف يتسنى للإنسان وعمره لا يعدو بضع عشرات من السنين أن يرحل عبر هذا الكون، إن الإنسان يعلم ولا يقدر وحتى علمه قليل: { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } [الإسراء: 85].، فالعجز الزماني في موضوع الأرض يعمل حائلاً بيننا وبين الجرأة على ما عداه من الكون.... !!
وزن الإنسان ووزن الأرض:
إن متوسط وزن الإنسان معلوم لنا – وهو حوالي 70 كجم. ولننظر الآن تدريجياً إلى الأوزان التي حولنا، فكيف بوزن مخرجات أعمال الترميم لشقة سكنية، فكيف يوزن البيت كله، إنه أكبر بالتأكيد، فكيف بوزن المدينة التي نعيش فيها، فكيف بوزن قارة مثل إفريقيا، وكيف بوزن خزان مياه صغير... هل تقدر على حمله ؟ فما هو وزن البحر الأبيض المتوسط مثلاً ؟.. وكيف بوزن المحيط الأطلسي ؟.. بل كيف بوزن المياه على الأرض والقارات.. ؟؟ المعروف عندنا أنه كلما زادت الكتلة كلما زاد الوزن حتى تصل إلى الأرض وما عليها، إن وزنها (6 × 10 24) طن، وهو رقم من الصعب أن نجد له منطوقاً، لقد وزن الإنسان من زمن طويل الأرض وهو واقف عليها واستخدامه في ذلك ميزاناً كبير الحجم ارتفاع 5 أمتار وله أربع كفات ( لا اثنتان) وقد استطاع أن يعرف وزن الأرض الهائلة – والتي يعيش عليها – فلا يكاد يرى لصغر حجمه، إنه دائماً يعلم ولا يقدر فيخر ساجداً لله: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } [فاطر: 28]، وقد استخدم الله في الآية وصفاً لا يقدر عليه إلا العليم الخبير، وهو ( الخشية)، لأن من عَلِم عِلْم اليقين أحس بقوة الله وشعر بعجزه هو فيُحدث في نفسه خشية، والخشية غير الخوف، فالخشية خضوع وانكماش ولزوم للحد.
هذه الأرض الهائلة الوزن معلقة في الفضاء من غير عمد تسبح في كون الله بقدر معلوم، فمن ذا الذي رفعها وأبقاها من غير عمد ؟.. ويحتدم النقاش، فيقول قائل منا: إن هناك قانوناً جديداً يحكم العلاقة بين كتلة الأرض والشمس وحركة الأرض حول الشمس، ينتج عنه إمكانية بقاء الأرض معلقة.. هكذا أثناء دورانها. فيقول قائل: إنني أرى في هذا قمة الإعجاز لأنه القانون الحاكم للكتلة قد تغير، فبعد أن كان على الأرض يزداد الوزن بازدياد الكتلة ظهر في السماء قانون يلاشي الوزن، هذا التغير العكسي في القوانين لتحقيق مصلحة ما – وهي بقاء الأرض معلقة – هو ما يعرف بالتدبير، والذي يشير حتماً لوجود مدبر لهذا الكون...
من هنا وقبل أن نرى معجزة ( فرش) الأرض نتوقف قليلاً لنعلم كم تعجزنا الأحجام وكم يعجزنا الزمان وكم تعجزنا الأوزان أمام قدرة الحنان المنان في فرش الأرض ورفع السماء: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً... } [البقرة: 22]. ولا أقول بأسماء الله الحنان والمنان لسجع أو لحسن بيان، ولكن لأن في بديع خلق السماوات والأرض حنان من الله ومنة على عباده، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم... إذ يقول مناجياً ربه: ( يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض، لبيك لا شريك لك لبيك ).
فرش الأرض – من الناحية الجيولوجية:
لقد وصف العليم الخبير الأرض بأنها مهد: { فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ }... ولقد بدا الإعداد لفرش الأرض على ما نراه عليها الآن بتكوين قشرتها، فعمر الأرض (4500) مليون سنة، لكن أقدم الصخور عمراً على الأرض يبلغ (3. 800) مليون سنة، وما بين الزمنان كانت الأرض كتلة من سوائل وغازات لا شكل لها، مرتفعة الحرارة، واستغرق تكوين شكلها – نتيجة لدورانها حول نفسها واستقرار هذا الشكل – بتكوين قشرة خارجية صلبة (5) زمناً كبيراً، وهنا نرى إعجازاً رائعاً في كتاب الله، إذ يقول الخالق العليم: { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [النازعات: 30]... والإعجاز في قوله: { بعد ذلك فلم يتم دحي الأرض في أول خلقها بل استغرق ذلك زمناً، فقال العليم الخبير: { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [النازعات: 30] وسواء كان الدحي متأخراً عن خلق السماوات أو خلق الأرض، فإنه جاء متأخراً، لقوله { بعد ذلك } ولم يكن متزاملاً مع ما قبله... فالجيولوجيين يعلمون أن ( بعد ذلك) قدرها ( 700) مليون سنة، فتبارك الله أحسن الخالقين.
تكوّن الكتلة القارية الأولى:
تكونت القشرة الصلبة الأولى وكانت رقيقة بالنسبة لحجم الأرض، ونظراً للحركة الدائمة للأرض بمكوناتها السائلة في الداخل، فإن هذه القشرة تشرخت وانفصلت إلى عدد كبير من الأجزاء... ونتيجة للحركة الدائمة، فإن هذه الأجزاء تصادمت مع بعضها في مواقع وتباعدت عن بعضها في مواقع أخرى، مما تسبب في خروج سوائل الوشاح(6) – وهي الطبقة التي تسفل القشرة الأرضية – وتكون ما يعرف الآن ( القشرة المحيطية)، وهي أكثر سمكاً من القشرة الأولى... واستمرت الحركة العامة للأرض، وحركة أجزاء القشرة الأرضية، والتي يفصل بينها الشروخ والصدوع.
الشكل التالي يظهر الصدوع التي على سطح الأرض وتقسمه إلى صفائح تكتونية
إن البحث العلمي على مدى الأربعين عاماً الماضية أثبت أن أماكن التصادم بين أجزاء القشرة الأرضية ينتج عنه إندساس جزء بالنسبة للجزء المصطدم معه، ثم انصهار طرفه الهابط في الوشاح، وصعود منتجاته الصهيرية، لتكون مقذوفات بركانية على الجزء الآخر المتصادم معه، يجعله أكثر سمكاً وانتفاخاً، وتتكون بذلك ( نوية) لقشرة قارية... بينما الجزءان اللذان يتباعدان عن بعضهما ينتج عن تباعدهما اتساع يملأ بمحتويات الوشاح، وتتكون مناطق منخفضة من القشرة المحيطة... ونرى في نهاية هذه المرحلة أنه قد تكون على الأرض نوعان من المناطق، هي: نوبات قشرة قارية (مرتفعة) وقشرة محيطة (منخفضة)، إن إعداد هذه المناطق القارية الأولى يفوق ما اكتشفه العلماء منها – وحتى يومنا هذا – المائة نوبة قارية.
تكون الكتلة القارية الكبرى:
استمرت الحركات، وتصادمت الكتل القارية معاً، وتجمعت كلها في كتلة كبيرة الحجم، أسماها العلماء (بالبانجيا)، وتكونت هذه الكتلة القارية الكبرى من فصوق قارية أصغر ملتحمة مع بعضها، يفصل بين كل جزء وما حوله أثار من القشرة المحيطة التي كانت تحيط بها من قبل، وكان هذا هو السبيل أمام العلماء لتمييز هذه النوبات القارية وتحديدها، فهم يجدون أن قارة إفريقيا – مثلاً – مجزأة إلى أجزاء يفصل بينها وبين بعضها نطاق رقيق من القشرة المحيطة، وهذه اللحمة تسمى (بالأفيوليت)... وعجباً، أن نجد قشرة محيطية داخل القارة، ولكن هذه القشرة لا تنتمي من ناحية العمر لقشرة المحيط الموجود حالياً، بل كانت قشرة محيطية تفصل بين الكتل القارية الصغيرة، وحيث تجمعت واصطدمت هذه الكتل الصغيرة معاً لتكوين كتلة هائلة حسرت بينها بقايا القشرة المحيطية.
والسؤال الآن هو: من الذي قاد هذه الكتل الصغيرة عبر الأرض ليجمعها معاً في كتلة واحدة؟ سؤال لا يقدر على إجابته علماء الدنيا... إنه المدبر جل جلاله... هل يدخل هذا في معنى قوله تعالى: { وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ } [الرعد: 4]... لما لا... سبحانه الذي إذا أراد أمراً فإنما يقول له كن فيكون.
تكون القارات الحالية:
هنا، وبعد أن استقر الأمر، وأصبحت القشرة الأرضية الصلبة أكثر سمكاً – وصل إلى 70 كيلو متراً – وأصبح أسفل القشرة وشاح لدن في طبيعته... حدث رائع، وهو انفجارات حرارية من باطن الأرض، من الأعماق الخفية في نقاط محددة تسمى (بالنقاط الساخنة)(7)، وهي شبيهة بالبقع الشمسية، أو الانفجارات التي يراها العلماء على الشمس، حيث تعلو المواد الملتهبة والغازات إلى آلاف الكيلومترات لأعلى، في نافورة حرارية، لقد وجدت أن الله تعالى أسماها في كتابه العزيز – الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه – بـ ( التنور)، ولنا في هذا حديث آخر لا يتسع الوقت له الآن.
هذه النافورات الحرارية شرخت الكتلة القارية الكبرى، وقسمتها إلى أجزاء، هذه الأجزاء هي القارات الحالية، وقد تحركت بعيداً عن بعضها حتى وصلت إلى وضعها الحالي... وقد بدأت القصة حين قام أحد علماء الجيولوجيا منذ نيف وسبعين عاماً بقص القارات الحالية من خريطة العالم وجمعها معاً، فاكتشف أنها تلتحم مكونة كتلة واحدة كبيرة، وتوالت الاكتشافات والأبحاث بعد ذلك تؤكد هذا.
الشكل العام/1/:
لقد أصبح الشكل العام للأرض هو مناطق قارية متسعة ومرتفعة تفصل فيما بينها مناطق منخفضة، هي الأحواض المحيطة، وفي تطور سابق لهذا كان الغلاف الجوي قد تكون أخرجت الأرض ماءها، فعاد إليها مطراً واستقرت المناطق المنخفضة، وهي البحار والمحيطات: { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا } [النازعات: 31].. ولهذا حديث آخر.
لقد بدأ الأمر في الفرش بأن فرش الله المحيطات والبحار بالماء، فهذا فرش عظيم لا يلتفت إليه الكائن على أنه فرش، إن أكثر الفرش بساطاً هو ماء البحر، ولذلك يعتبر مبتدأ القياس في علم الطبوغرافيا – أو المرتفعات – فدائماً ما نقول: هذا المكان يرتفع كذا متراً عن سطح البحر، ولكن هل سطح البحر واحد على الكرة الأرضية، هذا حديث آخر.. إلا أنه أكثر الفرش بساطاً على الأرض.
ومن الطبيعي أن الحنان المنان سيجهز المناطق القارية بفرش تصلح للإنسان، وهنا نبدأ التواصل مع منظومة جديدة، خَلْقٌ من بعد خَلْقٍ، فتبارك الله أحسن الخالقين.
{ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } [الطارق: 12]:
هذا قسَمٌ أقسم الله به، والله يقسم بعظائم الأمور، وإن كانت كل آلائه معجزات { فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 32]: والقسم يكون بصفة رئيسة في المقسم به... إن البشر – خاصة حيث نزل القرآن – لا يجدوا الصدع أهم صفة في الأرض، بل وحتى المعاصرين من البشر ينكرون هذا، فكيف بألف وأربعمائة سنة ويزيد، إن ما أجمع عليه علماء الجيولوجيا المحدثين هو أن أهم صفة في الأرض هي (الصدع) (8)، وقد كلف منظموا أحد المؤتمرات العلمية العالمية في عام 1976م أحد العلماء ( أجنبي غير مسلم) بتخليص عام لبحوث المؤتمر الذي ألقاها الجيولوجيون في جملة تكون عنواناً للمؤتمر فنطق فقال: ( لولا الصدع لأصبحت الأرض صلعاء)، كراس الأصلع... فلما سئل عن هذا القول قال: إن أهم صفة في الأرض هي الصدوع، فلولا وجود المنخفضات الصدعية لتجمعت فيها مياه البحار والمحيطات والأنهار، لغطى الماء سطح الأرض بارتفاع ثلاثة كيلو مترات ولغرقنا جميعاً... ولولا المنخفض الصدعي لنهر النيل ما شربنا منه، ومن خلال الصدوع تكونت مناطق عالية وأخرى منخفضة على القارات، فاختلف المناخ، واختلفت البيئة النباتية والبيئية الحيوانية، وهطلت الأمطار، وجرى الماء حاملاً معه فتات الصخور لينزل بها على الوديان، فيفرشها بأنواع مختلفة من الفرش على مرّ الملايين من السنين.
الشكل العام /2/:
لقد أصبح الشكل العام للأرض في هذه المرحلة هو مناطق قارية مرتفعة صالحة لعيش الإنسان، تحيط به مساحات شاسعة من فرش ماء، وفي هذه القارات العديد من الوديان والسهول التي تجري داخلها أنهار لا عد لها ولا حصر... {... وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً... } [لقمان: 20]. وأن هذه القارات أشبه بالسرير، أو المهد، المدعم، فهي من صخور نارية ومتحولة، صلبة ذات أوتاد تنغمس في الوشاح ( الطبقة التي تشغل القشرة الأرضية)، وانظر – رعاك الله – إنك إن أردت أن تعد مهداً لحبيب، فإنك تختاره مرتفعاً عمن حوله، ثم تبنى دعامة صلبة تضع فوقها فرش هذا المهد، إلا أن المهد الذي أعده الله لنا ليست دعائمه من حديد أو خشب، مبل من الصخور الصلبة الرأسية، وهو فرش ليس من حشو ليف أو قطن، بل من أديم الأرض، مختلف ألوانه... كما سوف نرى.
طبيعة الفرش:
أن الأرض فرشت بالعديد من أنواع الفرش، فكل قطعة من الأرض قد فرشت بنوع مختلف من أنواع الفرش: { وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ } [الرعد: 4]، هذا في البعد الأفقي، كما سوف نرى، أما في البعد الرأسي – أي إن حفرنا أو استكشفنا بعضاً من الأعماق – فنجد أن هناك فُرُش بعضها فوق بعض، فعلى مدى التاريخ الجيولوجي فرشت المناطق مرات ومرات، وكل فرش يعلو الذي سبق، وكل فرش أدى – ويؤدي الآن – دوره، وفقاً لنوعه وسمكه وخواصه.
تخلص من هذا إلى أن الأرض فرشت لعدة مرات، ففي كل عصر من العصور هناك فرش، وكلما جاء عصر جديد جاء معه فرش جديد، لقد أصبحت الفرش القديمة مصانع للبترول والغازات الطبيعية ومخازن له، ومخازن لماء المطر، { وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ... } [المؤمنون: 18]. {... فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } [الحجر: 22]. فالفرش القديمة مصانع ومخازن وثروات، والفرش الحديثة لنحيا عليها آمنين.
المخرجات البركانية:
النشاط البركاني على مدى العصور المختلفة – وحتى يومنا هذا – له مخرجاته من باطن الأرض، فالغازات – ومنها بخار الماء – تتصاعد إلى الغلاف الجوي، أما المواد الصلبة فإنها ثقيلة: { وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } [الزلزلة: 2]. فإنها تنحدر منبسطة فوق السهول والوديان، مكونة فرشاً بركانياً داكن اللون، حيث تكون منه أخصب الأراضي الزراعية بعد ذلك ومن أكثرها إنباتاً، أما المواد الصلبة، من رماد بركاني – فإنه يكون سحابة عظيمة فوق البركان، تهبط بعد ذلك مكونة فرشاً دقيق الحجم، ناعم الملمس، يرقد فوق الفرش البركاني الصلب الداكن اللون، إن الثروات المعدنية المصاحبة لهذا النشاط، وما أخفاه الله من الخير في الفرش، لأمر مبهر تحير العلماء فيه.
صورة لبركان نشط الشكل التالي يبين بخار الماء يتصاعد من البركان ثم ينزل على شكل مطر


يتبــــــــــــــــــــــــــع


  #820  
قديم 07-11-2013, 06:22 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــــع الموضوع السابق


{ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ }


أنواع الفرش:

إضافة إلى أن البحار قد فرشت بالماء، والمناطق البركانية قد فرشت بالطفوح والرماد، فإن الصحارى قد فرشت – كثير من أجزائها – بالرمال – حيث تكونت بحار من الرمال ( كبحر الرمال الأعظم إلى الغرب من وادينا) وبحار الرمال في الجزيرة العربية وغيرها، وهي مختلفة في ألوانها ما بين الأصفر والأبيض والأحمر، وفقاً لمصدر الرمال، وهناك رمال الشواطئ، وهي نوع آخر من الفرش، من حيث الوضع والوظيفة، فإن مياه البحر تندفع إليه، فتتذلل مسامه وتبتعد عنه، فيعود فيتضاغط، وأنت تلاحظ ذلك حين تسير على الشاطئ بقدميك، فإن وزنك يسبب هبوطاً في موضع القدم وجفاف، حيث يطرد الماء من بين المسام، فإذا مر وقت دخل الماء ثانية إلى موقع القدم فانتفخ وعاد إلى ما كان عليه، وهناك فرش من الطين حول الأنهار،
وفي مصبات إلى موقع القدم فانتفخ وعاد إلى ما كان عليه، وهناك فرش من الطير حول الأنهار، وفي مصبات إلى موقع القدم فانتفخ وعاد إلى ما كان عليه، وهناك فرش من الطين حول الأنهار، وفي مصبات الوديان والسيول بالصحارى، حيث تتكون التربة الزراعية الخصبة بجوار الماء ليعملا في إنبات النبات، فيكون لنا ولأنعامنا زرعاً وماءاً، وهناك فرش من الحصى مختلف إحجامه وألوانه ومنافعه وغيره كثير، فنحن لسنا بصدد الإحصاء ولكن للبيان، فرشفة من النهر تكفي للدلالة على حلو مائه.

الشكل التالي بين الطفوح البركانية وهي تنساب على سطح الأرض أما العجب العجاب الذي لا نستطيع مفارقة المجال قبل أن نذكه، فهو ذلك النوع من الصخور المسمى ( بالصخور الرسوبية) وهي صخور يسميها الجيولوجيون ( صخوراً ناعمة) لتمييزها عن الصخور الصلبة النارية والمتحولة، وهي صخور متماسكة، وكثير منها يتكون تحت ماء البحر، أي يلزم لتكونه وجود مياه بحرية، وهذا النوع من الصخور ( كالحجر الجبري) موجود فوق المهد القاري فوق الصخور الصلبة ( والتي هي الدعامة الرئيسية للقارة أو المهد)، ويسفل الرواسب الفتاتية العليا، بمعنى أن الفرش الفتاتي الذي ذكرناه يرقد فوق وسادة ليست شديدة الصلابة، ثم ترقد هذه الوسادة فوق الدعامة الصلبة للقارة.. إن تكوين هذه الوسادة يستلزم أن يغمر البحر أجزاء من القارة لملايين السنين ليرسّب هذه الوسادة، ثم يتراجع تاركاً أياماً فوق اليابسة لتبدأ عمليات الفرش الأخرى تباعاً، فتبارك الله أحسن الخالقين.
لمحة حنان من الله الحنّان:
إن الطريقة التي تتراص بها حبيبات الفرش ليَسْجُدَ لها العلماء، فإن الناظر لقطاع رأسي يجد أن حجم الحبيبات غالباً ما يصغر من أسفل القطاع لأعلاه، أي أن أدق الأحجام تكون بالأعالي نتعامل معها، وذات الأحجام الأكبر تسفلها، وتتدرج الحبيبات في الكبر بصورة انسيابية حتى تصل إلى أكبر الأحجام في قاع القطاع، والتي ترقد بدورها فوق الغطاء الصخري المتماسك، ثم إن هذه الحبيبات بينها ما يعرفه العلماء (بالفراغات البينية) (9) والتي تمتلئ بالهواء، أو بالماء أحياناً.
وحينما يرقد الإنسان على هذه الأرض فإنها تهبط، وتتضاغط الحبيبات وفقاً لما يقع عليها من ضغط، فالرأس لها وزن غير المناكب، فما يسفل الرأس يستجيب وفقاً لوزن رأسك وما يسفل المنكبين يستجيب وفقاً لوزن هذا الجزء من جسدك... وبالتالي، فإن الأرض تتشكل وفقاً لك مستجيبة لحالتك، فإذا قمت مِنْ عليها عادت إلى طبيعتها وانتفشت انتظاراً لقادم جديد، ولذلك، فإن أكثر المراقد راحة وسلامة، للجسد هي أرض الله المفروشة ببساط قدرته، أما إن رقدت فوق أسرة البشر، واستخدمت وسائدهم، فإن مشاكل العمود الفقري وآلام العضلات سوف تلاحقك على المدى الطويل، وقد أدرك علماء الطب هذه الحقيق الأخيرة، ويحاول المخترعون الآن تجهيز وسائد مطاطية تتشكل وفقاً لعمودك الفقري وفقراتك العنيفة، إن نمت عليها، ويبيعونها بأعلى الأسعار.
وكذلك، فلا تعجب إن قال خير البشر وأفهمهم لكتاب الله وأقربهم زلفى لدى الله: ( يا حنان يا منان: يا بديع السماوات والأرض: لبيك لا شريك لك لبيك)... فلا بد أنه أحس الحنان وأحس بالفضل والمنة في خلق السماوات والأرض، فقد كان صلى الله عليه وسلم حينها يتفكر في خلق السماوات والأرض: { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 191].
نظرات:
بعد أن خلق الله تعالى السماوات والأرض: { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [غافر: 57]. وفي الأرض: { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [النازعات: 30]. وفرشها: { وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ } [الذاريات: 48]. وقدر فيها أقواتها: { وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ } [فصلت: 10]. وزينها: { وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ } [الحجر: 16]. فجعل فيها بديع الخلق، من مساقط المياه وزرع ونخيل وزهور وحبوب وطيور مختلف ألوانها، وسماء باهرة الحسن، وغير ذلك من الآيات المبهرة... وصدق الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله جميل يحب الجمال).
جاء خلق الإنسان بعد ذلك، فهو من أحدث الكائنات، فعمره لا يزيد – في أرجح الأقوال – عن بضع عشرات الألوف من السنين، بينما يبلغ عمر الأرض (4500) مليون سنة.
بعد هذا الإعداد الهائل لآلاف الملايين من السنين قال الله للملائكة: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.... } [البقرة: 30]... أسوق هذا لأدلل على أن المحبة من الله سبقت وجودنا، وما آلاف الملايين من السنين إلا محبة يعدّ الله لنا في كل لحظة منها ما يجعلنا سعداء آمنين حين يسكننا الأرض: إنك إن أحببت شخصاً، أو جنيناً سيولد لك، فإنك تعد له، ولكن إلى كم وإلى متى ستعد له، إن الله الحبيب أعد لنا هذا المهد طوال (4500) مليون سنة، وهذا يدعونا إلى الخشوع وإلى أن نسجد شاكرين له وحده لا شريك له... وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال ساجداً: ( أمرغ وجهي في التراب لسيدي وحق لوجهي أن يمرغ لسيدي) (10).
المهد يتحرك:
تأكد لعلماء الجيولوجيا أن قطع الأرض ما زالت تتحرك سابحة فوق بطانة الوشاح التي تسفلها مباشرة، وقد أدت أبحاث مستفيضة – استغرقت أكثر من خمسين عاماً – إلى أن قطع القشرة الأرضية الهائلة الحجم تتحرك... ولنعطي مثالاً علمياً لجزء واحد منها، وهو ما يعرف (باللوح الإفريقي)(11) ويشتمل قارة إفريقيا، والنصف الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، والنصف الغربي للبحر الأحمر، والنصف الشرقي للمحيط الأطلسي الجنوبي، وجزء كبير من قاع المحيط الهندي... هذا الجزء يتحرك بما عليه من سلاسل الجبال الممتدة من صحرائنا الشرقية، جنوباً في السودان ثم الحبشة. وجبال شمال إفريقيا وغربها وجنوبها الغربي... كل هذا اللوح العظيم من ألواح القشرة الأرضية يتحرك حركة بطيئة جداً، تصل إلى عدة سنتيمترات كل عام، في عكس اتجاه حركة عقارب الساعة، مع الاندفاع نحو الشمال في حركة انسيابية مزدوجة.. فيجانب أنه يدور حول نفسه في حركة دائرية، فإنه يندفع في الوقت نفسه ناحية الشمال.
ويتحرك ( اللوح العربي) (12) المجاور لنا من ناحية الشرق، وهو اللوح الذي تقع فيه الجزيرة العربية بنفس الأسلوب، وفي نفس الاتجاه، ولكنه يسبح بسرعة أكبر من سباحة اللوح الإفريقي، فاللوح الإفريقي يجري خلف اللوح العربي، ولكن الأخير يسبقه قليلاً كل عام، مما يتسبب في اتساع البحر الأحمر بينهما إلى عدة سنتيمترات كل عام.. فلكي تتسع المسافة بينه وبينك لا يشترط أن نسير في اتجاهين متضادين، ولكن من الممكن أن يحدث هذا إذا سرنا في نفس الاتجاه، والذي في المقدمة يسير بسرعة أكبر من الذي يليه... وهنا سوف تتسع المسافة بيننا تدريجياً، وإن كان علماء الجيولوجيا قد أدركوا بعض الفوائد لهذه الحركات – لأنهم أول من اكتشفها – إلا أنني أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يجد فيه علماء البيولوجيا فوائد جمة لهذه الحركات، فلا بد أن لها تأثيراً على الحياة النباتية والحيوانية على مر العصور، وقد تلحق أو لا تلحق بهذا اليوم، فقد تكون عند الرفيق الأعلى الذي يغنينا بعلمه وفيضه عن كل هذه الاجتهادات... ؟!
آليات الفرش:
إن الإنسان يستخدم في أعمال الفرش ألياف وميكنة، ظاناً أنه قد أدى العمل بآلياته، ولا ينظر للمواد التي استخدمها: كيف جاءت، وكيف أصبحت صالحة للاستخدام في عمليات الفرش... وهو بكل آلياته يعمل في مجال محدود للغاية.. أما الآلية التي وضعها الله في الأرض فهي تحوي أكثر من مليون عملية، نعرفها حتى الآن، تتناغم مع بعضها عبر الزمان والمكان، لتكوّن منظومة الفرش، فالنشاط الناري يقوم بدفع المواد من باطن الأرض ليكوّن صخوراً نارية، تشكل المصدر الأم للمواد، وما يحدث لها بعد ذلك من تجوية وتعرية وتكوين صخور رسوبية ثم متحولة فنارية مرة أخرى، وهو ما يعرف بـ (الدورة الصخرية)(13). وهناك دورة أخرى تعرف (بالدورة الحركية) (14) والتي تتسبب في تحرك المواد وصعودها وهبوطها ودورة ثالثة تعرف ( بالدورة المائية) (15)، وهي حركة المياه والهواء وغازات الغلاف الجوي... وهذه الدورات الثلاث تتداخل مع بعضها وتعمل بلا تعارض، بل تتوافق في منظومة واحدة. ولكل مكان وكل ظرف قانون، حتى تحيرت عقول علماء الجيولوجيا وعاش الآلاف منهم في كل عصر يدرسون ويدققون فيما يحدث أمامهم.
إن أهم المعجزات في نظام الأرض هو الدوام الدوري للعمليات الجيولوجية، والتي لا تتوقف أبداً إلا بفناء الأرض ومن عليها، حتى علم الجيولوجيون أن التغيير الدائم لسطح الأرض هو القانون الثابت، بمعنى أن الثابت الوحيد هو التغير، إن عمليات فقدان الكتلة الصخرية من أماكن ونقلها إلى أماكن أخرى، وعمليات تكون الأنهار ( وصباها وشبابها وشيخوختها) وانتقالها من مكان لآخر، وحركة المياه الجوفية والبحرية والثورات البركانية (16) والانجرافات القارية (17)، وغير ذلك، مما يضيق المقام عن ذكره... كل هذا يحدث ولا يحس البشر بمعظمه، وبطريقة هادئة رائعة الحُسْن لا تعطل مجرى حياتنا، بل تساعدنا على أداء رسالتنا التي خلقنا من أجلها... إن هذا التناغم لا يكون إلا يفعل الخالق العظيم جل جلاله، وللإنسان أن يدعى ما يشاء إلا أن العالم من البشر يبقى دائماً في زمرة الذين وصفهم الله في كتابه العزيز: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } [فاطر: 28].
مصدر الصور الموسوعة الحرة
==============
(1) محاضرة ألقيت بالموسم الثقافي لعام 2001م.
(2) أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة، وعضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة في الجيولوجيا.

(3) شكل الأرض (Shape of Earth)، هو ما تبدو عليه الأرض للعين إن نظرت العين إليها من بعيد، أو إن صُغّرت الأرض وصُنِعَ لها نموذج تنظر إليه العين ( المحرر العلمي).
(4) المجرة (Galaxy): اسم يطلق على مجرة سكة اللبانة ( التبانة) قديماً، ويطلق حديثاً على المجموعات النجمية الأخرى، ومجرة سكة اللبانة تنتمي إليها مجموعتنا الشمسية، وما لا يقل عن مائة مليون نجم آخر – إضافة إلى الشمس – وكميات كبيرة من مادة ما بين النجوم، وتشكل النجوم ما يعرف بالحشود النجمية، والحشد النجمي إذا نظرت إليه من خارجه يبدو كما لو كان قرصاً له نواة مركزية تزيد فيها كثافة النجوم عند مناطق الحافة، والمجرات أنواع، منها المجرة الراديوية، والمجرة المتلاصقة، والمجرة القزم والمجرة المجالية... إلخ ( المحرر العلمي).
(5) القشرة الخارجية: القشرة الأرضية (Crust): هي الجزء الخارجي من الأرض، والذي يحيط بها من كل جانب كقشرة البيضة تحيط بها، وهي رقيقة بالنسبة لحجم الأرض، وإن بدت لنا سميكة (المحرر العلمي).
(6) الوشاح (Mantle): هو ما يلي القشرة الخارجية للأرض ويمتد إلى داخلها، وإلى ما يعرف بقلب الأرض ( أو لب الأرض Core)... فالوشاح تعلوه القشرة.. وهو يعلو قلب الأرض (المحرر العلمي).
(7) النقاط الساخنة (Hot Spots): هي أماكن على الأرض ترتفع عندها درجة حرارة الأرض عن المعدل العام نتيجة لوجود نشاط ناري تحت هذا الموقع ينبع من أعماق الأرض ( المحرر العلمي).
(8) الصدع (Fault): هو شرخ في الأرض يتبعه تحرك الصخور على جانبي هذا الشرخ، فالصدع هو نتاج لعمليتين: كسر، وحركة ( المحرر العلمي).
(9) الفراغات البينية (Intervening): هي ما يوجد من الفراغ بين الحبيبات المتراصة، فلو وضعنا كورات البليارد مثلاً في صندوق، فإننا سنرى فراغات موجودة فيما بينها، بحكم وضعها بالنسبة لبعضها البعض ( المحرر العلمي).
(10) يجب أن نفهم هذا في ضوء عدة آيات قرآنية، منها ما يفيد تنفيذ أمر الله في لا شيء، مثل قول الله تعالى: { إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس: 82]... ومنها ما يقرر خصوصية الزمن عند الله، فقد يكون اليوم عند الله كألف سنة من سني البشر، وقد يكون اليوم عنده سبحانه كخمسين ألف سنة (المحرر العلمي).
(11) اللوح الإفريقي (African Plate): هو ذلك الجزء من القشرة الأرضية الذي يحوي قارة إفريقيا، والنصف الجنوبي للبحر المتوسط، والنصف الغربي لبحر الأحمر، والجزء الشرقي للمحيط الأطلسي، وجزء من المحيط الهندي جنوباً، وكل حد من هذه الحدود عنده صدع عظيم ( المحرر العلمي).
(12) اللوح العربي (Arabian Plate): هو ذلك الجزء من القشرة الأرضية الذي يحوي الجزيرة العربية، والنصف الشرقي من البحر الأحمر، وجزء من المحيط الهندي جنوباً، وتحده شرقاً جبال زجرلين في إيران، وكل حد لهذا النوع عنده صدع عظيم ( المحرر العلمي).
(13) الدورة الصخرية (Rock Cycle): الصخور كلها صخور صلبة في الأصل، وقد نتجت عن النشاط الناري، وهذه الصخور الصلبة تتعرض للتفتت والنقل والترسيب، فتكون صخوراً رسوبية، وقد تتعرض هذه وتلك للضغط والحرارة، فتتحول إلى ما يعرف بالصخور المتحولة، وإذا زاد الضغط والحرارة صهرت الصخور وكونت جبلاً جديداً من الصخور النارية الصلبة، وهكذا... (المحرر العلمي).
(14) الدورة الحركية (Plate tectonic cycle): أجزاء الأرض تتحرك بالنسبة لبعضها البعض، فيتباعد جزءان ويصطدم جزءان، كل منهما بالآخر، فيغوص تحته، فيصهر في باطن الأرض، وعند التباعد يخرج صهيراً من الأرض يملأ ما غاص وذاب من خور عند الجزأين المتصادمين، وهكذا تأخذ الأرض وتعطي في دورة ( المحرر العلمي).
(15) الدورة المائية (Water of Hydro-cycle): الماء يتبخر من الأرض فيعلو في السماء فيسقط مطراً يجري في الأنهار، فيعود إلى البحر كما كان، وقد يخزن في باطن الأرض فيستخرجه الإنسان ويعيده من خلال الصرف إلى مجاري تصل به إلى البحر ثانية، وهكذا، فما نشربه الآن من ماء قد يكون شربه من قبلنا (المحرر العلمي).
(16) الثورات البركانية (Volcanic revolution): تأتي على الأرض أزمان يكثر فيها انفجار البراكين وخروج مكونات الأرض إلى خارجها، وكأنها ثورة لا تبقي ولا تذر، وخروج الحمم من بركان هو نتيجة ثورة هذا البركان، وبهذا البركان بعد حين ويعود إلى ما كان عليه ( المحرر العلمي).
(17) الانجرافات القارية (Continental drifts): القشرة الأرضية مقسمة إلى أجزاء، كل جزء يحوي قارة من القارات، وهذا الأجزاء بقاراتها تتحرك وتنجرف عن موقعها متباعدة أو متصادمة، وقد ثبت للعلماء هذا، وقد كانوا في حيرة من حيث تفسير كيفية حدوث هذه الانجرافات، حتى توصلوا إلى ذلك في منتصف السبعينات من القرن العشرين (المحرر العلمي).
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 75 ( الأعضاء 0 والزوار 75)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 249.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 243.77 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]